المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ******* الاغتراب عن النفس ********


marcoo maher
08-10-2011, 03:33 PM
******* الاغتراب عن النفس ********



الاغتراب عن النفس معناه الفشل فى اشباع الاحتياجات النفسية المختلفة والفشل فى استثمار الطاقات التى يمتلكها الانسان , مما يحث ضغوطا نفسية وعصبية فى حياة الانسان ..

الحاجات الانسانية الاساسية
----------------

فى اعماق الانسان احتياجات اساسية يصعب ان يحيا سعيد دون اشباعها بأسلوب سليم وهذه بعضها :

1- الحاجة الى الحب
-------------

الانسان كائن اجتماعى لايستطيع ان يعيش بمعزل عن الاخرين , بل يريد ان يكون محبا ومحبوبا .. وفى اعماق كل منا طاقة عاطفية ضخمة اكتسبها من خلال انفعالات الحياة اليومية حبا وكرها .. فهذا يحب ذاك والثانى يحب الفضيلة والثالث يحب المال .. الخ ... هذه كلها عواطف تتجه نحو اشخاص او اشياء او قيم , وتختلف من انسان الى اخر حسب مايقابل الانسان فى حياته , وحسب تكوينه الروحى ..

فالانسان الروحى يحب الجميع " الاشخاص " , ويحب الفضيلة " القيم " , ويكره الرذيلة " الخطية والشهوات " .. ومن خلال هذه التفاعلات العاطفية يحقق الانسان مبادئه التى يعتنقها عن قناعة , ومن هنا لا يحدث له اغتراب عن النفس , بل رضى وسعادة حقيقية .. اما اذا عاش الانسان بعيدا عن الله فسوف تتحكم فيه الانفعالات الخاطئة والشهوات المختلفة التى تخنق كلمة الله فيعيش كارها للغير محبا لذاته وللذاته , فيحيا الغربة , ويتغرب عن النفس ..

2- الحاجة الى الاخر
--------------

الانسان كائن اجتماعى يرى فى الاخرين اعضاء مكملة فى الجسد الانسانى الواحد .
والانسان المسيحى يرى فى اخوته اعضاء مكملة فى جسد المسيح - الكنيسة , لذلك الانسان الروحى لايغير من الاخرين اذا مارأى فيهم نجاحات انسانية او روحية , ولايحسد غيره كما قال الرسول " المحبة لاتحسد " , ولايخاصم اصدقاءه لمجرد الانانية والذاتية متمثلا بالسيد المسيح الذى " لايخاصم ولا يصيح ولا يسمع احد فى الشوارع صوته " .. بل هو يرى فى الاخر مكملا له , فكلنا اعضاء فى جسد المسيح الواحد ..

وكما ان الاختلاف اساس للجسد اذ يستحيل ان يكون الجسد مجموعة متكررة من عضو واحد كذلك فالانسان السليم نفسيا واجتماعية وروحيا يرى فى الاختلاف وليس الخلاف مع اخوته شيئا اساسيا لسير الحياه وتكامل الوظائف ....

لاحياة بدون تنوع واختلاف سواء فى الامكانيات او الوظائف او العطايا الالهية .. المهم الا يتحول الاختلاف الى خلاف وخصام وانشقاق يدمر الجسد كله ..

والانسان الذى يحيا التوافق مع الاخرين , انسان سوى نفسيا واجتماعيا وروحيا .. ولا يحيا الاغتراب عن النفس حيث يجد نفسه فى وظيفته ودوره فى الجسد المتكامل .

3- الحاجة الى الآمن
-------------

اذ يستحيل ان يحقق الانسان ذاته وهو خائف مرتعد , فالخوف يشل الطاقات الكامنة فى حياة الانسان , بينما الامان يعطى النفس فرصة الظهور والانطلاق .. المهم ان يكون استخدام هذه الطاقات لخدمة الجماعة ليس لخدمة الذات وليس لحب الظهور وطلب المديح والمجد الباطل ...

المهم ان يكون الهدف هو مجد الله الصاحب الحقيقى لهذه الطاقات وهو الينبوع والمعطى والمصدر الذى اودع هذه الطاقات فى الانسان .

اما ان يعيش الانسان خائفا مذعورا بسبب امور هذه الحياه مهما كانت , فهذا لم يسمح للآنسان ان يحقق نفسه بنعمة الله بل سيرمى به فى قاع سحيق من السخط والتذمر والشلل ... وبالتالى سيحيا عذاب الاغتراب عن النفس اذ انه لم يستطيع تحقيق جوهر نفسه وابراز مافى اعماقه من عطايا الله لخير الجماعة .

مكتوب من مجلة عذراء الزيتون - النمسا