المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وأما أنا فأقول لكم إن من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزنى ومن يتزوج مطلقة فإنه يزنى


المصرى الأصيل
10-26-2010, 01:07 AM
r " وأما أنا فأقول لكم إن من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزنى ومن يتزوج مطلقة فإنه يزنى " ( مت 32:5 ) .
z لعلة : بسبب . ( م 13 )
1- الزواج عند اليهود :
z إن المتأمل فى المثل اليهودية للزواج ، يراها نظرياً من أسمى المثل والمبادئ ، فقد كان الزواج يعتبر واجباً مقدساً ، ينبغى على الإنسان أن يقوم به إتماماً لوصية الله " أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض " ، لذلك فإن الامتناع عن الزواج أو تأخيره ، لم يكن مقبولاً إلا لعذر واحد ، وهو التفرغ لدراسة الشريعة الإلهية . وإذا قصر إنسان فى الزواج ، يعتبر انه أنقص من صورة الله فى العالم ، وعارض مشيئة الله ووصاياه .
z وعلى مقتضى هذه المبادئ ، كان اليهودى يكره الطلاق ، لأن صوت الله قد أعلن " فاحذروا لروحكم ولا يغدر أحد بإمرأة شبابه . لأنه يكره الطلاق قال الرب ( ملاخى 15:2،16 ) – وقد كان عند الربيين اليهود أمثال وحكم جميلة فى هذا الصدد ، مثل قولهم " إن الله طويل الأناة على كل خطية إلا خطية عدم العفاف " ، " خير لليهودى أن يموت من أن يرتكب خطية قتل أو عبادة أصنام أو زنا " ، " إن المذبح نفسه يفيض دموعاً عندما يطلق إنسان امرأة شبابه " .
z لكن المؤسف أنه على الرغم من هذه المثاليات الرائعة عند اليهود ، كان التطبيق العملى بعيداً كل البعد عن المبادئ النظرية . فقد كانت العلاقات الزوجية على شفا هاوية ، وكانت المرأة تعتبر فى نظر اليهودى شيئاً بلا إرادة أو شخصية ، وكانت تظل تحت سلطان أبيها إلى أن تصير تحت سلطان زوجها ، بدون حقوق شرعية على الإطلاق – وكان الرجل يستطيع أن يطلق زوجته لأى سبب ، وقد قال ناموس الربيين ، إن المرأة يمكن تطليقها سواء بإرادتها أو بدون إرادتها ، أما الرجل فلا يمكن تطليقه إلا بإرادته فقط
Z ولعل السر فى هذه الظاهرة ، أن اليهود أساءوا تفسير الناموس . ففى سفر التثنية 1:24 تقول الشريعة " إذا أخذ رجل امرأة وتزوج بها فإن لم تجد نعمة فى عينيه لأنه وجد فيها عيب شئ كتب لها كتاب طلاق ودفعه إلى يدها وأطلقها من بيته " .
z وكانت إجراءات الطلاق سهلة للغاية ، إذ كانت مجرد كتاب طلاق يقول فيه الزوج " ليكن معلوماً أنه منى صدر هذا الكتاب بطلاقك وتحريرك حتى يمكنك أن تتزوجى آخر كما تريدين " . ثم يقدم لزوجته هذا المكتوب أمام اثنين من الشهود – وهكذا يتم الطلاق .
z وقد كان محور التفسير يدور حول عبارة " وجد فيها عيب شئ " فقد اختلفت فى تفسير هذه العبارة المدرستان المشهورتان للتفاسير اليهودية ، إحداهما مدرسة " شمعى " وكانت تميل إلى التضييق والتدقيق ، وقد قال أنصارها إن هذا العيب ينبغى أن يكون فقدان العفة فقط . وقد قالوا إنه حتى إذا كانت المرأة شريرة مثل زوجة آخاب ، فإن هذا لا يبرر طلاقها ما دامت لم تزن .
أما المدرسة الثانية فهى مدرسة " هليل " ، وقد كانت متحررة للغاية ، حتى أنهم قالوا أن سبب يمكن أن يكون عيباً فى المرأة ، فالإنسان يستطيع أن يطلق امرأته إذا أفسدت طهى الطعام بزيادة الملح فيه ، أو إذا خرجت إلى الشارع برأس غير مغطاة ، أو تحدثت مع الرجال فى الخارج ، أو إذا تحدثت بالسوء عن والدى زوجها فى حضوره ، أو إذا كانت كثيرة الشجار .. بل إن بعضهم قالوا إن الرجل يستطيع أن يطلق امرأة أخرى أكثر جاذبية من زوجته .
z وقد كانت آراء هذا الفريق تتفق مع الطبيعة الإنسانية الشريرة ، لذلك كانت أكثر قبولاً عند الناس .. وهكذا نرى الظروف التى تحدث فيها المسيح عن الطلاق .
