المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شهداء سليوم في إفريقيا الشمالية


sasso
04-28-2010, 04:55 PM
شهداء سليوم في إفريقيا الشمالية

جرت الاضطهادات في جميع أرجاء الإمبراطورية الرومانية على المسيحيين طمعاً في ردهم إلى الديانة الوثنية، فتحمَّل الأغلبية الساحقة منهم الاضطهاد بجلد وقوة أدهشت مراراً كثيرة معذبيهم أنفسهم، فكانت آلامهم وموتهم في سبيل المسيح شهادة لصحة معتقدهم، ومثالاً رائعاً في البطولة والشهامة، ومثالاً لإخوتهم في الإيمان.
عند نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني نجد الإنجيل منتشراً في الولايات الرومانية في شمال إفريقيا وفي نوميديا (الجزائر حالياً)، كما تسرد علينا الوثائق التاريخية عن وقائع استشهاد كبار الشهداء. وقد كتبت فور موت الشهيد، وسجلها شهودٌ عُيُنٌ، وأُرسلت نسخاتٌ منها الى الكنائس المختلفة. ومن بين هذه الوثائق وثيقة «شهداء سيليوم» نجد في هذا التاريخ أن الكنيسة كانت في نمو مستمر، لقد بلغ عدد الكنائس في نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني في ضواحي مدينة قرطاج إلى سبع كنائس، ومن بينها كنيسة سيليوم، وقد حفظ لنا التاريخ وثيقة محاكمة المسيحيين من هذه الكنيسة باللغة اللاتينية بكل التفاصيل.
في 17 يونيو (حزيران) من سنة 180 بعد الميلاد اقتيد سبعة رجال وخمس نساء من سيليوم الى قاعة المحكمة في قرطاج بتهمة اعتناقهم المسيحية. وقد كانت هذه التهمة من أشنع التهم التي يستحق صاحبها الحكم. انطلق الحاكم في استجواب المتهمين، مبتدءً بتحذيرهم، وبناء جسر لهم للتخلي عن قرارهم، قائلاً: «قد تجدون نعمة في عيني قيصرنا العظيم إن تعقلتم وقدمتم ذبائح لآلهتنا» فرد اسبراطوس ِ«، المتحدث الأول من بين المتهمين قائلاً: «نحن لم نقم بأي عمل ضدّ قانون الدولة، ولم نبث أية فتنة ولم نرتكب أية جريمة. لم نلعن أحداً، ولا نثأر لأنفسنا، بل نرد على الشّر بالخير، وفي كل شئ نخدم الله ملكنا». فردَّ الحاكم قائلاً: «كذلك نحن متدينون، وعبادة إلهنا هينة: نُقسم باسم روح قيصر ونقدم من أجل رضاه تقدمة صلاة، وهكذا ينبغي عليكم أن تفعلوا أنتم أيضا» فأجاب إسبراطوس: «قلتم إن تقديم العبادة لآلهتكم سهلة للغاية، لو أعطيتني سمعك وأصغيت لي لكشفتُ لك سر السذاجة والغباوة الحقَّة في ذلك.» فحذّره القنصل الحاكم بقوله: «إذا بدأت في الطعن في تقدمات عبادتنا، فسوف أمنعك من الكلام أفضل لك أن تُقسم بروح قيصر، بعدها نحسم الأمر.» فأضاف اسبراطوس قائلاَ: «إني لا أعترف بحماية آلهة قيصر، ولماذا عليَّ أن أقسم باسمه. إني أعبد الله الأزلي، الذي لا تعرف عيناه الموت ولا يصيبه الفناء.» فقام الحاكم موجها كلامه للمتهمين قائلاَ: «دعوا عنكم الحماقة، وافعلوا ما يفعل الجميع، وإلا سأكون قلقاَ على حياتكم.» فأجابه المتهم سيتينوس: «ليس لنا ما نخافه، إلا إلهنا الذي في السّموات.» فأضافت دوناتا " الاحترام لقيصر ولكن العبادة لله وحده» ثم أضافت فستيا «إنني مسيحية؛ وقلبي لا يفكر إلا هكذا ولساني لا يعترف بغير هذا»، فقامت سكوندا موضحة بقولها: «سأظل على ما أنا عليه.»
