bebotop
08-23-2009, 03:18 AM
هل القداسة ..لا تكتمل الا في انكار الذات ؟
هل الاتضاع هو المفتاح للدخول إلى سائر الفضائل ؟
كيف كان يسوع قدوة للاتضاع في حياة القديسين ؟
اسئلة قد تدور في البال وقد لايرويها الا ينبوع الكلمة المتدفق في الكتاب المقدس ....
دخل المسيح بالجسد إلى العالم.. ليخلِصه من الموت.. من باب الاتضاع واختار صغرى مدن يهوذا .. لتكون محل ميلاده.. وامرأة فقيرة من عامة الناس لتكون أُمًّا له.. ومذوداً للبهائم ليولد فيه .. وفي طفولته كان نموذجاً للطاعة خاضعاً لوالديه.. وكدح ليحصل على طعامه فعمل نجاراً مساعداً ليوسف... وقَبـِلَ أن يعتمد من يوحنا الذي قال إنه لا يستحق أن يحل سيور حذائه.. واختار تلاميذه من بسطاء الناس.. وخلال أيام خدمته لم يكن له أين يسند رأسه ..ولا امتلك مالاً .. واحتمل إهانات أقربائه الذين قالوا إنه مختل .. ولم يُقابل العنف أو الإساءة بالإساءة ... وقد حاول البعض أن يرجموه .. أو يلقوا به من فوق الجبل .. ولكنه لم يعرف الانتقام مؤكداً أن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليُخلِّص ..وأجل مواجهاته مع العالم حتى الصليب حيث غلب العالم وأنقذ الانسان من الموت بموته وقيامته.
وفي ليلة آلامه، ومشهد الصليب في الأُفق ..فَعل ما لم يتصوره حتى أقرب تلاميذه ..قام عن العشاء وخلع ثيابه وجلس على الأرض وابتدأ يغسل أرجل تلاميذه التي غطاها تراب الطريق .. مقدماً درساً مذهلاً في التنازل والاتضاع من أجل المحبة.
وخلال محنة المحاكمات والاقتراب من الصليب ..قَبـل صامتاً الشتائم والتعييرات من أدنى الناس وكبارهم .. كما احتمل إنكار بطرس له والتخلي عنه والعالم يحاصره .. ولكنه قَبـل دموع توبته وشدده وأرسله لرعاية خرافه.
وأن تأملنا في الكتاب المقدس فاننا نجد ان دعوة يسوع الى الاتضاع وردت اكثر من مرة في اكثر من مناسبة...
"طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السموات" (مت 5: 3)
إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات. فمَنْ وضع نفسه مثل هذا الولد، فهو الأعظم في ملكوت السموات" (مت 18: 3و4).
لأن كل مَن يرفع نفسه يتضع، ومَن يضع نفسه يرتفع" (لو 14: 11؛ 18: 14).
"إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُتْ، فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير" (يو 12: 24)
ليس عبد أعظم من سيده، ولا رسول أعظم من مُرسله.
إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني
("تعلَّموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم" مت 16: 24)،
"فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه." (1بط 5: 6)
"فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات، ولُطفاً، وتواضعاً، ووداعة، وطول أناة." (كو 3: 12)
يسوع كان قدوة للرسل والقديسين وجعل إنكار الذات حجر الزاوية في البناء الروحي...
و القديس بولس.. رسول الأمم العظيم لم يرى نفسه أمام بر المسيح إلا أحد الخطاة، بل أولهم إن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليُخلِّص الخطاة الذين أولهم أنا ووصف نفسه أنه أصغر الرسل بل إنه ليس أهلاً لأن يُدعَى رسولاً لأنه اضطهد كنيسة الله ...وينسب العمل كله لنعمة الله ولكن بنعمة الله أنا ما أنا... لا أنا بل نعمة الله التي معي. (1كو 15: 9و10)
لم يكن غريباً أن يُطوِّب الرب المتضعين ويجعل إنكار الذات أساس السلوك المسيحي. فالاتضاع يعني اكتشاف الإنسان لحقيقة نفسه وإدراك عجزه وقلة حيلته أمام المرض والمحن والموت ..وأنه تراب ورماد.. وأن حياته بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل وأنه بدون الله واهب الحياة لا يقدر على فعل شيء.. وأنه ضعيف ويُخطئ..وأن أي فعل طيب يعمله ينتسب مباشرة إلى الله صانع الخيرات ومصدر كل بر.. وأنه محدود القوة والمعرفة والأيام ..وأن أحداً لا يملك حياته أو مواهبه أو فضائله أو صحته أو ماله أو جماله أو نسبه وأن أحداً لا يستطيع وحده أن يفعل البر أو ينتصر على الخطية هي كلها عطايا الله الغني.
ومن هنا نجد تفانى الرسل والقديسين في إنكار الذات وإخلائها..لكي يصير الله هو المهيمن على الكيان دون منازع...
