#1
|
||||
|
||||
أعداء الملكوت مثلا الزوان وسط الحنطة والشبكة في البحر
أعداء الملكوت مثل الزوان وسط الحنطة 24 قَالَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ: يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً زَرَعَ زَرْعاً جَيِّداً فِي حَقْلِهِ. 25وَفِيمَا ٱلنَّاسُ نِيَامٌ جَاءَ عَدُوُّهُ وَزَرَعَ زَوَاناً فِي وَسَطِ ٱلْحِنْطَةِ وَمَضَى. 26فَلَمَّا طَلَعَ ٱلنَّبَاتُ وَصَنَعَ ثَمَراً، حِينَئِذٍ ظَهَرَ ٱلزَّوَانُ أَيْضاً. 27فَجَاءَ عَبِيدُ رَبِّ ٱلْبَيْتِ وَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، أَلَيْسَ زَرْعاً جَيِّداً زَرَعْتَ فِي حَقْلِكَ؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ زَوَانٌ؟. 28فَقَالَ لَهُمْ: إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هٰذَا. فَقَالَ لَهُ ٱلْعَبِيدُ: أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ؟ 29فَقَالَ: لاَ! لِئَلاَّ تَقْلَعُوا ٱلْحِنْطَةَ مَعَ ٱلزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ. 30دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعاً إِلَى ٱلْحَصَادِ، وَفِي وَقْتِ ٱلْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: ٱجْمَعُوا أَوَّلاً ٱلزَّوَانَ وَٱحْزِمُوهُ حُزَماً لِيُحْرَقَ، وَأَمَّا ٱلْحِنْطَةَ فَٱجْمَعُوهَا إِلَى مَخْزَنِي. 47أَيْضاً يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱلسَّمَاوَاتِ شَبَكَةً مَطْرُوحَةً فِي ٱلْبَحْرِ، وَجَامِعَةً مِنْ كُلِّ نَوْعٍ. 48فَلَمَّا ٱمْتَلأَتْ أَصْعَدُوهَا عَلَى ٱلشَّاطِئِ، وَجَلَسُوا وَجَمَعُوا ٱلْجِيَادَ إِلَى أَوْعِيَةٍ، وَأَمَّا ٱلأَرْدِيَاءُ فَطَرَحُوهَا خَارِجاً. 49هٰكَذَا يَكُونُ فِي ٱنْقِضَاءِ ٱلْعَالَمِ: يَخْرُجُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَيُفْرِزُونَ ٱلأَشْرَارَ مِنْ بَيْنِ ٱلأَبْرَارِ، 50وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ ٱلنَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلأَسْنَانِ (متى 13: 24-30 و47-50). ذكر المسيح أن ملكوت الله حياةٌ جديدة وتعليم جديد (مثَلا الرقعة والزقاق)، يدعو له معلّمون يُخرجون من كنوزهم جدداً وعتقاء (مثَل الكاتب المتعلم)، وأن هناك طرقاً مختلفة للدعوة له (مثَل الأولاد الذين يلعبون في السوق)، وأن هناك أنواعاً مختلفة من الاستجابة له (مثَل الزارع)، فالبعض يرفضه، والبعض يقبله مؤقَّتاً، والبعض الثالث يريد أن يحتفظ به إلى جوار أشياء أخرى مناقضة له. ولكن هناك أرضٌ جيدة تقبله وتعطي أثماراً مفرحة. وفي مثَلي الزوان وسط الحنطة والسمك الرديء وسط السمك الصالح يوضح لنا المسيح أن من طبيعة ملكوت الله أن عدو الملكوت يحاول الإساءة إلى الزرع الصالح بأن يزرع وسطه نباتاً ساماً. لقد خلق الله كل شيء صالحاً، من حنطة مغذية وسمك جيد، ووصف ما خلقه بأنه «حسنٌ جداً» (تكوين 1: 31). ولكن عدو الله زرع الزوان وسط الحنطة، وأوجد السمك الرديء وسط الجيد. ويلاحظ أبسط الناس أن في عالمنا مملكتين، مملكة الرب ومملكة الشرير، والمملكتان تتصارعان دائماً، وستُحسَم النتيجة في اليوم الأخير، وقت الحصاد، أو يوم تُسحب الشبكة إلى الشاطئ، فيتمتع الصالح في ملكوت الله، ويُعاقب الرديء في نار جهنم. وقد فسَّر المسيح لتلاميذه مثَل الزوان وسط الحنطة، فقال إن الذي يزرع الزرع الجيد هو ابن الإنسان، والحقل هو العالم، والزرع الجيد هو بنو الملكوت، والزوان هم بنو الشرير، والعدو الذي زرع الزوان هو إبليس، والحصاد هو اليوم الآخِر، وإن الحصادين هم الملائكة. وفي اليوم الأخير يُرسل ابن الإنسان ملائكته ليجمعوا من ملكوته كل فاعلي الإثم ويطرحونهم في النار، بينما يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم. وختم المسيح شرحه للمثل بقوله: «من له أذنان للسمع فليسمع». ونتعلم من هذين المثَلين أننا لا يجب أن نندهش من وجود الصالح مع الرديء في البيت والكنيسة والمجتمع، ففي عالمنا يختلط الزوان بالحنطة. ويصعب علينا في بادئ الأمر أن نميِّزهما، لأنهما متشابهان في الشكل. لكن في وقت الحصاد يتَّضح الفرق ويختلف المصير، وما أعظمه بين سنابل القمح المغذية التي تُجمَع للمخازن والثمار السامة التي تُحزَم لتُحرَق. وفي شباك الصياد بالبحر يختلط السمك الجيد والرديء، ولا يمكن فصلهما في الماء، إنما يُفصلان على الشاطئ، في نهاية رحلة الصيد. أولاً - وجود الجيد والرديء منذ وُجد الإنسان وجدنا ولدي آدم: قايين الزوان وهابيل الحنطة (تكوين 4: 4-8)، وفي نسل إسحاق ابن خليل الله إبراهيم وجدنا يعقوب الحنطة وعيسو الزوان (تكوين 25: 23)، ويهوذا الاسخريوطي الزوان بين تلاميذ المسيح الحنطة (متى 26: 14-25).. وهكذا كان الحال في فلك نوح، فقد سكنته الحيوانات الطاهرة طقسياً (التي يمكن تقديمها كذبائح لله)، كما وُجدت الحيوانات النجسة طقسياً (التي لا تُقدَّم كذبائح) (تكوين 7: 2).. وقال يوحنا المعمدان إن الله في اليوم الأخير «يَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى ٱلْمَخْزَنِ، وَأَمَّا ٱلتِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ» (متى 3: 12). وحدَّثنا المسيح أنه في نهاية العالم سيقيم الخراف عن اليمين والجداء عن اليسار، هؤلاء إلى الحياة الأبدية وأولئك إلى العذاب الأبدي (متى 25: 32). وحدَّث الرسول بولس تلميذه تيموثاوس عن أننا نجد في البيت الواحد آنية كرامة وآنية هوان، وكلاهما من عمل يدي الفخاري الواحد (2تيموثاوس 2: 20). بل إننا نجد في داخل نفوسنا زواناً وحنطة، وسمكاً رديئاً وسمكاً جيداً. ولا غرابة، لأن الطبيعة القديمة موجودة فينا إلى جوار الطبيعة الجديدة الموهوبة لنا من الله، وهاتان الطبيعتان تتصارعان دائماً، حتى يفعل الإنسان أحياناً ما لا يريده (رومية 7: 14-25 وغلاطية 5: 16، 17). 1 - مصدر الزرع الجيد: يعلّمنا المسيح في هذين المثلين أن العالم (كحقل أو كشبكة) مِلك الرب الصالح، الذي يشرق بنور كلمته على البشر جميعاً، «لأَنَّهُ هٰكَذَا أَحَبَّ ٱللّٰهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ» (يوحنا 3: 16). والله يبذر في عالمه بذوراً صالحة نهاراً، تلد الأبرار الذين يدعوهم «أبناء الملكوت» وقد جاء المسيح ليعطيهم حياة فضلى (يوحنا 10: 10) فيصبحون حنطة في حقله، وأسماكاً جيدة في شبكته، ينتمون إليه، ويرثون بركاته، لأنه أنعم عليهم بالتبني، كما قيل: «أَمَّا كُلُّ ٱلَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ ٱللّٰهِ، أَيِ ٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱسْمِهِ» (يوحنا 1: 12)، فيهنئون بعضُهم بعضاً قائلين: «أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا ٱلآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ ٱللّٰهِ» (1يوحنا 3: 1). «أبناء الملكوت» إذاً هم الذين قبلوا البذور في أرض قلوبهم الجيدة، ففهموها وتأملوها، وأثمروا ثمراً صالحاً، فصاروا «مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْحَيَّةِ ٱلْبَاقِيَةِ إِلَى ٱلأَبَدِ» (1بطرس 1: 23). وهم الذين يقولون: «لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ ٱللّٰهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا» (أفسس 2: 10). إنهم رجال الله الغيورون على خدمته. 