المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كنارة الروح القدس مار افرام السرياني


فادى نور
11-24-2011, 11:24 AM
:1141517523::1141517523:لد القديس افرام في مدينة نصيبين نحو سنة 300م من ابوين مسيحيين و منحدر من أولئك الجدود الشهداء الذين سفكوا دمائهم رخيصة على مذابح العقيدة المسيحية و قد حظي في أحضان أسرته التقية الفاضلة بتربية مسيحية لا غبار عليها. تدخلت النعمة الإلهية و قد عملت عملها المنعش المحيي محركة القلب و الروح فهجر افرام العالم مؤثراً كنوز السماء على خيرات الارض الفانية و عزم بهمة أن يقف نفسه نهائياً لخدمة الله و الدرس و التنقيب العلمي و قادت العناية الإلهية خطواته إلى القديس يعقوب اسقف نصيبين و رافقه سنة 325 م إلى المجمع النيقاوي و عندما عادا الى نصيبين أوكل يعقوب الى افرام ادارة معهد الدراسات الكتابية التي تعنى بتفسير الكتاب المقدس وقد اضحى هذا المعهد ذائع الصيت و ازدهر بشكل مرموق لما قدمه افرام من معارف موسوعية و غيرة رسولية ملتهبة. هاجر القديس افرام الى مدينة الرها بعد ان سلم الإمبراطور الروماني جوفيانوس مدينة نصيبين الى اعدائها الفرس. انسحب افرام لدى بلوغه الرها الى مغارة و حافظ هناك على صوم منعش للنفس و الجسد و ارتاح الى سهرات في هجعات الليل يناجي فيها الله و يتذوق التعزية الروحية و هكذا تهيأ لمكافحة الهراطقة في الدفاع عن الله و تعاليم الكنيسة كما عرف بمحبته العظيمة لمريم العذراء ومن اشهر ما قال عنها:((عظامي تصرخ في القبر ان مريم العذراء هي ام الله)) و في تلك الخلوة المقدسة تعرف افرام الى كثير من الرهبان يشهد لهم بالقداسة و من اشهرهم القديس ابراهيم كدنايا و الشيخ يوليانوس الذي لا يزال قبره مكرما في بلدة القريتين . جمع افرام الإيمان الحي و المشاعر الملهمة الى علم معلمي الكنيسة و الى الشعور المرهف و في اغلب الأحيان و عندما كان غائصاً في حرارة الوعظ يحرك القلوب و يحثها على التوبة شوهد يتوقف فترةً فاسحا ً المجال لدموعه بالإنسكاب فيشاطره المستمعون اليه التأثر و تذريف الدموع. سعى القديس افرام الى تلقين المسيحيين العقائد التي امن بها مستخدما وسيلة الشعر و الموسيقى و ما تزال مألفاته الشهيرة محفوظة في العالم المسيحي بترجمات يونانية, ارمنية, قبطية, عربية, اثيوبية.......فقد لجا الى السلاح نفسه الذي ركن اليه الهراطقة لينشروا اضاليلهم أي الى الموسيقى و الترانيم فأنشا جوقات من العذارى و علمهن ترانيم مجزأة الى مقاطع و لازمات و كان هو نفسه يرافقهن بانغام قيثارته. عرف القديس افرام بمحبته الكبيرة و عطفه العظيم مقتديا بمعلمه السيد المسيح فلم يفوت اي فرصة لمساعدة أهل الرها و التخفيف من ألامهم اتجه افرام الى مصر العليا التي كانت ماهولة بالرهبان المعروفين بقداستهم و من اشهرهم الناسك شواي و في الطريق و على متن السفينة هبت عاصفة هوجاء و خاف المسافرون أشد الخوف فحرضهم افرام على الصلاة و لكن العاصفة ازدادت هيجانا فإنتصب افرام على سطح المركب كما فعل يسوع على سفينة الرسل في طبرية و هتف((باسم السيد المسيح إهدا و إسكت)) فسكنت العاصفة لتوهاعزم افرام على التعرف الى القديس باسيليوس الكبير و بالفعل التقى به و منحه باسيليوس سيامة الشموسية الإنجيلية و كان قديسنا قد رفض تواضعاً منه درجة الكهنوت معتبراً نفسه غير أهل لهذه الكرامة مع تقدم افرام بالعمر اخذ يتهيأ للموت بإتحاد وثيق بالله أكثر من ذي قبل و فيما كان ممدداً على فراش الموت أخذ يوجه توصيات و نصائح لتلاميذه و إلى المؤمنين كافة مكوناً دستوراً ثميناً للحياة الرهبانية في الثامن عشر من تموز سنة 373 م أسلم القديس افرام روحه المقدسة إلى الله و بحسب وصيته دفن اولاً في مقبرة للغرباء ثم نقلت عظامه الطاهرة الى كاتدرائية الرها و وريت إلى جانب رفات الأساقفة و الشهداء و الرهبان المكرمين و فيما بعد حمل الصليبيون جزءاً كبيراً من ذخائره المقدسة و ما تزال محفوظة حتى الأن في روما تعد الكنائس الشرقية و خصوصاً الكنيسة السريانية مار افرام أبا للكنيسة السريانية و تحتفل بعيده في السبت الأول من الصوم. و قد اتخذت الراهبات الإفراميات في الطائفة السريانية الكاثوليكية مار افرام شفيعاً لهن و مشين على مثاله الصالح في نشر رسالة المسيح و تعاليمه بين الرعايا وهن يستقين القوة و النشاط من سجودهن ساعة في اليوم أمام القربان المقدس

avatakla
11-30-2011, 02:12 AM
ربنا يبارك خدمتك يا فادى
منتظرين المزيد