المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البابا كيرلس رجل فوق الكلمات


Misho Fayez
12-16-2010, 08:57 PM
http://www.ava-takla.com/up//uploads/images/ava-takla-7d9ad8bc9f.jpg (http://www.ava-takla.com/up//uploads/images/ava-takla-7d9ad8bc9f.jpg)

مقدمة الحلقات

من عند الله كان هذا وهو عجيب فى أعيننا .هناك يقال قد أكثر الرب الصنيع لهؤلاء .وقد أكثر الرب الصنيع إلينا فصرنا فرحين بما أنعم به الله علينا بتقدمة الأب الرسولى السيرة , الأيوبى الصبر ,الداودى القلب السليمانى الحكمة , الموسوى الرعى .لقد أشرق الله برئاسته أنوار الشريعة وافنائها . وأقام بتعليمه من سقط من أبناء البيعة وما وها من بنيانها. وأظهر فى أيامه فضائل كهنتها وأراخنتها ورهبانها . صاح مناديه ... يسعد مباديه .والكهنوت قد آمنه الله عليه . والكهنة قد وجدوا ما يتبررون به من عواديه والبيعة قد استخلف الله عليها من استحق أن يقام على الكثير لما وجد أمينا فى القليل فوض الله أمرها إلى الطبيب الحاذق المتفضل بالدواء على العليل . قد أقام الله لنا راعى ورفعه عنه ببصيرته ما نزل بحظيرته من الفنا . فلله الشكر الذى رضى الله بأبينا عن أرضه وغفر ذنوب شعبه ورفع عنا شدة غضبه ووجيع ضربه . وأقام علينا رجل الله المقتدر على التعزية رجل الصلاة والقداسات رجل القداسة والإيمان رجل التواضع والمحبة . الرجل الذى لا يتوانى فى الموهبة الى أؤتمن عليها ولا يستريح المتخذ مرآه إلهيه للناظرين بالمسيح . لقد شيد الله ما بناه من مجد الأب الروحانى . الملاك الأرضى والإنسان السمائى النور المضئ الوكيل الأمين . الشارح المبين . الراعى الصالح . التاجر الرابح . الزارع المفلح . الملح المصلح . الصياد المنجح . البطريرك الأنبا كيرلس السادس الذى جلس على كرسى البشير مارمرقس عمدة الدين . قدوة المؤمنين .معاضد الحوريين إمام خراف اليمين . وسيط اللاهوت هيكل المسيح وحرس أبناء البيعة الأرثوذكسية برعيه المستقيم . وشرف أفواه كهنتها بإكرازها باسمه الكريم . وخلص شعبه بدعائه الذى لا يثبت فيه شر ولا يقيم . وحفظ بتعليمه الصحيح وداوى به السقيم . بركة صلواتك تكون معنا يا أبانا البابا كيرلس السادس بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية رقم 116 فى تاريخ باباوات الإسكندرية .




الحلقة الاولى من سلسلة البابا كيرلس رجل فوق الكلمات

متى ولدت يا ابانا المبارك؟

--- ولدت فى 8 أغسطس 1902 بمدينه دمنهور.لأب عاش على تعاليم الكنيسة مواظبا على الصلاة حريصا على الصوم .كان أبى " يوسف" كريما مضيافا مشهودا له بحسن السيرة وجمال الصوت , كما كان شماسا يقضى وقت فراغه فى تعليم الشمامسة الصغار الألحان والكتابة والحساب , أو يقضيه معنا فى البيت يردد على مسامعنا سير القديسين الذين كان يزين دارنا بالكثير من صورهم . الأمانه والصدق والإيمان كانت صفاته الأساسية التى ساعدته على ازدهار تجارة رجل من كبار الملاك كان يعمل لديه ومضاعفة المحاصيل الزراعية لأرضه فأحبه وأعزه. لقد كانت أسعد لحظات حياته حين يجمعنا ليقرأ لنا فى الكتاب المقدس .
أما والدتى فقد كانت سيده طيبة وأمينه حريصة على تنمية الالفة والترابط بيننا كأسرة .كما كانت حريصة على تلبية طلباتنا جميعا.

وماذا عن طفولتك ؟

--- فى الرابعة من عمرى كان يتردد على زيارتنا القمص تادرس البراموسى مع مرافق له اسمه ساويرس حيث كان ضعيف البصر . وكنت أرتاح وأأنس لهذا الراهب وأمضى كل وقتى أمرح بجواره , بل كثيرا ما كان يأخذنى لأنام على ركبتيه مما كان يدفع والدتى للحضور وحملى قصرا إلى فراشى معتذرة للقمص عن مضايقاتى له , وكان يصر على أن يبقينى فى حجره قائلا لها " دعيه لأنه من نصيبنا".
ماذا كان يعنى القمص تادرس بهذا القول ؟

--- كان يعنى –كما علمت من أبى بعد أن كبرت – أن الرهبنه سوف تكون من نصيبى وأن هناك دلائل أخرى أكدت ذلك.

تقصد احتجاجك على والديك فى صغرك عندما رأيت أصناف الطعام على المائده فى يوم رفاع الصوم الكبير فثرت وقلت لأمك أمام أبيك "إننا نأكل الطعام الفاخر وبجوارنا عائلة الكردى فقيرة محتاجة الى العيش الحاف ألا يحسن أن نهديهم هذا الطعام من أجل المسيح الذى سنصوم من أجله باكرا". لقد انشرح قلب والديك لشعورك النبيل وذهبت بالطعام لعائلة الكردى فاستقبلتكم بالدهشة والاستفسار . ولما عرفوا أنك صاحب الفكرة يا "عازر " قبلوك ودعوا لك.

--- يقولون إنه كان لا يحلو لى أن ألبس بدلة جديدة إلا وفوقها مريلة من القماش الاسود اللامع .. كما أن فقيه القرية الشيخ أحمد غلوش إقترح على والدى أن أذهب إليه فى الكتاب فى العطله الصيفية ومعى إنجيلا لأدرس فيه فأعطانى والدى إنجيل يوحنا مكتوب بحروف كبيرة وقد حفظنى اياه الشيخ أحمد مما أدهش الجميع.

متى إنتقلت أسرتك إلى الاسكندرية ؟

--- عندما عمل والدى وكيلا لدائرة أحمد يحى باشا , وكانت الدائرة مركزا من مراكز الحركة الوطنية ومقرا لرجال الوفد بالاسكندرية .

ونحن لا نغفل أن أبناء أحمد يحى باشا هم أمين وعبد الفتاح الذى أصبح رئيسا لوزراء مصر . وهما من دعائم الحركة الوطنية فلا غرو إن كنت قد أظهرت وانت فى شبابك حبك لمصر وتفانيك لخدمة وطنك.

---لقد كان ذلك مع بداية دراستى للمرحلة الثانوية.

إنتظرونا فى الحلقة الثانية من الحوار مع قداسة البابا كيرلس السادس بعنوان "البابا كيرلس السادس .. ووظائف تقلدها "

jesus's girl
12-16-2010, 11:25 PM
الله عليك يا مشمش انا هتابع معاك كل الحلقات
بركة البابا كيرلس تكون معانا امين

بنت الست العدرا
12-16-2010, 11:45 PM
حلو قووووى يا ميشو
البابا كيرلس ده شفيعى وحبيبى
يالا كلنا مستنين باقى الحلقات
ربنا يعوض تعب محبتك

little angel
12-17-2010, 06:48 AM
تحححفة يا مشمش قووووي ..انا مستنية بااقي الحلقات

ميرسي لتعبك الجميل

Misho Fayez
12-17-2010, 10:04 PM
البابا كيرلس .. ووظائف تقلدها

الحلقة الثانية من سلسلة البابا كيرلس رجل فوق الكلمات

ما الوظائف التى تقلدتها يا أبانا ؟
--- التحقت بشركة كوكس شبينج للملاحة.

هل لك أن تلقى الضوء على عملك فى هذه الشركة ؟
--- كان المدير العام للشركة استراليا متشددا فى معاملته للموظفين , فخافوه وتجنبوا مقابلته ,وكانت هوايته الوقوف على رأس السلم فى مواجهة الباب العمومى لمراقبة حضور الموظفين صباحا. كانت أعمالى تبدأ الساعة التاسعة صباحا فكنت فى طريقى أتوجه الى الكنيسة المرقسية يوميا قبل ذهابى للعمل . وتصادف يوما عند عند توجهى للعمل بالمدير العام واقفا على السلم . فصعدت وحييته . سألنى عن سبب تأخرى فى الحضور فعرفته بمنتهى الهدوء أن عملى يبدأ فى التاسعة كل يوم وتركته بكياسة وأدب

لقد قال المدير لرأيسك المباشر حينذاك وكان اسمه " ألفريد فاضل" وهو لبنانى الجنسية , إنك علمته كيف يحترمك , وأعجب برباطة جأشك وحسن تصرفك وأنك لم تتجنب مقابلته كما فعل زملاؤك .

--- لقد كنت ملتزما بالمواعيد مدققا أمينا فى العمل.

هل من مثال للأمانة فى العمل ؟

--- كلفت يوما بالإشراف على الاجراءات الجمركية الخاصة بأمتعة قائد إنجليزى كبير عائد إلى بلاده , فوجئت عند فتح الحقائب فى صالة التفتيش بوجود حافظة نقود القائد فى طيات ملابسه , سلمها لى المفتش عدت إلى الشركة وطمأنت المدير العام على إنهاء الاجراءات وسلمته حافظة النقود , وكان القائد يجلس إلى جوار المدير فانفرجت أساريره وأخذها منه شاكرا.

وقدم لك مائة جنيه استرلينى مكافأة على أمانتك .

--- رفضت أخذها بأدب رغم إلحاحه علىّ وقلت له إنه يجب ألا يكون هناك مقابل مادى للأمانه .

لقد ازداد إعجاب المدير العام بك, فزاد مرتبك عشرة جنيهات , وكان لهذا القرار صدى كبير بين زملاؤك , إذ لم يمض على منح العلاوات الدورية سوى شهر.

--- أشكر الرب أننى قد تدرجت فى عملى محوطا بالتقدير والثقة من الجميع. وأصبحت أتقاضى مرتبا كبيرا يحسدنى عليه أقرانى.

مؤكد أنك كنت سعيدا بالمرتب الكبير وتدرجك بالعمل , فكل الظروف تؤكد أنك سوف تكون يوما مديرا ناجحا.

