المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تابع سلسلة اعلان الله لذاته فى العهد القديم - اللاويين


sallymessiha
09-21-2008, 11:58 AM
سفر اللاويين


سفر اللاويين بطبيعة الحال يُعلن الطريقة التى يتقرب بها الانسان إلى الله فتكون له شركة معه . هذا السفر يمثل قداسة الله و يُظهر لنا أن لا أحد يمكن الدنو من الله إلا على أساس الكفارة . و يظهر لنا ذلك بطرق مختلفة منها مسألة تقديم الذبيحة عن الخطية . إن السفر يقدم للناس فى كل زمان و مكان درساً جوهرياً أساسياً عن قداسة الله و عدم امكانية وصول الخاطئ اليه ما لم يكفر عن خطاياه .
كل ما هو مُعلن لنا فى سفر اللاويين على سبيل الرمز و الايحاء ، مُعلن فى صليب المسيح على سبيل الحقيقة عينها . لم يكن الصليب مظهراً لمحبة الله فقط بل هو المقياس الصحيح الذى يُعلم به مقدار ستر الخطية ، كما أنه الوسيلة الوحيدة التى تكفر عنها . حيث لا وسيلة لغفران الخطايا سوى صليب المسيح " عاملاً الصلح بدم صليبه " ( كو 1 : 20 )

v تقديم الذبائح :

خمسة انواع من الذبائح ، فى كل تقدمة 3 أركان : الذبيحة و الكاهن و المقدم . فالمسيح هو الذبيحة " فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة " ( عب 10 : 10 ) و المسيح هو الكاهن " إذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السموات يسوع ابن الله " ( عب 4 : 14 ) و هو ايضاً المقدم " الذى بذل نفسه لأجلنا لكى يفدينا من كل إثم " ( تيطس 2 : 14 ) .
و تقسم الذبائح إلى قسمين رئيسيين :
+ ذبائح لإصعاد رائحة طيبة لله و اشهرها المحرقات .
+ و ذبائح التكفير أو الترضية و اشهرها ذبيحة الخطية .
فالمحرقة هى تقدمة ذات رائحة طيبة عند الله و هى ذبيحة تُحرق تماماً على مذبح النحاس فى الدار الخارجية لخيمة الاجتماع ، تُحرق كلها بحيث تصير رماداً و تبقى لها بقية . نرى هنا مثالاً لحياة الطاعة الكاملة التى عاشها المسيح بحسب مشيئة الآب . من اجل هذا لا يظهر المسيح أمام الله كحامل الخطايا فقط ، بل كمقدم شيئاً لله أثمن من كل الاشياء ، حياة كلها طاعة و تكريس كامل شامل . "أسلم نفسه لأجلنا قرباناً و ذبيحة إله رائحة طيبة " ( أف 5 : 2 ) " أن أفعل مشيئتك يا إلهى سررُت "
أم تقدمة اللحوم و الدقيق و الزيوت ، تلك التقدمة التى كانت مُلحقة بالمحرقات ، فتشير إلى واجبات الانسان نحو قريبه ، فيسوع المسيح قام بالواجب الذى عليه نحو الله و كذلك نحو الانسان ، لأنه قد انسحق قلبه كانسحاق الحنطة تحت الرحى إلى دقيق ، و اعصر كالزيت من شدة ما لاقى من مقاومة الاشرار . " فتفكروا فى الذى احتمل من الخطاة مقاومة مثل هذه لئلا تكلوا و تخوروا فى نفوسكم " ( عب 12 : 30 )
و حيث أن ذبيحة الخطية تقدم للتكفير عن الخطية ، كا يُحرق شحمها على مذبح النحاس و تُحرق بقيتها فى خارج المحلة ، إشعاراً بأن الخطية مكروهة جداً . و كذلك المسيح صار ذبيحة خطية من أجلنا . " و لكنه الآن قد أُظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه . " ( عب 9 : 26 )
و حيث أن التقرب إلى الله لا يمكن إلا بالذبائح ، و ذلك نجده واضح من قصة ناداب و أبيهو اللذين القيا فى المجمرة " ناراً غريبة " فاحرقتهما نار الله و كان الواجب عليهما أن يأخذا النار من مذبح المحرقات " ( لا 16 : 12 ، 16 ) . و نحن صلواتنا التى هى بمثابة بخور ، لا تُقبل عند الله إلا إذا تقدمت باستحقاق ذبيحة المسيح .

v ناموس الحياة القديم :

" كونوا قديسين لأنى أنا الرب الهك قدوس " تكررت هذه الوصية 3 مرات فى هذا السفر ، و هذه الكلمات : طهارة – نقاوة – قداسة – نجدها فى مواضع شتى فى السفر ، و لا مسألة وردت بخصوص شئون الحياة الابدية إلا مقرونة بوصية الهية ، سواء أكان فى قلب أو مطعم أو مشرب أو مصلحة . " فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئاً فافعلوا كل شئ لمجد الله " ( 1 كو 10 : 31 ) ، كذلك " فإذ لنا هذه المواعيد أيها الاحباء لنطر ذواتنا من كل دنس الجسد و الروح مكملين القداسة فى خوف الله " ( 2 كو 7 : 1 )

v شريعة تطهير الأبرص : ( لا 13 ، 14 ) :

