المصرى الأصيل
06-26-2011, 02:19 AM
1 - الخلفية :
في 597 ق.م. سبي نبوخذ نصر ملك بابل أول دفعة من اليهود . وفي 586 ق.م. عاد البابليون إلى أورشليم ونهبوا المدينة وأحرقوها بالنار وأحرقوا الهيكل ، وسبوا ما بين 60000 ، 80000 من اليهود . وأقام المسبيون في مناطق مختلفة في بابل وكان لهم نوع من الحرية ، فاشتغلوا بالزراعة والتجارة ، واقتنى بعضهم ثروات لا بأس بها ، وكان شيوخهم يديرون شئونهم . كما شغل بعضهم مراكز هامة فى الدولة مثل دانيال وأصحابه الثلاثة . كما كان نحميا ساقياً للملك أرتحشستا ، وكانت هذه وظيفة رفيعة لا يشغلها إلا من كان موضع ثقة . كما ظهر بينهم أنبياء مثل حزقيال ، مما ساعد على حفظ المسبيين من غوايات العبادات الوثنية .
وباستيلاء كورش الأكبر ملك فارس (559-530 ق.م) على بابل ، تغير وضع اليهود المسبيين تغيراً جذرياً ، فقد كان كورش رجل دولة مستنير حكيم ، فأصدر مرسوماً ملكياً يمنح الحق للمسبيين في العودة إلى بلادهم ، وبناء بيت الرب في أورشليم ( عز 1 : 2 - 4 ) . فعاد فريقان من المسبيين وبنوا الهيكل فى أورشليم فى 516 ق.م. فى موضع هيكل سليمان . ثم فى عهد الملك ارتحشستتا الأول ( 464 - 424 ق.م. ) عاد فريقان آخران ، أولهما بقيادة عزرا ( فى 458 ق.م. ) وثانيهما بقيادة نحميا ( فى 445 ق.م. ) . ومن أولئك العائدين ونسلهم ، نشأ الشعب اليهودي منفصلاً عن الأمم وعبادة الأوثان ، متمسكاً بالشريعة .
2 - القصة فى نحميا :
فى شتاء 445 ق.م. كان مقر الملك أرتحشستا في شوشن العاصمة القديمة لعيلام ( نح 1 : 1 ) . وكان نحميا - كما سبقت الإشارة - ساقياً للملك ( نح 2 : 1 ) . وجاء إليه رجال من يهوذا كان منهم إخوة حناني ، ولما سألهم عن حال الذين بقوا من السبي في بلادهم، قالوا له : إنهم " في شر عظيم وعار ، وسور أورشليم منهدم وأبوابها محروقة بالنار " (نح 1 : 2 -4) ، فأزعجته هذه الأخبار وأحزنته . وبعد ذلك بنحو أربعة أشهر ، قضاها في النوح والصيام والصلاة ، حصل على إذن من الملك بالذهاب إلى أورشليم فى حراسة قوية من جنود وفرسان ، وخطابات توصية لسائر الولاة في البلاد التى سيمر بها ، وإلى حارس فردوس الملك ليعطيه ما يشاء من الأخشاب ( نح 1 : 5 - 2 : 11 )
وبعد ثلاثة أيام من وصوله إلى أورشليم ، قام ليلاً باستكشاف الأحوال ، فدار حول المدينة ، وأيقن أن واجبه الأول هو إعادة بناء سور المدينة ( نح 2: 12 - 3 : 32 ) .
وقد أثار ذلك حفيظة الأعداء المتربصين ، وعلى رأسهم سنبلط الحوراني ، وطوبيا العبد العمونى ، وجشم العربي ، وكانوا أعداء الداء ودهاة ماكرين ، فحاولوا أحباط عزيمة نحميا عن طريق الاستهزاء والاحتقار ونشر الإشاعات الخبيثة ، فادعوا أن بناء السور ما هو إلا مقدمة للتمرد على الملك ( نح 2 : 19 ، 4 : 1 - 3 و 7 - 14 ، 6 : 1 - 9 ) . ولكن نحميا واجه كل المكايد والمؤامرات بالصلاة ، وبعزيمة لاتلين واصل العمل .
ولم يقتصر الأمر على أولئك الأعداء من الخارج ، بل تعرض للمقاومة من بعض الخونة من الداخل ( نح 6 : 10 - 14 و 17 - 19 ) . ورغم كل هذه المقاومات ، تم بناء السور في زمن قياسي ( نح 6 : 15 ) ، وتم تدشينه في احتفال رائع ( نح 12 : 27 - 42 ) .
