المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انتظار عودة الضال مثل الابنين الأكبر والأصغر


sasso
06-26-2010, 04:06 PM
انتظار عودة الضال مثل الابنين الأكبر والأصغر




11وَقَالَ: إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ٱبْنَانِ. 12فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي ٱلْقِسْمَ ٱلَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ ٱلْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ. 13وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ ٱلٱبْنُ ٱلأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ، وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ. 14فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ ٱلْكُورَةِ، فَٱبْتَدَأَ يَحْتَاجُ. 15فَمَضَى وَٱلْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ ٱلْكُورَةِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. 16وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ ٱلْخُرْنُوبِ ٱلَّذِي كَانَتِ ٱلْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ. 17فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ ٱلْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعاً! 18أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، 19وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ. 20فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. 21فَقَالَ لَهُ ٱلٱبْنُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْناً. 22فَقَالَ ٱلأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا ٱلْحُلَّةَ ٱلأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَٱجْعَلُوا خَاتَماً فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، 23وَقَدِّمُوا ٱلْعِجْلَ ٱلْمُسَمَّنَ وَٱذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، 24لأَنَّ ٱبْنِي هٰذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَٱبْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ.
25وَكَانَ ٱبْنُهُ ٱلأَكْبَرُ فِي ٱلْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ ٱلْبَيْتِ، سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصاً، 26فَدَعَا وَاحِداً مِنَ ٱلْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هٰذَا؟ 27فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ ٱلْعِجْلَ ٱلْمُسَمَّنَ، لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِماً. 28فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ. 29فَقَالَ لأَبِيهِ: هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هٰذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْياً لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي. 30وَلٰكِنْ لَمَّا جَاءَ ٱبْنُكَ هٰذَا ٱلَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ ٱلزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ ٱلْعِجْلَ ٱلْمُسَمَّنَ. 31فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. 32وَلٰكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هٰذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ (لوقا 15: 11-32).




أولاً - الضال




ضجر من العيشة مع أبيه: بدأ الضلال فكراً في عقله، فكانت أول كلمة قالها وسجَّلها لنا الوحي: «أعطِني». لم يفكر في انزعاج أبيه لو أنه هجر البيت، ولا اهتمَّ بأن يعرف إرادة أبيه،. ولكن عندما يغترب الإنسان عن أبيه وعن نفسه كما يجب أن تكون، يفقد الأمان، لأن الله خلقنا بهدف معيَّن، فإذا لم نحقِّقه ضاع منّا معنى حياتنا.


ظنَّ أنه يقدر أن يستقل عن أبيه: رسم الفكر الخاطئ للابن الأصغر أوهاماً زائفة، منها أنه يقدر أن يعيش سعيداً بعيداً عن أبيه، فطلب نصيبه من الميراث بدون أن يكون له الحق في طلبه، لأن أباه ما زال على قيد الحياة. ولكن الأب في محبته أراد أن يعلّمه درساً مكلفاً لكنه أساسي، فالدروس التي نتعلمها بدون ثمن سرعان ما تُنسى، أما الدروس التي تكلفنا كثيراً فتبقى في أعماقنا. وأراد الأب لابنه أن يتعلم بالطريق الصعب. ثم أنه لو أجبره على البقاء لحرمه من إنسانيته، ولكانت نتيجة الإجبار تأجيل انفجار ثورة الابن. لهذا منح الأب الحكيم ابنه حرية الاختيار.


استخدم مال أبيه استخداماً سيئاً: بحسب الشريعة الموسوية كان للوالد سلطان كامل على ممتلكاته، فكان يمكن أن يسند إدارتها لأولاده، لكنه لم يكن يملِّكها لهم. ولكن بطل قصتنا كان حكيماً، فأعطى ابنه نصيبه من المال، وترك له حرية التصرف، وسمح له بالبقاء في بيته لفترة باع أثناءها ما أعطاه له. وواضحٌ أنه غير متديِّن، لأنه كان يخالف شريعة موسى التي أمرت بعدم أكل لحم الخنزير (لاويين 11: 7 وتثنية 14: 8).
وصل إلى نهاية سيئة: نهاية الاغتراب عن الله خراب ودمار، وهذا ما انتهى إليه أمر الابن الضال. اكتشف أن الخنازير كانت أفضل منه حالاً، لأنها كانت تأكل الخرنوب الذي لا يجده هو ليأكله! لقد انتقل من الغنى إلى الفقر، ومن الكرامة إلى الهوان، . لكن المؤسف أنه تمادى في الطريق الخاطئ، ولم يفكر في تصحيح مساره،



اكتشف خطأ التحلُّل من قيود أبيه: صار الابن الضال سجين اختياره وأسير ذاته، بلا عائلة ولا أصدقاء.

