المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكذب وأنواعه


حبيب البابا
04-09-2009, 08:45 PM
الكذب وأنواعه
بقلم: البابا شنودة الثالث

http://www.ahram.org.eg/archive/2009/4/5/sbabashnoda6.jpg
بمناسبة مايقولونه عن‏(‏ كذبة أبريل‏)‏ ومايدعيه البعض مما يسمي بالكذب الأبيض‏!!‏ أريد أن أكلمكم في هذا المقال عن الكذب بأنواعه الكثيرة علي الرغم من تعدد الأنواع‏,‏الكذب هو الكذب مهما كان شكله‏.‏ من بين أنواع الكذب صانعو الشائعات ومروجوها‏,‏ وقد يقع في هذا الخطأ أيضا البسطاء الذين يصدقون كل مايسمعونه‏,‏ ويتكلمون عنه بالحقيقة دون فحص أو تأكد‏.‏ كذلك من يسمع من أمثال هؤلاء ويشترك في نقل الكذب وماشبه‏.‏ ما أعمق الحكمة التي تقول‏:‏ لاتصدق كل مايقال‏..‏ فلو كنا نعيش في عالم مثإلي كل مافيه صدق‏,‏ لكان من الممكن ان نصدق كل خبر‏.‏ لكن مادام الكذب موجودا في العالم فيجب علينا ان ندقق ونحقق قبل أن نصدق‏.‏ فلا يصح ان يشك احد في تصرفات صديقه‏,‏ أو حتي عدوه بسبب كلام قد سمعه عنه بدون تحقق دقيق‏,‏ حتي لو كان قد سمع نفس الكلام من كثيرين‏,‏ فما اكثر مايكون كلام هؤلاء جميعا له مصدر واحد خطأ‏.‏ وربما من يبلغ الخبر الخطأ ينطبق عليه قول الشاعر

أثر البهتان فيه وانطوي الزور عليه
ياله من ببغاء عقله في اذنيه

ان كان نقل الكلام خطيئة ويسبب مشاكل‏,‏ فإن اخف الناس ضررا من ينقلون الكلام كما هو كما يفعل مسجل الصوت الريكوردر الأمين الصادق الذي لايزيد علي مايقال شيئا‏.‏ فما أعمق شر الذين ينقلون الكلام بعد أن يضيفوا عليه رأيهم واستنتاجاتهم واغراضهم أو ما يدعونه عن قصد المتكلم ونياته‏!!‏ ويقدمون كل ذلك لغيرهم كأنه الكلام المباشر الذي نطق به من قد سمعوه‏!!‏ ما اكثر الأخبار التي تصل اليك وتكون مختلفة تماما عن الواقع‏.‏ فقد يدعون أن فلانا قال وقال‏,‏ بينما هو لم يقل شيئا من ذلك كله‏,‏ وربما لايشاء ذلك الشخص ان يكذب ماقاله‏.‏ لأن طباعه هي ألا يدخل مع غيره في إشكالات أو انه يترك الأمور لكي تنكشف فيما بعد‏.‏ أو أنه لايعير مايقال عنه اهتماما‏.‏ من أنواع الكذب ايضا المبالغة‏.‏ وواضح أن المبالغة ليست كلها حقا ولاصدقا ايا كان نوعها بالمديح أو الذم‏:‏ وغالبا ما تكون كلمة كل أو كلمة جميع تحمل مبالغة ليست كلها صدقا كأن يقول شخص كل أهل البلد الفلاني بخلاء‏!!‏ بينما يكون من بينهم من يتصفون بالكرم وتكون عبارته كذبا وادعاء‏.‏ من بين أنواع الكذب‏:‏ النفاق والمحاباة‏:‏ النفاق قد يأخذ ايضا اسما آخر هو الملق وكلاهما يعنيان المديح الزائف أو المديح الزائد عن الحد‏..‏ مثل مديح موظف لرئيسه أو قروي لعمدة بلده‏.‏أو ما أشبه‏.‏ ونري أن كثيرا من الوصوليين يصلون إلي أغراضهم بغير وجه حق‏,‏ عن طريق ملق زائف لايبني علي حق‏.‏ ويرون ذلك أسهل سبيل يوصلهم‏.‏ وهذه المبالغة وقع فيها كثير من الشعراء حتي قيل عنهم‏:‏ الشعر اعذبه اكذبه ويزيد خطأ النفاق بشاعة إن كان صاحبه بوجهين‏:‏ أي يتملق شخصا في وجهه‏,‏ ويذمه في غيبته‏.‏ ومن بين أنواع الكذاب‏:‏ الرياء‏.‏ وذلك بأن يظهر الإنسان في صورة يراها الناس علي غير حقيقته‏,‏ وتكون له صفتان مضادتان لبعضهما البعض‏:‏ صورة حقيقية وهي رديئة وبشعة‏,‏ وصورة أخري تبدو جميلة ومجيدة وهي التي يراها الناس‏,‏ فلذلك سمي هذا بالرياء‏.‏ وفي ذلك قال الشاعر‏:‏ ثوب الرياء يشف عما تحته فإذا التحفت به فإنك عاري ويتبع هذا الرياء‏,‏ أن يمدح الإنسان نفسه بما ليس فيه ويظهر هذا واضحا فيما يسمونه الفخر وبعض الفخر يبدو فيه الكذب واضحا جدا‏,‏ ولكنه في صورة بلاغية جميلة‏.‏ كقول الشاعر‏:‏