وكانت استجابة الشعب لقراءة عزرا الكاهن والكاتب لشريعة موسى وتفسير اللاويين لها ( نح 8 : 1 - 8 ) تجاوباً مزدوجاً واضحاً ، مصحوباً بالحزن والندامة على الخطية ، وكذلك بالفرح فى الرب وإحياء عيد المظال ( نح 8 : 9 - 18 ) ، وبالصوم والصلاة ( نح 9 : 1 - 17 ) . ثم قطعوا ميثاقاً وختموه ( نح 9 : 38 - 10 : 29 ) للسير فى شريعة الله وحفظ جميع الوصايا والفرائض والأحكام . ( نح 10 : 30 - 39 ) . ويسجل الأصحاحان الحادي عشر والثاني عشر مختلف المهام والواجبات المدنية والدينية ، وأسماء الأشخاص الذين أُوكل إليهم القيام بها ، ثم التعهد بالانفصال عن الغرباء والزوجات الأجنبيات ( نح 13 : 1 - 3 ) .
وهنا عاد نحميا إلى شوشن لرفع تقريره إلى الملك ، ثم حصل على إذن آخر بالعودة إلى أورشليم ، حيث وجد بعض المفاسد والانحرافات . فقد وجد ألياشيب الكاهن قد عمل مخدعاً لطوبيا العموني - عدوه اللدود - في ديار بيت الله ، فطرده وأمر بتطهير المخادع . كما وجد أن أنصبة اللاويين لم تُعطَ لهم ، فهجروا الخدمة . ورأى أن الكثيرين لا يحفظون السبت ( نح 13 : 10 - 22 ) ، كما أن الكثيرين قد تزوجوا بأجنبيات ( نح 13 : 23 - 25 ) ، فعالج نحميا كل هذه الانحرافات .
وهكذا يختم نحميا سفره طالباً أن يذكره الله بالخـــير ( نح 13 : 31 ) .
(3) تاريخية السفر :
يذكر يوسيفوس وغيره من قدماء الكتّاب أن سفرى عزرا ونحميا كانا سفراً واحداً باســم "سفر عزرا" ، وأول مخطوطة عبرية فصل فيها بين السفرين ترجع إلى 1448 ، فأصبحت التوراة العبرية تحتوى على سفر عزرا وسفر نحميا . وفي المخطوطات اليونانية للعهد القديم ( السبعينية ) كانا يشكلان أيضاً سفراً واحداً ، وأول من ذكر الفصل بينهما هو أوريجانوس في بداية القرن الثالث بعد الميلاد . وهناك إجماع على أصالة سفر نحميا ، وبخاصة أنه في غالبية السفر يستخدم ضمير المتكلم .
كما أن هناك برديات اكتشفت في 1908 في جزيرة ألفنتين بالقرب من أسوان في صعيد مصر ، وكان بسماتيك الثانى فرعون مصر ( 593 - 588 ق.م. ) من الأسرة السادسة والعشرين، قد أقطعها لجماعة من اليهود. والبرديات مكتوبة بالأرامية ، وفي حالة جيدة ، وترجع إلى القرن الخامس قبل الميلاد ، أى إلى فترة الحكم الفارسي لمصر ، أى أنها تكاد تعاصر زمن نحميا .
وأهم ما في هذه البرديات ، صورة خطاب مرسل للوالي الفارسي على يهوذا في 407 ق.م. وكان المعبد اليهودي في الجزيرة قد تهدم قبل ذلك بثلاث سنوات ، مما دعاهم للكتابة ليهوحانان رئيس الكهنة في أورشليم ( ارجع إلى نحميا 12 : 12 و 13 ) . وفي خطابهم لوالى يهوذا ، طلبوا الإذن لهم بإعادة بناء هيكلهم ، وذكروا أنهم أرسلوا طلباً مماثلاً إلى دلايا وشلميا ابني سنبلط ( عدو نحميا - 2 : 10 و 19 و 4 : 1 ) . وتكشف برديات ألفنتين أن سنبلط كان حاكماً لولاية السامرة ، وأن طوبيا كان حاكما لولاية عمون فى شرقى الأردن ( نح 2 : 10 و 19 ) . وهنا نجد دليلاً واضحاً على أنه كانت في يهوذا سلطة مزدوجة : مدنية ودينية ، وأن رئيس الكهنة فى 408 / 407 ق.م. كان يهوحانان ( نح 12 : 13 ) .
كما اكتشف علماء الآثار دليلاً آخر على تاريخية سفر نحميا في شكل رسالة وجدت فى " جرزا " في مصر مرسلة من " طوبيا حاكم عمون " تتعلق بشئون يهوذا . والأرجح أن مرسلها كان أحد أحفاد طوبيا العموني عدو نحميا ، وأن حشم العربى ( نح 6 : 6 ) كان حاكماً على شمال غربي شبه الجزيرة العربية ، من قبل ملوك فارس .