اكتشف قِصر لذة الخطية: نعم في الخطية لذة، والذي ينكر هذا يخدع نفسه، لكنها لذة مؤقتة،





نهض فكره: كأنه كان سكراناً فأفاق، أو تائهاً فعثرت قدماه على بداية الطريق الصحيح.


نهضت عزيمته: كان جالساً في التراب عندما نهض فكره بعد أن جاءه الخاطر الصالح بالرجوع إلى أبيه، فنهضت عزيمته وأطاع، وترك الخنازير التي ترمز إلى الخطايا وأصدقاء السوء، .. وما أن وصل إلى بداية الشارع الذي يقع فيه بيت أبيه حتى رآه أبوه قبل أن يرى هو أباه. وكانت دهشته شديدة، لأنه انتظر الرفض فلقي الترحيب،. ثم كانت مكافأة التوبة أنه صار ضيف الشرف..

دعونا نرجع إلى الله تائبين إن لم نكن قد فعلنا هذا. ليس أبوك غاضباً عليك، بل هو حزينٌ لبُعدك. لا تخف من الرفض. ارجع إليه تلقَ القبول، وتسمعه يقول: «أَخْرِجُوا ٱلْحُلَّةَ ٱلأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَٱجْعَلُوا خَاتَماً فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، وَقَدِّمُوا ٱلْعِجْلَ ٱلْمُسَمَّنَ وَٱذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، لأَنَّ ٱبْنِي هٰذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاّ ًفَوُجِدَ».


ثانياً - الابن الأكبر


قصد المسيح بالابن الأصغر العشارين والخطاة الذين هم خارج الهيكل، وقصد بالأكبر الفريسيين والكتبة الذين هم حسب الظاهر داخل الهيكل، لكن قلوبهم خارجه. والفريقان متشابهان في أنهما محرومان من العلاقة الشخصية برب الهيكل. وكلاهما خاطئ،


ونرى تصويراً للابنين الأكبر والأصغر في مثل «الفريسي والعشار»، فالفريسي يقول: «اَللّٰهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي ٱلنَّاسِ... وَلاَ مِثْلَ هٰذَا ٱلْعَشَّارِ» (لوقا 18: 11)، والعشار لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلاً: «ٱللّٰهُمَّ ٱرْحَمْنِي أَنَا ٱلْخَاطِئَ» (لوقا 18: 13)، فنزل إلى بيته مُبرَّراً.



تعالوا نتأمل أخطاءه لنحترس منها:


كراهيته لأخيه: الابن الأكبر لم يكن يملك المشاعر العائلية الطيبة. ومع أنه عاش في البيت إلا أن قلبه كان خارج البيت. وعندما سمح الأب بسفر الابن الأصغر ومعه نصيبه من المال تضايق الأكبر من أبيه ومن أخيه، ولكنه كتم غيظه لأن أباه صاحب الكلمة الأخيرة. وعندما رجع أخوه زاد غضبه لأنه ظن أنه رجع ليقاسمه في ما بقي من ميراث.

عدم احترامه لأبيه: لم يفهم الابن الأكبر مشاعر أبيه، ولم يقدر أبداً أن يدرك مقدار حزنه على ضلال ابنه الأصغر. ونسي أن رجوع الضال هو رغبة قلب أبيه واستجابةٌ لصلواته الكثيرة..

إحساسه الزائد بصلاحه: قارن نفسه بأخيه الضال فوجد أنه أفضل منه لأنه لم يخطئ، فقال لأبيه: «قَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ». واعتبر أنه أفضل حكماً على الأمور من أبيه الذي قبل أن يقسم معيشته بين ولديه في حياته، ونسي أن كل «مَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يَتَّضِعْ، وَمَنْ يَضَعْ نَفْسَهُ يَرْتَفِعْ» (متى 23: 12).
إحساسه بأنه مظلوم: اعتقد أنه لم ينل المكافأة الواجبة، فقال لأبيه: «جَدْياً لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي». ولا بد أن أباه صُدم وفزع من إجابته، فقال له: «يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَك». ثم عاتبه عتاب الحب، وحاول أن يفتح بصيرته لمباهج يومهم بعودة أخيه، وهي أفراحٌ كان يجب أن تغسل كل شكوى وضغينة..

