المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة في سفر يونان


avatakla
02-08-2012, 06:36 PM
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري

دراسة في سفر يونان

لماذا هرب يونان من تنفيذ أمر الله؟

1. نينوى (أي عاصمة مملكة أشور) كانت ألد أعداء إسرائيل (شعب يونان) فكان يونان يتمنى خرابها. بل بعد أن عاد وأنذرها جلس أمام المدينة منتظراً خرابها.
2. ربما خاف يونان من شر الأشوريون فهم دمويون وربما قتلوه لو أنذرهم.
· أحد ملوكهم حين أيقن أن ملك بابل سيهزمه جمع كل نساءه في قصره وأحرقهن.
· كانوا يسلخون الأسرى وهم أحياء.
· كانوا يقطعون رؤوس البعض ويعلقونها في أعناق الأحياء الآخرين.
· كانوا يلهون بقطع أنوف وآذان وأيدى الأسرى.
· كانوا يضعون الرؤساء والأمراء المهزومين في أقفاص ويعرضونهم للهزء بهم.
3. كان يونان يعرف أن الله رحيم وسيقبل توبتهم فيصير أمامهم ككاذب.
4. ذهابه لملك أشور يعتبر خيانة لملك إسرائيل.
5. ربما اتهمه الأشوريون بالتجسس للعدو.
6. ذهابه لشعب وثنى ضد فكر ومزاج شعب إسرائيل الذين يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار. وبذلك سيسقط في نظر شعبه (شعب وكهنة وأنبياء).
7. كان يتمنى بالأولى أن يرسله الله لشعب إسرائيل فيعظمه الشعب. على أن الله بعد نجاحه في مهمته مع نينوى عينه نبياً لشعب إسرائيل.

مع كل هذه الأسباب، هل كان يونان محقاً في هروبه ورفضه لوصية الله؟
قطعاً لا:
1. الله لا يخطئ.
2. حين يُرسل الله رسولاً أو يعطى الله إنسان وصية يعطيه إمكانيات إتمام عمله. وهذا ما نسميه وزنات أو مواهب.
”لِيَكُنْ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ مَا أَخَذَ مَوْهِبَةً يَخْدِمُ بِهَا بَعْضُكُمْ بَعْضاً، كَوُكَلاَءَ صَالِحِينَ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ” (ابط 4: 10).
”إِنْ كَانَ يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ فَكَأَقْوَالِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ يَخْدِمُ أَحَدٌ فَكَأَنَّهُ مِنْ قُوَّةٍ يَمْنَحُهَا اللهُ، لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ... ” (1بط 4: 11).
http://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
هل يجب أن ينجح الخادم الذي يُرسله الله؟

1. يونان نجح وتاب شعب نينوى ونجوا من الهلاك.
2. المسيح نفسه نجح مع قلة ورفضه الباقون، ولكن رسالته غيرت وجه العالم.
3. أرمياء لم ينجح مع أحد ورفضه الجميع.
لكن عن طريق ارميا أنذر الله الشعب بخراب أورشليم وخراب الهيكل وذهابهم للسبي إن لم يتوبوا
وبهذا تبرر الله في أحكامه إذ أنذر قبل أن يضرب.
وهذا هو أسلوب الله دائماً.. ينذر قبل أن يضرب.
أمثلة:
1. هذه المرة أرسل يونان فتابت نينوى ونجت من الهلاك. لكن بعد 100 سنة عادت لشرور أفظع فأرسل لها ناحوم النبي وأنذرها ولم تتب فإحترقت بيد ملك بابل.
2. الله أنذر سدوم وعمورة بعدة ضربات خفيفة قبل أن يحرقها.
http://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
وماذا يحدث لمن يرفض وصية الله؟

· فقام يونان ليهرب إلى ترشيش من وجه الرب فنزل إلى يافا
· فوجد سفينة ذاهبة إلى ترشيش ونزل فيها
· فأرسل الرب ريحاً.. فخاف الملاحون.. وأما يونان فكان قد نزل إلى جوف السفينة واضطجع ونام نوماً ثقيلاً..
1. إذاً هو نزول مستمر، كأن إنسان يتدحرج على سفح جبل ويعرض نفسه للهلاك.
2. النوم معناه عدم الشعور بإنذارات الله.
3. البحارة طلبوا منه الصلاة لإلهه بعد أن أيقظوه!!!
ياللعار البحارة الوثنيون يشعرون بغضب الله ونبي الله لا يشعر إذ نزل عن مستواه كثيراً ففقد الإحساس بصوت الله وإنذاراته.
http://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
هل يترك الله أولاده لهذا المصير؟ أي الهلاك؟

كما فعل الله مع الابن الضال ورده عن طريق مجاعة.. رد يونان عن طريق الرياح والنوء العظيم والحوت الذي ابتلعه..
الله له وسائل متعددة نسميها التجارب
فالخليقة كلها تحت أمره
فهل ننتظر حتى يهيج العالم في وجوهنا أو يبتلعنا حوت (العالم) أم نتوب؟
http://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
ما معنى شعب الله المختار؟