(4) موجز السفر :
1 - أخبار سيئة عن الحال فى أورشليم ، تدعو نحميا إلى الانسكاب أمام الرب ( 1 : 1 - 11 ) .
2- الملك ارتحشستا يمنحه الإذن للذهاب إلى أورشليم حاكماً على يهوذا لإعادة بناء سور المدينــة (2:1-11)
3 - وصوله إلى أورشليم ، واستكشافه للحال ، ومقاومة الولاة المجاورين ( 2 : 12 - 20 ) .
4 - قائمة بأسماء من اشتركوا فى ترميم السور وأماكن عملهم ( 3 : 1 - 32 ) .
5 - محاولة الأعداء إيقاف العمل بأساليب متعددة ، من الاستهزاء والتخويف والتهديد ( 4 : 1 - 23 ) .
6 - المشكلات بسبب شكوى الفقراء من استغلال الأغنياء لهم ( 5 : 1 - 9 ) .
7 - اتهام الأعداء له بأنه يريد أن يقيم من نفسه ملكاً ( 6 : 1 - 14 ) .
8 - إتمام بناء السور في 25 يوماً ، وتنظيم المدينــــة ( 6 : 15 - 7 : 4 ) .
9 - سجل بالعائدين ، شبيه بما جاء فى الأصحاح الثانى من سفر عزرا ( 7 : 5 - 73 ) .
10 - عزرا يقرأ سفر الشريعة ، واللاويون يفسرونه للشعب ( 8 : 1 - 18 ) .
11 - اجتماع الشعب فى صوم وصلاة ، ثم عقد الميثاق للطاعة للرب ( 9 : 1 - 10 : 39 ).
12 - سجل بسكان أورشليم وما حولها (11 : 1 - 36).
13- سجل بأسماء الكهنة واللاويين من بدء العودة إلى نهاية عصر الامبراطورية الفارسية ( 12 : 1 - 26) .
14 - تدشين السور وتنظيم العبادة ( 12:27 -13 :3)
15 - إ صلاحات نحميا التى قام بها بعد عودته من زيارته لشوشن القصر ( 13 : 4 - 31 ) .
في 597 ق.م. سبي نبوخذ نصر ملك بابل أول دفعة من اليهود . وفي 586 ق.م. عاد البابليون إلى أورشليم ونهبوا المدينة وأحرقوها بالنار وأحرقوا الهيكل ، وسبوا ما بين 60000 ، 80000 من اليهود . وأقام المسبيون في مناطق مختلفة في بابل وكان لهم نوع من الحرية ، فاشتغلوا بالزراعة والتجارة ، واقتنى بعضهم ثروات لا بأس بها ، وكان شيوخهم يديرون شئونهم . كما شغل بعضهم مراكز هامة فى الدولة مثل دانيال وأصحابه الثلاثة . كما كان نحميا ساقياً للملك أرتحشستا ، وكانت هذه وظيفة رفيعة لا يشغلها إلا من كان موضع ثقة . كما ظهر بينهم أنبياء مثل حزقيال ، مما ساعد على حفظ المسبيين من غوايات العبادات الوثنية .
وباستيلاء كورش الأكبر ملك فارس (559-530 ق.م) على بابل ، تغير وضع اليهود المسبيين تغيراً جذرياً ، فقد كان كورش رجل دولة مستنير حكيم ، فأصدر مرسوماً ملكياً يمنح الحق للمسبيين في العودة إلى بلادهم ، وبناء بيت الرب في أورشليم ( عز 1 : 2 - 4 ) . فعاد فريقان من المسبيين وبنوا الهيكل فى أورشليم فى 516 ق.م. فى موضع هيكل سليمان . ثم فى عهد الملك ارتحشستتا الأول ( 464 - 424 ق.م. ) عاد فريقان آخران ، أولهما بقيادة عزرا ( فى 458 ق.م. ) وثانيهما بقيادة نحميا ( فى 445 ق.م. ) . ومن أولئك العائدين ونسلهم ، نشأ الشعب اليهودي منفصلاً عن الأمم وعبادة الأوثان ، متمسكاً بالشريعة .