خطيته غير معلَنَة: كان الجميع يحترمونه، ويقارنون بينه وبين أخيه الأصغر العاق، فيزيدون احتراماً له. ولكن خطاياه كانت داخلية نفسية مختفية، حتى جاء وقت تفجير مشاعره المكبوتة وإعلانها. لقد عاشت خطيته في قلبه بالرغم من أنه يعيش في بيت أبيه. وينتهي المثل به خارج البيت غاضباً، بينما أخوه داخل البيت فرحاً.. ولم يطرده أحدٌ، لكنه طرد نفسه بإرادته، بعد أن حجبت كراهيته لأخيه وعدم احترامه لأبيه باب السعادة عن عينيه.


ثالثاً - الأب


الشخصية الرئيسية العظمى في هذا المثَل هي شخصية الأب، لأن المثَل يبدأ بالقول: «إنسان» كان له ابنان، فالأداء الأكبر في المثل هو أداء الأب. صحيح أن الابن الضال شخصية رئيسية، لكنه ليس الشخصية الأساسية الرئيسية، فالشخصية الرئيسية هي شخصية الأب الذي حرَّك كل شيء


1 - الأب وابنه الأصغر:


في توضيح مشاعر الأب نحو ابنه الضال الراجع شرح لنا المسيح مشاعر الله الحقيقية من نحو البشر. فأعلن لنا المسيح أنه الأب المحب الشفوق الذي يحب الخاطئ ولو أنه يكره خطيته. هنا نرى الأب الذي أُسيء إليه، وأُخذ ماله ليُنفَق بطريقة خاطئة. ولكن ما أن رجع الضال تائباً حتى استقبله بالفرح.







2- الأب وابنه الأكبر:



«خَرَجَ يَطْلُبُ إِلَيْهِ». لم يدخل الابن الأكبر البيت بعد أن عرف سبب الاحتفال البهيج، فترك أبوه الوليمة والضيوف وابنه التائب، وخرج إليه يرجوه أن يدخل، لأن سعادته لا تكمل إلا وولداه معه في بيته. مع أن الواجب كان أن الابن الأكبر يدخل ليشارك أباه وأخاه فرحة التوبة والعودة.

قال الأب للابن الأكبر: «يا بنيَّ» فذكَّره ببنوَّته ودعاه ابناً مع أنه لم يدعُه أباً، لأنه أراد أن يطفئ نار الغضب داخله على أبيه، ونار الحسد والغيرة من أخيه.

ثم قال له: «أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ» فذكَّره بصُحبته وإقامته الدائمة معه في البيت. إنه لم يغِب عن أبيه، ولم يذُق مرارة الفراق، ولا وصل إلى حافة الهاوية، فلم يكن هناك ما يدعو إلى احتفال خاص به، بعكس الأمر مع الأخ الأصغر.

وقال له: «وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ» فذكَّره بممتلكاته، وأنه لا داعي لخوفه من قسمةٍ أخرى للمال، فقد أخذ الأصغر نصيبه، وكل ما تبقّى الآن هو للأكبر.

وختم الأب حديثه بقوله: «وَلٰكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هٰذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ» فذكَّره بضرورة تغيير موقفه الفكري من نحو أخيه الراجع، لأن الضال وُجد والميت عاش، فالأخ أخوه أينما كان، ولا يمكن أن تنقطع صلة الرحم، ومن الأبهج له أن يكون أخوه داخل البيت عن أن يكون ضالاً.

٭ ٭ ٭


يعلِّمنا هذا المثل أن الله يغفر للتائب مهما كانت خطاياه. وحتى عندما لا يرى أملاً في الغفران يمنحه الله الأمل، لأنه أبٌ غفور رحيم، فيقول التائبون: «أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا ٱلآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ ٱللّٰهِ!» (1يوحنا 3: 1). و «حَيْثُ كَثُرَتِ ٱلْخَطِيَّةُ ٱزْدَادَتِ ٱلنِّعْمَةُ جِدّاً» (رومية 5: 20).