--- لقد ظللت خمسة أعوام فى العمل ... حياتى خلالها بعد الانتهاء من العمل الذى أؤديه على خير وجه.وفى وقت الفراغ أواظب على الذهاب إلى الكنيسة لحضور القداسات والصلوات ... أمضى الليل فى حجرتى ساهرا أقرأ فى الكتاب المقدس أو أصلى ... كنت أستاء عندما أجد أفراد أسرتى يضيعون وقتهم فى السمر والمزاح.

حتى إنك كنت تقول لهم باسما " كفاكم ملأتم الهواء كلاما". وتحول الجلسة إلى تأمل فى تعاليم الله.. وبالطبع لا تغفل أنك منعت أهل منزلك من دخول حجرتك أو معرفة محتوياتها لمده خمسة أعوام ... لماذا ؟

--- لقد كنت أعتبر حياتى فى هذه الغرفة تدريبا على حياة القلالى والوحده وفى غفلة من الأسرة جهزت نفسى لحياة أفضل ... جهزت ملابس الرهبنة ولوازمها.

معنى ذلك أنك أعددت العدة لاستقالتك من الشركة ؟

--- فعلا تقدمت للمدير بطلب استقالة موجزة كتبت فيها " بما أن لدى أعمالا هامة لا يسعنى أن أتخلى عنها , أتقدم اليك باستقالتى من العمل وأرجو أن يتم قبولها حتى نهاية يونيو 1928.

هل تم قبول الاستقالة بسهولة ؟

--- مع الأسف لقد اتصل المدير بشقيقى حنا وطلبه للحضور وسأله عن السبب الذى لأجله قدمت استقالتى ... ولكن أخى لم يكن يعرف أى شئ عن هذه الاستقاله , ووعد المدير أنه عندما يعرف سوف يخبره , وعرض المدير على أخى أن يبلغنى استعداده تعيينى فى وظيفة أحسن بمرتب أكبر .

وماذا حدث عندما عاد أخوك إلى البيت وعرّفهم بالاستقاله ؟

--- لقد حاول الأهل بكل الطرق أن يقنعونى بالعدول عن الرهبنه وأبقى فى العالم وأعيش مع المسيح .... ولكننى رفضت بشده .

وقلت لهم أيهما أفضل ... حياة البر والقداسة والسعاده الحقة , أم حياة الشقاء والكد والتعب فيما لا ينفع , وماذا يفيد الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. ؟

--- لقد تضافر الاهل والاقارب والاصدقاء لاقتلاع فكرة الرهبنة من قلبى ناصحين إياى بالحرص على ما وهبنى الله من توفيق فى عملى بالشركة, ولكنهم لم يفلحوا . وأشكر الرب أننى قد انتصرت على اغرائهم ونصحهم واشفاقهم علىّ.



إنتظرونا فى الحلقة الثالثة من الحوار مع قداسة البابا كيرلس وسوف تكون بعنوان " البابا كيرلس .. وكيف طرق باب الرهبنة "
أذكرونى فى صلاتكم

Misho Fayez
12-19-2010, 05:04 AM
البابا كيرلس .. وكيف طرق باب الرهبنة

الحلقة الثالثة من سلسلة البابا كيرلس رجل فوق الكلمات

كيف طرقت باب الرهبنة؟



--- توجهت لمقابلة الانبا يوأنس مطران البحيرة والمنوفيه ووكيل الكرازة المرقسية , والتمست منه أن يقبلنى راهبا .ولما كان قداسته يعرف أبى وأخى فقد طلب منى أن يحضروا ويوافقا على طلبى الرهبنة. عدت الى البيت حزينا فى تلك الليلة .



وتصور الأهل أن هناك صراعا نفسيا فى داخلك نتيجة تضارب رغباتك وظنوا أن الفرصة سانحة ليثنوك عن عزمك وتستمر فى عملك.



--- وعرفونى أن مدير الشركة وعد أن يمنحنى علاوة استثنائية وأعادوا على مسامعى نصائحهم , فاضطررت لمصارحتهم بأن حزنى مرجعه الحقيقى رفض الأنبا يوأنس رهبنتى ما لم يوافق أبى.



ولما كان والدك يعرف أنك لن تتراجع عما اعتزمت فاقترح عليك أن تتقدم للأسرار المقدسة ثم تصنع بعد ذلك ما يرتاح اليه ضميرك ولن يعارضك فيه أحد.



--- كان أب إعترافى القمص يوحنا جرجس الكبير رجلا ذا مشورة صالحة محبوبا من شعبه وكان يدعونى " عازر المبروك " قابله والدى وأحاطه بما انتويت . فتناقش معى القمص يوحنا وقربنى من الاسرار الالهيه .



وبعد الانتهاء من القداس أخبر القمص والدك أنه من صالحك ومن الخير لك أن يساعدك على اتمام قصدك لأنك تعلم طريقك جيدا . ورسمت لنفسك سبيلا مستقيما من زمن بعيد .



--- لقد صحبنى أبى وأخى إلى الأنبا يوأنس وأنا فرحا مسرورا.



فيما ناقشك الأنبا يوأنس بعد أن ذهبت إليه مع والدك ؟



--- لقد ظهر عليه الرضا غير أنه ناقشنى بحزم وشده مبينا لى متاعب الرهبنة ومشقاتها ووعورة حياتها وما سيحيق بى من ألام وإهانات وما سيلحق بى من تجارب.



وبماذا أجبته ؟



--- قلت له كل هذه رسمتها أمامى , كما أننى مارست طريق الرهبنة بكل حرص منذ خمس سنوات فى بيت أبى .. وكل ما سوف يصادفنى لن يكون جديدا علىّ .



ومع ذلك عاود وقال لك يا ابنى إنى أرى أولاد المدن لا يحتملون مشقة الرهبنة والقليل منهم الذى ينجح فى هذا الطريق .



--- قلت له رجائى بالله قوى وأنا أؤمن لو باركتنى يا سيدنا وسألت لأجلى القوة والتوفيق فسوف أنجح والمسيح نفسه ليس بظالم ولا ينسى تعب المحبة.



وهنا باركك الانبا يوأنس وقال سأهيئ لك سبيل الانخراط فى الرهبنة .



--- تهللت فرحا وانحنيت أمامه ساجدا عدة مرات وعدت مع والدى ممتلئ بالسعادة.



ماذا قلت لأبيك وأخيك وأنتم فى طريق العوده؟



--- الحقيقة أن موافقة الأنبا يوأنس بقدر ما أسعدتنى وأفرحتنى بقدر ما أثارت الألم فى نفس والدى بحكم أنه شماس وقارئ كثيرا عن الرهبنه ومتاعبها, فنظرت إلى أبى وقلت له " من أنا الحقير يا والدى ؟" وأين أنا من مقام أولاد الملوك مكسيموس ودوماديوس اللذين تركا ملك العالم محبة فى ملك السماء . ابتسم أبى وحضنى إلى صدرى وقبلنى. وبعد أن وصلت إلى البيت وعرفت أمى بالخبر وعرف أخى ميخائيل . فحاول أبى أن يخفف وقع الخبر وقسوته عليهما حتى قبلوا الأمر الواقع , أما أنا بدأت أحضر نفسى منتظرا تعليمات الأنبا يوأنس بتحديد ميعاد السفر للدير ... ومع ذلك لازمت الرهبان الذين كانوا يدرسون بالكلية اللاهوتيه بالاسكندرية . كما بقيت مده صوم الرسل ملازما الكنيسة ليلا ونهارا.



هل لنا أن نعرف ماذا عملت يوم عيد الرسل فى 12يوليو 1927 ؟



--- ذهبت إلى الكنيسة مبكرا أحمل على كتفى قفة كبيرة مملوءة فطيرا أعدته العائلة بمناسبة عيد رئيس الملائكة ميخائيل . ورفضت أن يحمل القفة أحد غيرى أو أستقل عربة بها . لقد استكثرت علىّ الأسرة أن أحمل القفة وأنا أرتدى بدلة وطربوشا وأسير هكذا فى الطريق ويرانى الناس على هذا الحالى .



ماذا قلت لهم ؟



--- قلت لهم :ألم يحمل رسل المسيح الأطهار كل منهم قفة مملوءة من الكسر مما فضل من الخمس خبزات؟ ووصلت الكنيسة ووزعت الفطيؤ معلنا اغتباطى برضى الله وقبولى لأسلك طريق الرهبنة .



إنتظرونا فى الحلقة الرابعة من الحوار مع قداسة البابا كيرلس وسوف تكون بعنوان " البابا كيرلس ... وإلتحاقه بدير البراموس"

Misho Fayez
12-21-2010, 04:45 AM
الحلقة الرابعة من سلسلة البابا كيرلس رجل فوق الكلمات
البابا كيرلس .. والتحاقه بدير البراموس
متى التحقت بدير البراموس؟



--- استدعانى الأنبا يوأنس وحدد لى ميعاد السفر إلى دير البراموس مع القس بشارة البراموسى وزوده بخطاب توصية لأمين الدير ليقبلنى فى سلك الرهبنة وزكانى بشهاده حسنة عنى وعن عائلتى .



بالطبع فى صباح يوم 27 يوليو 1927 بكرت ورتبت متاعك وتوجهت لمحطة السكة الحديد , وكان فى وداعك الكثيرون من الأهل والأصدقاء .



--- ومنهم أيضا رئيسى المباشر " ألفريد فاضل" الذى أبلغنى تحيات مدير عام الشركة الذى كرر على مسامعى بأنه محتفظ لى بعملى وأستطيع العوده له فى أى وقت أشاء دون عائق .



أعتقد أن هذا القول من ألفريد فاضل أثار ضحكك ... فكل الدلائل تؤكد سعادتك لقبولك بسلك الرهبنة وأنه لا رجعة فى قرارك .



--- هذا صحيح ... المهم استقلينا قطارا من إيتاى البارود إلى الخطاطبة وقطار الجبل إلى الهوكارية فوصلنا مع الغروب . وكان فى انتظارنا رهبان من الدير ومعهم دواب لحمل الأمتعة , وسرنا فى الجبل قرابة الساعة والربع ووصلنا الى الدير.



ماذا حدث عندما نزلت من القطار فى الهوكارية ؟



--- لقد وجدت الكمسارى لا يرتدى طربوشا وعندما سألته السبب أجاب أنه لا يملك ثمنه , فأعطيته طربوشى , كما أعطيت جاكت البدلة للسائق ووعدته بإرسال القميص والبنطلون له بمجرد وصولى للدير , وفعلا أرسلتهما له مع شخص كان عائدا من زيارة الدير .



لقد أردت أن تؤكد بهذا العمل أن قرارك الرهبنة لا رجعة فيه .



--- وصلنا دير البراموس الساعة الثامنة واعتقد الرهبان أننى أحد كبار الزوار فاستقبلونى بحفاوة بالغة ودقوا الأجراس وغسلوا لنا الأرجل كما هى عادة الرهبان .

