المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : - امتياز الحكمة مثل البنّاء الحكيم


sasso
08-05-2010, 12:54 AM
- امتياز الحكمة مثل البنّاء الحكيم






24 فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هٰذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُلٍ عَاقِلٍ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى ٱلصَّخْرِ. 25 فَنَزَلَ ٱلْمَطَرُ، وَجَاءَتِ ٱلأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ ٱلرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذٰلِكَ ٱلْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساً عَلَى ٱلصَّخْرِ. 26 وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هٰذِهِ وَلا يَعْمَلُ بِهَا، يُشَبَّهُ بِرَجُلٍ جَاهِلٍ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى ٱلرَّمْلِ. 27 فَنَزَلَ ٱلْمَطَرُ، وَجَاءَتِ ٱلأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ ٱلرِّيَاحُ، وَصَدَمَتْ ذٰلِكَ ٱلْبَيْتَ فَسَقَطَ، وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيماً! (متى 7: 24-27).

(ورد هذا المثل أيضاً في لوقا 6: 46-49)

ألقى المسيح الموعظة على الجبل (إنجيل متى أصحاحات 5-7) بأسلوب وعظٍ يختلف عن أسلوب وعظ أهل زمانه الذين كانوا يعتمدون على النقل

والموعظة على الجبل هي دستور الحياة المسيحية......ختم المسيح موعظته على الجبل بمثَل البنّاء الحكيم الذي يبني على الصخر، وهو الذي يسمع كلمة الملكوت ويعمل بها، بالمفارقة مع الجاهل الذي يبني على الرمل، وهو الذي يسمع ولا يعمل. ومن المفرح أن نجد السامع العامل، ولكن من المؤسف أن نجد أيضاً أصحاب العبادة الكلامية، الذين يقتربون إلى الرب بأقوالهم، ويكرمونه بشفاههم، أما قلوبهم فبعيدة عنه (إشعياء 29: 13 ومتى 15: 8).. ويقول المسيح لكل البنّائين الحكماء: «أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ» (يوحنا 15: 14). ويقول للبنّائين الجهَلة: «لِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ، وَأَنْتُمْ لا تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟» (لوقا 6: 46).

أولاً - أساسان وبِناءان


خلق الله أبوينا الأوَّلين على صورته، وأسكنهما جنة عدن، ومنحهما إرادةً حُرَّة، ودبَّر لهما كل ما يساعدهما على حياة الطاعة، ولكنهما عصيا ربهما. ولما كان الله محبة فتَّش عليهما ودبَّر لهما الفداء، وأوضح لهما أن الكفارة هي السبيل الوحيد للخلاص، وأن هناك أساساً واحداً يصلح لبناء علاقة حيَّة مع الله، هو نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية (تكوين 3: 15). وقد وصف الرسول بطرس هذا الأساس في قوله إنه المسيح «ٱلْحَجَرُ ٱلَّذِي ٱحْتَقَرْتُمُوهُ أَيُّهَا ٱلْبَنَّاؤُونَ، ٱلَّذِي صَارَ رَأْسَ ٱلزَّاوِيَةِ. وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ ٱلْخَلاصُ. لأَنْ لَيْسَ ٱسْمٌ آخَرُ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ» (أعمال 4: 11، 12). وكل حكيم يبني على الأساس الوحيد السليم، أما الجاهل فهو الذي يختار لنفسه أساساً آخر دخيلاً زائفاً، ينهدم كل بناء يقوم عليه. فلنتأمل الأساسين والبنائين:


بناء على أساس صخري: والأساس الصخري هو الأساس الوحيد الذي يُقيم عليه الإنسان الحكيم بناء حياته. إنه المسيح وتعاليمه، لأنه «لا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاساً آخَرَ غَيْرَ ٱلَّذِي وُضِعَ، ٱلَّذِي هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ» (1كورنثوس 3: 11).


بناء على أساس رملي: والرمل هو الأساس المتسيِّب غير المتماسك، الذي لا يحتاج إلى مجهود في إقامة البناء عليه. إنه الأساس الذي يبني عليه من يقولون لله: «ٱبْعُدْ عَنَّا. وَبِمَعْرِفَةِ طُرُقِكَ لا نُسَرُّ» (أيوب 21: 14) «ٱلَّذِينَ فِيهِمْ إِلٰهُ هٰذَا ٱلدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي هُوَ صُورَةُ ٱللّٰهِ» (2كورنثوس 4: 4).


