المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذبيحة الاستعداد الحقيقى لطاعة الحق وتبعيته


حبيب يسوع
05-21-2012, 01:56 AM
مستعد قلبى يالله مستعد قلبى ..
مز 57 : 7

ذبيحة الاستعداد الحقيقى لطاعة الحق وتبعيته
------------------------------------------------------

من الحقائق الهامة فى الحياة المسيحية والتى لا يمكن تجاهلها او الإستهانة بها حقيقة وجود مكافاة عظيمة وأجر أبدى مبارك لكل الذين إمتلأت قلوبهم استعداد لطاعة الرب وتبعيته ، حتى ولو لم يثمر هذا الاستعداد عن ظهور أفعال ملموسة وملحوظة على أرض الواقع والتنفيذ .. شريطة أن يكون استعداد صادق وحقيقى وفى إطار من الإستمرارية ..

ولعل قصة إيمان شاول الطرسوسي والتى كان ورائها حقيقة إستعدادة لتبيعة الحق وطاعته تؤكد لنا تماما ان الله ينظر إلى استعداد الإنسان لتبعية الحق واشياقات قلبه النقي باعتبارهما ذبائح طاهرة يقدسها بعمل روحه فتكون سببا من أسباب سعادة ذلك الإنسان ، الزمنية والأبدية أيضا ..


ولاحظ معى صديقي ما يلى :


+ الاستعداد تبرزه أعمال الإنسان المستقيمة والتى يصبو من خلالها للحياة فى ظل الاقتداء بالمسيح والقديسين ، وتكون الأعمال مستقيمة إذا كانت لمجد الله ووفقا لتعاليم الإنجيل ، وتكون مقبولة إذا كانت فى إطار من الإنسحاق والإتضاع والإستمرارية ..


+ الاستعداد الحقيقى لطاعة الحق وتبعيته ذبيحة مقبولة لدى الله لأنها تعبير عن اشتياق النفس لتبعية الرب والحياة فى ظل الخضوع الدائم له ، كما أنه برهان على يقين النفس بما فى تبعية الرب من حق ولزومية وبركات ..


+ كثيرا ما تمنع الإنسان أمور لا إرادية عن فعل الصلاح والبر و الحق، بيد أن معاملة المسيح وإعجابه بتصرف الأرمله التى القت الفلسين من اعوزها ومكافأته لأصحاب الساعة الحادية عشر بنفس مكافأة وأجر الذين عملوا من الساعة الأولى يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الله يكافأ كل الذين يريدون أن يقدموا له وليس لهم ، إذ أنه عادل و محب .. عدله يجعله يقرر حسبان الذين آثروا التعب من أجل الحق ولم يستطيعوا ان ينجزوا الكثير لأسباب غير إرادية فى عداد الذين تعبوا بالفعل واستحقوا الموعد والبركة والأكليل ، ومحبته تدفعه لكى يكون معزيا وسندا ومشجعا للضعفاء والبائسين والعاجزين ..


+ الاستعداد الحقيقى لطاعة الحق وتبعيته وإن كان شيئا يتعلق بالضمير والنية والميول ، إلا أن هناك الكثير من الأمور التى تبرزه وتؤكده ، والتى من بينها : مقاومة الميول الباطلة داخل النفس ، الإنتظار والتأنى ، النذور و التضرع والخضوع لله ، رفض صوت الباطل وكافة إغراءاته وعدم الإصغاء لوعوده ، رفض البدء فى أى عمل نشك فى صلاحه وقدسيته ..


+ الاستعداد الحقيقى لطاعة الحق وتبعيته إشارة لحب النفس لعريسها السماوي واشتياقها للبقاء معه وفى ظل معيته إلى الأبد .. إن شهوة العريس السماوى أن تكون له نفسك بالكامل ، بكل اشتياقاتها ، رغباتها ، أفكارها ، طرقها فى الحياة .. وإن صار لها أخر فهي زانية غير مستحقها محبته وغفرانه وعطاياه .. أما النفس التى إمتلأت حبا وإشتياقا لعريسها وبات فيها كل إستعداد حقيقى لتبعيته وطاعته إلى المنتهى فقد وهب لها ان تعيش فى ظل الغنى الحقيقى والأمجاد التى لا ينطق بها وعظيمة ، هنا على الأرض وهناك فى عالم المجد و الخلود ..


+ الاستعداد الحقيقى لطاعة الحق وتبعيته يجلب على النفس مزيدا من البركات و المراحم والعناية الإلهية ، إن النفس التى لا تبالى بعريسها ولا تستعد للقائه نفس لا تسكنها روح الحكمة ومن ثم فلا تستطيع أن تحيا فى ظل معرفة الصالح والنافع لها بل ستحيا فى عبودية وإذلال إذ اختارت الشرير ورفضت من هو قادر أن يهبها الفرح والسعادة والغنى الحقيقي ، أما النفس المستعدة لطاعة عريسها وتبعيته فهى المستحقة رحمة الرب وعنايته بل والمستحقة أيضا كل فرح وكرامة وسعادة حقيقية ، وما أجمل ما قاله الرب عن هذه النفس فى (هو 2 : 14 ، 16 ) " لكن هانذا اتملقها و اذهب بها الى البرية و الاطفها .. و يكون في ذلك اليوم يقول الرب انك تدعينني رجلي و لا تدعينني بعد بعلي." وهذا يعنى انها فى ظل معيتها لعريسها الحقيقى سوف يوهب لها الحرية والكرامة ، إذ ( بعلى ) تحمل فى طياته معنى السيادة والهيمنة والخضوع ، أما ( رجلى ) فتحمل فى طياتها الحب والسلام والإتحاد ..

صديقى ، إن الاستعداد الحقيقى لطاعة الحق وتبعيتة ذبيحة مرضية لدى الرب تماما مثل ذبيحة الشكر ، ذبيحة التسبيح ، ذبيحة الطاعة .. الخ و كلما كان هذا الاستعداد راسخا وقويا وحقيقيا كلما كان فى نظر الرب ذبيحة طاهرة ومقبولة ، سببا فى تغير الإنسان إلى الأفضل ومساعدته على الوصول إلى المستوى المبارك والأمثل الذى يرجوه له الرب .. لك القرار والمصير !!

------------------------
اذكرونى فى صلواتكم

http://www.emanoeel.com/up/uploads2/images/emanoeel-db4ef1254f.gif