فالتفت القنصل الحاكم ثانية موجهاً سؤاله الى اسبراطوس قائلاً: «هل أنت مُصرٌّ على ما أدليت به؟» فردّ عليه «إنني مسيحي»،وضم الجميع أصواتهم إلى صوته في كونهم مسيحيين. فسألهم الحاكم: «أتريدون مهلة؟" فرد عليه اسبراطوس «حكم أكيد بهذا الوضوح لا يحتاج إلى مهلة أو تفكير. فنحن في المعمودية بنعمة الله قد وُلدنا لحياة جديدة، وبغنى حاسبنا ضمائرنا وتوصلنا إلى تصميم أكيد لا رجعة فيه، وعن عبادة المسيح لن نتراجع أو نحيد. ولا تحسبنا عنيدين متشبثين بآرائنا، ولا بصبرنا أو بقوة منا، بل إنه عطية النعمة الإلهية.»
فسأل الحاكم المتهمين بكل جلاء لكسب الوقت: «ماذا تحملون في تلك العلب التي بأيديكم؟" فأجابه اسبراطوس: «كتبنا المقدسة، سجل حياة يسوع ورسائل بولس، أحد الأتقياء» وختم الحاكم استجواب المتهمين بقوله: «لكم ثلاثة أيام مهلة لمراجعة أنفسكم، والقرار يتعلق بحياتكم.» فردَّ اسيراطوس على الفور: «حتى ثلاثين يوماً مهلة لن تغير شيئاً من قرارنا واعترافاتنا.» وانضمت معه جميع أصوات المتهمين الباقين.
فتخلى الحاكم عن استخدام وسائل العنف وتنفيذ التعذيب فيهم لاستنطاقهم لأن ذلك غير مُجدٍ، لأن المتهمين كانوا أكثر من معترفين فلا داعي لدفعهم للاعتراف. فحكم عليهم بأبسط الأحكام وأخفها شدة. ثم قرأ تنفيذ الحكم قائلا: «اسبراطوس مع الآخرين، الذين أقروا بمسيحيتهم ينفذ فيهم الحكم بحدّ السيف، لأنهم غليظو الرقاب وعنيدون في تمسكهم بقرارهم، رغم أن المجال فُتِح أمامهم للعودة الى التقاليد والنظام الروماني.» فرد اسبراطوس بالقول: «لله الحمد.»
فنادى المنادي سارطونيوس قائلا: «اسبراطوس و نرتزالوس و سيطينوس وبطريوس وفلكس وأكويلينوس ولنديوس و ينوريا ونروسا و فستيا ودوناتا وسكوندا، أدفعكم إلى تنفيذ حكم الموت.» وهنا رفع الشهداء الحمد لله قائلين: «نقدم لك الشكر مُثنى وثُلاثاً يا إلهنا القدوس ونحمدك، لأنك انتصرت ومنحتنا نعمة الإقرار بك وجعلت النهاية هكذا، ليبقى ملكوتك على الدوام وإلى الأبد.» وبكلمات كهذه أعطوا المجد لله، وفي عيد أو مناسبة وطنية كان الناس يجتمعون بإحدى الملاعب الكبيرة ليتمتعوا بالفرجة في إعدام المسيحيين فيخرج أولئك الشهداء رجالاً ونساءً في وسط الملعب، فيطلقون عليهم الحيوانات الكاسرة الجائعة، فتمزقهم إرباً إرباً وتلتهم الواحد تلو الآخر على مشهد ومسمع الجماهير المتفرجة التي كانت تستمتع بالطريقة الوحشية التي كان أولئك الشهداء يموتون بها. أما شهداء سيليوم فقد استُشهدوا بحد السيف وكان هذا من أخف الأحكام. يالها من روعة الشهادة، وبطولة الإيمان.

jesus's girl
04-29-2010, 12:45 AM
يالها من روعة الشهادة، وبطولة الإيمان
ميرسي يا ساسو ربنا يعوض تعب محبتك

sasso
04-29-2010, 02:25 AM
مرسى يا ميرنا يا قمر على مرورك ومتابعتك الدائمة ربنا يباركك ويعوضك

little angel
05-03-2010, 01:18 AM
روووعة يا sasso بجد ومجهود جميل منك

ميرسي لتعبك ومحبتك الجميلة

مارسيل
05-19-2010, 04:48 AM
بجد روعه ربنا يعوض تعب محبتك

sasso
05-19-2010, 02:56 PM
مرسى يا توتا يا حبيبتى وكمان مارسيل لمروركم الجميل ربنا يبارك حياتكم

NASEEM
06-25-2010, 02:15 PM
برافوووووووووووو بجد sasso ربنا يباركك ويعوض تعب محبتك

sasso
06-27-2010, 03:53 AM
http://www.ava-takla.com/up//uploads/images/ava-takla-af3cbdd8d9.jpg