المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرح الذي لا ينطق به


sasso
03-30-2011, 12:41 PM
الفرح الذي لا ينطق به




"الذي وان لم تروه تحبونه. ذلك وان كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لاينطق به ومجيد" (1بط 8:1) هكذا كتب بطرس لاخوته في السجن . ما أعظمها شهادة لصحة إيمان أولئك المسيحيين الأولين ! لقد رأى بطرس الرب وسار في رفقته وسمعه يتكلم ن وإذ عرفه احبه . أما أولئك الذين كتب لهم ، كما نحن أيضاً ، فلم يروا الرب ، ولكن إذ آمنوا به ابتهجوا بفرح لا ينطق به ومجيد ، ذلك لأنهم أحبوه والتصقوا به وتألموا لاجله وانتظروا رجوعه .
توجد أفراح متنوعة على الأرض ولكن ليس بينها واحدا مشبع دائم . أما فرح الرب والفرح في الرب فشئ يختلف عن هذا كل الاختلاف. انه يشبع القلب كما انه فرح دائم ، ذلك لأن الشخص المبارك الذي هو فرحنا ، والذي به نفتخر إنما هو رب المجد الأبدي .
ولكن كيف نعرف مثل هذا الفرح الذي لا ينطق به ، الفرح الذي يفوق كل فرح آخر ، الفرح الذي يشبع ، الفرح الذي هو قوتنا الحقيقية لأنه مكتوب "لان فرح الرب هو قوتكم"؟ كثيرون من المؤمنين الحقيقيين لا يتمتعون كما يجب بهذا الفرح الذي لا ينطق به ومجيد كاختبارهم اليومي ، وما أكثر أولاد الله الذين يعوزهم هذا الفرح الحقيقي الذي يساعد على قهر الصعوبات والصبر في الآلام ، ويحفظ المؤمن هادئاً بينما كل شئ حوله يسير سيراً خاطئاً .
أن الابتهاج بفرح لاينطلق به ومجيد هو نتيجة للإيمان بالرب وجعله أمام القلب على الدوام . يجب أن يكون الرب غرض حياتنا الوحيد العظيم . يجب أن تكون أسعد أوقاتنا هي التي فيها نرى وجهه ونكون في شركه معه . يجب أن تكون رغبتنا الحارة المتزايدة هي وجودنا في شركة مقدسة معه بصورة أعمق . وكنتيجة لشركة كهذه لابد وان يزداد تكريسنا وخضوعنا وطاعتنا له . هذا هو الطريق الذي يزيد من ابتهاجنا بفرح لا ينطق به ومجيد . وكل هذا يتوقف على النمو في النعمة وفي معرفة الرب يسوع المسيح . وهذا النمو لا يمكن أن يحصل إلا إذا كنا باستمرار نستعمل كلمة الله . إننا في الكلمة نجد رب المجد ومجد الرب ، وبواسطة كلمة الله وخدمة الروح القدس نتمتع بالرب أكثر ويصبح أمام قلوبنا كمن كله مشتهيات ، عندئذ ونحن ندرك "مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو" ونعرف "محبة المسيح الفائقة المعرفة" يملأنا روح الله بسلامة وفرحة .
أن الأيام الحاضرة تزداد شراً ، كما هو المنتظر أن تكون ، وتعمل قوات كثيرة ضد قطيع الله وغرضها ، إن أمكن ، سلبه كل شئ ، والطريق الوحيد للحفظ إنما هو معرفة الرب يسوع المسيح بصورة أكمل ، والشركة معه بصورة أعمق . واليوم ليس ببعيد ، الذي فيه سيتحول فرحنا الذي لا ينطق به بواسطة الإيمان إلى فرح لا ينطق به برؤيتنا أيا كما هو .