2 - القصة فى نحميا :
فى شتاء 445 ق.م. كان مقر الملك أرتحشستا في شوشن العاصمة القديمة لعيلام ( نح 1 : 1 ) . وكان نحميا - كما سبقت الإشارة - ساقياً للملك ( نح 2 : 1 ) . وجاء إليه رجال من يهوذا كان منهم إخوة حناني ، ولما سألهم عن حال الذين بقوا من السبي في بلادهم، قالوا له : إنهم " في شر عظيم وعار ، وسور أورشليم منهدم وأبوابها محروقة بالنار " (نح 1 : 2 -4) ، فأزعجته هذه الأخبار وأحزنته . وبعد ذلك بنحو أربعة أشهر ، قضاها في النوح والصيام والصلاة ، حصل على إذن من الملك بالذهاب إلى أورشليم فى حراسة قوية من جنود وفرسان ، وخطابات توصية لسائر الولاة في البلاد التى سيمر بها ، وإلى حارس فردوس الملك ليعطيه ما يشاء من الأخشاب ( نح 1 : 5 - 2 : 11 )
وبعد ثلاثة أيام من وصوله إلى أورشليم ، قام ليلاً باستكشاف الأحوال ، فدار حول المدينة ، وأيقن أن واجبه الأول هو إعادة بناء سور المدينة ( نح 2: 12 - 3 : 32 ) .
وقد أثار ذلك حفيظة الأعداء المتربصين ، وعلى رأسهم سنبلط الحوراني ، وطوبيا العبد العمونى ، وجشم العربي ، وكانوا أعداء الداء ودهاة ماكرين ، فحاولوا أحباط عزيمة نحميا عن طريق الاستهزاء والاحتقار ونشر الإشاعات الخبيثة ، فادعوا أن بناء السور ما هو إلا مقدمة للتمرد على الملك ( نح 2 : 19 ، 4 : 1 - 3 و 7 - 14 ، 6 : 1 - 9 ) . ولكن نحميا واجه كل المكايد والمؤامرات بالصلاة ، وبعزيمة لاتلين واصل العمل .
ولم يقتصر الأمر على أولئك الأعداء من الخارج ، بل تعرض للمقاومة من بعض الخونة من الداخل ( نح 6 : 10 - 14 و 17 - 19 ) . ورغم كل هذه المقاومات ، تم بناء السور في زمن قياسي ( نح 6 : 15 ) ، وتم تدشينه في احتفال رائع ( نح 12 : 27 - 42 ) .
وكانت استجابة الشعب لقراءة عزرا الكاهن والكاتب لشريعة موسى وتفسير اللاويين لها ( نح 8 : 1 - 8 ) تجاوباً مزدوجاً واضحاً ، مصحوباً بالحزن والندامة على الخطية ، وكذلك بالفرح فى الرب وإحياء عيد المظال ( نح 8 : 9 - 18 ) ، وبالصوم والصلاة ( نح 9 : 1 - 17 ) . ثم قطعوا ميثاقاً وختموه ( نح 9 : 38 - 10 : 29 ) للسير فى شريعة الله وحفظ جميع الوصايا والفرائض والأحكام . ( نح 10 : 30 - 39 ) . ويسجل الأصحاحان الحادي عشر والثاني عشر مختلف المهام والواجبات المدنية والدينية ، وأسماء الأشخاص الذين أُوكل إليهم القيام بها ، ثم التعهد بالانفصال عن الغرباء والزوجات الأجنبيات ( نح 13 : 1 - 3 ) .
وهنا عاد نحميا إلى شوشن لرفع تقريره إلى الملك ، ثم حصل على إذن آخر بالعودة إلى أورشليم ، حيث وجد بعض المفاسد والانحرافات . فقد وجد ألياشيب الكاهن قد عمل مخدعاً لطوبيا العموني - عدوه اللدود - في ديار بيت الله ، فطرده وأمر بتطهير المخادع . كما وجد أن أنصبة اللاويين لم تُعطَ لهم ، فهجروا الخدمة . ورأى أن الكثيرين لا يحفظون السبت ( نح 13 : 10 - 22 ) ، كما أن الكثيرين قد تزوجوا بأجنبيات ( نح 13 : 23 - 25 ) ، فعالج نحميا كل هذه الانحرافات .
وهكذا يختم نحميا سفره طالباً أن يذكره الله بالخـــير ( نح 13 : 31 ) .
(3) تاريخية السفر :
يذكر يوسيفوس وغيره من قدماء الكتّاب أن سفرى عزرا ونحميا كانا سفراً واحداً باســم "سفر عزرا" ، وأول مخطوطة عبرية فصل فيها بين السفرين ترجع إلى 1448 ، فأصبحت التوراة العبرية تحتوى على سفر عزرا وسفر نحميا . وفي المخطوطات اليونانية للعهد القديم ( السبعينية ) كانا يشكلان أيضاً سفراً واحداً ، وأول من ذكر الفصل بينهما هو أوريجانوس في بداية القرن الثالث بعد الميلاد . وهناك إجماع على أصالة سفر نحميا ، وبخاصة أنه في غالبية السفر يستخدم ضمير المتكلم .
