المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ومتى صليت فلا تكن كالمرائين فانهم يحبون أن يصلوا قائمين فى المجامع


المصرى الأصيل
11-28-2010, 11:26 PM
r " ومتى صليت فلا تكن كالمرائين فانهم يحبون أن يصلوا قائمين فى المجامع وفى زوايا الشوارع لكى يظهروا للناس الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم " ( مت 5:6 )

z كانت نظرة اليهود إلى الصلاة اسمى من نظرة سائر الشعوب إليها فقد اعتبرت الديانة اليهودية أن الصلاة من أرقى الدرجات فى سلم الواجبات الدينية . وقال الربيون إن الصلاة أعظم من كل الأعمال الصالحة . ومن بين أمثالهم الجميلة عن الصلاة العائلية " إن من يصلى مع أسرته يحيط بيته بسياج أقوى من الحديد " وكان معلمو اليهود يأسفون لأنهم لا يستطيعون أن يصلوا طيلة اليوم . ( م 16 )
كان على اليهودى أن يكرر نوعين من الصلوات يومياً ...
z الأولى هى : الشمعا Shema واسمها مشتق من كلمات عبرية هى (إسمع) وهى الكلمة التى تبدأ بها الصلاة الواردة فى تث4:6-9 ، 13:11-21 ، وعدد37:15-41 واستهلالها " إسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد .. "
z وكان على اليهودى أن يكرر هذه الأقوال مرة فى الصباح وأخرى فى المساء . وقد ذكر معلمو اليهود أنه ينبغى أن يردد الإنسان هذه " الشمعا " حالما ينبثق الضوء لتمييز اللون الأزرق من الأبيض – كما ينبغى تكرارها فى المساء . فإذا جاء موعد ترديد هذه الصلوات ، فيجب على اليهودى أن يقف حيثما يكون ، سواء فى الشارع أو فى البيت وقد كان البعض يرددونها فى وقار وتقدير ، لكن كثيرين أصبحوا يرددونها همهمة أو تمتمة دون تقدير لمعانيها السامية .
z الصلاة الثانية اسمها " الثمانى عشرة " ( شمونى إشرة ) لأنها تتكون من ثمانى عشرة صلاة ، وكانت ولا تزال جزءاً هاماً من العبادة فى المجتمع . وقد صارت هذه الصلوات فيما بعد تسع عشرة ، لكنها احتفظت باسمها القديم ، وأغلب هذه الصلوات كانت قصيرة ورائعة .
فالصلاة الخامسة مثلاً تقول :
z " أرجعنا إلى شريعتك يا أبانا ، أرجعنا إلى خدمتك يا مليكنا ، أرجعنا إليك بالتوبة الحقيقية . لك المدح يا ربنا لأنك تقبل توبتنا " .
والصلاة الثانية عشر تقول :
z لتظهر رحمتك يارب للمستقيمين ، والمتواضعين ، وشيوخ شعبك إسرائيل وباقى المعلمين . أحسن إلى الغرباء والأتقياء الساكنيين بيننا ، وإلينا جميعاً : وأعط جزاءً حسناً للذين يتوكلون من كل القلب على اسمك ، ليكون نصيبنا معهم فى العالم الآتى ، فلا يخزى رجاؤنا . لك الثناء والمدح يا ربنا لأنك رجاء الأمناء .. "
z وكان على اليهودى أن يرددها ثلاث مرات فى اليوم ، صباحاً وظهراً ومساءً . كان اليهود الأتقياء يصلونها بتأمل وتقدير ، لكن الغالبية كانوا يتمتمونها بلا فهم . بل إن البعض صاروا يرددون ملخصاً لها حتى صارت مجرد أمر طقسى يردده الناس بلا وعى .
2- كانت لليهود صلوات متعددة للمناسبات المختلفة . فلم يكن هناك ظرف ما ، لا توجد له صلاة خاصة مكتوبة . كانت هناك صلوات قبل كل وجبة طعام ، وصلوات لإشراق النور ، وللنار ، والبرق ، ولرؤية الهلال الجديد ، وللبحر ، والأنهار ، وعند تلقى الأخبار السارة ، وعند استخدام أثاث جديد ، وعند دخول مدينة ما أو مغادرتها . وكان الهدف من هذه الصلوات كلها ، أن تكون الحياة دائماً فى محضر الله .
3- وقد وضع اليهود الأتقياء مواعيد محددة للصلاة ، فكانت أوقات الصلاة هى الساعة الثالثة والسادسة والتاسعة حسب التوقيت اليهودى ، أى الساعة السابعة صباحاً والثانية عشر ظهراً والثالثة بعد الظهر حسب توقيتنا الحالى . وكان على اليهودى أن يتوقف أينما كان فى هذه المواعيد ليصلى .