2- الزواج عند اليونان :
z كان على المسيحية أن تتخطى حدود فلسطين ، لذلك لابد أن ندرس شيئاً عن العلاقات فى الأسرة فى المجتمع اليونانى والرومانى أيضاً .
z كان المجتمع اليونانى ينظر إلى المرأة نظرة إقلال واحتقار – وأعظم ما كان يهدد العلاقات الزوجية هو أن العلاقات خارج الحياة الزوجية كانت بالنسبة لليونانيين أمراً عادياً لا يدعو للتعجب . وقد كتب دومستينوس قائلاً " إن لنا الغوانى للمتعة ، والسرارى والمحيطات لمساكنتهن ، والزوجات لإنجاب الأطفال الشرعيين ورعاية شئون المنزل بأمانة " . بل إن هذه المبادئ اليونانية دخلت إلى المبادئ الرومانية فأفسدتها . وكان شيشرون الخطيب المشهور يدافع عن هذه المبادئ بحسبانها شيئاً عادياً مألوفاً .
z وقد كانت نظرة اليونان إلى الزواج أمراً غير عادى . فقد كان اليونانى يتطلب من السيدة المحترمة أن تحيا فى عزلة بحيث لا تظهر وحدها فى الشارع ، ولا تتناول طعامها فى أماكن وجود الرجال ، ولم يكن لها نشاط اجتماعى . وكان الزوج اليونانى يتطلب من زوجته النقاوة الأخلاقية الكاملة ، ويعطى لنفسه كل الحريات فى كسر الأخلاق . لقد كان اليونانيون يعتبرون الزواج ضرورة للأغراض المنزلية . وحتى سقراط نفسه قال : " هل يوجد من تأتمنه على أمورك الخطيرة ، أكثر من زوجتك ؟ وهل يوجد من يندر الحديث معه إلا هى ؟ " .
z كان من نتيجة هذه النظرة ، أن نشأ موقف شاذ فى هيكل أفروديت فى كورنثوس . وقد كانت هناك ألف كاهنة ، كن يحترفن البغاء المقدس ، وكن يملأن شوارع كورنثوس كل مساء ... حتى أن مثلاً شائعاً حينذاك كان يقول " لا يستطيع كل إنسان أن يتحمل نفقات رحلة إلى كورنثوس " .
z ومن المال الذى كن يجمعنه ، بنى اليونانيون هيكلاً ثانياً لأفروديت إلهة الحب . ولم يكن غريباً فى نظرهم ، أن يبنوا هيكلاً من إيرادات البغاء .
z وهكذا نرى مقدار السقوط والإنحلال فى الحياة الاجتماعية اليونانية ، الذى كان من تقاليده الظاهرة العلاقات الجنسية خارج الزواج .
z ولم تكن هناك أية عقبات فى طريق الطلاق ، إذ يكفى أن يطلق الرجل زوجته أمام شاهدين ، ثم يعطيها مؤخر الصداق ....
z هذا هو الجو الذى جاءت المسيحية لتنشر فيه تعاليمها السامية عن الأخلاق والعلاقات العائلية المسيحية .
3- الزواج عند الرومان
z وتاريخ تطور العلاقات فى الزواج عند الرومان يعتبر مأساة ، لأنه تطور من الحسن إلى الردئ فالأردأ . فلقد كان أساس المجتمع الرومانى هو الأسرة ، وكان السلطان لرب الأسرة . كان البيت بالنسبة للرومان أهم شئ ، وكانت الزوجة تلعب دوراً هاماً فى الحياة الاجتماعية . لذلك كان البغاء أمراً محتقراً ومخجلاً ، وكذلك الطلاق كان أمراً نادراً جداً
z ثم دخل تأثير اليونان . ومع أن الرومان هم الذين غزوا اليونان سياسياً ، لكن اليونان غزوا الرومان فكرياً واجتماعياً . لذلك صار الطلاق أمراً شائعاً كالزواج . وقد تحدث سينكا الفيلسوف عن نساء كن يتزوجن ويطلقن مراراً كثيرة ، حتى قيل أن بعضهن كن يميزن التاريخ ، لا بالحكام الذين كانوا يحكمون أو بالحوادث المشهورة ، بل بوقت زواجهن من هذا أو طلاقهن من ذاك .
z وقيل عن امرأة أنها تزوجت ثمانى مرات فى خمس سنين . ( م 16 )





من تأملات قدس ابونا بولس حليم كاهن كنيسة مارى جرجس - القللى - شبرا

http://www.ava-takla.com/up//uploads/images/ava-takla-17cb27b918.bmp

jesus's girl
10-26-2010, 01:59 AM
تأمل اكثر من رائع ربنا يعوض تعب محبتك يا مستر

sasso
10-26-2010, 03:19 PM
موضوع جميل جدا يا مستر ربنا يباركك

Misho Fayez
10-28-2010, 12:26 AM
بجد بجد يا استاذ ثروت موضوع شامل وجميل جدا جدا ربنا يعوضك ويباركك