ويوضح هذا المثل أن الناس ينقسمون أمام أوامر المسيح إلى نوعين: حكيم مطيع مستعد لكل عمل صالح، وجاهل عاصٍ يقول في قلبه «ليس إله». ومن المؤسف أن هناك نقاط تشابه كثيرة بينهما، فكلاهما متديِّنان يتعبَّدان في بيت الله، وسمع كلاهما كلمات الموعظة على الجبل، ووصلهما نفس التعليم، وشعرا بحاجتهما إلى ضرورة البناء للاحتماء والاطمئنان، وكانت لكليهما فرصة البناء على أساس صخري، وكانا قادرين على البناء، وقاما به حتى اكتمل، وكان كلٌّ منهما واثقاً من البناء الذي أقامه.

ولكنهما اختلفا في اختيار أساس البيت


ثانياً - امتحان حتمي


«فنزل المطر، وجاءت الأنهار، وهبَّت الرياح». هذه ثلاثة أمور لا مفرَّ من أن يواجهها كل بناء، ثبت أمامها البيت المبني على الصخر، وانهار أمامها البيت المبني على الرمل. وهي صعوبات تبيِّن معدن الإنسان، إن كان أساسه على الصخر أو على الرمل، وتُعلِن ثبات العاقل، وتفضح نفاق الجاهل. وواضح أن تعقُّل المؤمن لا يمنع إتيان الصعوبات عليه، لكن هذا التعقُّل يساعده على احتوائها، والثبوت أمامها.


امتحان من السماء: جاء الامتحان الأول في صورة مطر نزل من فوق، يضرب الرأس، ويجرف ما تحت القدمين، ا، كمرض أو أزمة مالية أو فشل في مجال العمل، ويقصد به أن يرفع أنظارنا إليه. والحكيم هو الذي يثبت في الامتحان، فإنه «طُوبَى لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي يَحْتَمِلُ ٱلتَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ إِكْلِيلَ ٱلْحَيَاةِ ٱلَّذِي وَعَدَ بِهِ ٱلرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ» (يعقوب 1: 12). أما الجاهل فينهار أمام هذا الامتحان، لأنه جاهل غير مطيع.


امتحان من الأرض: «جاءت الأنهار» وهي ترمز إلى الأشرار من البشر حولنا، الذين يسخرون منّا أو يوقعون بنا الأذى. وقد تجيئنا الأنهار من أعدائنا أو من داخل عائلاتنا، كما باع أبناء يعقوب أخاهم يوسف عبداً لتُجّار قافلةٍ مسافرة إلى مصر. وسواء كانت البغضة بسبب أو بغير سبب فإن الله يعلِّم العاقل أن يحتمي به أكثر، ويُلفت نظر الغافل الجاهل أن يطلب الحماية من الملجأ الوحيد، فيقول العاقل والجاهل معاً: «أُحِبُّكَ يَا رَبُّ يَا قُوَّتِي. ٱلرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي. إِلٰهِي صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي. تُرْسِي وَقَرْنُ خَلاصِي وَمَلْجَإِي. أَدْعُو ٱلرَّبَّ ٱلْحَمِيدَ فَأَتَخَلَّصُ مِنْ أَعْدَائِي» (مزمور 18: 1-3).
امتحان غامض: «هبَّت الرياح» وهي ترمز إلى الغامض المجهول الذي لا نعرف مصدره، ولا نتوقَّعه كالكوارث الطبيعية من فيضانات وزلازل وبراكين، فإن «اَلرِّيحَ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لٰكِنَّكَ لا تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلا إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ» (يوحنا 3: 8). وقال الشاعر العربي «تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن».


تدهمنا المصاعب كما دهمت أيوب، ولم يكن يعرف لها سبباً، لكنها برهنت أنه كان حكيماً بنى بيت إيمانه على صخر.