2 - مصدر الزرع الرديء: سمح الله بقيام حزب معارضة في عالمنا يرأسه إبليس، الذي يبذر بذوره سراً في الليل، لأنه عاجز عن المجيء في وضح النهار، فهو كذابٌ وأبو الكذاب (يوحنا 8: 44). إنه يأتي والناس نيام أو غافلون ليلقي زوانه الشبيه بالحنطة، والذي يصعب تمييزه إلا في يوم الحصاد. ولإبليس جنود يعاونونه في ترويج أكاذيبه، قال الوحي عنهم: «هُمْ رُسُلٌ كَذَبَةٌ، فَعَلَةٌ مَاكِرُونَ، مُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ إِلَى شِبْهِ رُسُلِ ٱلْمَسِيحِ. وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ ٱلشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! فَلَيْسَ عَظِيماً إِنْ كَانَ خُدَّامُهُ أَيْضاً يُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ كَخُدَّامٍ لِلْبِرِّ. ٱلَّذِينَ نِهَايَتُهُمْ تَكُونُ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ» (2كورنثوس 11: 13-15). ونلاحظ أنه كلما زاد نشاط ملكوت الله زاد نشاط إبليس الذي يهزأ بالحق ويزيِّفه «وَلٰكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ ٱلْخَطِيَّةُ ٱزْدَادَتِ ٱلنِّعْمَةُ جِدّاً» (رومية 5: 20). فتكون النصرة النهائية للنعمة. ثانياً - ماذا يُفعل بالزرع الرديء؟ انزعج عبيد صاحب الحقل من وجود الزوان، فسألوه: «أليس زرعاً جيداً زرعته في حقلك، فمن أين له زوان؟» ثم سألوه: «أتريد أن نذهب ونجمعه؟». لقد خافوا أن يعطل الزوان نمو الحنطة، كما يخاف المؤمنون من وجود الأشرار في دوائر الأبرار، لعلمهم أن العدو متجبر قاسٍ، ولمعرفتهم بخطورته لأنه في الداخل لا في الخارج فيسهل عليه أن يهزَّ ثقة المؤمنين في قوة الله. ولكن صاحب الحقل لم ينزعج، لأنه كان يملك زمام الموقف، وكان رائعاً في ردِّه وهو يقول: «دعوهما ينميان كلاهما معاً إلى الحصاد». ووقتها يُجمع الزوان ليُحرق، أما الحنطة فتُجمَع في المخزن. فلماذا نصح صاحب الحقل بعدم قلع الزوان فوراً؟ 1 - خوفاً من حُكم ظالم متعجِّل: أحكام البشر على غيرهم سطحية، لأنهم لا يستطيعون أن يغوصوا إلى عُمق الأمور. واحد فقط يعرف الدواخل هو الله «ٱلْفَاحِصُ ٱلْكُلَى وَٱلْقُلُوبَِ» (رؤيا 2: 23) والذي يعرف كل شيء، لأن كل الأمور مكشوفة أمامه، وهو «يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعَ» وهو ليس «مُحْتَاجاً أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ ٱلإِنْسَانِ، لأَنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي ٱلإِنْسَانِ» (يوحنا 2: 24، 25). أما البشر فيقول المسيح لهم: «لاَ تَحْكُمُوا حَسَبَ ٱلظَّاهِرِ بَلِ ٱحْكُمُوا حُكْماً عَادِلاً» (يوحنا 7: 24)، ويقول لهم الوحي: «مَنْ أَنْتَ ٱلَّذِي تَدِينُ عَبْدَ غَيْرِكَ؟ هُوَ لِمَوْلاَهُ يَثْبُتُ أَوْ يَسْقُطُ. وَلٰكِنَّهُ سَيُثَبَّتُ، لأَنَّ ٱللّٰهَ قَادِرٌ أَنْ يُثَبِّتَهُ» (رومية 14: 4).. وفي أحكامنا المتعجِّلة قد نعتبر المؤمن الضعيف زواناً فنقلعه، مع أن يد الله تكون لا تزال تعمل فيه وتصوغه لتجعل منه إناءً للكرامة، مقدساً، نافعاً للرب، مستعداً لكل عمل صالح (2تيموثاوس 2: 21). ولكننا عندما لا نراه مكتملاً نظنُّه إناءً للهوان، فنكسره أو نلقي به بعيداً. فلو كنا في زمن بطرس وسمعناه ينكر المسيح أمام جارية لقُلنا إنه إناءٌ للهوان. ولكن المسيح رآه إناءً للكرامة، وسأله ثلاث مرات: «يا سمعان بن يونا، أتحبني؟» فأعلن بطرس حبَّه للمسيح (يوحنا 21: 15-18)، كما أعلن المسيح حبَّه الغافر لسمعان، ومنحه تكليفاً وتشريفاً لما قال له: «ارعَ غنمي».. وبعد هذا بأيام قليلة ألقى بطرس عظته في يوم الخمسين فخلص نتيجة سماعها نحو ثلاثة آلاف نفس (أعمال 2: 41). 2 - رغبةً في تعليم الحنطة دروساً: عدم قلع الزوان من وسط الحنطة يعلّم الحنطة دروساً روحية متنوعة في الصبر وطول الأناة، لأن وجود الخطاة وسط المؤمنين يعطي المؤمنين فرصةً للصلاة لأجل الخطاة وإعلان الفضائل المسيحية لهم بحياتهم بينهم، ويعمل على ربحهم للمسيح. وهذا التدريب يجعل المؤمنين أقوى إيماناً، بل إنه يجعلهم لآلئ لامعة، فاللآلئ تتكوَّن من دخول حبة رمل صغيرة في قوقعة حيوان رخوي، فيتألم الحيوان ويفرز مواد تكون سبباً في تكوين اللؤلؤة. وهكذا يسمح الرب بوجود الزوان وسط الحنطة ليعين الحنطة على صُنع اللآلئ! 