لقد كان هذا اللقاء بهذه الحفاوة ينبئ بعظم شأنك المستقبلى .



--- فور وصولنا الدير قدمنى القس بشارة لأمين الدير القمص شنوه على أننى زائر من الاسكندرية من أبناء الأنبا يوأنس .



لقد أنزلت بقصر الدير , وأدار ماكينة الكهرباء لينير لك القصر . وقدموا لك العشاء.



--- فى صباح اليوم التالى سلم القس بشارة خطاب الأنبا يوأنس لأمين الدير وعرف منه أننى طالب رهبنة ولي بزائر , ودق جرس الدير وحضر جميع الرهبان عند سماعهم دقاته .



واستبشروا خيرا وقالوا انك أول طالب رهبنة يقابل بهذه الحفاوة ولابد أن يكون لك شأن يذكر .



--- أرشدنى أمين الدير إلى قلاية خصصها لى لأقيم فيها , وكانت خالية متروكة منذ زمن طويل وتحتاج إلى الكثير من النظافة , كما أرشدنى إلى المكان الذى يوضع به الخبز لأخذ منه حاجتى ثم أمضى.



كم كان عمرك عندما وصلت إلى الدير طالب الرهبنة.؟



--- لقد كنت فى الخامسة والعشرين من عمرى .



ماذا قال أمين الدير للقس بشارة بخصوصك ؟



--- تقصد حين كان القس بشارة متلهفا للاطمئنان علىّ, وخاصة أنه لم يقدم لى أحد من الدير أى مساعدة , لقد نبهه أمين الدير أن يتركنى وشأنى فترة قصيرة من الزمن ليظهر أثار ما لقيته من معاملة فى نفسى وليعلم قدرتى على تحمل صعاب الطريق الجديد.



ماذا كنت تعمل فى أيامك الأولى فى الدير ؟



--- كنت مواظبا على الصلوات فإذا ما دق جرس نصف الليل فأقوم متوجها الى الكنيسة لأشترك فى التسبحة والصلاة وأعود الى قلايتى نحو السابعة صباحا .دون أن أختلط بالرهبان.



ألم يفتقدك أحد من الرهبان بالدير أو سأل عنك فى الايام الاولى بإعتبارك طالبا للرهبنة ليرى كيف حالك ؟



--- في مساء احد السبوت وكان قد مضى على مقدمى أيام معدودة .فوجئت بمن يطرق باب قلايتى لقد كان أمين الدير والقس بشارة ومعه القمص بشاى والقمص باسيليوس والقمص عبد المسيح المسعودى . وكلهم من شيوخ الدير .دخلوا القلاية وأعجبوا بترتيبها الجميل وتعجبوا مما رأوا كما أنهم من حديثهم عرفت أن سرورهم كان عظيما عندما وجدوا القلاية نظيفا ومكنوسا ومرشوشا.



لقد قال ابونا عبد المسيح المسعودى " أصله حارت ومستنى السيل .." ماذا كان يعنى بذلك ؟



--- كان يقصد أننى أعددت ذاتى لقبول سيل نعمة الله .



هل هناك أعمال أخرى كنت تقوم بها من الدير ؟



--- طحن الغلال وعمل الخبز وعجن القربان ... قارنا كل هذا بمداومتى على الصلاة والتناول من الاسرار المقدسة ودراسة الكتب المقدسة وكتابات الاباء.



بعد أن احتفل الرهبان بمستهل سنة الشهداء واستعد الآباء طلبة الكلية اللاهوتية لمغادرة الدير والسفر الى الاسكندرية .. لماذا أحضرك أمين الدير وعرفك بميعاد سفرهم ؟



--- كى يعطينى فرصة أخيرة للعوده معهم أو البقاء فى الدير .



وماذا قلت له ؟



--- تصحبهم السلامة ورائدهم التوفيق أما أنا فاسمح لى أن أسير فى الطريق الذى بدأته ويقينى أن الله لا يترك طالبيه .



لقد أشار عليك القمص عبد المسيح أن تصدر مجلة دينية بالدير فماذا أسميتها ؟



--- أسميتها مجلة ميناء الخلاص... لقد كنت أكتبها بيدى رغم أن عدد النسخ لم يكن يقل عن 50 نسخة مكتوبة . مكونة من 12 صفحة .





تعاونت فى كل أمر , وخففت عن الشيوخ أثقال الاعمال وتوليت خدمة الضعيف منهم واعتنيت بالمريض دون أن تبغى مديحا زائفا.



--- لقد كان مما اعتنيت به مكتبة الدير , رتبت كتبها ولازمت القراءة . كما انكببت على كتابات مار اسحق السريانى العظيم فأرشدنى كيف اسلك الطريق ومن شدة شغفى بهذه الكتابات نسختها فى خمس مجلدات جلدتها تجليدا حسنا وعاودت نسخها اربع مرات طمعا فى زيادة المعرفة .



ما هو تاريخ سيامتك راهبا ؟



--- 25 فبراير سنة 1928 .



ما هو سر تسميتك بالراهب مينا ؟



--- الحقيقة اننى تمنيت أن اسمى باسم حبيبى مارمينا , وحدث فى ذلك اليوم أن الآباء بالدير قرروا ان يسمونى على حسب قديس اليوم فى السنكسار وكم كانت صدفة عظيمة ,. فقد كان رسم القديس مينا الراهب وهو بخلاف مارمينا العجايبى .



متى رسمت قسا يا أبانا ؟



--- فى يوم الاحد 18 يوليو سنة 1931 .



انتظرونا فى الحلقة الخامسة من الحوار مع قداسة البابا كيرلس بعنوان " البابا كيرلس والدراسة بكلية اللاهوت ".

Misho Fayez
12-22-2010, 10:08 PM
البابا كيرلس ... والدراسة بكلية اللاهوت
الحلقة الخامسة من سلسلة البابا كيرلس رجل فوق الكلمات

لقد كنت أحد الذين وقع عليهم الاختيار للدراسة فى كلية الرهبان اللاهوتية فى حلوان, فهل لنا أن نعرف جانبا من حياتك فيها ؟



--- لقد أطعت مرغما الذهاب لكلية الرهبان , لأننى كنت أحب حياة العزلة فى الدير , ومع ذلك انتظمت وأظهرت تفوقا ملحوظا . واخترت زميلا أنست اليه وارتاحت نفسى لمصاحبته وهو القمص كيرلس الأنبا بولا .وقد رتبت معه أن نقوم برفع بخور عشية كل ليلة , وإقامة القداس فى الصباح الباكر قبل البدء فى الدراسة وسار هذا النظام أياما.



ولكن هذا الترتيب لم يعجب الرهبان الدارسين فقاموا ليلا وهدموا الفرن الذى كنت معتادا خبز القربان فيه .



--- استيقظت مبكرا وعجنت القربان وعند الثالثة صباحا ذهبت لأخبزه فإذا أجد الفرن متهدما , فأيقظت القس كيرلس وتشاورت معه لإيجاد حل لهذه المشكلة .



وواتك فكرة نفذتها فى الحال .فما هى ؟



--- ذهبت الى صاحب مخبز افرنجى يقع فى مواجهة بيت الرهبان , وطلبت منه أن أخبز القربان عنده فرحب الرجل . وقمت بالعمل بنفسى فى إتقان أثار إعجاب صاحب المخبز وأقيم القداس كالمعتاد.



ماذا كان يقصد الرهبان بهدم الفرن ؟



--- طبعا عدم خبز القربان وبالتالى نتقاعس عن عمل القداسات اليومية .



ولكنك فوّت عليهم الفرصة , وعرضت مع صديقك القس كيرلس الأمر على مدير الكلية القمص ميخائيل مينا .فعقد مجمعا من الآباء الرهبان وأقروا عمل قداس يومى نظم حوله جدول الخدمة. لقد كان القداس اليومى أساسيا فى الكلية اللاهوتية وأصبح متمما لبرنامج الدراسة وصارت العسة فرصة سانحة للآباء لإلقاء كلمة الوعظ .



--- لقد أثنى علينا المسئولون وكان سرورهم بالغا بالقداسات اليومية بالكلية والعظات التى كان الآباء يلقوها فى العشية .

مت رشحت للأسقفية ؟



--- ذات يوم حضر الأنبا يوأنس إلى كلية الرهبان اللاهوتية , وكانت نوبة رفع بخور عشية من نصيبى , فوقفت وألقيت عظة فى وجود الأنبا يوأنس استغرقت ساعة كاملة , لقد أعجب منها البابا وسر منها وما أن إنتهيت من العظة حتى تقدمت لطلب البركة من البابا حسب الطقس .



فأثنى عليك ثناء مستطابا وبارك جهودك ودعى لك أن تكون عامودا فى هيكل الرب .



--- ثم أفصح البابا عن رغبته لمدير الكلية فى رسامة مطران للغربية والبحيرة وصرح له أنه يود لو رسمنى أسقفا لهذا الكرسى . لقد زف إلىّ القمص ميخائيل هذه البشرى ظنا منه أنها ستنال استحسانى .



إلا إنك عدت إلى قلايتك مهموما , ثم التقيت بصديقك العزيز القس كيرلس الأنبا بولا وهمست له بعزمك على السفر إلى دي الأنبا شنودة رئيس المتوحدين . بسوهاج لتحيا هناك حياة الوحدة .



--- لقد تعب معى كثيرا القس كيرلس , لقد ظل طوال الليل يحاول أن يثنينى عن عزمى وأن أسلم أمرى لله وأطيع وأقبل هذه الموهبة ولكننى أصررت على عزمى , واستقليت القطار الى سوهاج ومنها توجهت الى الدير .



لقد سبب اختفاؤك انزعاجا وقلقا , خاصة ان القس كيرلس كتم الأمر فى نفسه , واستدعى شقيقك وسألوه عن مكان إقامتك وطلبوا اليه البحث عنك حتى لا تنال غضب البابا .



--- لقد رجع أخى الى القس كيرلس الأنبا بولا وتوسل إليه بالدموع أن يكشف له سر اختفائى فتحنن قلبه وعرفه بالحقيقة .



وبعد جهود مشكورة بذلت , رجعت لتلقى عتابا ولوما بالغى القسوة من الأنبا يوأنس .



--- نعم , ثم كشفت للبابا عن رغبتى فى الوحده , وقد قدر البابا هذه الرغبة وصرح لى بالرجوع إلى الدير لأستريح , وأن أتبع الطريق الذى يرسمه لى أبى ورائدى القمص عبد المسيح المسعودى .

