المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعجزة الثامنة عشرة شفاء ابنة الفينيقية


sasso
11-09-2010, 10:52 PM
المعجزة الثامنة عشرة شفاء ابنة الفينيقية


21 ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَٱنْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. 22 وَإِذَا ٱمْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ ٱلتُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: «ٱرْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ٱبْنَ دَاوُدَ. اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً». 23 فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلامِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «ٱصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» 24 فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ ٱلضَّالَّةِ». 25 فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26 فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ ٱلْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلابِ». 27 فَقَالَتْ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. وَٱلْكِلابُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ ٱلْفُتَاتِ ٱلَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا». 28 حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لَهَا: «يَا ٱمْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ٱبْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ(متى 15: 21-28).

(وردت المعجزة أيضاً في مرقس 7: 24-30).
http://xn--wgbh1d.xn----ymcae0df5a6fo.com/media/images/188ae53t.gif
أولاً - المحتاجة والمعجزة


1 - الابنة الفينيقة:

هي مجنونة ومسكونة بالروح الشرير (مرقس 7: 25) فالشيطان يضيّع عقل من يسلّم له نفسه. سكن إبليس هذه الفتاة المسكينة فذهب بعقلها. ولا زال إبليس، وسيظل، يضلّل الناس، ويضيّع الفكر السليم والمنطق العاقل ويقلب الأوضاع، فيجعلهم يجرون وراء التافه ويهملون ما هو أهم، مع أن ملكوت السموات يشبه تاجراً يطلب لآلئ حسنة، وعندما وجد اللؤلؤة العظيمة، باع كل ما كان يملك ليشتريها (متى 13: 45 ، 46).
2 - الأم التي طلبت:


الأم التي آمنت إيماناً قوي التصميم (آية 28). لا بد أن الروح القدس تعامل معها حتى أقنع قلبها أن احتياجها موجود كله عند المسيح. كان هذا الإيمان العظيم مصمِّماً على أن يأخذ ولا يرجع فارغاً. ولم يسبق للمسيح أن مدح إيماناً إلا إيمان الفينيقية وإيمان قائد المئة (متى 8: 10) ولا تذكر لنا الأناجيل أنه مدح إيماناً غير إيمان هذين، وكلاهما من الأمم.
كان إيمانها بالرغم من الخلفية الوثنية التي جاءت منها، فعائلتها كانت تعبد الأصنام، وأما هي فكانت تنتظر المخلّص الآتي، فنادته: «ارحمني يا سيد يا ابن دواد» لأنها أدركت أن الخلاص به وفيه، وأنه المسيا المنتظر.

الأم التي تواضعت: نرى تواضع هذه المرأة المصممة، فلم تأتِ إليه في عراك، لكن في صلاة وخضوع. وافقت مع المسيح على ما قاله لها، وقالت: « فَقَالَتْ: نَعَمْ يَا سَيِّد» (آية 27) بالرغم من أن كلامه كان موجعاً لها.هذا هو الإنسان المتواضع.

الأم التي نالت: لقد اغتصبت الملكوت «والغاصبون يختطفونه» (متى 11: 12) فأخذت الملكوت بجهاد التواضع وطلب الإيمان الذي لا يمل.. لقد انتصرت بالغلبة من المسيح ونعمته وروحه القدوس.
لقد نالت الفينيقية طلبها لأنها دخلت إطار النعمة، إطار المائدة السماوية، حتى ولو كانت تحتها، مع الكلاب آكلة الفُتات، وهي تحمل مشاعر الابن الضال الذي قرر أن يقول لأبيه: «اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ» (لوقا 15: 19). لقد طلبت الفُتات من سخاء الرب، فمضت تتحدث عن رحمته.
http://xn--wgbh1d.xn----ymcae0df5a6fo.com/media/images/188ae53t.gif
ثانياً - المسيح والمعجزة


نتساءل: لماذا رفض المسيح الكلام مع الفينيقية مع أنه كلَّم السامرية؟ ولماذا تقدم بالشفاء لمريض البركة وسأله: «أتريد أن تبرأ» (يوحنا 5: 6) ومع ذلك رفض إجراء هذه المعجزة؟ لماذا قدَّم لمرضى كثيرين الشفاء الجسدي والروحي، وصدَّ الفينيقية بغير ما توقعت، وبغير ما نتوقع نحن منه؟! لا بد أن هناك سبباً.

مساوة المسيح مع الفينيقية هي في اللفظ فقط، كقساوة يوسف مع إخوته القادمين من أرض كنعان، فقد تعامل معهم بقساوة بالرغم من حبه الشديد لهم «فَتَنَكَّرَ لَهُمْ وَتَكَلَّمَ مَعَهُمْ بِجَفَاءٍ» (تكوين 42: 7)وتصرُّف المسيح مع هذه الفينيقية يشبه تصرُّف يوسف مع إخوته.

