المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما معنى قول المسيح لبطرس: أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي؟ من هو الصخرة؟


sasso
05-04-2010, 04:27 PM
كان الرب يسوع يعد تلاميذه للمسؤولية الكبرى المزمع أنبضعها على عواتقهم، بعد إتمام الفداء وصعوده إلى السماء. فافتتح كلامه بسؤالهم عما يفكرون في أمر دعواه بأنه المسيح: «مَنْ يَقُولُ ٱلنَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ؟» (متى 16: 13).
وقد استعمل يسوع هنا لقب «ابن الإنسان» إشارة إلى ما جاء عنه في دانيال 7: 13 حيث أعلن لاهوته. ولا ريب في أنه فعل ذلك لكي يقتاد تلاميذه إلى الإيمان بأنه الله ظهر في الجسد (1تيموثاوس 3: 16) فذكر تلاميذه بعض ما يقوله الناس عنه: يقول البعض أنك «يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ إِيلِيَّا، وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ ٱلأَنْبِيَاءِ (متى مرقس 8: 28).
حينئذ سألهم يسوع عن رأيهم هم: «وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ!» (مرقس 8: 29). ولعل مقدام التلاميذ قال هذا بتأثير من اختباراته خلال رفقته ليسوع، ومشاهدته كل القوات والآيات التي صنع، والتي تبرهن أنه المسيح، أي الممسوح لإتمام الوظائف الكبرة لشعبه، كنبي وكاهن وملك (مزمور 2: 2، دانيال 9: 25، رؤيا 1: 5 مزمور 110: 4 عبرانيين 3: 1، لوقا 4: 24).
فأجابه يسوع: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لٰكِنَّ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ. وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هٰذِهِ ٱلصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ ٱلْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا» (متى 16: 17 و18)
وقد شرح اللاهوتيون هذه العبارة بالقول: إن إقرار سمعان لم يكن نتيجة الإعجاب أو التأثير الوقتي، ولا مجرد اقتناع عقلي بما رآه من أعمال المسيح. بل جاء بتأثير الروح القدس في قلبه. وكأن المسيح يقول له: أنت لم تأخذ هذه الحقيقة من إنسان كما أنك لم تدركها من ذاتك، بل أن الله أعلنها لك بالروح القدس. لذلك مغبوط هو إيمانك، وأقول لك أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي.
وقد تقوى إيمان بطرس في ما بعد في جو إعلانات إلهية أخرى فكتب لنا شهادته بمداد اليقين، قائلاً: «لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ» (2بطرس 1: 16).
لقد اختلف الناس، في ما أُريد بهذه الصخرة، ولهم في ذلك أربعة آراء:


المراد بها بطرس عينه.
بطرس وسائر الرسل.
إنها إقرار بطرس بأن يسوع هو ابن الله الحي.
إنها ربنا يسوع المسيح نفسه. وهذا هو الرأي الصحيح.

في الواقع أن تعليم الكتاب المقدس من أوله إلى آخره في شأن الصخرة التي هي أساس المسيحية، يرتكز على حقيقة واحدة، وهي أن الصخرة إلهية لا بشرية. وهذه الحقيقة تطل علينا في سحابة من الآيات المجيدة، منها:


«لَيْسَ صَخْرَةٌ مِثْلَ إِلٰهِنَا» (1صموئيل 2: 2).
«اَلرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي» (2صموئيل 22: 2)
«إِلٰهُ صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي» (2صموئيل 22: 3)
«مَنْ هُوَ إِلٰهٌ غَيْرُ ٱلرَّبِّ، وَمَنْ هُوَ صَخْرَةٌ غَيْرُ إِلٰهِنَا؟» (2صموئيل 22: 32)
«لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ، صَخْرَتِي وَوَلِيِّي» (مزمور 19: 14).
«إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَصْرُخُ. يَا صَخْرَتِي لاَ تَتَصَامَمْ مِنْ جِهَتِي» (مزمور 28: 1).
«لأَنَّ صَخْرَتِي وَمَعْقِلِي أَنْتَ» (مزمور 31: 3).
«أَقُولُ لِلّٰهِ صَخْرَتِي: «لِمَاذَا نَسِيتَنِي؟» (مزمور 42: 9).
«صَخْرَةُ قَلْبِي وَنَصِيبِي ٱللّٰهُ» (مزمور 73: 26).
«أَنْتَ إِلٰهِي وَصَخْرَةُ خَلاَصِي» (مزمور 89: 26).
«إِلٰهِي صَخْرَةَ مَلْجَإِي» (مزمور 94: 22).
«لأَنَّكِ نَسِيتِ إِلٰهَ خَلاَصِكِ وَلَمْ تَذْكُرِي صَخْرَةَ حِصْنِكِ» (إشعياء 17: 10).
«تَوَكَّلُوا عَلَى ٱلرَّبِّ إِلَى ٱلأَبَدِ، لأَنَّ فِي يَاهَ ٱلرَّبِّ صَخْرَ ٱلدُّهُورِ» (إشعياء 26: 4).
«أَلَسْتَ أَنْتَ مُنْذُ ٱلأَزَلِ يَا رَبُّ إِلٰهِي قُدُّوسِي... يَا رَبُّ لِلْحُكْمِ جَعَلْتَهَا، وَيَا صَخْرُ لِلتَّأْدِيبِ أَسَّسْتَهَا» (حبقوق 1: 12).
«وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَاباً وَاحِداً رُوحِيّاً لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ، وَٱلصَّخْرَةُ كَانَتِ ٱلْمَسِيحَ» (1كورنثوس 10: 4).
«إِنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ ٱلرَّبَّ صَالِحٌ. ٱلَّذِي إِذْ تَأْتُونَ إِلَيْهِ، حَجَراً حَيّاً مَرْفُوضاً مِنَ ٱلنَّاسِ، وَلٰكِنْ مُخْتَارٌ مِنَ ٱللّٰهِ كَرِيمٌ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضاً مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ، بَيْتاً رُوحِيّاً، كَهَنُوتاً مُقَدَّساً، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ ٱللّٰهِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. لِذٰلِكَ يُتَضَمَّنُ أَيْضاً فِي ٱلْكِتَابِ: «هَئَنَذَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ زَاوِيَةٍ مُخْتَاراً كَرِيماً، وَٱلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لَنْ يُخْزَى» (1بطرس 2: 3-6).

ففي كل هذه الآيات، يُراد بالصخرة الله أو الرب يسوع المسيح. ولا فرق بين التعابير، لأن المسيح في الآب والآب فيه (يوحنا 14: 10).
وخلاصة القول أن الصخرة، لا يُراد بها إنسان. لأن الإنسان يسقط كما سقط بطرس. ولا يصح أن يكون أساً للكنيسة، لأن الأساس هو المسيح. فقد قال الرسول بولس: «فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاساً آخَرَ غَيْرَ ٱلَّذِي وُضِعَ، ٱلَّذِي هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ» (1كورنثوس 3: 11) فالسميح غذن هو، هو أمس واليوم وإلى الأبد، الصخرة التي عليها تأسست الكنيسة، وحجر الزاوية الذي فيه كل البناء مركباً معاً ينمو هيكلاً مقدساً في الرب (أفسس 2: 20).

jesus's girl
05-04-2010, 06:36 PM
ميرسي يا ساسو علي التفسير الرائع لكلمة ربنا لبطرس ربنا يعوض تعب محبتك

sasso
05-05-2010, 12:14 AM
مرسى لمرورك يا قمر منورة كل موضوعاتى بجد مرسى ربنا يباركك