شريعة الابرص ترمز إلى الخطية باعتبار كونها تفصل الانسـان من الشركة مع الله .
من الشرروط المرعية فى تطهير الابرص :
أن يخرج اليه الكاهن خارج المحلة حيث هو منفى و يقوم بجميع تعليمات الشريعة . و ما لم تتم هذه الاجراءات فلا يجوز للابرص الرجوع إلى قومه و الدخول إلى خيمة الاجتماع . كذلك المسيح يسوع إذ قصد أن يخلصنا من خطايانا ترك السماء و اقترب منا فى منفانا ز كان الكاهن فى يوم تطهير الأبرص يأتى بعصفورين حيين و خشب أرز و قرمز و زوفا ، و يأمر الكاهن أن يُذبح العصفور الواحد فى إناء خزف على ماء حى ، أما العصفور الحى فيأخذه على خشب الأرز و القرمز و الزوفا و يغمس الكل فى دم العصفور المذبوح على الماء الحى ، و ينضح على المتطهر من البرص 7 مرات فيطهره . ثم يطلق العصفور الحى على وجه الصحراء . فالعصفوران يرمزان إلى هاتين الحقيقتين أن يسوع المسيح " اسلم من أجل خطايانا و اقيم لأجل تبريرنا " ، و فرار العصفور فى الصحراء علامة أن الأبرص طُهر و بالتالى رمز إلى غفران خطايانا . و يسبق دخول الابرص إلى خيمة الاجتماع أن يغتسل بالماء الحى ثم بعد ذلك يقدم الأبرص كل التقدمات المأمور بها فى الشريعة حسب ظروف حاله ، و يرش من دم ذبيحة الخطية على رأسه و يده و رجله و يُدهن بالزيت . كذلك نحن بحاجة إلى الولادة الجديدة ( المعمودية ) ثم سكن الرب المقدس ( مسحة الزيت) لنتقدس بدم المسيح الثمين .

v يوم الكفارة :

كان يُحتفل به مرة فى السنة ، " المسي أيضاً قُدم مرة لكى يحمل خطايا كثيرين " ( عب 9 : 28 ) ، يوم واحد للكفارة فى مدار السنة كلها يحمل فيه رئيس الكهنة مجمرته الذهبية ، و يأخذ من دم الثور و يدخل إلى قدس الاقداس و يصنع كفارة عن نفسه و أهل بيته ، كانت الكفارة بواسطة تيسين من الماعز ، التيس المذبوح رمز إلى أنه قد اُنجزت الكفارة و غفر لهم خطاياهم ، تلك الذبيحة أمرهم الرب أن يقدموها ، فهى مؤقتة تنبيهاً لهم الذبيحة المسيح الدائمة . " لأنه لا يمكن أن دم ثيران و تيوس يرفع خطايا " ( عب 10 : 4 ) ، من أجل ذلك " ظهر فى الجسد " كانسان حتى يموت عوضاً عن الانسان تكفيراً عن آثامه " أى أن الله كان فى المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم " ( عب 1 : 2 – 3 ، 2 : 14 ) و بعد أن يأخذ رئيس الكهنة من دم التيس المذبوح و يدخل إلى قدس الاقداس ، يحرقه خارج محلة اسرائيل ، " كذلك يسوع أيضاً لكى يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب . فلنخرج اذاً اليه خارج المحلة حاملين عاره " ( عب 13 : 12 – 13 ) . فالصليب الذى ادخلنا إلى داخل الحجاب ، و به تيسر لنا التقرب إلى الله ، هو نفسه قد اخرجنا إلى خارج المحلة، و به انفصلنا عن العالم .




v الد م :

سفر اللاويين يؤكد حقيقة أن الدم هو ذات النفس. " لأن نفس الجسد هى فى الدم ، فأنا اعطيتكم إياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم . لأن الدم يكفر عن النفس ... لأن نفس كل جسد دمه نفسه " ( لا 17 : 11 ، 14 ) . لذلك يجب أن ندرك أهمية دم المسيح الكريم ( 1 بط 1 : 18 – 19 ) ، معنى الدم ( لا 17 : 11 ، 14) ، الفداء بالدم ( 1 بط 1 : 18 – 19 ) ، الغفران بالدم ( أف 1 : 7 ) الصلح بالدم ( كو 1 : 20 ) ، التطهير بالدم ( 1 يو 1 : 7 ) ، الاغتسال من الخطية بالدم ( رؤ 1 : 5 ) ، التقديس بالدم ( عب 13 : 12 ) ، الدالة أو ثقة الدخول بالدم ( عب 10 : 19 ) ، الغلبة بالدم ( رؤ 13 : 11 ) ، المجد الابدى بالدم ( رؤ 7 : 14 ، 15 ) .
+ + + + + + + +

إعدادا : أ/ أسعد عبد السيد