لكي نفهم كلمات شخص نحتاج أن ننظر إلى وجهه وهو يتكلم، ولذلك نحتاج أن نرى قسمات وجه المسيح وهو يقول للفينيقية: «ليس حسناً أن يُؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب». فلو كان وجه المسيح عابساً أو رافضاً أو متوتّراً وهو يحدّثها بهذه الكلمات، لاكتفت بذلك ورجعت. ولكن لا بد أن قسمات وجهه كانت تعكس العطف والحنان، الذي جعلها تتشجع، ولم تضيّع الصدمةُ تفكيرَها السليم. فما لم تنتظره من كلامٍ، مع ما رأته من علاماتٍ على وجهه، أيقظ عقلها وقلبها لتقول له: «يا سيد، أوافق على ما تقول، واعتماداً على ما قلت أطلب. أعطني الفُتات فهو يكفيني». ولا ننسى أنه بعد حديثه عن الكلاب قال لها: «يا امرأة» (آية 28) وهي كلمة رقيقة سبق أن نادى بها أمه (يوحنا 2: 4).
لكي نفهم المسيح نحتاج أن نرى وجهه، ولكي نرى وجهه يجب أن نتواجد في محضره، ثم نسجد أمامه بكل خشوع، ونصلي له، فنخرج من لقائه بكل ثقة وراحة وطمأنينة وفرح، وننتظره بإيمان.

3 - وهناك سببان لردّ المسيح على المرأة بهذا الرد الغريب، الذي يبدو قاسياً في الظاهر فقط.

السبب الأول: في المرأة الفينيقية. هزَّ المسيح إيمانها لأنه يعلم أنه قوي وثابت، فلو كان إيمانها ضعيفاً لما كلَّمها بهذه الطريقة أبداً. «أَمِينٌ، ٱلَّذِي لا يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ» (1كورنثوس 10: 13) لقد أعطاها المسيح تجربة بقدر قوة إيمانها.
لن تكون التجربة فوق طاقتنا، فلنطمئن ولتهدأ نفوسنا لأن عندنا منابع قوةٍ لم نستعملها، وعندنا رصيد نعمةٍ لم نصرفه بعد، وهناك فيضٌ من الإيمان العظيم الذي يعضد به الله كل مؤمن السبب الثاني: في تلاميذه، فقد أراد أن يعلمهم درساً.

كانوا ينظرون للأمم ككلاب، فأراد أن يغيّر نظرتهم. وكأنه بهذه المعجزة يقول لهم: أنتم لا تحترمون الأمم، ولكن منهم من سيؤمن إيماناً لا يوجد مثله في كل إسرائيل. وسيتعلم بطرس أن لا يقول عن أحد أو شيء إنه نجس، ويكون حامل البشارة للأمم (أعمال 10). صحيح أن بداية الكرازة تكون بين اليهود، ولكن الهدف هو الوصول إلى الأمم، كما قال بولس: «ٱلْمَسِيحَ قَدْ صَارَ خَادِمَ ٱلْخِتَانِ (أي خادم اليهود)، مِنْ أَجْلِ صِدْقِ ٱللّٰهِ، حَتَّى يُثَبِّتَ مَوَاعِيدَ ٱلآبَاءِ. نتمنى أن يسمع كل واحد منا من الرب: «عظيم إيمانك». وليعطنا الرب الإيمان المنتظر الواثق الذي ينال.
http://xn--wgbh1d.xn----ymcae0df5a6fo.com/media/images/188ae53t.gif
صلاة

أبانا السماوي، عندما نتطلع إلى وجهك المحبّ ندرك أنك المحبة المتجسِّدة. علِّمنا أن نستمر في طلبنا واثقين أن الغمَّة لابدّ تنزاح، والغيمة لابد تنقشع، لأن عندك خبز البنين، ونحن لاجئون إليك. باسم المسيح. آمين.

http://xn--wgbh1d.xn----ymcae0df5a6fo.com/media/images/188ae53t.gif

jesus's girl
11-10-2010, 12:33 PM
بانا السماوي، عندما نتطلع إلى وجهك المحبّ ندرك أنك المحبة المتجسِّدة. علِّمنا أن نستمر في طلبنا واثقين أن الغمَّة لابدّ تنزاح، والغيمة لابد تنقشع، لأن عندك خبز البنين، ونحن لاجئون إليك. باسم المسيح. آمين.
جميلة اوي يا ساسو ربنا يعوض تعب محبتك

المصرى الأصيل
11-10-2010, 06:13 PM
المعجزة الثامنة عشرة شفاء ابنة الفينيقية



لقد نالت الفينيقية طلبها لأنها دخلت إطار النعمة، إطار المائدة السماوية، حتى ولو كانت تحتها، مع الكلاب آكلة الفُتات، وهي تحمل مشاعر الابن الضال الذي قرر أن يقول لأبيه: «اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ» (لوقا 15: 19). لقد طلبت الفُتات من سخاء الرب، فمضت تتحدث عن رحمته.





لكي نفهم المسيح نحتاج أن نرى وجهه، ولكي نرى وجهه يجب أن نتواجد في محضره، ثم نسجد أمامه بكل خشوع، ونصلي له، فنخرج من لقائه بكل ثقة وراحة وطمأنينة وفرح، وننتظره بإيمان.



أبانا السماوي، عندما نتطلع إلى وجهك المحبّ ندرك أنك المحبة المتجسِّدة. علِّمنا أن نستمر في طلبنا واثقين أن الغمَّة لابدّ تنزاح، والغيمة لابد تنقشع، لأن عندك خبز البنين، ونحن لاجئون إليك. باسم المسيح. آمين.




شكرا ساااسو ربنا يبارك فى خدمتك ويعوضك

sasso
11-11-2010, 03:49 AM
شكلرا لمروركم الجميل ربنا يبارك خدمتكم