المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعجزة الحادية عشرة تهدئة العاصفة


sasso
08-05-2010, 01:13 AM
المعجزة الحادية عشرة تهدئة العاصفة






35 وَقَالَ لَهُمْ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ لَمَّا كَانَ ٱلْمَسَاءُ: «لِنَجْتَزْ إِلَى ٱلْعَبْرِ». 36 فَصَرَفُوا ٱلْجَمْعَ وَأَخَذُوهُ كَمَا كَانَ فِي ٱلسَّفِينَةِ. وَكَانَتْ مَعَهُ أَيْضاً سُفُنٌ أُخْرَى صَغِيرَةٌ. 37 فَحَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ، فَكَانَتِ ٱلأَمْوَاجُ تَضْرِبُ إِلَى ٱلسَّفِينَةِ حَتَّى صَارَتْ تَمْتَلِئُ. 38 وَكَانَ هُوَ فِي ٱلْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِماً. فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟» 39 فَقَامَ وَٱنْتَهَرَ ٱلرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «ٱسْكُتْ. اِبْكَمْ». فَسَكَنَتِ ٱلرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. 40 وَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هٰكَذَا؟ كَيْفَ لا إِيمَانَ لَكُمْ؟» 41 فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً، وَقَالُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «مَنْ هُوَ هٰذَا؟ فَإِنَّ ٱلرِّيحَ أَيْضاً وَٱلْبَحْرَ يُطِيعَانِهِ!» (مرقس 4: 35-41).

( وردت المعجزة أيضاً في متى 8: 23-27 و لوقا 8: 22-25).





أولاً - المحتاجون والمعجزة






(أ) المحتاجون هم التلاميذ في السفينة الكبيرة المتجهة شرقاً، و (ب) أصحاب القوارب الصغيرة المصاحبة للسفينة الكبيرة الذين لما رأوا بدء العاصفة عادوا غرباً! و (ج) يبدو للناظر أن المسيح نفسه ضمن المحتاجين للمعجزة، فقد كان نائماً في السفينة المعرَّضة للخطر! وما أكثر ما نتصوَّر أن ملكوت الله في خطر! فنصرخ: «إننا نهلك!» وننسى أن «ٱللٰهُ فِي وَسَطِهَا فَلَنْ تَتَزَعْزَعَ. يُعِينُهَا ٱللّٰهُ عِنْدَ إِقْبَالِ ٱلصُّبْحِ» (مزمور 46: 5).

ونلاحظ أن القوارب الصغيرة قد رجعت، فكثيراً ما يقرر البعض اتِّباع المسيح، ولكنهم يرجعون وقت العاصفة إلى شاطئٍ يظنونه آمناً، ويتركون الشاطئ الذي تتجه إليه سفينة المسيح ظانين أنهم يهلكون، لأنهم يحرصون على سلامتهم أكثر من حرصهم على اتِّباع المسيح.


عاصفة الخوف: كم تهبّ على حياتنا عواصف. تبدو الحياة هادئة، وفجأة تأتي مشكلة تقلب سلامنا وتضيّعه. وعلينا فوراً أن نلجأ إلى المسيح، نعرِّفه باحتياجنا ونجعله يواجه مشكلتنا معنا، ونسلّمه أنفسنا وقضيتنا فنستريح، ونثق ونحن بين يديه أنه المقتدر، المخلّص العظيم والقادر على كل شيء.


عاصفة الحزن: قد يموت عزيز علينا، ويبدو أن الغيوم قد أطفأت النجوم! والذين يخافون ويضطربون ويحزنون بلا رجاء، لهم بعض الحق. ولكن لماذا يواجه أصحاب الرجاء مشاكلهم مضطربين؟ كأن مخلّصهم الحي الذي هزم الموت وأنار الخلود غير موجود، مع أنه سيظل معهم ينير حياتهم إلى أن يوصّلهم إلى الخلود، ليتأكدوا صِدْق وعوده.
وتهبّ علينا أحياناً عواصف الغضب، على شخص جرحنا، أو تكلم علينا بالكذب، فنثور في داخلنا. عندها يهدئ المسيح هذه العاصفة، ويقول لنا: «اِغْضَبُوا وَلا تُخْطِئُوا. لا تَغْرُبِ ٱلشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ وَلا تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَاناً» (أفسس 4: 26، 27).
وتهبّ علينا أحياناً عاصفة الشكوك فنسأله: «أما يهمك؟» وهو سؤال شكٍ في محبته، وشكٍ في قيمتنا عنده. إننا لا نتعامل مع خالقٍ فقط، بل نتعامل مع أب. فلنخاطبه ونشكو له، وهذا أجمل ما فعله التلاميذ لأنهم أخذوا شكواهم منه إليه. قصدوه هو لينقذهم من شيء فعله هو! فهو صاحب الرياح التي هبَّت على الأمواج، وهو يجمع رياحه إلى مخازنها، فتهدأ أمواجه، ويطمئن أبناؤه، وتطرح محبتُه الكاملةُ خوفَنا إلى الخارج.
وأحياناً تهب علينا عاصفة الإحساس بالذنب، فيريحنا المسيح بأن يغفر خطايانا ويصالحنا مع الله. فإن كان القلب مُثقلاً بهمّ الخطأ، فاللجوء إليه يغفر الخطية ويصلح العلاقة مع الله.