إنتظرونا فى الحلقة السادسة من الحوار مع البابا كيرلس بعنوان "البابا كيرلس ..ورحلة التوحد فى المغارة "

Misho Fayez
12-24-2010, 01:04 AM
البابا كيرلس السادس ...ورحلة التوحد فى المغارة
الحلقة السادسة من سلسلة البابا كيرلس رجل فوق الكلمات


أعتقد يا أبابا المبارك أنه بموافقه البابا الأنبا يوأنس على عودتك الى دير البراموس ,بدأت رحلة التوحد.



--- ليس بهذه السهولة , فقد اجتمع مجمع الرهبان وحاولوا إقناعى بالعدول عن دخول الوحده خوفا علىّ من مخاطرها الروحية .فمنهم من قال لى إن كثيرين من الرهبان الذين أمضوا فى الرهبنة ثلاثين عاما او أربعين عاما فشلوا فى سلك طريق الوحده فما بالك أنت يا ابن الثلاثين سنة الذى لم يمضى على رهبنتك خمس سنوات , ومنهم من اتهمنى بمحاولة الهروب من المسئوليه سواء كانت فى الكلية او فى الدير .. ومنهم من لمح لى بالمخاطر الجسدية ممثلة فى وحوش وثعابين سامة وأجمعوا فى النهاية بأنهم لا يوافقون على توحدى.



هل نزلت على رأيهم ؟؟



--- لقد تحملت بصبر هذه الحملة العنيفة , ورفعت عينى الى السماء طالبا من الرب يسوع أن يمدنى بما أتكلم به مع أبائى .



وقلت لهم فى هدوء إنك تعتز بمحبتهم وغيرتهم عليك , والتمست منهم كابن طائع خاضع لرأيهم وهم الذين قطعوا شوطا كبيرا فى طريق العباده ويعلمون من اسرار هذا الطريق الذى تتوق إليها نفسك أكثر مما تعلم بأن الرب يسوع يهيئ لك السير فى هذا الطريق الضيق المؤدى للحياة لكل طالبيها بضمير نقى وفكر خالى من جميع الشهوات.



--- وطلبت منهم أن يطمئنوا , وسأكون الابن الخاضع للإرشاد والنصيحة ولن أقدم على عمل أو أسير خطوة دون ارشاد من أبى الروحى.



لقد اتجهت الأنظار الى رائدك القمص عبد المسيح المسعودى ليسمعوا رأيه .



--- لقد قال لهم أبونا عبد المسيح ألا يخافوا من ذهابى الى المغارة , وأن يطمئنوا علىّ لأن الله بقوته وقدرته سوف يمسك بيدى ويهدينى الطريق .



وأنه قد اطمأن لتصرفاتك لأنك تسير فى طريق الرب بحكمة الشيوخ وبقلب مؤمن , وأنه رأى بعين الإيمان أنك ستنجح فى طريقك لأنك مفروز من بطن أمك لهذه النعمة .



--- مع الأسف ما أن انتهى القمص عبد المسيح من ابداء الرأى , حتى انبرى أحد الشيوخ الرهبان – وكان يحبنى – سائلا اياه : ألست أنت لك أربعين سنة فى طريق الرهبنة , هل فكرت يوما أن تسير فى طريق الوحده , بل هل فكر أحد شيوخ الرهبان فى الدير فى سلك طريق هذا الطريق .



وطلب اليه راجيا أن يتركك أيها الراهب الصغير وشأنك , وأن ينصحك أن ترجع الى الكلية اللاهوتية لتنال شهادتها وتعود لخدمة الدير حتى يشاء الله أن يعطيك رتبة حسنة كمن سبقك من الآباء.



--- غير أن القمص عبد المسيح أجابه بروح الوداعة بأن يدعنى أسير فى طريقى ولا تغلبه عاطفه الشفقة والمحبة فتمنع عنى نعم الله .



لقد كان الموقف صعبا , ساد الصمت لحظة قام بعدها القمص شنوده والقمص باسيليوس والقمص باخوم والقمص جورجيوس والقمص لوقا وقالوا بلسان واحد فلتكن مشيئة الرب ولتسلم يا أبونا مينا لعناية الله وارشاد أبيك القمص عبد المسيح المسعودى والله أمين وعادل وسيهديك الى سبيل البر ويقودك الى طريق السلامة .



--- لقد صرخت فرحا مهللا ليكن اسم الرب مباركا .وقدمت مطانية لآبائى واخوتى وسجدت ثلاثة سجدات اعترافا بمحبتى لهم .



وبتوحدك فى مغارة تبعد عن الدير ثلاثة كيلوا مترات يا أبانا القس مينا البراموسى بداية مرحلة جديدة صرت فيها شريكا للملائكة فى تسبيح الله وتمجيد اسمه القدوس لذلك ألتمس من قداستك أن نقدمها للمحبين ليحصلوا على بركتها يا سيدنا الحبيب.



--- المغارة تبعد عن الدير مسافة ساعة سيرا على الأقدام كانت فيها مضى سكنى للقمص صرابمون البراموسى رئيس الدير السابق مساحتها 6*8 متر منحوتة فى الصخر لعمق ثلاثة امتار .



لقد ودعك الآباء وهم يدعون لك بالتوفيق .



--- وأخذت عهد عليهم ألا يزورنى أحد وألا يهتم بى أحد متعهدا بأن أحضر للدير مساء كل سبت لأشارك فى صلاة العشية , ولأتمكن من التقرب من الاسرار المقدسة صباح الأحد.



من المؤكد أن عودتك إلى الدير فى نهاية الأسبوع الأول لتوحدك كى تحضر العشية قد أثار فضول الرهبان وكثرت أسئلتهم عن عما رأيت وكابدت من مشاق .



--- لقد أجبت على أسئلتهم باقتضاب وقلت لهم باسما إننى لم أجاهد حتى الدم فاطمئنوا .



لقد إنفردت بعد لقاء الرهبان بأبيك القمص عبد المسيح ..لماذا ؟



--- لا تنسى أننى قد عاهدته قبل التوحد فى المغارة ألا أخالف له رأيا ولا أخفى عنه أمرا , كما كان هو يشجعنى ويزودنى بنصائحه لذلك كان من الضرورى أن أكشف له خفايا قلبى .



ومن زارك يا أبانا خلال فترة إقامتك بالمغارة ؟



--- زارنى الدكتور حسن فؤاد مدير الآثار وبصحبته مدير كلية اللاهوت بنيويورك وكان ذلك عام 1933. ذات يوم سمعت طرقا على باب المغارة لأول مرة منذ توحدى . ففتحت الباب ونظرت وإذ بالاعرابى الذى اعتدت أن اراه بين الحين والحين ومعه رجلان .ابتسمت لهما مرحبا ودعوتهما للدخول .



هل كان هناك سبب لتلك الزيارة ؟



--- لقد قال لى مدير كلية اللاهوت إنه طالب من زميله الدكتور حسن أن يتنزه فى الصحراء خارج دير البراموس , وسارا مسافة طويلة بدون هدف حتى تقابلا مع هذا الأعرابى وسألهم هل ترغبون فى زيارة الراهب المتعبد بالمغارة ..





ألم يخبرك الزائر لماذا جاء الى مصر ؟



--- لقد شرع فى وضع كتاب عن أصل الرهبنة ونشأتها فى مصر , وأنه يحاول التعرف على تعاليم أب الرهبان جميعا القديس أنطونيوس , وأباء برية شهيت , وقد بذل جهد كبيرا فى الاطلاع فى مكتبة البطريرك والمتحف القبطى , كما زار أديرة وادى النطرون ولكن المعلومات التى جمعها كانت محدودة للغاية .



أعتقد أن الفرصة قد واتت الزائر الأمريكى للقياك والتزود بما يرغب من معرفة عن حياة الرهبان خاصة وأنت تعرف اللغة الإنجليزية وتجيد التحدث بها .



--- لقد رويت له حياة القديس أنطونيوس والأنبا بولا أول السواح والقديس مكاريوس أب برية شهيت والقديس باخوميوس أب الشركة , ثم قرأت عليهما أجزاء من كتب مار اسحق السريانى موضحا لهما فلسفة الرهبنة وطرقها وكيف يعد الراهب نفسة لنوال المواهب , لقد استغرق الحديث وقتا طويلا وهو يدون ما يسمع .



لقد قال لك فى نهاية اللقاء إن ما جمعه من معلومات فى شهرين لهو شئ ضئيل جدا بالنسبة الى ما عرفه منك , ولما عزم الباحث الأمريكى على الانصراف بصحبة الدكتور حسن قدم لك ما فى جيبه من ريالات وعملات فضية بزعم أنها هدية رمزية تذكره بها .



--- ولكننى رفضت قبول هذه العطية , لقد قلت له ما حاجتى إلى هذا المال إن محبته أصل كل الشرور , وهو معوق طريق الوحده ورجوته أن يرد نقوده الى جيبه مشكورا وسيكون هذا مبعث سرورى وراحتى . فنزل الرجل على رغبتى .



ولكنهما رغم تأثرهما بفيض المعلومات التى لديك ورفضك منحة الباحث الامريكى .



--- الا أنهما أسفا لرفضى أن تؤخذ لى صورة ليضعها فى صدر الكتاب المزمع إصداره .





إنتظرونا فى الحلقة السابعة من الحوار مع قداسة البابا كيرلس السادس بعنوان " البابا كيرلس ... وموقفه من طرد رهبان الدير السبعة "

jesus's girl
12-24-2010, 08:53 AM
جميل جدااااااااااااا يا ميشيل بجد حياة البابا كيرلس كانت كلها قصص ومواقف جميلة جدا ربنا يعوض تعب محبتك

Misho Fayez
12-26-2010, 12:49 AM
ميرسى ميرنا على مرورك الجميل

Misho Fayez
12-26-2010, 12:53 AM
البابا كيرلس السادس ... وموقفه من طرد الرهبان السبعة

الحلقة السابعة من سلسلة البابا كيرلس رجل فوق الكلمات



هل لك يا أبانا أن تلقى الضوء على المشكلة التى حدثت فى الدير بسبب السبعة رهبان الذين قرر الدير طردهم ؟



--- كان ذلك يوم سبت لعازر عام 1936 . قصدت الدير وشعرت بتحركات غير عادية حول الدير . خيول وجمال وجنود . دخلت مستغربا وعرفت أنه تقرر طرد 7 رهبان . وضعت حاجياتى جانبا ودخلت قاعة الاستقبال بالقصر , فوجدت رئيس الدير جالسا فى الصدارة وبجانبه العمده وضابط البوليس والجنود وبعض الآباء الرهبان .



