المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعجزة الرابعة عشرة شفاء نازفة الدم


sasso
09-18-2010, 04:34 AM
المعجزة الرابعة عشرة شفاء نازفة الدم

http://www.lakii.com/vb/smile/11_15.gif


25 وَٱمْرَأَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، 26 وَقَدْ تَأَلَّمَتْ كَثِيراً مِنْ أَطِبَّاءَ كَثِيرِينَ، وَأَنْفَقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا وَلَمْ تَنْتَفِعْ شَيْئاً، بَلْ صَارَتْ إِلَى حَالٍ أَرْدَأَ - 27 لَمَّا سَمِعَتْ بِيَسُوعَ، جَاءَتْ فِي ٱلْجَمْعِ مِنْ وَرَاءٍ، وَمَسَّتْ ثَوْبَهُ، 28 لأَنَّهَا قَالَتْ: «إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ». 29 فَلِلْوَقْتِ جَفَّ يَنْبُوعُ دَمِهَا، وَعَلِمَتْ فِي جِسْمِهَا أَنَّهَا قَدْ بَرِئَتْ مِنَ ٱلدَّاءِ. 30 فَلِلْوَقْتِ ٱلْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ ٱلْجَمْعِ شَاعِراً فِي نَفْسِهِ بِٱلْقُّوَةِ ٱلَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ، وَقَالَ: «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟» 31 فَقَالَ لَهُ تَلامِيذُهُ: «أَنْتَ تَنْظُرُ ٱلْجَمْعَ يَزْحَمُكَ، وَتَقُولُ مَنْ لَمَسَنِي؟» 32 وَكَانَ يَنْظُرُ حَوْلَهُ لِيَرَى ٱلَّتِي فَعَلَتْ هٰذَا. 33 وَأَمَّا ٱلْمَرْأَةُ فَجَاءَتْ وَهِيَ خَائِفَةٌ وَمُرْتَعِدَةٌ، عَالِمَةً بِمَا حَصَلَ لَهَا، فَخَرَّتْ وَقَالَتْ لَهُ ٱلْحَقَّ كُلَّهُ. 34 فَقَالَ لَهَا: «يَا ٱبْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. ٱذْهَبِي بِسَلامٍ وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ دَائِكِ» (مرقس 5: 25-34).


(وردت المعجزة أيضاً في متى 9: 20-22 ولوقا 8: 43-48).
http://www.lakii.com/vb/smile/11_15.gif


أولاً - المحتاجة والمعجزة



1 - حالة نازفة الدم:
*

مرض جسدي: كان مرضها الجسدي مزمناً، غير قابل للشفاء مدة اثنتي عشرة سنة، ووصف الإنجيل نزيفها بأنه «ينبوع دمها» - فقد كان النزيف شديداً. ولكن شكراً لله، فقد التقت بالطبيب الأعظم الشافي.
*

مرض نفسي: فقد كانت حزينة «تألمت» ويائسة «صارت إلى حال أردأ» وتستحي من الحديث عن مرضها.

مرض طقسي: فقد كانت شريعة موسى ضدها، تمنعها من أن تلمس شخصاً أو شيئاً لئلا تنجّسه. «كُلُّ فِرَاشٍ تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ كُلَّ أَيَّامِ سَيْلِهَا يَكُونُ لَهَا كَفِرَاشِ طَمْثِهَا. وَكُلُّ ٱلأَمْتِعَةِ ٱلَّتِي تَجْلِسُ عَلَيْهَا تَكُونُ نَجِسَةً كَنَجَاسَةِ طَمْثِهَا» (لاويين 15: 26). «إِذَا كَانَتِ ٱمْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ، وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي لَحْمِهَا، فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى ٱلْمَسَاءِ» (لاويين 15: 19).
*

فقر اقتصادي: أنفقت كل ما عندها بدون أي فائدة، حتى انهارت كل اقتصادياتها. غالباً لم يعد أحد يمدّ لها يد العون لنفقات العلاج، لأنهم رأوا عدم جدوى ذلك. ولم تكن صحّتها تسمح لها بالعمل، كما لم يكن أي يهودي مستعداً ليكلّفها بأي عمل، حتى لا يتنجس!

