المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : امتياز الثمر مثل شجرة التين


sasso
08-05-2010, 01:04 AM
امتياز الثمر مثل شجرة التين





6 وَقَالَ هٰذَا ٱلْمَثَلَ: كَانَتْ لِوَاحِدٍ شَجَرَةُ تِينٍ مَغْرُوسَةٌ فِي كَرْمِهِ، فَأَتَى يَطْلُبُ فِيهَا ثَمَراً وَلَمْ يَجِدْ. 7 فَقَالَ لِلْكَرَّامِ: هُوَذَا ثَلاثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَراً فِي هٰذِهِ ٱلتِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا. لِمَاذَا تُبَطِّلُ ٱلأَرْضَ أَيْضاً؟ 8 فَأَجَابَ: يَا سَيِّدُ، ٱتْرُكْهَا هٰذِهِ ٱلسَّنَةَ أَيْضاً، حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً. 9 فَإِنْ صَنَعَتْ ثَمَراً، وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا (لوقا 13: 6-9).
أولاً - مع كل امتياز مسؤولية

كان لواحد شجرة تين مغروسة في كرمه، وكانوا يزرعون أشجار العنب عادةً على المنحدرات لتحصل على أكبر نسبة من التهوية والتعرُّض لأشعة الشمس. وقد وجدت شجرة التين (التي تحدَّث عنها المسيح في المثَل) كل ما تحتاجه من شمس ومن أكسجين، فتمتَّعت بكل امتياز طبيعي، وبكل عناية من الزارع وسط أشجار كرمه. ومع أن شجرة التين العادية تثمر بعد سنتين، إلا أن صاحب الكرم منح هذه الشجرة ثلاث سنوات قبل أن يطلب منها ثمراً، مما يعني أنه وفَّر لها كل ما يؤهِّلها للغرض من زرعها، وهو الإثمار.
ثم جاء صاحب الكرم وقال للكرّام: «هوذا ثلاث سنين آتي أطلب ثمراً في هذه التينة ولم أجد، اقطعها. لماذا تبطِّل الأرض أيضاً؟». لقد أخذت هذه الشجرة وقتاً كافياً، وظروفاً مناسبة، وعناية كبيرة، ولكنها لم تثمر. أخذت ولم تعطِ، وخُدِمَت ولم تخدم، فعطَّلت الأرض وعطَّلت غيرها. والحُكم العادل عليها هو أن تُقطع، لأن مع كل امتياز مسؤولية، وكل من يأخذ ولا يعطي لا بد أن يموت، كالبحر «الميت». ولصاحب الكرم كل الحق أن يقطع ما لا يثمر، كما قال المسيح: «كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ» (يوحنا 15: 2).
تحدَّث الله على فم النبي إشعياء أنه زرع كرماً من أفضل الأنواع على أكمة خصبة، ونزع الأشواك من حوله، وانتظر منه ثمراً، فنقر معصرة ليعصر فيها العنب الذي سينتجه. ولكن الكرم صنع عنباً رديئاً.. وتساءل الله: «مَاذَا يُصْنَعُ أَيْضاً لِكَرْمِي وَأَنَا لَمْ أَصْنَعْهُ لَهُ؟.. فَٱلآنَ أُعَرِّفُكُمْ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَرْمِي... َأَجْعَلُهُ خَرَاباً... وَأُوصِي ٱلْغَيْمَ أَنْ لا يُمْطِرَ عَلَيْهِ مَطَراً» (إشعياء 5: 1-6).
ولا بد أن نسأل كل زوج وأب، وكل زوجة وأم، وكل ابن وابنة: لقد منحكم الله امتياز الوجود في عائلة، فهل أنتم مثمرون؟ هل يحب أفراد العائلة بعضهم بعضاً؟ هل يقدمون خدمة لمجتمعهم؟.. إن الله يفتِّش في حياتكم وعلاقاتكم: هل هي مثمرة؟ لا تنسوا أن الإنسان السعيد هو الذي يبدأ بالعطاء «مُتَذَكِّرِينَ كَلِمَاتِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ أَنَّهُ قَالَ: مَغْبُوطٌ هُوَ ٱلْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ ٱلأَخْذِ» (أعمال 20: 35) وهو ما تحقَّقه القديس فرنسيس الأسيسي، فقال: «إننا في العطاء نأخذ».
ثانياً - يمنحنا الله فرصة ثانية