ليس التلميذ أفضل من المعلِّم بل يكفي التلميذ أن يكون كمعلمه (مت 10: 24و25)
هل الاتضاع هو المفتاح للدخول إلى سائر الفضائل ؟
كيف كان يسوع قدوة للاتضاع في حياة القديسين ؟
اسئلة قد تدور في البال وقد لايرويها الا ينبوع الكلمة المتدفق في الكتاب المقدس ....
دخل المسيح بالجسد إلى العالم.. ليخلِصه من الموت.. من باب الاتضاع واختار صغرى مدن يهوذا .. لتكون محل ميلاده.. وامرأة فقيرة من عامة الناس لتكون أُمًّا له.. ومذوداً للبهائم ليولد فيه .. وفي طفولته كان نموذجاً للطاعة خاضعاً لوالديه.. وكدح ليحصل على طعامه فعمل نجاراً مساعداً ليوسف... وقَبـِلَ أن يعتمد من يوحنا الذي قال إنه لا يستحق أن يحل سيور حذائه.. واختار تلاميذه من بسطاء الناس.. وخلال أيام خدمته لم يكن له أين يسند رأسه ..ولا امتلك مالاً .. واحتمل إهانات أقربائه الذين قالوا إنه مختل .. ولم يُقابل العنف أو الإساءة بالإساءة ... وقد حاول البعض أن يرجموه .. أو يلقوا به من فوق الجبل .. ولكنه لم يعرف الانتقام مؤكداً أن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليُخلِّص ..وأجل مواجهاته مع العالم حتى الصليب حيث غلب العالم وأنقذ الانسان من الموت بموته وقيامته.
وفي ليلة آلامه، ومشهد الصليب في الأُفق ..فَعل ما لم يتصوره حتى أقرب تلاميذه ..قام عن العشاء وخلع ثيابه وجلس على الأرض وابتدأ يغسل أرجل تلاميذه التي غطاها تراب الطريق .. مقدماً درساً مذهلاً في التنازل والاتضاع من أجل المحبة.
وخلال محنة المحاكمات والاقتراب من الصليب ..قَبـل صامتاً الشتائم والتعييرات من أدنى الناس وكبارهم .. كما احتمل إنكار بطرس له والتخلي عنه والعالم يحاصره .. ولكنه قَبـل دموع توبته وشدده وأرسله لرعاية خرافه.
وأن تأملنا في الكتاب المقدس فاننا نجد ان دعوة يسوع الى الاتضاع وردت اكثر من مرة في اكثر من مناسبة...
"طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السموات" (مت 5: 3)
إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات. فمَنْ وضع نفسه مثل هذا الولد، فهو الأعظم في ملكوت السموات" (مت 18: 3و4).
لأن كل مَن يرفع نفسه يتضع، ومَن يضع نفسه يرتفع" (لو 14: 11؛ 18: 14).
"إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُتْ، فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير" (يو 12: 24)
ليس عبد أعظم من سيده، ولا رسول أعظم من مُرسله.
إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني
("تعلَّموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم" مت 16: 24)،
"فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه." (1بط 5: 6)
"فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات، ولُطفاً، وتواضعاً، ووداعة، وطول أناة." (كو 3: 12)
يسوع كان قدوة للرسل والقديسين وجعل إنكار الذات حجر الزاوية في البناء الروحي...
و القديس بولس.. رسول الأمم العظيم لم يرى نفسه أمام بر المسيح إلا أحد الخطاة، بل أولهم إن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليُخلِّص الخطاة الذين أولهم أنا ووصف نفسه أنه أصغر الرسل بل إنه ليس أهلاً لأن يُدعَى رسولاً لأنه اضطهد كنيسة الله ...وينسب العمل كله لنعمة الله ولكن بنعمة الله أنا ما أنا... لا أنا بل نعمة الله التي معي. (1كو 15: 9و10)
لم يكن غريباً أن يُطوِّب الرب المتضعين ويجعل إنكار الذات أساس السلوك المسيحي. فالاتضاع يعني اكتشاف الإنسان لحقيقة نفسه وإدراك عجزه وقلة حيلته أمام المرض والمحن والموت ..وأنه تراب ورماد.. وأن حياته بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل وأنه بدون الله واهب الحياة لا يقدر على فعل شيء.. وأنه ضعيف ويُخطئ..وأن أي فعل طيب يعمله ينتسب مباشرة إلى الله صانع الخيرات ومصدر كل بر.. وأنه محدود القوة والمعرفة والأيام ..وأن أحداً لا يملك حياته أو مواهبه أو فضائله أو صحته أو ماله أو جماله أو نسبه وأن أحداً لا يستطيع وحده أن يفعل البر أو ينتصر على الخطية هي كلها عطايا الله الغني.
ومن هنا نجد تفانى الرسل والقديسين في إنكار الذات وإخلائها..لكي يصير الله هو المهيمن على الكيان دون منازع...
ليس التلميذ أفضل من المعلِّم بل يكفي التلميذ أن يكون كمعلمه (مت 10: 24و25)