ثالثاً - نتيجتان



كم هو مؤلم أن يبني الإنسان ثم ينهدم بيته. لكننا نشكر الله المحب الذي لا يُسرُّ « بِمَوْتِ ٱلشِّرِّيرِ، بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ ٱلشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا» (حزقيال 33: 11)،

فإن كنت إلى الآن تبني على الرمل، وتكتفي بمدح الناس، ولا تفكر في يوم الحساب، ندعوك للتوبة، ونذكِّرك بوعد المسيح: «مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لا أُخْرِجْهُ خَارِجاً» (يوحنا 6: 37). إنه يدعو أصحاب البيوت التي سقطت يوم الامتحان قائلاً: «إِلَى مَتَى أَيُّهَا ٱلْجُهَّالُ تُحِبُّونَ ٱلْجَهْلَ، وَٱلْمُسْتَهْزِئُونَ يُسَرُّونَ بِٱلٱسْتِهْزَاءِ، وَٱلْحَمْقَى يُبْغِضُونَ ٱلْعِلْمَ؟ اِرْجِعُوا عِنْدَ تَوْبِيخِي. هَئَنَذَا أُفِيضُ لَكُمْ رُوحِي. أُعَلِّمُكُمْ كَلِمَاتِي» (أمثال 1: 22، 23). ثم يمنح صاحب البيت المنهدم فرصة إعادة البناء.

ولكي تكون نتيجة بنائنا مشرِّفة لننتبه للنقاط التالية:




اهتم بالأساس: أساس بنائك هو علاقتك الشخصية بالمسيح، والتي فيها تقول عنه «ٱلَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي» (غلاطية 2: 20). وعلى هذا الأساس تثق أن المسيح غفر خطاياك وستر عيوبك، لأن «دَمَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱبْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ» (1يوحنا 1: 7).


تأكد من سلامة البناء: كُن متيقِّظاً وأنت تبني وتعلو، فإن إبليس سيحاول جاهداً أن يحوِّل اهتمامك إلى مشغوليات جانبية، تصرف نظرك عن أولوية بناء حياتك.. سيجرِّبك أن تتحارب مع جيرانك الذين يبنون على الصخر وعلى الرمل، وفي انشغالك بالاختلافات تتعوَّج حوائط مبناك . فلتكن صلاتك: «ٱخْتَبِرْنِي يَا اَللّٰهُ وَٱعْرِفْ قَلْبِي. ٱمْتَحِنِّي وَٱعْرِفْ أَفْكَارِي. وَٱنْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَٱهْدِنِي طَرِيقاً أَبَدِيّاً» (مزمور 139: 23، 24). اطلب من الله أن يعدِّل أي انحراف أو عوج أو انحناء في حياتك.
أَعطِ كل المجد للرب: أعط الفضل لله صاحب الفضل، فكلما ارتفع بناؤك على أساسٍ سليم اعترِف أن فضل القوة هو لله لا منك، فإنه «إِنْ لَمْ يَبْنِ ٱلرَّبُّ ٱلْبَيْتَ فَبَاطِلاً يَتْعَبُ ٱلْبَنَّاؤُونَ. إِنْ لَمْ يَحْفَظِ ٱلرَّبُّ ٱلْمَدِينَةَ فَبَاطِلاً يَسْهَرُ ٱلْحَارِسُ» (مزمور 127: 1). «هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: لا يَفْتَخِرَنَّ ٱلْحَكِيمُ بِحِكْمَتِهِ، وَلا يَفْتَخِرِ ٱلْجَبَّارُ بِجَبَرُوتِهِ، وَلا يَفْتَخِرِ ٱلْغَنِيُّ بِغِنَاهُ. بَلْ بِهٰذَا لِيَفْتَخِرَنَّ ٱلْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا ٱلرَّبُّ ٱلصَّانِعُ رَحْمَةً وَقَضَاءً وَعَدْلاً فِي ٱلأَرْضِ، لأَنِّي بِهٰذِهِ أُسَرُّ يَقُولُ ٱلرَّبُّ» (إرميا 9: 23، 24).


اتمنى يكون الموضوع عجبكم واسفة للتأخير

jesus's girl
08-05-2010, 02:30 AM
موضوع جميل اوي يا ساسو ربنا يعوض تعب محبتك

sasso
08-05-2010, 01:58 PM
مــــــــرسى مــــــــــــــيرنا لمرورك الجميل ربنا يباركك

مارى جرجس صاير عبد الملك
08-05-2010, 05:01 PM
مجهود رائع ياساسو ميرسى ربنا يعوض تعب محبتك

sasso
08-09-2010, 02:50 AM
مــــــــرسى مارى لمرورك الجميل ربنا يباركك