ويعلِّم المسيح الآباء أن يتحلّوا بالصبر والمحبة وطول الأناة نحو أولادهم المخطئين الراجعين بتوبة حقيقية، ولا يعاملوهم بقسوة، طاعةً للوصية: «أَيُّهَا ٱلآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ لِئَلاَّ يَفْشَلُوا» (كولوسي 3: 21). فلنستقبل أولادنا التائبين فور توبتهم، ولنفتح قلوبنا لهم كما يفتح الآب السماوي قلبه لهم ولنا.. افتحوا بيوتكم لأبنائكم الضالين، سواء كانوا كالابن الأكبر أو كالابن الأصغر، كما أن أباكم السماوي يفتح باب السماء دائماً لكم.

ويعلّم المثل الأبناء أن يطيعوا والديهم، ولا يغترّوا بمباهج العالم الزائلة. ويقول الحكيم: «اِسْمَعْ لأَبِيكَ ٱلَّذِي وَلَدَكَ، وَلاَ تَحْتَقِرْ أُمَّكَ إِذَا شَاخَتْ» (أمثال 23: 22).

فإذا زلَّت القدم فثِق أن الرب المحب ينتظر عودتك في شوق ومحبة وقلب غافر صفوح.




اتمنى يكون الموضوع عجبكم

المصرى الأصيل
06-26-2010, 10:16 PM
انتظار عودة الضال مثل الابنين الأكبر والأصغر




دعونا نرجع إلى الله تائبين إن لم نكن قد فعلنا هذا. ليس أبوك غاضباً عليك، بل هو حزينٌ لبُعدك. لا تخف من الرفض. ارجع إليه تلقَ القبول، وتسمعه يقول: «أَخْرِجُوا ٱلْحُلَّةَ ٱلأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَٱجْعَلُوا خَاتَماً فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، وَقَدِّمُوا ٱلْعِجْلَ ٱلْمُسَمَّنَ وَٱذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، لأَنَّ ٱبْنِي هٰذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاّ ًفَوُجِدَ».

٭ ٭ ٭


يعلِّمنا هذا المثل أن الله يغفر للتائب مهما كانت خطاياه. وحتى عندما لا يرى أملاً في الغفران يمنحه الله الأمل، لأنه أبٌ غفور رحيم، فيقول التائبون: «أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا ٱلآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ ٱللّٰهِ!» (1يوحنا 3: 1). و «حَيْثُ كَثُرَتِ ٱلْخَطِيَّةُ ٱزْدَادَتِ ٱلنِّعْمَةُ جِدّاً» (رومية 5: 20).

ويعلِّم المسيح الآباء أن يتحلّوا بالصبر والمحبة وطول الأناة نحو أولادهم المخطئين الراجعين بتوبة حقيقية، ولا يعاملوهم بقسوة، طاعةً للوصية: «أَيُّهَا ٱلآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ لِئَلاَّ يَفْشَلُوا» (كولوسي 3: 21). فلنستقبل أولادنا التائبين فور توبتهم، ولنفتح قلوبنا لهم كما يفتح الآب السماوي قلبه لهم ولنا.. افتحوا بيوتكم لأبنائكم الضالين، سواء كانوا كالابن الأكبر أو كالابن الأصغر، كما أن أباكم السماوي يفتح باب السماء دائماً لكم.

ويعلّم المثل الأبناء أن يطيعوا والديهم، ولا يغترّوا بمباهج العالم الزائلة. ويقول الحكيم: «اِسْمَعْ لأَبِيكَ ٱلَّذِي وَلَدَكَ، وَلاَ تَحْتَقِرْ أُمَّكَ إِذَا شَاخَتْ» (أمثال 23: 22).

فإذا زلَّت القدم فثِق أن الرب المحب ينتظر عودتك في شوق ومحبة وقلب غافر صفوح.



شكرا ساسو على مجهودك الرائع ربنا يبارك فى خدمتك ويعوضك

sasso
06-26-2010, 10:42 PM
http://www.ava-takla.com/up//uploads/images/ava-takla-a0be1a0c70.png

jesus's girl
06-27-2010, 02:56 AM
موضوع رااااااااااائع يا ساسو ربنا يعوض تعب محبتك

Misho Fayez
06-27-2010, 03:21 AM
لا تعليق على موضوع اكثر من الرائع يا sasso

sasso
06-27-2010, 04:01 AM
مرسى كتير ميرنا وميشو لردودكم الرائعة ربنا يعوضكم

مارى جرجس صاير عبد الملك
06-28-2010, 11:21 AM
موضوع جميل ساسو ربنا يباركك

sasso
06-28-2010, 04:14 PM
مرسى مارى لمرورك ربنا يعوضك