فسجدت أمام رئيس الدير وقلت له إنك جئت لتهنئه بسلامة الوصول وتسأل عن صحة ما سمعته حول طرد الآباء الرهبان السبعة .



--- قال لى هذا أمر سيدنا وأنا جئت لأنفذه .قلت له إن سيدنا يحزنه ويؤلمه طرد الرهبان فى ليلة أحد الشعانين المبارك , وأنه لا يرضى بقطع رجاء أخوة فى المسيح , وأنت رئيسنا وأبو الرهبان وراعيهم ومسئول أمام الله عن المريض والتائه والضال وبيدك سلطان قوى مستمد من قوانين الرهبنة وأحكامها الشديدة الصارمة التى تهدى الضال.



ورجوته باسم صاحب هذه الأيام المباركة أن يرجئ أمر طردهم حتى يتقدم آباء الدير بالتماس للبابا ليقرر مصيرهم ويحاكمهم داخل الدير فلا يطردهم فى هذه الأيام المقدسة .



--- لقد ثار الرئيس لكبريائه إذ كيف أتجاسر وأنا قس حديث الرهبنة وأمام هذا الجمع أن أعترض أوامره , وشيوخ الدير الأقدم منى لم يفتح أحدهم فاه بكلمة .



وقال لك اسمع يا بنى لا تعارضنى فيما أفعل حتى لا تكون خارجا على طاعة سيدنا ,كما أنك رجل متوحد لا شأن لك فيما يجرى الآن .



--- ولكنى قلت له أسألك يا أبى من أجل المسيح الذى بذل نفسه عنا أن تتمهل ولتتصرف بما يرضى أرواح أبائنا القديسين , لأن تعاليمهم تشفع فى المخالفين والخارجين على القانون وتعطى كل واحد جزاءه دون أن يقطع رجاءه .





فثار الرئيس ودعى الجنود أن يخرجوا الرهبان بالقوة , وأمرك أن تبقى بالدير وألا تعود لمغارتك حتى يطرح على البابا جريمة إعتراضك على أوامره .



--- لقد أجبته قائلا يا أبى لقد وهبت نفسى لخدمة هؤلاء الآباء الذين طردوا بالقوة وبلا رحمة وسأكون لهم خادما حتى يعودوا الى الدير آمنين بقوة الله.



لقد إرتاع رئيس الدير لما يعلمه من مكانتك عند البابا , وشعر أن الحقيقة لابد وأن تظهر , فأوعز للمقدس اسحق ميخائيل وكيل الدير أن يثنيك عن عزمك ويقنعك بأنه لا يجب أن تكون لك صلة بهذه المسألة ولا تقحم نفسك فيها , ولكن محاولة رئيس الدير ذهبت سدى .



--- وطرد الرهبان السبعة ولهم جميعا ماض مجيد فى خدمة الدير , وخرجت معهم مواسيا ومشجعا , وقصدنا القاهرة ونزلنا بمصر القديمة فى دير الملاك القبلى لدى أبينا القمص داوود الذى رحب بقدومنا واستضافنا ليلة بالدير كما حضر الأستاذ راغب مفتاح والقمص يوحنا شنودة راعى كنيسة المعلقة ومرقص بك فهمى , وإستأجروا لنا بيتا من دورين به عشر غرف لكل راهب غرفة وجعلنا واحده للمائده وأخرى لإجتماعتنا وتوليت أنا شراء الحصر والبطاطين وبعض الضروريات واستقرينا فى مقرنا الجديد حتى يهئ الله الأمر .



لقد بادر رئيس الدير بالسفر إلى الإسكندرية حتى يمكنه الوصول للبابا قبل الرهبان . وقدم شكواه ضدك وصورك أمام البابا بصورة الخارج عن النظام وقوانين الرهبنة وإدعى زورا أنك هجمت عليه وأردت ضربه بعصاة غليظة لولا مبادرة الجنود للحيلولة دون ذلك.



--- لقد دهش البابا وقال لرئيس الدير أنه لا يصدق ما قاله عنى لأن تصرفاتى كانت دائما تتسم بالحكمة والتدبير وأنه أول من شهد لى عند البابا بذلك فكيف يحدث منى هذا .وأرسل سيدنا البابا لشقيقى الذى كان دائم الاتصال به يطلبه .



ولما كان البابا يعلم أن شقيقك على صلة مودة بالرهبان المطرودين فأرسله الى القاهرة ليلتقى بهم وينفرد بك ليعرف الحقيقة التى شرحتها له بأمانة وطلب إليك شقيقك أن تتوجه الى البابا الذى حضر الى القاهرة لمعالجة هذا الامر بالذات.



--- لقد صممت أن أقابل البابا بمفردى لأطلعه على الموضوع برمته , وطلبت الى أخى العودة للاسكندرية ويتركنى أناقش الموضوع حسب مشيئتة الله مع سيدنا وعلى ضوء اللقاء بسيدنا واقتناعه بوجهة نظرى او رفضها يحدد ان كان سوف يقابل الرهبان أم لا .



لقد تكلمت مع البابا فى هدوء وقلت أن يسوع المسيح أمين وعادل ولا ينسى طالبيه ويحوطهم دائما بملائكته , وأن الله علمنا أن نجاهد عن الأمانة حتى الدم والذى لا يدافع عن الحق يكون مثل الشيطان .



--- وأنا ابن الدير كيف أرى أمورا تخالف نواميس الدير وتسئ اليه وأقف مكتوف الأيدى ... لم أقاوم أبى رئيس الدير ولم أسئ إليه بل بكل احترام وإجلال التمست منه من أجل المسيح الذى جند نفسه لخدمته ألا يقطع رجاء هؤلاء الآباء الرهبان وأن يحاكمهم بقانون الرهبنة ولا يبعدهم عن حظيرة الرجاء فى وقت تذكار دخول مخلصنا يسوع المسيح أورشليم منتصرا والكل فرحون .



كيف واجهت إدعاء رئيس الدير بأنك كدت تحطم رأسه بعصاك ؟



--- لقد راعنى هذا القول وأحزننى , فحاشا لله أن يصدر منى هذا الأمر وقلت للبابا إننى لم أطلب من رئيس الدير سوى أن ينظر فى أمر الرهبان بعين محبته ورعايته استنادا الى قوانين الكنيسة , لقد خنقتنى العبارات فبكيت وسالت دموعى فخضبت وجهى ولحيتى .



لقد أبكيت البابا , ولما أحس صدق كلامك هدأ وارتاح جدا وقال لك فى محبة وعطف " يا أبونا مينا أنا راضى عنك وقد عفوت عن الرهبان السبعة وعرفهم أن يحضروا ليأخذوا البركة ويرجعوا بسلام الى الدير " .



--- لقد التمست من سيدنا أن يشعرهم بعطفه فيأمر أحد أبناءه بإبلاغهم رضاه وصفحه , وفعلا أوفد قداسته الأنبا توماس مطران الغربية ومعه القمص صليب ميخائيل لمقابلة الرهبان .



إن كان البابا قد أرسل الأنبا توماس لتطييب خاطرهم , فلماذا حدث الرهبان بخشونة .. لماذا خيب المطران آمالهم ووبخهم عن خروجهم عن طاعة رئيس الدير ؟؟



--- كان معذورا فقد تكلم عن غير علم بمجريات الأمور .لقد أراد الآباء أن يقاطعوا جلسته .



ولكنك يا أبانا وقفت فى هدوء وكلمته وتحدثت معه عن التواضع وانسحاق الروح .



--- وذكرته يوم كان راهبا معى بالكلية فى حلوان .. حيث كان راهبا متواضعا فقيرا ونبهته الى ما هو عليه اليوم من عظمه وملبس فاخر ويجب عليه ان يذكر نعم الله وانسكاب الروح . مذكرا اليه فى اتضاع ان هذه المظاهر ليست مقبوله امام الله .



لقد ذهب الرهبان الى البابا ليأذن لهم بالسفر , فسرح لهم بعد أن منحهم البركة وانصرفوا. أما أنت يا أبانا فقد إلتمست أن تظل فى حضرة البابا على انفراد ... لماذا ؟



--- لقد طلبت منه أن يأذن لى بالتوحد داخل طاحونة هواء مهجورة فى الجبل الشرقى من دير الملاك ميخائيل القبلى كنت قد رأيتها فى فترة نزولى لمصر ووجدت أنها تصلح أن تكون مغارة لأتوحد بها .






انتظرونا فى الحلقة الثامنة من الحوار مع قداسة البابا كيرلس السادس بعنوان "البابا كيرلس السادس .. ورحلة التوحد فى الطاحونة "

Misho Fayez
12-29-2010, 11:23 AM
البابا كيرلس السادس .. ورحلة التوحد فى الطاحونة
الحلقة الثامنة من سلسلة البابا كيرلس رجل فوق الكلمات

قد تخوف البابا من اقامتك فى الطاحونة لأن الجبل كان مكمنا للصوص .



--- ولكنه وافق على طلبى بعد أن حدثته أننى سأنال نعمة التعزية فى هذه المغارة لأنها بعيدة عن العمران .. وذهبت لمقرى الجديد.



كيف أمكنك الإقامة فى الطاحونة , رغم أنها تقع فى منطقة أثرية ولا يصرح إطلاقا لإقامة أحد بهذه المنطقة .



--- لقد تدخلت العناية الإلهية فى استئجارى للطاحونة .فأثناء وجودى مع الرهبان فى مصر القديمة وبعد خدمتهم اليومية كنت أصعد الجبل وأتجول وأمضى وقتا للتأمل والصلاة , فصادفنى خفير الآثار وأنا أتأمل الطواحين وأتنقل من واحده لأخرى , فسألنى متشككا فى أمرى ..فقلت له أننى أريد أن أقيم فى هذا الجبل فى احدى هذه الطواحين.. غير أن الخفير عرفنى أن المكان منطقة آثار ومحظور على اى انسان الاقامة بها الا بعد حصوله على تصريح من مدير الآثار .. فسألته عن مكان إدارة الآثار فعرفنى بعنوانها .



وتوجهت إلى دار الآثار العربية .واقتربت من ساعى مكتب المدير وسألت عنه وظن أنك تطلب مساعده وطلب منك أن تجلس إلى جواره حتى إذا خرج المدير يمكن ربنا يحنن قلبه عليك ويعطيك اللى فيه القسمة .



--- جلست إلى جواره وتجاذبت الحديث معه فارتاح الساعى لى وطمأننى أنه سيساعدنى فى مقابلة المدير عند خروجه من مكتبه , ولكننى أقنعته بأن يخبره بأن الراهب الذى زاره مع الباحث الأمريكى بالمغارة بوادى النطرون يرغب فى مقابلته .وذهب الساعى وأخبر الدكتور حسن فؤاد بذلك .