منح الله شجرة التين ثلاث سنوات لتثمر. وقال بعض المفسرين إن هذه السنوات الثلاث ترمز لثلاث مراحل من حياة الإنسان: مرحلة طفولته، وشبابه، وشيخوخته.. وقال القديس أغسطينوس إنها ترمز لثلاث مراحل من عمر البشرية: مرحلة الشريعة غير المكتوبة من آدم إلى موسى، ومرحلة الشريعة المكتوبة من موسى إلى المسيح، ومرحلة النعمة من عصر المسيح إلى نهاية الدهر.
عطَّلت التينة غير المثمرة الأرض، فقال العدل إنها يجب أن تُقطع، ولكن الرحمة قالت: «يا سيد، اتركها هذه السنة أيضاً حتى أنقب حولها وأضع زبلاً. فإن صنعت ثمراً (فهذا هو المرجو). وإلا ففيما بعد تقطعها».. وواضحٌ أن الشفيع هو المسيح الذي يشفع في البشر، والذي قال: «لَمْ يُرْسِلِ ٱللّٰهُ ٱبْنَهُ إِلَى ٱلْعَالَمِ لِيَدِينَ ٱلْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ ٱلْعَالَمُ» (يوحنا 3: 17).
وقد قبل الله توسُّلات خليله إبراهيم، عندما مثل أمام المولى يسأله العفو عن سدوم وعمورة، فوجد أن الله مستعد أن ينقذ المدينتين لو كان بهما عشرة أبرار (تكوين 18: 22-33). وقد أُبيدت المدينتان، لا لأن الله رفض توسُّلات خليله، ولكن لأن المدينتين كانتا خاليتين من عشرة أشخاص صالحين.
وقبل الله توسلات كليمه موسى وهو يطلب نجاة بني إسرائيل من الهلاك الشامل الذي كان الله سيوقعه بهم لأنهم عبدوا العجل، فصلى موسى: «قَدْ أَخْطَأَ هٰذَا ٱلشَّعْبُ خَطِيَّةً عَظِيمَةً وَصَنَعُوا لأَنْفُسِهِمْ آلِهَةً مِنْ ذَهَبٍ. وَٱلآنَ إِنْ غَفَرْتَ خَطِيَّتَهُمْ وَإِلاَّ فَٱمْحُنِي مِنْ كِتَابِكَ ٱلَّذِي كَتَبْتَ» (خروج 32: 31-33). وقبل الله توسّلات موسى، وغفر لشعبه.
فما أعظم رحمة الله التي تمنع عنّا ما نستحقه من عقاب، وما أمجد نعمته التي تمنحنا ما لا نستحقه من بركة. وفي كلمات الكرّام نسمع صوت الرحمة تمنع عن التينة غير المثمرة عقاباً تستحقه، وتمنحها فرصة ثانية عامرة بالعطاء والبركات، لا تستحقها في نفسها، ولكن لأجل تعب الكرام وجهده ومحبته لعمل يديه، وانتظاره لثمر يفرح قلبه.

يعطيك الرب دوماً فُرصاً للإثمار، ويهيئ لك جوّ العمل الصالح، فهو شمس البر الذي يشرق عليك بنوره ودفئه، وهو ماء الحياة الذي يروي عطشك في برية الحياة، وهو المن الذي يشبع جوعك فتثمر، «لأَنَّ ثَمَرَ ٱلرُّوحِ هُوَ فِي كُلِّ صَلاحٍ وَبِرٍّ وَحَقٍّ. مُخْتَبِرِينَ مَا هُوَ مَرْضِيٌّ عِنْدَ ٱلرَّبِّ» (أفسس 5: 9 10). فإذا ضيَّعت الفرصة الأولى لا تنزعج، لأن الرب يريد أن يعطيك فرصة ثانية، ويتيح لك أيضاً معونته العظيمة لتثمر. «يَعُودُ يَرْحَمُنَا، يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ ٱلْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ» (ميخا 7: 19).


لا بد أن ينقب الله حولك: وهذا ينقي حياتك من معطلات النمو الروحي التي تمنع إتيانك بالثمر. وقد تزعزع عملية التنقية استقرارك، فهناك استقرار في ما تعوَّدنا أن نفعله، حتى إن كان خاطئاً ويقود إلى الهلاك.
ولا شك أن شجرة التين لم تكن مستريحة للنَّقب حولها، كما أن تأديب الأب لابنه لا يُفرح قلب الابن، و «كُلُّ تَأْدِيبٍ فِي ٱلْحَاضِرِ لا يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيراً فَيُعْطِي ٱلَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلامِ» (عبرانيين 12: 11).
يمدُّك الله بالمساندة: قال: «أضع زبلاً» سماداً يقوّي الشجرة غير المثمرة فتثمر. ويمدُّك الله بالنعمة التي تغذي وتقوي، وواضح أن الله يعطي المؤمن ما يعاونه في حياته الروحية، فإنه «مَنْ تَجَنَّدَ قَطُّ بِنَفَقَةِ نَفْسِهِ؟» (1كورنثوس 9: 7). وحين تتقوى حياة المؤمن الروحية تنعكس على تصرفاته، فلا يحب العالم، لأن «ٱلْعَالَمَ يَمْضِي وَشَهْوَتَهُ، وَأَمَّا ٱلَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ فَيَثْبُتُ إِلَى ٱلأَبَدِ» (1يوحنا 2: 17).ويساند الله المؤمن بصُحبته الكريمة، تحقيقاً لوعد المسيح: «أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ ٱلأَيَّامِ إِلَى ٱنْقِضَاءِ ٱلدَّهْرِ» (متى 28: 20).

٭ ٭ ٭

إن كانت قد ضاعت منك الفرصة الأولى، اغتنم الفرصة الثانية التي تقدِّمها لك نعمةُ الله.. ولا تنسَ أن الفرصة الثانية لن تدوم إلى الأبد، فقد قال الله للخطّائين قبل الطوفان: «لا يَدِينُ رُوحِي فِي ٱلإِنْسَانِ إِلَى ٱلأَبَدِ» (تكوين 6: 3). «بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذٰلِكَ تَهْلِكُونَ» (لوقا 13: 3، 5).

jesus's girl
08-05-2010, 02:29 AM
إن كانت قد ضاعت منك الفرصة الأولى، اغتنم الفرصة الثانية التي تقدِّمها لك نعمةُ الله.. ولا تنسَ أن الفرصة الثانية لن تدوم إلى الأبد، فقد قال الله للخطّائين قبل الطوفان: «لا يَدِينُ رُوحِي فِي ٱلإِنْسَانِ إِلَى ٱلأَبَدِ» (تكوين 6: 3). «بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذٰلِكَ تَهْلِكُونَ» (لوقا 13: 3، 5). ربنا يعوض تعب محبتك يا ساسو

sasso
08-05-2010, 01:58 PM
مــــــــرسى مــــــــــــــيرنا لمرورك الجميل ربنا يباركك