المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفتيش عن الضال مثلا الخروف الضائع والدرهم المفقود


sasso
06-20-2010, 05:27 PM
http://img48.imageshack.us/img48/9718/jesuszw7.jpg

التفتيش عن الضال مثلا الخروف الضائع والدرهم المفقود

1وَكَانَ جَمِيعُ ٱلْعَشَّارِينَ وَٱلْخُطَاةِ يَدْنُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ. 2فَتَذَمَّرَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَٱلْكَتَبَةُ قَائِلِينَ: هٰذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ. 3فَكَلَّمَهُمْ بِهٰذَا ٱلْمَثَلِ: 4أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ، وَأَضَاعَ وَاحِداً مِنْهَا، أَلاَ يَتْرُكُ ٱلتِّسْعَةَ وَٱلتِّسْعِينَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، وَيَذْهَبَ لأَجْلِ ٱلضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ؟ 5وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحاً، 6وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ وَيَدْعُو ٱلأَصْدِقَاءَ وَٱلْجِيرَانَ قَائِلاً لَهُمُ: ٱفْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي ٱلضَّالَّ. 7أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ هٰكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي ٱلسَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ. 8أَوْ أَيَّةُ ٱمْرَأَةٍ لَهَا عَشْرَةُ دَرَاهِمَ، إِنْ أَضَاعَتْ دِرْهَماً وَاحِداً، أَلاَ تُوقِدُ سِرَاجاً وَتَكْنِسُ ٱلْبَيْتَ وَتُفَتِّشُ بِٱجْتِهَادٍ حَتَّى تَجِدَهُ؟ 9وَإِذَا وَجَدَتْهُ تَدْعُو ٱلصَّدِيقَاتِ وَٱلْجَارَاتِ قَائِلَةً: ٱفْرَحْنَ مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ ٱلدِّرْهَمَ ٱلَّذِي أَضَعْتُهُ. 10هٰكَذَا أَقُولُ لَكُمْ يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ ٱللّٰهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ. (لوقا 15: 1-10).

(ورد مثل الخروف الضائع أيضاً في متى 18: 12-14)

روى المسيح ثلاثة أمثال هي «الخروف الضائع» و «الدرهم المفقود» و «الابن الضال» رداً على النقد الذي وجَّهه إليه الفريسيون المتزمِّتون والكتبة العارفون بالشريعة، الذين تذمروا عليه لأنه يقبل خطاة ويأكل معهم. فقد كان جميع العشارين والخطاة يقتربون منه ليسمعوه، لأنهم شعروا بخطاياهم، ولم يجدوا في تعاليم شيوخ اليهود ما يرشدهم إلى طريق المصالحة مع الله، بينما وجدوا عنده قبولاً، وسمعوا في تعليمه ما ملأ نفوسهم بالأمل في الغفران الإلهي، بعد أن كانوا يظنون أنهم مرفوضون من السماء والأرض!


وقال شيوخ اليهود إن المسيح الذي يجلس مع الأشرار لا بد أن يكون منهم، . وعندئذٍ شرح المسيح طبيعة رسالته، وهي طلب البعيد والتفتيش عن الضال.



وفي الأمثال الثلاثة نرى شرحاً واضحاً لخُطة المسيح لخلاص البشر، وردّ المسيح على المتعصِّبين المتكبِّرين، وتشجيعاً قوياً للتائبين الراجعين إلى الله.

فتعالوا نتأمل تصويراً مؤلماً للضياع، واهتماماً جاداً في التفتيش، وحفلاً مليئاً بالابتهاج.
أولاً - الضياع المؤلم
1 - ضياع الخروف:

تشتهر الخراف بسرعة الضلال، . وهي لا تعرف كيف ترجع، كما أنها لا تقدر أن تحمي نفسها من المخاطر. ويقول الوحي إن الخاطئ يشبه الخروف الضال: «كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ» (إشعياء 53: 6).

وعندما يضل الخروف يفقد رعاية الراعي وعنايته الحكيمة، . ولكن الراعي الصالح في محبته ورعايته لا يترك الضائع، لأنه مرتبطٌ به عاطفياً،

وبالمعنى الروحي يرى «الراعي الصالح» بداية الإنسان الذي خلقه على صورته ليعيش معه لكنه ضل عنه، فشوَّهته الخطية، ويرى حاضره السعيد لو أنه رجع إلى حظيرته فوجد الأمان والطعام، ويرى مستقبله إذ يصبح عضواً صالحاً في ملكوت الله، يهدي غيره، ويكون مصيره حياةً أبدية. ولهذا يفتش على الواحد الضال.
2 - ضياع الدرهم:

ضاع الخروف خارج نطاق رعاية الراعي، وضاع الدرهم في البيت وسط القش أو في التراب، ولو أن هذا الضياع لم يمحُ الصورة المنقوشة عليه، والتي تميِّزه وتوضح قيمته.

ويضيع الإنسان وهو يجري وراء المال أو الشهوة، فلا يرى العلامات الإرشادية التي تحدِّد له الاتِّجاه الصحيح وطريق السير الآمِن، متغافلاً النصيحة الإلهية: «أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ ٱلطَّرِيقَ ٱلَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ» (مزمور 32: 8). وهو بهذا يضيِّع نفسه ويضيِّع أسرته، ويخسر صلته بإلهه، وهو يجهل أنه ضائع.
ثانياً - التفتيش الجاد

كشف لنا المسيح أن الضائع لا ولن يُنسى، فلا بدَّ أن «صاحبه ومالكه» سيفتش عليه، لأنه يعتبره ذا قيمة كبيرة. لهذا بذل الراعي والسيدة غاية جهدهما في التفتيش. ولم يكن تفتيشهما روتينياً ولا مجرد تأدية واجب، لكنه كان بعزم وإصرار «حتى يجده» و «حتى تجده».