وقد نمرّ بمثل هذا الموقف: تكون لدينا مشكلة مزمنة، فتسوء حالتنا النفسية، وربما لا نجد معونة من أي مصدر ديني أو اجتماعي، وإذا الأبواب مُغلقة جميعاً. ولكن لنا رجاء أن باباً آخر مختلفاً عن جميع الأبواب ينفتح لنا على مصراعيه، هو باب السماء، لأن الله يعطي دائماً وأبداً المنفذ مع التجربة.

2 - إيمان نازفة الدم:
كان إيمان السيدة في قدرة المسيح صادقاً، ففكرت في نفسها: «إِنْ مَسَسْتُ ثَوْبَهُ فَقَطْ شُفِيتُ» (متى 9: 21). وقد شهد المسيح لها بذلك. كانت كلها أملاً وتصميماً لتتخطى أيَّ صعوبات تحول بينها وبين لقاء المسيح. ومن هذا نرى أن ألم السيدة كان بركة روحية لها، فهو الذي جعلها تتَّجه إلى المسيح لاحتياجها إليه لينقذها ويخلّصها.



3 - نازفة الدم بعد الشفاء:
وبعد الشفاء جاءته خائفة من انتقاد الكتبة، ومن أن تكون قد نجَّست المسيح طقسيّاً. فطمأنها من بعد خوف، وشجَّعها ووهبها فوق ما طلبت!

وجاءته عابدة «فخرَّت» أمامه.


وجاءته معترفة «قالت له كل شيء» وهو الذي من قبل ذلك يعرف كل شيء. فاعترافنا لا يضيف لمعلوماته، ولكنه يساعدنا لننفتح على قداسته.

ثم ذهبت من عنده مخلَّصة بعد أن قال لها: «اذهبي بسلام وكوني صحيحة من دائك». لقد نالت خلاص نفسها فصحَّت من مرض الجسد والنفس معاً.

http://www.lakii.com/vb/smile/11_15.gif

ثانياً - المشاهدون والمعجزة



1 - يايرس المتعجِّل:
كان يايرس يواجه كارثة كبرى، فابنته عندما ترك بيته كانت على وشك أن تموت. ولا شك أنه داخل نفسه كان يرفض أن يتوقف المسيح ليسأل: «من لمسني؟». ولا شك أنه انتقد المسيح في قلبه لهذا التصرف، لأنه رأى مشكلته المشكلة الوحيدة في العالم، فهو صاحب مشكلة كبرى تهون أمامها كل مشكلة أقل!

ولكن رب السماء والأرض مِلْكٌ للبشر جميعاً ويوجد في قلبه مكان وفي وقته نصيب لكل شخص. ونحن عندما نقرّب مشكلة من عيوننا لا نرى سواها، ولكن المسيح يريدنا أن نرى الناس من خلال عينيه، وأن نرى العالم من خلال سلطانه، فتعتدل عندنا الرؤيا وينصلح الموقف الفكري، وتأخذ المشاكل حجمها الطبيعي، فلا نعود نهتم بأنفسنا فقط ولكن بالآخرين أيضاً.


2 - التلاميذ المتسائلون:
سأل التلاميذ المسيح مستنكرين: «أنت تسأل من لمسني؟!» فقد كان الجمع يزحمه، وكان من الطبيعي في نظرهم أن يحدث هذا. استنكروا قبل أن يعرفوا أن المسيح يعرف أكثر منهم، ثم أنه هو (وليسوا هم) صاحب المشكلة وصاحب السؤال. وما أجمل قوله: «لا تدينوا لكي لا تُدانوا».

نوجّه للمسيح أحياناً أسئلة كأننا نعرف كل شيء، وكأننا ندرك طرق تحقيق أهدافه أكثر مما يدركها هو، ونعرف مصلحة ملكوته أكثر مما يعرف هو!! نلوم على الله كثيراً كأننا نريد أن نصلح فكره. فليسامحنا الله على عدم الخضوع وليعطنا روح النعمة لنصغي لكلمته ونوليها الاهتمام كله، واثقين أن هناك غرضاً لكل كلمة يقولها. فالمسيح عندما سأل عن نازفة الدم كان يريد أن يباركها أكثر، ويساعدها لتنشئ معه علاقة شخصية.