فقام لفوره وخرج للقائك وعانقك وأخذ بيدك وأدخلك مكتبه وقص على الجالسين بمكتبه حكايه زيارتهم لك هو والباحث الأمريكى وطلب إليك أن تنزل داره ضيفا كريما .



--- فشكرته وعرضت عليه مطلبى ... فنادى سكرتيره وأمره بتحرير عقد إيجار للطاحونة التى أحددها , ونبه مفتش الآثار أن يرعانى ويقضى لى كل احتياجاتى ..



كم كان إيجار الطاحونة شهريا ؟

--- تعريفه .... نصف قرش صاغ ....خمس مليمات شهريا .



ما هى شروط عقد إيجار الطاحونة ؟



--- لم يكن عقدا بالمعنى القانونى ولكن كان بمثابه تعهد كتبته بيدى ومازلت أحتفظ بصيغته وهو " أنا الموقع أدناه الراهب القس مينا البراموسى المتوحد , أقر بأننى سوف أتخذ إحدى طواحين الهواء الكائنة بجوار قباب السبع بنات من جهة جبل حوش أبو على بصفة مأوى الى التعبد فيها بمفردى .... وهذا التعهد حرر من صورتين بصفه عقد عرفى بينى وبين حضرة مدير الآثار ,وكان تاريخ ذلك 23 يونيو 1936 .. كما ختم بختم دار الآثار العربية .



هل لك يا أبانا أن تصف لنا الطاحونة التى أقمت بها ؟



--- كانت الطاحون عبارة عن مبنى مستدير ارتفاعه 6 امتار بدون سقف او باب او نوافذ .. وكنت أنام فيها كل يوم وحدى على الأرض وكل يوم أحد أذهب إلى كنيسة الملاك القبلى لأحضر القداس ثم أتناول وبعد إنتهاء القداس كنت أنصرف بعد التوزيع مباشرة دون أن أحدث أى إنسان وأعود الى الطاحونة .



لقد لاحظ هذا القمص داود كاهن الكنيسة ومرقس بك فهمى وأرسلوا أحد أبناء الكنيسة ليتتبعك وعندما عاد أعلمهم أنك تقيم فى مبنى مهجور لا سقف ولا أبواب .



--- وجاء إلىّ فى اليو التالى القمص داود ومرقس بك فهمى ويعقوب بك مكارى والقمص يوحنا شنوده ووجدونى جالسا على الأرض أسند ظهرى إلى الحائط وأقرأ فى كتاب . فاندهشوا وعاتبونى بشدة لهذه المعيشه .



لقد أجبتهم باتضاع بأنك ما إلا دودة لا إنسان وليت الرب يعينك لتتشبه بأولئك الذين تاهوا فى البرارى من أجل محبتهم للسيد المسيح .



--- وفى اليوم التالى أحضروا عمالا وقاموا بعمل سقف وأبواب ونوافذ للطاحونة وقسموها دورين الأول قلاية أقيم فيها والثانى كنيسة صغيرة . وخصصوا لى شماسا عجوزا اسمه مليكة ليساعدنى فى خدمة القداسات .



كيف عرفت الشماس العجوز مليكه ؟



--- كان عم مليكة مريضا بنزلة شعبية حادة مع مبادئ التهاب رئوى . وأحضرت له عائلته اثنين دكاترة لعلاجه .وأخذ الدواء واستمر عليه حوالى خمسة ايام ومفيش تقدم بل تدهورت صحته للأسوء .أصيب بإلتهاب رئوى حاد مع هبوط شديد بالضغط والقلب . ولم يستجب للعلاج .لقد غاب عن الوعى وأصبح غير قادر على تناول الطعام .ورأى الأطباء أنه يحتضر فمنعوا عنه الأدويه .وعرفوا بناته أن الحالة ميئوس منها . وعليهم أن يرسلوا فى استدعاء أخيهم من كفر الشيخ ويستعدوا فى تشييع الجنازة . وفعلا بدأ الاستعداد لشراء الصندوق وإقامة الصوان .



ولما كان طالب الطب عزمى مريد جرجس يقطن مع عم مليكة فى بيت واحد فكان يقوم بمباشرة علاجه وعرف برأى الأطباء فى الحالة , فأخذ بعضه وراح الكلية وعاد مبكرا للمشاركة فى تشييع الجنازة , وحين عاد الى البيت فوجئ بعم مليكة جالسا على الكنبة فى الصالة وبيقشر برتقالة ليأكلها بعد أن أكل الطعام , ولم يصدق عيناه ...إذ كيف أمكن لهذا الرجل كبير السن الذى كان فى حالة احتضار ولا يستطيع حتى شرب نقطة ماء لدرجة أن الأطباء أوقفوا العلاج يأسا أن يشفى ويبارح الفراش ويذهب الكنيسة سيرا على الأقدام .



--- وماذا قال مليكة ؟



لقد حكى أن قداستك يا أبونا مينا حضرت إليه فى الفجر وجلست إلى جواره على السرير وصليت له ورشمته بالزيت وأعطيته قربانة ليأكلها وبعدها أحس بالحياة تدب فى جسده والقوة تعاوده . لقد أقمته قداستك وأجلسته على الكنبة .



--- وقلت له لازم تحضر الكنيسة اليوم لتخدم معى .



ومنذ ذلك اليوم كان بيحضر كل يوم مع الفجر إلى الطاحونة لعمل القداس معك يا أبانا العزيز رغم كبر سنه .



--- وهكذا رتب الله أن يكون لكنيسة الطاحونة شماسا لخدمتها .لقد عاش الشماس مليكة العجوز أكثر من خمسة عشر عاما بعد أن تم شفاءه بنعمة الرب .



لقد بدأ الناس يسمعون عن قداستك وعن هذه الكنيسة , فتوافدوا عليك لأخذ البركة .



--- وعندما شعرت بأن هؤلاء الناس سيقطعون علىّ حياة الخلوة , جعلت للطاحونة مواعيد معينة لا أفتحها الى فيها .



من حضر أول قداس أقمته بالطاحونة يا أبانا ؟



--- القمص يوحنا شنوده وقد ساهم فى احتياجات الهيكل , والقمص داود الذى زودنى بالقربان ومرقس بك فهمى ورياض بك مكارى والمقدس مليكه العجوز الذى كان يرتقى الجبل يوميا صيفا وشتاء دون إهمال أو ملل .



التى زاد عدد الوافدين إليها من البلاد المختلفة لما رأوا استجابة الله لصلواتك والمعجزات التى تمت ببركة دعواتك .



--- لقد اضطررت عندما زاد عدد قاصدىّ تحت ضغط الرجاء أن أنظم أوقات القداسات اليومية حتى يتمكن أكبر عدد ممكن من نوال البركة .



لقد حدث فى الطاحونة عجائب كثيرة يا سيدنا فهل تأذن بأن نعرف بعضها .



--- ذات مرة كنت أجلس بمفردى فى الطاحونة وإذ بثلاث لصوص يهجمون على الطاحونة وسرقوا بعض حاجياتى ولم يكتفوا بهذا بل فى قساوة قلوبهم ضربونى بآلة حادة على رأسى وتركونى بين حى وميت . فأخذت أصرخ وحدى لمارمينا حبيبى وشفيعى وأخذت صورة مارمينا ووضعتها فوق رأسى فوقف نزيف الدم ثم قمت وذهبت لأقرب مستشفى وهى مستشفى هرمل سيرا على الأقدام وعندما ذهبت ذهل الأطباء كيف ناسكا مثلى استطاع ان يسير هذه المسافة الطويلة وأنا مجروح هذا الجرح . لا شك أنها قوة الله وقوة شفاعة مارمينا الذى سمع صلواتى وطلباتى .



أما الثلاث لصوص يا أبانا فأخذوا عقوبتهم إذ أثناء سيرهم واحد منهم صدمه قطر وعندما نظر إليه زميليه الآخرين واحد منهم أصابته صدمة عصبية والثالث أسرع ليعتذر لك .



--- لقد سامحته وقبلت إعتذاره .



هل تذكر يا أبانا عندما كان معك بعض الناس فى الطاحونة وكانوا يتوقون الى أكل فول أخضر فى هذا المكان النائى الذى لا يأتى اليه أحد من البائعين .. ولكن بعد لحظات من طلبهم وجدوا شخصا ينادى ويبيع فول أخضر واشتريت لهم وأكلوا . وهل تذكر يا أبانا الناس الذين ذهبوا إليك فى الطاحونة وفى أثناء جلوسهم طلبوا أن يشربوا ماء فأعطيتهم كوبا لكى يشربوا من الزير فوجدوا الزير فارغا تماما من الماء ولما قالوا لك هذا ذهبت ووضعت طرف الكوب على سطح الزير وإذا به يمتلئ بالماء . ومن المؤكد أنك تذكر يا أبانا عندما كانت الطاحونة بغير باب وفوجئت بدخول ذئب عليك فرسمت عليه الصليب المقدس وسألته ماذا تريد يا مبارك ؟ وإذا بالذئب يقبع عند قدميك ويقضى ليلته معك , وفى الصباح بعد أن صليت عملت لنفسك فنجان قهوة فأخذ الذئب يشمشم الفنجان فابتسمت ابتسامتك الوديعة وعملت له فنجانا كبيرا فشربه الذئب وانصرف لحال سبيله .



--- ومن ذلك اليوم اعتاد الذئب أن يأتى إلىّ كل مساء ويبيت معى ويشرب القهوة فى الفجر ثم يخرج . ولكن من الذى عرفك بهذه القصة ؟



جورجى ابراهيم الذى كان يزورك وتأخر عندك الى قرب الغروب وفيما هو خارج انزعج لرؤية الذئب يدخل الطاحونة فقلت له باسما " هذا شريكى فى الطاحونة ".



--- ما أحلى أيامى فى الطاحونة , ففيها شاهدت فى رؤيا البابا كيرلس الخامس يأتينى بطفل جميل أعطاه لى وقال : إن النعمة ستتهدهد بين يديك كما تهدهد أنت هذا الطفل .



ولن أنسى قولك لأحد مخلصيك بعد الإنتهاء من الاحتفالات المهيبة بإفتتاح الكاتدرائية الجديدة بالأنبا رويس والتى حضرها الرئيس جمال عبد الناصر لقد قلت له : هل رأيت عظمة هذه الإحتفالات وروعتها إنها لا تساوى عندى يوما من أيام الطاحونة .



--- وهذه حقيقة .