4- ومن الأخطاء التى وقع فيها اليهود أن بعضهم قال إن الصلاة لا تستجاب ، إلا إذا كانت فى الهيكل أو المجمع ، لذلك كان الناس يذهبون إلى الهيكل فى ساعات الصلاة . وقد كان التلاميذ يفكرون هذا التفكير عينه فى بدء الكنيسة المسيحية ، فنحن نقرأ فى أعمال 1:3 " وصعد بطرس ويوحنا معاً إلى الهيكل فى ساعة الصلاة التاسعة .
z وقد كان خطر هذا الاتجاه أن الناس يظنون أن عبادة الله مقتصرة على بعض الأماكن المقدسة فحسب ، وينسون أن الأرض كلها هيكل الله . وقد رأى بعض المعلمين اليهود هذا الخطر فقالوا " يقول الله لإسرائيل صلوا فى مجامع مدينتكم ، وإن لم تقدروا ففى حقولكم ، وإن لم تستطيعوا ففى منازلكم ، وإن لم تقدروا فصلوا فى مخادعكم . وإن لم تقدروا فاصمتوا متأملين فى فراشكم " .
z لكن الخطأ يحدث ، ليس من المبدأ أو النظام ، بل من الناس الذين يستخدمون هذا النظام .
5- وقد ظن اليهود أن إطالة الصلاة دليل على التقوى ، وأن الصلاة المستجابة هى الصلاة الطويلة ، ذلك لأنهم اعتقدوا أنه إذا وقف الإنسان طويلاً أمام باب الله ، فإن الله يستجيب له .
6- وقد استخدم اليهود تكرار بعض العبارات فى صلواتهم كعادة الشرقيين فى القديم ، عندما كانوا يكررون جملة أو كلمة واحدة عشرات ومئات المرات بحيث تقودهم إلى حالة تشبه التنويم المغناطيسى أو الذهول النفسى .. ونحن نقرأ فى سفر الملوك الأول ( 26:18 ) كيف أن أنبياء البعل يصرخون مدة يوم كامل قائلين " يا بعل أجبنا "
z وفى سفر الأعمال ( 34:19 ) نقرأ عن الجمع فى أفسس أنهم كانوا يهتفون مدة ساعتين " عظيمة هى أرطاميس الأفسسيين " وقد كان اليهود يعملون هذا بعينه فى " الشمعا " ، كما كانوا يرددون أكبر عدد من أوصاف الله فى صلاة واحدة ويكررونها ، حتى أن إحدى الصلوات كانت تحتوى على ستة عشر صفة لله فى مقدمتها ... وهكذا أهتم الناس بالكيفية التى يرددون بها صلواتهم أكثر من الاهتمام بالصلاة نفسها ، فضاعت قيمة الصلاة تماماً
7- الخطأ الأخير الذى ذكره المسيح هو أن بعض الناس كانوا يصلون لكى يروا من الناس وقد كانت طريقة الصلاة عند اليهود تجعل المباهاة امراً سهلاً . فاليهودى كان يصلى واقفاً ، مرفوع اليدين ، منحنى الرأس . وكانت مواعيد الصلاة التاسعة صباحاً والثانية عشر ظهراً . والثالثة بعد الظهر ، وأينما وجد اليهودى كان عليه أن يصلى فى هذه المواعيد ، فكان من السهل على المرء أن يدبر وجوده وقت الصلاة فى مكان مزدحم ، أو على زاوية أحد الشوارع الكبرى ، أو على الدرجة العليا لسلم المجمع ، ثم يصلى بطريقة مسرحية تمثيلية لكى يظهر للناس . ومع أن معلمى اليهود حذروا الناس من الرياء فقالوا إن المرائى يجلب غضباً على العالم ولا تستجاب صلواته ، لكن نظام الصلاة اليهودى كان يشجع على التظاهر ، إذا كان فى القلب كبرياء .(م 16)


من تأملات قدس ابونا بولس حليم كاهن كنيسة مارى جرجس - القللى - شبرا

http://www.ava-takla.com/up//uploads/images/ava-takla-17cb27b918.bmp

نصيف خلف قديس
11-29-2010, 04:46 PM
شكرااا
ربنا يبارك حياتك وخدمتك
ربنا يفرح قلبك ويعوض تعبك كل بركة

المصرى الأصيل
11-29-2010, 09:48 PM
شكر لمرور حضرتك الراقى ربنا يبارك فى خدمتك ويعوضك
صلوا من اجل ابونا بولس ربنا يحافظ على خدمته

jesus's girl
11-30-2010, 08:09 PM
بجد تأملات ابونا بولس اكتر من رااااااااااااائعة
شكرا استاذي ربنا يعوض تعب محبتك

المصرى الأصيل
11-30-2010, 10:31 PM
شكرا ميرنا لمرورك ومتابعتك الجميلة ربنا يبارك فى خدمتك
صلوا من اجل ابونا بولس ربنا يحافظ على خدمته