ولو أرسلت رمحي مع جبان لكان بهيبتي يلقي السباعا

ومن أنواع الكذب أيضا‏:‏ أنصاف الحقائق‏.‏ وذلك بأن يخفي المتكلم النصف الآخر من الحقيقة‏.‏ بينما الذي يذكره يعطي معني عكسيا‏.‏ مثل إخفاء عيوب إنسان‏,‏ وذكر فضائله‏.‏ أو العكس بإظهار عيوبه فقط وتقديم صورة مشوهة عنه‏!!‏ وصدق الذي قال‏:‏ إن أنصاف الحقائق‏,‏ ليس فيها إنصاف للحقائق من أجل هذا يطلب من الشاهد في المحكمة أن يقول الحق كل الحق‏.‏ يظن البعض ان الكذب ينجي‏!!‏ ويلجأ إليه المخطيء لإخفاء خطية معينة‏.‏ ونصيحتي لهؤلاء أن حبل الكذب قصير‏.‏ ولابد أن ينكشف فتصير الخطية أكبر‏.‏ وعموما فإن الذي يخاف من انكشاف خطأ يفعله‏,‏ يجب عليه ألا يفعل ذلك الشيء وبهذا يستريح من خطايا كثيرة‏.‏ يلجأ البعض إلي الكذب بسبب الخوف أو الإحراج أو إلحاح الذي يسأل‏.‏

ونصيحتنا أن السكوت أفضل من الكذب لذلك اصمت أوغير مجري الحديث‏,‏ أو اعتذر عن عدم الاجابة‏.‏ أو تكلم بالصدق في الحدود التي تستطيعها أو تكلم بصراحة وشجاعة ودافع عما تراه حقا‏.‏ أو اعترف بالخطأ واعتذر‏.‏

قد يحدث الكذب أحيانا في مجال المجاملة فقد يحابي شخص أهل الميت‏,‏ فيمدحه وقت تأبينه مديحا بما ليس فيه‏,‏ بأسلوب يتعب السامعين‏,‏ ويفقدهم الثقة في كلام التأبين‏.‏ ونصيحتنا أن يكتفي بمديح الميت بالفضائل المعروفة عنه بغير مبالغة‏.‏ أو يركز المتكلم كلامه عن الموت والأبدية‏.‏

وقد يقع الإنسان في الكذب عن طريق دفاعه عن الخطأ في خطية ثابته‏.‏ بينما مبريء المذنب ومذنب البريء كلاهما لايرضي الله عنهما‏.‏ لأن كلا منهما ضد الحق وما يقولانه كذب‏.‏ وربما يقول شخص أنا لا أريد أن اشوه سمعة إنسان خاطيء‏.‏ ولكن عليه أن يحترس جدا إن كان دفاعه عن هذا المذنب يسبب ضررا للغير مثال لذلك‏:‏ لنفرض أن فتاة فاضلة تقدم لخطبتها شاب وأنت تعلم عنه أنه متعب‏.‏ وإن تزوجها فسوف يذيقها المر‏,‏ فإن أخذوا رأيك فيه فتبرئه وهو مذنب؟‏!‏ وبهذا يضيع مستقبل تلك الفتاة المسكينة الفاضلة‏!!‏

وقد يكون الكذب بسبب الكبرياء أو إخفاء الجهل‏.‏ كأن يسال شخص كبير عن أمر يجهله‏.‏ فلكي يظهر أنه يعرف يجيب أية إجابة خاطئة ليخفي جهله بينما لايضر الإنسان في شيء أن يقول لا أعرف‏,‏ وليس من المفروض ان كل شخص يعرف كل الأمور‏,‏ وعلي رأي المثل من قال لا أعرف فقد أفتي‏.‏ أحيانا يقف أمامنا سؤال‏.‏ هل إخفاء بعض الحقائق يعتبر كذبا؟ والإجابة أنه إن كان الأمر يتعلق بخصوصيات أو أسرار خاصة به أو بغيره ولايجوز له أن يكشفها فليس الأخفاء خطأ‏,‏ وخصوصا مايتعلق بسر المهنة‏..‏ كما أن هناك أمورا من الضرر البالغ اذاعتها إلا من المسئولين في الوقت المناسب‏.‏ ويمكنك أن تقول لمن يسأل عن أمر كهذااعفني من هذا السؤال‏.‏

نقلا عن الاهرام 5/4/2009

memo
04-12-2009, 04:48 PM
مقال روعه يا جاكوووو

شكرا ليك كتييييييييييير

حبيب البابا
04-16-2009, 09:55 PM
ميرسى كتـــــــــير ميمو على مرورك الجميل



ربنا يبارك حياتك ويبارك خدمتك