هل الله لم يتعامل إلاّ مع اليهود تاركاً بقية العالم؟
1. الله إله الخليقة كلها، يشرق شمسه على الأبرار والأشرار.
2. الكتاب المقدس هو تعاملات الله مع اليهود لذلك يركز على اليهود.. لكننا نلمح من خلال الكتاب المقدس أيضاً أن الله كان يتعامل ويدعو ويرحم ويكلم كل الخليقة.
أ‌- الله أرسل يونان لشعب نينوى الوثني.
ب‌- الله أعطى بلعام النبي الوثني أجمل نبوات عن المسيح وبواسطتها انتظر المجوس المسيح. ثم أرسل الله نجماً للمجوس ليذهبوا للمسيح.
ت‌- ملكي صادق كان كاهناً لله العلي وبارك إبراهيم أبو الآباء.
ث‌- موسى تزوج من بنت يثرون كاهن مديان ونسمع في (خر18) عن حكمة هذا الرجل ووصيته التي انتفع بها موسى. ومحبة هذا الرجل لله.
ج‌- أيوب وأصدقاؤه لم يكونوا من اليهود والله كان يكلمهم بالرؤى والأحلام والملائكة، بل مباشرةً.
ح‌- الله كلم أبيمالك ملك الفلسطنيين وكلم فرعون ونبوخذ نصر بالأحلام، بل أدّب نبوخذ نصر ملك بابل حتى آمن (دانيال 4).
خ‌- رقة مشاعر البحارة، في سفر يونان، تدل على تعامل الله معهم.
د‌- أرسل إيليا لصيدون وكان له رسالة معهم وكان لإليشع رسالة مع أرام.
http://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
إذاً ما معنى شعب الله المختار؟

هم كانوا مختارين ليعدهم الله كشعب يأتي منه المسيح وأمه العذراء ورُسُل المسيح. وكان عندهم النبوات التي تُظهر أن فكرة الفداء هي فكرة أزلية. وقال الآباء عنهم أمناء مكتبة المسيحية، فبين ايديهم نبوات ناطقة بفداء المسيح لكل العالم.
ولنعلم أن كنيسة المسيح عروس المسيح هي كنيسة واحدة ممتدة من آدم حتى اليوم مروراً بالشعب اليهودي.
قال بولس الرسول في (رو 11) أن اليهود (أي من في العهد القديم) هم الزيتونة الأصلية. ومن آمن منهم بالمسيح إستمر في الزيتونة. ومن رفض المسيح كان غصناً في الزيتونة رفضه الله وقطعه من الزيتونة. أما الأمم فكانوا زيتونة برية غريبة عن شعب الله. ومن آمن من الأمم صار غصناً أخذه الله وطعَّمَ به (ثبته) في الزيتونة الأصلية.
http://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
ما معنى نينوى المدينة العظيمة؟

وما معنى نينوى المدينة مسيرة 3 أيام؟
وما معنى المدينة مسيرة يوم واحد؟
http://st-takla.org/Pix/Bible-Illustrations/pub_Bible-Interpretations/1-El-3ahd-El-Kadim/Jonah/Outro/www-St-Takla-org__bible-figure-001.gifالمينة العظيمة = القاهرة الكبرى = (القاهرة + حلوان + الجيزة + قليوب)
نينوى المدينة العظيمة = نينوى الأصلية + رحوبوت + كالح + رسن (تك 10: 11)
مسيرة 3 أيام = هو محيط المدينة العظيمة. فكان هناك سور يحيط بالأربع مدن. يستطيع الإنسان أن يسير حوله في ثلاثة أيام.
مسيرة يوم = هو محيط نينوى الأصلية التي بها قصر الملك.
http://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
هذا السفر هو سفر حنان الله

1. حنان الله على شعب نينوى فهو لا يريد موت الخاطئ بل أن يرجع ويحيا (حز 18: 23).
2. حنان الله مع يونان فإذ أخطأ يونان أعاده الله بتجربة شديدة (تأديب) ومن يحبه الرب يؤدبه (عب 12: 6).
3. في أثناء التجربة يحيط الله يونان بالتعزيات (راجع إصحاح 2).
لأنك طرحتنى في العمق في قلب البحار فأحاط بي نهر (التعزيات)
شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني (نش 2: 6)
4. حينما تذمر يونان على الله إذ سامح نينوى وكان يتمنى هلاكها يعامله الله بمنتهي الحنان ويعطيه درساً باليقطينة.
5. بل حنان الله يمتد حتى إلى البهائم
أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد بها 120000 إنسان وبهائم كثيرة (يون 4: 11).
ألا يرزق الله طيور السماء (مت 6: 26)
وألا يرزق الله فراخ الغربان (مز 147: 9)
بل يهتم بزنابق الحقل ويعطيها جمالاً (مت 6: 28، 29).