لم يكن التلاميذ قد عرفوا المسيح بعد. وقد عرَّف المسيح نفسه بأنه ابن الإنسان الذي يُسلَّم إلى أيدي الكهنة ليُصلب ويُقتل، فقال تلاميذه: «حاشا لك يارب». لم يكونوا قد أدركوا رسالته، وكانوا محتاجين إلى مزيد من التعليم، فهم يحتاجون إلى المعرفة الاختبارية «لأَعْرِفَهُ، وَقُّوَةَ قِيَامَتِهِ» (فيلبي 3: 10)، فهذه معرفة الاختبار العميق. «ٱنْمُوا فِي ٱلنِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ» (2 بطرس 3: 18) فنتعلم أن نعرفه وسط مشاكل الحياة وصعوبتها.





ثانياً - المسيح والمعجزة






رأينا المسيح يعلّم ويمشي... يتعب ويستريح... يجوع ويأكل... يفرح ويبكي... يُصلب ويموت ثم يقوم. هنا نراه نائماً على الوسادة في مؤخرة السفينة، فهو الإنسان الكامل. ولكن لو توقفنا عند هذه النقطة نكون قد قلنا نصف الحق. فهذا الإنسان النائم هو أيضاً الإله صاحب السلطان على الطبيعة، استيقظ ليسكّن الرياح ويهدّئ العاصفة. «عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ ٱلتَّقْوَى: ٱللّٰهُ ظَهَرَ فِي ٱلْجَسَدِ» (1 تيموثاوس 3: 16) فالمسيح الإنسان الكامل هو إلهٌ كامل، ولو أن جسده حجب ألوهيته، فلم يرها إلا بعض الناس. لكن عمله أظهر قدرته السرمدية ولاهوته لأنه سكَّن الرياح. فلنطبِّق هذه المعلومة الفكرية واقعاً عملياً اختبارياً، ونحن نطمئن إليه، فهو يدبر حاضرنا ومستقبلنا بحسب محبته.

ونرى في هذه المعجزة ثلاث حقائق عن المسيح:


لا ينزعج المسيح من طلباتنا ولكنه ينزعج من نقص إيماننا. وكم هو محب ورقيق، لم يوبخ ضعف الإيمان وسط العاصفة، لكنه هدأ العاصفة ثم وبَّخ. إنه يريد منا أن نطلب. فليكن لنا الإيمان الواثق المطمئن.
ونرى المسيح صاحب السلطان الفوري. استخدم موسى العصا (خروج 14: 15 ، 16 ، 21 ، 26). واستخدم أليشع رداء إيليا (2 ملوك 2: 13 ، 14). أما المسيح كلمة الله فانتهر الريح، وقال للبحر، اسكت! ابكم! فسكنت الريح بأمره، وصار هدوء عظيم.
قد يبدو المسيح لنا نائماً غير مهتم، لكنه مستيقظ لينجي. قد نشكو منه وله، ولكنه لا يفعل شيئاً يمكن أن نشتكي منه على المدى البعيد. إن شكوى اليوم هي موضوع شكر الغد.


فلنكلم الرب ونتَّجه إليه، نلتحم معه ونثبت فيه لنجد البركة عنده.

صلاة


أبانا السماوي، بحر حياتنا هادئ أحياناً، هائج أحياناً أكثر. ولكننا في وسط هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبّنا محبةً كبحرٍ بلا قرار. والفضل كله لك، لأنك أحببتنا أولاً، ففي حبك نطمئن، وعلى رحمتك نستند ونستريح. باسم المسيح. آمين.

jesus's girl
08-05-2010, 02:15 AM
فلا تـــدع فرصة تذكر الله والدعاء من اجلك ومن اجل الاخرين تفوتـــك عند لقائك بكـل تلك الاشارات .
شكرا ساسو ربنا يعوض تعب محبتك

sasso
08-05-2010, 02:00 PM
مــــــــرسى مــــــــــــــيرنا لمرورك الجميل ربنا يباركك