أحب الراعي خروفه الضائع، فلم يقُل إنه مجرد واحد من مئة، بل ترك التسعة والتسعين وذهب يفتش عن هذا الواحد. و إنه صورة باهتة للمسيح المصلوب، الذي أدمته مسامير اليدين والرجلين وإكليل الشوك وطعنة الحربة، ولكن هذا كله لم يثنِه عن إصراره على تخليص الضالين، فهو يبحث عنهم دائماً ويقول: « أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ كُلَّ عَبِيدِي ٱلأَنْبِيَاءِ مُبَكِّراً وَمُرْسِلاً قَائِلاً: ٱرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ ٱلرَّدِيئَةِ وَأَصْلِحُوا أَعْمَالَكُمْ، وَلاَ تَذْهَبُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لِتَعْبُدُوهَا، فَتَسْكُنُوا فِي ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَيْتُكُمْ وَآبَاءَكُمْ» (إرميا 35: 15). ويظل يدعو الضال حتى يسمع ويفتح باب قلبه!.. وفتشت المرأة بلهفة، دون أن تنتظر إلى الصباح، فأضاءت المصباح، وجعلت تبحث وهي تكنس كل ركن من أركان البيت، وفعلت كل هذا بلا تردد ولا تذمر ولا توقُّف، إلى أن وجدت درهمها المفقود.

البحث عن الضال هو إرادة الإله الذي يحب البشر،. و بسبب حبه للخطاة عاد يسأل منتقديه: «أي إنسان منكم له مئة خروف وأضاع واحداً منها.. أو أية امرأة لها عشرة دراهم، إن أضاعت درهماً واحداً؟». وأراد بتساؤله أن يفتح بصيرتهم ليدركوا قيمة النفس الإنسانية الخالدة التي تفوق قيمة الخروف والدرهم!

ويعلّمنا المثلان أن الله يملك البشر جميعاً لأنه خلقهم، ولأنه يعتني بهم، ثم لأن المسيح افتداهم «بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ ٱلْمَسِيحِ» (1بطرس 1: 19).. ولما كانوا مِلكه فهم أعزّاء عليه، يدعوهم أولاده. فليس الله خالقاً فقط، ولا هو اسم عَلمٍ مجرَّد بعيد عن خليقته، ولا هو مجرد حضور باهت في الخلفية البشرية، بل هو أبٌ قبل أي شيء. والأب يفرِّط في جبل من الذهب ولا يفرط في ابن واحد له.
ثالثاً - حفل الابتهاج

الحياة المسيحية حياة فرح عظيم، هو فرح الراعي الذي وجد خروفه الضائع، والمرأة التي وجدت درهمها المفقود. . ويُضيف المسيح إلى هذه الأفراح بُعداً رابعاً، هو فرح ملائكة السماء بعودة الضال لأنه «هكذا يكون فرحٌ في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة..

وقد كان هذا الفرح مكلفاً للراعي وللمرأة، كما أن فرح السماء بالتائب مكلف، فيقول إشعياء النبي الإنجيلي عن الراعي الصالح: «مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ ٱلنَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ ٱلْحُزْنِ... لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا... وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا... ٱلرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا... أَمَّا ٱلرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِٱلْحُزْنِ» (إشعياء 53: 3-6 و10).

ويعلن لنا مثل الخروف الضائع محبة الله التي لا تعرف حدوداً، فقد حمل الراعي خروفه «على منكبيه». والخروف دائماً يقاوم الحَمْل على كتفي الراعي، ويحاول جاهداً أن ينزل إلى الأرض، فيُتعِب الراعي ويُتعِب نفسه. ولكن الراعي الذي يدرك مصلحة الخروف أكثر من إدراك الخروف لها يمسك به، ويبقيه على كتفيه حتى يصل به إلى الأمان.. وما أكثر ما يفعل التائبون الشيء نفسه مع الرب الذي يحملهم، فيحاولون أن يستقلوا عنه. ولكنه يريدهم أن يعتمدوا عليه، لأنهم بدونه لا يقدرون أن يفعلوا شيئاً (يوحنا 15: 5). فلنتكل عليه، قائلين مع المرنم: «يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ ٱلْبِرِّ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِهِ» (مزمور 23: 3).
٭ ٭ ٭

في هذين المثلين شرح المسيح خطته في خلاص البشر، وردَّ على المتعصِّبين والمتكبِّرين الذين انتقدوه. أما كل من يشعر أنه خاطئ ويرجع تائباً فإنه يقبله ويغفر له.. فليفحص كل واحدٍ منّا نفسه: هل يسير وراء الراعي المحب، أم هل هو في طريق الضلال؟ «وَأَنْتَ فَٱرْجِعْ إِلَى إِلَهِكَ» (هوشع 12: 6).


++++اتمنى يكون الموضوع عجبكم++++

Misho Fayez
06-20-2010, 05:37 PM
خروف أنا ضال بين السفوح أبحث عن يد معينه تنقذنى فمد لى يديك يا رب لأننى بشرورى أبتعد أكثر وأكثر عنك .. إجذبنى غليك
مرسى ساسو كتيييييييييييييييييييييييير على المجهود الرائع ربنا يعوضك

jesus's girl
06-20-2010, 08:53 PM
«وَأَنْتَ فَٱرْجِعْ إِلَى إِلَهِكَ» (هوشع 12: 6)
مجهود رائع يا ساسو ربنا يعوض تعب محبتك

sasso
06-21-2010, 01:35 AM
مرسى كتييييييييييييييير ميشو وميرنا لتشجيعكم ربنا يعوضكم