كما أن هناك برديات اكتشفت في 1908 في جزيرة ألفنتين بالقرب من أسوان في صعيد مصر ، وكان بسماتيك الثانى فرعون مصر ( 593 - 588 ق.م. ) من الأسرة السادسة والعشرين، قد أقطعها لجماعة من اليهود. والبرديات مكتوبة بالأرامية ، وفي حالة جيدة ، وترجع إلى القرن الخامس قبل الميلاد ، أى إلى فترة الحكم الفارسي لمصر ، أى أنها تكاد تعاصر زمن نحميا .
وأهم ما في هذه البرديات ، صورة خطاب مرسل للوالي الفارسي على يهوذا في 407 ق.م. وكان المعبد اليهودي في الجزيرة قد تهدم قبل ذلك بثلاث سنوات ، مما دعاهم للكتابة ليهوحانان رئيس الكهنة في أورشليم ( ارجع إلى نحميا 12 : 12 و 13 ) . وفي خطابهم لوالى يهوذا ، طلبوا الإذن لهم بإعادة بناء هيكلهم ، وذكروا أنهم أرسلوا طلباً مماثلاً إلى دلايا وشلميا ابني سنبلط ( عدو نحميا - 2 : 10 و 19 و 4 : 1 ) . وتكشف برديات ألفنتين أن سنبلط كان حاكماً لولاية السامرة ، وأن طوبيا كان حاكما لولاية عمون فى شرقى الأردن ( نح 2 : 10 و 19 ) . وهنا نجد دليلاً واضحاً على أنه كانت في يهوذا سلطة مزدوجة : مدنية ودينية ، وأن رئيس الكهنة فى 408 / 407 ق.م. كان يهوحانان ( نح 12 : 13 ) .
كما اكتشف علماء الآثار دليلاً آخر على تاريخية سفر نحميا في شكل رسالة وجدت فى " جرزا " في مصر مرسلة من " طوبيا حاكم عمون " تتعلق بشئون يهوذا . والأرجح أن مرسلها كان أحد أحفاد طوبيا العموني عدو نحميا ، وأن حشم العربى ( نح 6 : 6 ) كان حاكماً على شمال غربي شبه الجزيرة العربية ، من قبل ملوك فارس .
(4) موجز السفر :
1 - أخبار سيئة عن الحال فى أورشليم ، تدعو نحميا إلى الانسكاب أمام الرب ( 1 : 1 - 11 ) .
2- الملك ارتحشستا يمنحه الإذن للذهاب إلى أورشليم حاكماً على يهوذا لإعادة بناء سور المدينــة (2:1-11)
3 - وصوله إلى أورشليم ، واستكشافه للحال ، ومقاومة الولاة المجاورين ( 2 : 12 - 20 ) .
4 - قائمة بأسماء من اشتركوا فى ترميم السور وأماكن عملهم ( 3 : 1 - 32 ) .
5 - محاولة الأعداء إيقاف العمل بأساليب متعددة ، من الاستهزاء والتخويف والتهديد ( 4 : 1 - 23 ) .
6 - المشكلات بسبب شكوى الفقراء من استغلال الأغنياء لهم ( 5 : 1 - 9 ) .
7 - اتهام الأعداء له بأنه يريد أن يقيم من نفسه ملكاً ( 6 : 1 - 14 ) .
8 - إتمام بناء السور في 25 يوماً ، وتنظيم المدينــــة ( 6 : 15 - 7 : 4 ) .
9 - سجل بالعائدين ، شبيه بما جاء فى الأصحاح الثانى من سفر عزرا ( 7 : 5 - 73 ) .
10 - عزرا يقرأ سفر الشريعة ، واللاويون يفسرونه للشعب ( 8 : 1 - 18 ) .
11 - اجتماع الشعب فى صوم وصلاة ، ثم عقد الميثاق للطاعة للرب ( 9 : 1 - 10 : 39 ).
12 - سجل بسكان أورشليم وما حولها (11 : 1 - 36).
13- سجل بأسماء الكهنة واللاويين من بدء العودة إلى نهاية عصر الامبراطورية الفارسية ( 12 : 1 - 26) .
14 - تدشين السور وتنظيم العبادة ( 12:27 -13 :3)
15 - إ صلاحات نحميا التى قام بها بعد عودته من زيارته لشوشن القصر ( 13 : 4 - 31 ) .