المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نمو الملكوت مثل البذور التي تنمو سراً


sasso
05-13-2010, 02:16 PM
نمو الملكوت مثل البذور التي تنمو سراً





26وَقَالَ: هٰكَذَا مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ: كَأَنَّ إِنْسَاناً يُلْقِي ٱلْبِذَارَ عَلَى ٱلأَرْضِ، 27وَيَنَامُ وَيَقُومُ لَيْلاً وَنَهَاراً، وَٱلْبِذَارُ يَطْلُعُ وَيَنْمُو، وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ كَيْفَ، 28لأَنَّ ٱلأَرْضَ مِنْ ذَاتِهَا تَأْتِي بِثَمَرٍ. أَّوَلاً نَبَاتاً، ثُمَّ سُنْبُلاً، ثُمَّ قَمْحاً مَلآنَ فِي ٱلسُّنْبُلِ. 29وَأَمَّا مَتَى أَدْرَكَ ٱلثَّمَرُ فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُ ٱلْمِنْجَلَ لأَنَّ ٱلْحَصَادَ قَدْ حَضَرَ (مرقس 4: 26-29)
يُلقي الزارع بذوره في الأرض، لكنه لا يقدر أن يجعلها تنبت. إنه يقدر أن يحيط حقله بسياج، ويحرسه من دَوْس الحيوان، لكنه لا يقدر أبداً أن يفعل شيئاً للبذور التي بذرها، لأن الله وحده هو الذي ينميها. وبمضيّ الأيام يكبر النبات وتظهر سنابله، وينضج قمحه، إذ تشرق عليه الشمس، وترويه الأمطار، وتقاومه العواصف فيثبت أمامها وتتعمَّق جذوره. وعندما يجيء وقت الحصاد يرسل الزارع المنجل ليحصد محصوله ويجمعه في مخزنه.. وهذا يعني أن علينا أن نعمل باجتهاد تاركين النتائج لله الذي وحده سبحانه ينمّي الكلمة في القلب بقوة خفيَّة هي قوة الروح القدس، الذي يكون في بدء عمله سرّياً في القلب لكنه فعَّال، سرعان ما يظهر تأثيره في سيرة المؤمن وسلوكه، فينمو في النعمة ويثمر ثمراً صالحاً. وكلما تقدَّمت الأيام بالمؤمن ينضج ويدرك ما أدركه المسيح لأجله بفعل دفء شمس البر، وإرواء الماء الحي، وإنضاج تجارب الحياة (فيلبي 3: 12).
وعندما تنتهي حياة المؤمن على الأرض، ويحين وقت دخوله إلى راحته الأبدية في السماء، يرسل الرب ملائكته ليحملوه إلى بيته الأبدي، فقد قال المسيح: «أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً» (يوحنا 14: 2، 3). والمؤمن الذي قَبِل بذور الكلمة ونمت فيه ونضجت يتطلع إلى يوم الحصاد، لأنه يوم انتهاء آلامه الأرضية، ويوم بداية الفرح الحقيقي في السماء، ويقول مع الرسول بولس: «لِيَ ٱشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ. ذَاكَ أَفْضَلُ جِدّاً» (فيلبي 1: 23)
روى البشير مرقس هذا المثل، الذي يصف حياته هو شخصياً في أطوار نموها المختلفة، من نبات إلى سنبل إلى قمح ملآن في السنبل، فقد كان أحد أتباع المسيح، لكن عندما أقبل الجنود للقبض على سيده في بستان جثسيماني، هرب حرصاً على سلامته، تاركاً عباءته (مرقس 14: 50، 51). ولكن إيمانه الضعيف الخائف نما وتقوَّى بعد هذا، فسافر بصُحبة الرسولين بولس وبرنابا في رحلتهما التبشيرية الأولى (أعمال 12: 25). ولكن بسبب شدة المتاعب وضغوط الاضطهاد، قرر في منتصف الرحلة أن يعود إلى بيته المريح في أورشليم (أعمال 13: 13) ولكن إيمانه الذي لم يقوَ على احتمال المتاعب نما وزاد، فأخذه برنابا في رحلة تبشيرية جديدة (أعمال 15: 36-39).