على كل يا سيدنا لقد قال الشيخ حسن سلمان وهو من سكان منطقة الطاحونة القدامى إنك كنت تكرم أى شخص يطرق باب الطاحونة حتى المجرمين بالجبل لم تحرمهم من عطفك وكنت تعطيهم الطعام والشراب , كما كان الشيخ حسن يلجأ إليك لتصلى له من أجل مشاكله وكان الله يستجيب بسرعة هائله .. كما قال أيضا إنه لم يدفع مليما واحدا للأطباء والدواء طوال إقامته بالجبل بالقرب منك ... لقد قال عنك يا أبانا إنتم عندكم كنز يا أقباط وربنا هيكرمكم علشان خاطره .



--- لقد كنت أقيم القداسات يوميا فى الطاحونة كما كنت أطلب شفاعة القديسين .وخاصا مارمينا حبيبى وشفيعى كما كنت دائم الصلاه والتأمل لذلك لم يتخل عنى الرب .



لقد كان حزنك شديدا عندما تنيح البابا يوأنس وداومت على عمل ترحيم يومى له لمده أربعين يوما وفى تمامها كنت نائما عند الظهيرة فهل لنا أن نعرف ماذا حدث ؟



--- لقد رأيت الأنبا يوأنس آتيا إلىّ , وقد استغربت لصعوده الجبل وتحمل المشاق ولما اقترب منى قال لى أنظر يا أبونا مينا عصا الرعاية انكسرت منى أثناء صعودى للجبل فأنا حزين عليها جدا . فقلت له سيبها لى شويه يا سيدنا . فأعطاها لى وأصلحتها وأعدتها إليه , ففرح كثيرا وتأملها بإمعان ثم قال خذها يا أبونا مينا قد وهبتها لك . فاستلمتها من يده فرحا . لقد استيقظت من النوم وأنا أفكر فيما تعنيه هذه الرؤيا .







إنتظرونا فى الحلقة التاسعة من الحوار مع قداسة البابا كيرلس السادس بعنوان " البابا كيرلس ...ورئاسته لدير الأنبا صموئيل "

Misho Fayez
12-31-2010, 11:21 AM
البابا كيرلس السادس .. ورئاسة دير الأنبا صموئيل
الحلقة التاسعة من الحوار مع قداسة البابا كيرلس رجل فوق الكلمات

عندما رشحك الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف لدى الأنبا يوساب مطران جرجا القائم مقام البابا الذى وافق على توليك رياسة دير الأنبا صموئيل كى ترعاه وتهتم برهبانه وتدبر إحتياجهم لأنه دير ليست له أوقاف من أطيان وعقارات .قبلت هذه المهمة مرغما ... لماذا ؟



--- لأننى وددت ألا أهجر قلايتى , ولكن أدركت فى صلواتى أنها إرادة الرب ,فحزمت أمرى وسافرت إلى الدير فى بلدة الزورة مركز مغاغة . لقد وجدت موقع الدير حسنا ولكنه مبنى بالطوب النى والكنيسة قديمة آيلة للسقوط لذلك طلبت معونة الله وإرشاده فلم يبخل علىّ.



وذلك حين عدت من القاهرة وأفصحت للكثير من محبيك برغبتك فى إعادة بناء الكنيسة وطلبت معونتهم فأسرعوا بشحن صندلين كبيرين بالحديد والأسمنت والفحم الحجرى لحرق الطوب .



--- لقد فرح أهالى الزورة وأهالى دير الجرنوس عندما رأوا وصول مواد البناء .فالتفوا حولى ليساعدونى .وابتدأت بضرب الطوب وحرقه وإزلة الأنقاض وحفر الأساسات وصب الأعمده . وأتممت سقف الكنيسة وأقمت مسكنا من طابقين وصار العمل حديث المنطقة كلها وبدأ الناس يعضدوننى ويقدموا لى المعونة .



ولكن عدو الخير , دفع أمين كنيسة العذراء التابعة للدير بالزورة ليتزعم محاولة لبث الفرقة فأخذ يقلل من حجم الجهد الذى بذلته لتجديد مبانى الدير هناك .



--- بينما الحقيقة أننى تكلفت بالكثير من تكلفة البناء من مالى ومن مال أسرتى .



وياليته وقف عند هذا الحد , بل حاول أيضا إحداث وقيعة بينك وبين تلميذك الحبيب مينا الصموئيلى وإن كانت هذه المحاولة لم تجد لها تجاوبا من أى منكما .



--- ولكنها أحدثت بلبلة وانشقاقا بين الشعب , فضلا أنها أظهرت عداء ذلك الانسان لى , لذلك كتبت رسالة إلى آباء الدير فى الزورة لمواجهة الحملة الظالمة التى يقودها أمين الدير الذى استطاع أن يستميل إليه بعض أفراد الشعب .



وقد وفقك الله فى التخلص من ذلك الذى سبب للكنيسة مضايقات كثيرة وتدخلت العناية الإلهية واستجابت لصلواتك فترك خدمة الدير ورحل إلى حال سبيله فى هدوء دون صدام أو مواجهة , وقد إرتاح الأنبا أثناسيوس لحسن تصرفك عند استلامك للعهد التى كانت بحوزته حين رفضت استلام المسدس الذى كان فى حوزته .



--- ولكن هناك جماعات انساقت وراء وشايات وأراجيف ناظر الكنيسة وصارت فى ركابه ناكرة لجهودى .



لقد اكتفيت قداستكم بأن يقوم الراهب مكارى الصموئيلى بتوضيح الأمور لشعب الزورة وأن يكون الحديث مجرد عتاب وألا يفسح له أكثر من لحظات فى ختام العظة .



--- ما أكثر الأعتاب التى لقيتها وكانت خاتمتها إعلانى الصفح عن الجميع مباركا من أساء إلىّ. فلم أستبعد من أخطأ إلىّ شخصيا ولم أقصى أحدا عن منصبه ممن كان موكلا بمسؤلية ولم أنتقم من أحد .



على كل لم يمض وقت طويل حتى صارت معدة للصلاة وجاهزة للسكنى .



--- وحضر الأنبا أثناسيوس ودشن الكنيسة فى احتفال كبير حضره جموع غفيرة من القرى المجاورة وأقام قداسا حبريا .



منحك فيه رتبة الإيغومانس .



--- والإيغومانس معناها قمص ... أى فى هذا اليوم رقيت بمشيئة الله من قس إلى قمص .



عندما فكرت فى زيارة دير جبل القلمون الذى يبعد سبع ساعات عن الزورة أحطت الأهالى علما بعزمك على الزيارة ليبادروا إلى تقديم العطايا .



--- وفعلا تجمع لدىّ الكثير من المؤن كالقمح والعسل والجبن التى حملتها سبعة جمال فى قافلة .



ولما وصلت للدير فرح الرهبان ودقوا أجراس الكنيسة وأقمت هناك أياما .



--- قررت بعدها ترميم المبانى التى كانت آيلة للسقوط وإنشاء أخرى جديدة وبقوة الصلاة تقدم المؤمنون الغيورون من الفيوم والمنيا بالمساعدات والمعونة لإنجاز هذه الاعمال وتجديد الكنيسة .



بل لقد رتبت وصول قافلة من الزورة إلى دير جبل القلمون مرة كل خمسة عشر يوما تحمل للرهبان احتياجاتهم فازدهر الدير .



--- ورجع إليه رهبانه الذين هجروه , وتركت وكيلا لى بالزورة القمص مينا الصموئيلى الذى تربى فى كنفى زمنا طويلا .على كل إن ما تم عمله من إنجازات بهذه الأماكن المقدسة التى تمت بنعمة المسيح وارشاد الروح القدس لاقت قبولا حسنا من الرهبان .



الذين كان أحدهم الراهب القديس أبونا أندراوس الصموئيلى الذى كان يناديك دائما قائلا يا سيدنا .



--- لقد سألته لماذا تدعونى هكذا فقال لى فى يوم من الأيام ستصبح سيدنا .



وكانت هذه نبوة من أبينا أندراوس الصموئيلى عن رسامة قداستك بطريركا .والمهم يا سيدنا هل لنا أن نستفسر هل تخليت عن رئاسة الدير أو أرغمت عليها ؟



--- لقد أغمت عليها من قبل القيادة الدينية التى كانت تعمل جادة لتحول بينى وبين أمنياتى للنهوض بالرهبنة وبذل رعاية حقيقية لأفراد الشعب , فى الوقت الذى كانت فيه تلك القيادة منصرفه عن الإهتمام بالرعية ولها من الخدم من يعمل على إفساد الحياة الكنسية .



متى عينك البابا مرشدا وأب إعتراف للراهبات بدير الشهيد أبى سيفين بمصر القديمة ؟



--- كان ذلك عام 1945 وحاولت كثيرا عدم القبول ولكن جاء الأمر رغما عنى , وربما سمعت أن الأنبا يوأنس نيح الله نفسه عندما كان يأمر بشئ وأحد يخالفه فكان يغضب , وعينت مرشدا بالدير وكنت أذهب إليه حين أكون فى القاهرة مرة كل أسبوع .



على كل يا سيدنا بعد أن عمر دير الأنبا صموئيل رجعت إلى القاهرة وعدت إلى الطاحونة مرة أخرى للتوحد .غير أن قائد قوات الحلفاء فى الحرب العالمية التانية والتى كانت تتمركز فى الجبل الشرقى بحجة الدفاع عن القاهرة والذى كان يتخذ مقره بالقرب من طاحونتك أشفق عليك وخشى أن يلحقك أذى من جراء بقائك وسط اشتداد وطأة الغارات الجوية فطلب منك النزول من الجبل والإحتماء بالمساكن .



--- لقد نزلت على إرادته , وأقمت فترة متنقلا بين دير الملاك القبلى وكنيسة بابلون الدرج , لقد لاقيت خلال تلك الفترة متاعب واضطهادات كثيرة , ويكفى أن تعلم أنه فى أحد الأيام لم أجد مكانا لأبيت فيه فقضيت ليلتى نائما على الرصيف أمام إحدى الكنائس , لذلك فكرت فى بناء مسكن صغير وتشييد كنيسة باسم حبيبى وشفيعى الشهيد العظيم مارمينا .



إنتظرونا فى الحلقة العاشرة من الحوار مع قداسة البابا كيرلس السادس بعنوان " البابا كيرس السادس ...وكنيسة ودير مارمينا بمصر القديمة "

Misho Fayez
01-13-2011, 01:23 AM
البابا كيرلس السادس..وكنيسة ودير مارمينا بمصر القديمة

الحلقة العاشرة من سلسلة حلقات البابا كيرلس رجل فوق الكلمات


بدأت فى تنفيذ فكرة الكنيسة فاشتريت قطعة أرض مساحتها حوالى 500 مترا لتتسع للكنيسة وملحقاتها الضرورية , وما أن تم بناء الكنيسة حيث قام الأنبا أثناثيوس بتدشينها وأقام قداسا حبريا اشترك فيه الأنبا إبرام مطران الجيزة والذى كنت توده منذ كنتما بالكلية اللاهوتية لقد كانت كنيسة مارمينا بمصر القديمة رغم بساطتها مركزا روحيا واجتماعيا .