ولك أن تلمس المسيح بثقة وإيمان، بدون العبادة العشوائية التي تخلو من التركيز والتأمل.

http://www.lakii.com/vb/smile/11_15.gif

ثالثاً - المسيح والمعجزة



1 - المسيح المشهور:
عندما سمعت المرأة أن المسيح قادم، جاءت ودخلت وسط الجمع من ورائه ومسَّت ثوبه، فإن شهرته كانت قد ملأت الآفاق «وَكَانُوا يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ» (مرقس 1: 45). فهو فريد، لا نظير له.

ولعظمة شهرته في معجزات الشفاء فكرت نازفة الدم في لمس «هدب ثوبه» (لوقا 8: 44)


2 - المسيح الفعّال:
شعر المسيح بالقوة التي خرجت منه، وبسببها جفّ نزيف الدم المزمن في الحال. .


3 - المسيح العارف:
عرف بالقوة التي خرجت منه، وبالتي انتفعت بها، فسأل: «من لمسني؟». كثيراً ما يعرف الآب مَن مِن أولاده فعل شيئاً، ولكنه يسأل عمَّن فعله، لا لأنه يجهل، ولكن ليجيء الفاعل إليه معترفاً ليسامحه ويعطيه السلام.



4 - المسيح المخلِّص:
بعد أن سأل المسيح: «من لمسني؟» قال لنازفة الدم: «إيمانك قد شفاك! اذهبي بسلام». لقد سأل الرب آدم: «أين أنت؟» (تكوين 3: 9) لأنه أراد أن يخلّصه ويستره. كما سأل قايين في تكوين 4: 9 «أين أخوك؟» لأنه أراد أن يحرك ضميره ويعطيه فرصة التوبة. وقد سأل أليشع: «من أين يا جيحزي؟» (2ملوك 5: 25) ليوقظ ضميره.

يوجّه الله إلينا أسئلة لنعترف، لأنه يريد أن يعطي ويبارك أكثر. يريد أن نكتشف أنفسنا وعيوبنا بتسليط الضوء عليها، ثم يقدم لنا العلاج والشفاء والغفران.

5 - المسيح المعطي:

أعطى المسيح نازفة الدم بعد شفائها ثلاث عطايا:

*

أعطى الثقة: «ثقي » ليؤكد لها أن احتياجات المستقبل مضمونة في وعده. يقول المسيح: «إِلَى ٱلآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئاً بِٱسْمِي» (يوحنا 16: 24). كثيراً ما نطلب من الله طلبات صغيرة مثل النجاح والشفاء الجسدي. ولكن توجد بركات أعمق هي بركات الروح التي يجب أن نطلبها واثقين.
*

أعطى التبنِّي: «يا ابنة، إيمانك قد شفاك». «وَأَمَّا كُلُّ ٱلَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلادَ ٱللّٰهِ، أَيِ ٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱسْمِهِ» (يوحنا 1: 12).
*

ثم أعطى السلام: «اذهبي بسلام». أعطى كل هذا بالإضافة إلى الشفاء.

عند المسيح نِعَم كثيرة. لا نريد أن نلمس هدب الثوب فقط، بل نريد أن نحيا في المسيح، فيمتلكنا ونسلّم له الحياة بغير قيدٍ أو شرط، ليكون هو الملك الدائم على حياتنا.

http://www.lakii.com/vb/smile/11_15.gif


صلاة

أبانا السماوي، مهما كانت مشكلتنا كبيرة فَحَلُُُّها الكامل موجودٌ عندك، ومهما أصابنا اليأس فإنك تجعل من وادي التعكير والكدَر باباً للرجاء. نُحني أمامك الجباه، ونسلّمك زمام الحياة لتجعلها حياةً كريمةً فُضلى. باسم المسيح. آمين.

http://www.lakii.com/vb/smile/11_15.gif


معجزة راااااائعة عجبنى جدا التأمل فيها اتمنى يكون عجبكم

jesus's girl
09-18-2010, 09:34 AM
عند المسيح نِعَم كثيرة. لا نريد أن نلمس هدب الثوب فقط، بل نريد أن نحيا في المسيح، فيمتلكنا ونسلّم له الحياة بغير قيدٍ أو شرط، ليكون هو الملك الدائم على حياتنا.
جميلة جدا يا ساسو ربنا يعوض تعب محبتك

sasso
09-18-2010, 12:55 PM
http://files02.arb-up.com/i/00085/c4ubx7eb6l9k.jpeg