ونتعلم من مثَل البذور التي تنمو سراً أربعة دروس:
أولاً - الله والإنسان يعملان معاً

يقبل المؤمنون الكلمة المقدسة التي يزرعها الرب في قلوبهم فيصبحون خليقة جديدة في المسيح، وتُكتَب أسماؤهم في سفر الحياة، ويصيرون ورثة ملكوت الله،
ثانياً - الله يعمل في صمت

يعلّمنا هذا المثل أن ملكوت الله يعمل سراً وفي صمت، لكن النتائج الباهرة لا بد أن تظهر، لأن ملكوت الله ليس عقيدة ولا عاطفة ولا شعائر، بل هو بذور تدخل القلب وتنمو فيه، وتتجذَّر في أعماق نفس الإنسان وتغيِّره. إن المسيحية هي حياة المسيح فينا، فنقول: «أَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ ٱلْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. لِيَ ٱلْحَيَاةَ هِيَ ٱلْمَسِيحُ» (غلاطية 2: 20).
ثالثاً - الله يعمل بتأنٍّ

كان كثير من اليهود يستعجلون مجيء ملكوت الله، فاستخدموا العنف ليجعلوا الناس يطيعون الله، ولكن ملكوت الله لا يأتي بالسيف «لأَنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلسَّيْفَ بِٱلسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!» (متى 26: 52). ويستطيع الله أن يهزم الشر في العالم بقوته، ولكنه لا يشاء أن يمارس الضغط على البشر، لأنه خلقهم ذوي إرادة حرة وعرَّفهم سبُل الحياة. ثم أن الضغط في ذاته شر. ومن المؤسف أننا نجد في عالمنا مَن يمارسون العنف لنشر كلمة الله، لأنهم يظنون أنهم بهذا يسارعون بمجيء ملكوت الله على الأرض!..
رابعاً - الله يبدأ عمله ويكمله

يبدأ ملكوت الله بالعمل الإلهي في القلوب، ويقول الوحي: «ٱلَّذِي ٱبْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحاً يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ» (فيلبي 1: 6). ويقول المسيح إنّ النمو يكون نباتاً، ثم سنبلاً، ثم قمحاً ملآن في السنبل. وهذا يعني أن الله لا يتوقَّف عن العمل حتى يكمل نصره على الشر، خطوة خطوة. وعندما يتم عمل الله يقول: «أَرْسِلُوا ٱلْمِنْجَلَ لأَنَّ ٱلْحَصِيدَ قَدْ نَضَجَ» (يوئيل 3: 13).

jesus's girl
05-13-2010, 08:46 PM
رااااااااااااائع جدا رينا يعوض تعب محبتك يا ساسو

sasso
06-04-2010, 02:44 AM
http://home.thegrid.net/%7Esquirl/images/thank_you.gif

المصرى الأصيل
06-04-2010, 11:02 PM
وهذا يعني أن علينا أن نعمل باجتهاد تاركين النتائج لله الذي وحده سبحانه ينمّي الكلمة في القلب بقوة خفيَّة هي قوة الروح القدس، الذي يكون في بدء عمله سرّياً في القلب لكنه فعَّال، سرعان ما يظهر تأثيره في سيرة المؤمن وسلوكه، فينمو في النعمة ويثمر ثمراً صالحاً. وكلما تقدَّمت الأيام بالمؤمن ينضج ويدرك ما أدركه المسيح لأجله بفعل دفء شمس البر، وإرواء الماء الحي، وإنضاج تجارب الحياة (فيلبي 3: 12).

شكرا ساسووو على مجهودك الجميل ربنا يبارك فى خدمتك ويعوضك

sasso
06-05-2010, 03:19 PM
مرسى يا مستر على مرورك وتشجيعك المستمر ربنا يبارك خدمتك ويعوضك