--- وبعد فترة وجيزة بنيت دير الشهيد مارمينا , وأويت فيه الغرباء من طلبة الكليات فى القاهرة , لم أحدد لهم أجرا معينا مقابل الإقامة به , بل يدفع كل منهم حسب إمكانياته المادية , لقد إهتممت بأحوال المغتربين حتى شعروا أنهم أسرة واحده .



حتى أنك إتجهت الى إنشاء مركز للتدريب المهنى لتعليم الفقراء حرفا نافعة تفيدهم وتغنيهم عن السؤال وبذلك كنت أول من أدخل فى مصر التدريب المهنى .



--- لقد رعيت مشروع خدمة القرية من خلال التربية الكنسية النشطة بالجيزة فأوفدت الخدام إلى القرى كما أنشأت كتاتيب لحفظ الإنجيل .



بقدر ما كنت رحيما بالمغتربين ومحبا لهم كنت أيضا حازما معهم فقدتهم قيادة حكيمة ووضعت شروطا فيمن تقبله بالدير .. ترى ما هى ؟



--- أن يكون أرثوذكسيا مشهودا له من كاهن بلدته وأن يخضع لترتيب المعيشة بالدير وأن يواظب فى حضور القداسات والتقرب من الأسرار المقدسة .



لقد كنت يا أبانا تذهب إلى الكنيسة الجديدة , وبدأ الناس يتوافدون عليها لأخذ البركتك وبركة القديس مارمينا شفيعك , كما أصبح الدير مصدر بركة عظيمة فلم ينقطع عنه الزوار صباحا ومساء وجرت فيه آيات ومعجزات كثيرة .. كم من المرضى شفوا ..كم من عواقر منحهم الله نسلا ..كم من متضايقين أزاح الله عنهم أتعابهم .. كم من معذبين بأرواح نجسة فكت عنهم قيود الشر .



--- فى خلال تلك الفترة صدر أمر بابوى يلزم الرهبان بالرجوع إلى أديرتهم , ولا يبقى خارجها إلا من كان له عمل يؤديه بالمدن .



ولما كانت إقامتك بالقاهرة هى لضرورة ماسة مرتبظة برعاية دير الأنبا صموئيل بصفتك رئيسا له .



--- وبالتالى لا يمكننى العودة لدير البراموس , لذلك أرسلت إلى القمص إبراهيم لوقا وكيل البطريركية خطابا أعرفه فيه بحقيقة موقفى وطلبت إليه أن يصدر لى تصريحا بالإقامة فى القاهرة فبادر بزيارتى وفرحت بلقائه وسلمنى التصريح .



لقد شاءت العناية الإلهية أن تستقطب قداستكم عددا من الشباب راغبى الرهبنة الذين تزودوا بالعلوم الدينية ولهم رغبة فى تكريس حياتهم لله فترهبنوا على يديك وانفتح الطريق أمام الكثيرين مثلهم لولوج طريق الرهبنه .



--- لقد كانت كنيستى فى مصر القديمة معهدا مد الأديرة برهبان أفاضل .





إنتظرونا فى الحلقة الحادية عشر من الحوار مع قداسة البابا كيرلس السادس بعنوان " البابا كيرلس السادس .. والمغتربين من الشباب الجامعى "

Misho Fayez
02-04-2011, 04:10 PM
البابا كيرلس السادس...والمغتربين من الشباب الجامعى
الحلقة الحادية عشر من سلسلة حلقات البابا كيرلس رجل فوق الكلمات

هل لنا أن نعرف الظروف التى أحاطت برهبنة ابنكم الخادم الشاب النشط سعد عزيز أو بالأحرى الأنبا صموئيل .



--- كان سعد خريج جامعة ويعمل فى البنك الأهلى , كما كان ناشطا ملموسا فى خدمة القرية دينيا واجتماعيا .أعلن سعد عن اعتزامه على اعتزال العالم .وصرح بذلك لأبينا صليب سوريال ومجموعة من الخدام .وجاءوا إلىّ وطرحوا الأمر أمامى .



وتصور القمص صليب سوريال بأنك سوف ترفض الفكرة أو على الأقل سوف تطلب من سعد تأجيلها .



--- ولكن بعد أن صليت أعلنت موافقتى على رهبنته وأن يتم ذلك فى كنيسة مارمينا بمصر القديمة .



لكن أبونا صليب بعمق محبته لك وخوفه عليك , وكذلك غيره من المقربين لك كانوا يدركون ماسوف يجره إتمام رسامة سعد عزيز فى كنيستك من مشاكل مع رجال البطريركية .



--- لقد ثار رجال البطريركية فعلا عقب علمهم بإتمام رسامة سعد عزيز راهبا وكان لها أثر سئ فى نفوسهم , واستبد بهم الحنق الشديد وأخذوا يتحرشون بى محاولين إبعادى عن كنيستى بمصر القديمة .



بل مع الأسف خادم البطريركية الذى كان يسمى ملك ذا نفوذ وسيطرة وسطوة .لقد حاول أن يحتال على قداستكم ليستدرجك بعيدا عن كنيستك فأوفد إليك بعض رجاله فى إحدى الأمسيات مدعين أنهم فى حاجة لصلاتك على مريض مقعد فى سيارة تقف على مقربة من الكنيسة , حتى إذا ذهبت معهم للمريض حملوا قداستك لمكان مجهول .. ولكن الله كشف لك الحقيقة .



--- لقد حاولت القيادة الدينية إلى تضييق الخناق علىّ وإخضاعى لسيطرتها , كما حاول المقربون لى لومى كثيرا لإقحام نفسى –على حد زعمهم- فى عمل أنا مش قده , لقد ضنونى وحيدا فى مواجهتهم .
إنتظرونا فى الحلقة الثانية عشر من الحوار مع قداسة البابا كيرلس السادس بعنوان " البابا كيرلس السادس..وحرب القيادة الدينية عليه "

Misho Fayez
05-25-2011, 02:43 PM
البابا كيرلس ..وحرب القيادة الدينية عليه
الحلقة الثانية عشر من سلسلة حلقات البابا كيرلس رجل فوق الكلمات
[/center]
لقد فكرت القيادة الدينية فى تتبع كنيسة مارمينا بمصر القديمة إلى دير البراموس ولما وضحت مطامعهم جليا قررت أن تكتب كل شئ باسم دير مارمينا .

--- لقد أعلنت القيادة الدينية عدم الإعتراف برهبنة من نالوا هذا الطقس على يدى , لقد كانت تنظر بعين الريبة والشك فى نشاطاتى مثل خدمة التعليم الدينى فى القرى وخدمة المغتربين فى القاهرة وعمليات التدريب المهنى لخدمة الفقراء .فقد استكثروا أن أركب نولا كهربائيا فحنقوا علىّ واضطررت إلى فكه وتوقفت عن تنفيذ الفكرة .

ولكنك يا أبانا كرئيس لدير الأنبا صموئيل المعترف أمكنك بدفع مجموعة من الرهبان الذين تتلمذوا على يديك للالتحاق بهذا الدير .

--- لقد تكبد جميعهم المشقات والمتاعب ولكنهم أصبحوا رهبانا بصفة فعليه .

ولكن لقد سحب المجمع المقدس وقتذاك اعترافه بدير الأنبا صموئيل .

--- رغبة فى الإنتقام منى وأملا فى تشتيت الرهبان الذين رسمتهم وكانوا يمثلون الأغلبية فى الدير .

إلى هذا الحد بلغ بهم الحنق والغضب حتى يفكروا فى تشتيت الرهبان .

--- ولكن بالصلاة الحارة العميقة والدموع الغزيرة خيب الله مسعاهم وحول مكائدهم الى عكس ما هدفوا , فقد استطعت أن ألحق أولادى الرهبان بدير السريان الذى تربطنى برئيسه علاقه قوية .وترسخت أقدامهم فى الطريق الرهبانى فى هذا الدير الذى كان من أعرق وأقوى الأديرة المصرية .

لقد كانت إقامتهم فى هذا الدير سببا للفت النظر إليهم ولإلقاء المزيد من المسئوليات على كواهلهم .

--- نشكر الله أنه سطع نورهم بعد ذلك قدام الناس وسيظل يسطع فى كل أعمالهم .

على كل لقد أعدت يا أبانا للرهبنة وجهها المشرق بإلحاق خيرة شبابنا الجامعيين بالرهبنة .

--- وهذا ما أثبتته الأيام فقد أصبحوا عونا صادقا لى كقيادات نهضت بالكنيسة عندما اختارنى الله بطريركا .

ولكن يا سيدنا رغم كل النشاطات التى كنت تمارسها والخدمات الجليلة التى قدمتها وصلوات القداسات اليومية التى كنت تقيمها فقد كثر حاسدوك وبدأوا يكيدون لك عند البابا .

--- الذى أحب أن يريح نفسه من القيل والقال , ومن الشكوك التى كانت تساوره فأمرنى بالعودة إلى دير البراموس وأن أسلم دير الشهيد مارمينا للبطريركية.

ولكن الله الذى لا يضيع تعب المحبة هيأ لك أبناء بررة لهم مكانة وتقدير عند البابا مثل الدكتور كمال رزق والدكتور حلمى يعقوب مكارى .

--- لقد تمكنا من إقناع البابا بأننى ليس لى مطمع فى الحياة سوى عبادة الله .

وأن الله يتمجد فى كل أفعالك ..وما حدث يوم أقبل عليك بمصر القديمة من ضيوف ولم يكن لك طعام يكفيهم جميعا , فقدمت لهم ما عندك فى طبق .وكنت تمد يدك فى الطبق وتقلب ما به وتقول "كما باركت الخمسة خبزات والسمكتين " وقد أكل الجميع وشبعوا وكانوا عشرة أفراد وما فى الطبق من طعام ظل كما هو دون نقصان ..ألا يؤكد ذلك كم كنت بارا لشعبك ولكنيستك .

--- لقد مرت بالكنيسة ياولدى أحداث كانت غمامة قاتمة شعر فيها المؤمنون بالأسى والحزن فطلبوا من الرب أن يدركها بمراحمه ورفعوا الأنظار وصرخوا إلى السماء حيث المسيح الذى سمع صراخهم وهم يطلبون الخلاص .