3 - رغبة في إصلاح أمر الزوان: عدم قلع الزوان من وسط الحنطة يعطي الزوان فرصةً للتوبة. يقول الوحي للزوان: «أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ ٱللّٰهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ؟» (رومية 2: 4). إن الرب «لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ ٱلْجَمِيعُ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ» (2بطرس 3: 9). فلنترك الزوان والحنطة ينميان كلاهما معاً، والرب قادر أن يحوِّل الزوان إلى حنطة بعمل نعمته. لقد تفاضلت نعمة الله على شاول الطرسوسي، فقال: «أَنَا ٱلَّذِي كُنْتُ قَبْلاً مُجَدِّفاً وَمُضْطَهِداً وَمُفْتَرِياً. وَلٰكِنَّنِي رُحِمْتُ، لأَنِّي فَعَلْتُ بِجَهْلٍ فِي عَدَمِ إِيمَانٍ. وَتَفَاضَلَتْ نِعْمَةُ رَبِّنَا جِدّاً مَعَ ٱلإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ» (1تيموثاوس 1: 13، 14). ثالثاً - مصير الحنطة ومصير الزوان «لأَنَّ ٱلرَّبَّ يَعْلَمُ طَرِيقَ ٱلأَبْرَارِ، أَمَّا طَرِيقُ ٱلأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ» (مزمور 1: 6). «وَكَثِيرُونَ مِنَ ٱلرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ ٱلأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ، هَؤُلاَءِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلأَبَدِيَّةِ وَهَؤُلاَءِ إِلَى ٱلْعَارِ لِلازْدِرَاءِ ٱلأَبَدِيِّ. وَٱلْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ ٱلْجَلَدِ، وَٱلَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى ٱلْبِرِّ كَٱلْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ ٱلدُّهُورِ» (دانيال 12: 2 و3). ففي النهاية يكافئ الرب أبناء ملكوته فيضيئون كالشمس في ملكوته، ويعاقب من يرفضون مُلكه عليهم بالهلاك الأبدي. 1 - مصير الحنطة: يقول سليمان الحكيم: «أَمَّا سَبِيلُ ٱلصِّدِّيقِينَ فَكَنُورٍ مُشْرِقٍ، يَتَزَايَدُ وَيُنِيرُ إِلَى ٱلنَّهَارِ ٱلْكَامِلِ» (أمثال 4: 18) ويقول الرسول بولس: «مَتَى أُظْهِرَ ٱلْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً مَعَهُ فِي ٱلْمَجْدِ» (كولوسي 3: 4). تنال الحنطة الكرامة، وتُجمع إلى المخزن، ويقول المسيح إنهم «يضيئون كالشمس» في البهاء والطهارة والفرح والإنارة على الآخرين (متى 13: 43). 2 - مصير الزوان: خلق الله الإنسان على صورته كشبَهه ليعبده ويتمتع به وبخلاصه، وليحيا حياة الأُنس معه هنا على الأرض، وفي سماواته إلى الأبد، وهو لا يشاء أن يهلك أحد. ولكن الذين يرفضون خلاصه يجنون على أنفسهم، إذ يُجمعون ليُحرقوا في النار الأبدية، وهي نار القصاص لا التطهير، المُعدَّة لا للبشر بل لإبليس وجنوده، «وَإِبْلِيسُ ٱلَّذِي كَانَ يُضِلُّهُمْ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ ٱلنَّارِ وَٱلْكِبْرِيتِ، حَيْثُ ٱلْوَحْشُ وَٱلنَّبِيُّ ٱلْكَذَّابُ. وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَاراً وَلَيْلاً إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (رؤيا 20: 10). لقد أعطى الرب الزوان فرصة التوبة، ولكنهم لم يغتنموها، بل رفضوها، فحقَّ عليهم العقاب من «ٱلَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ، وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ، وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى ٱلْمَخْزَنِ، وَأَمَّا ٱلتِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ» (متى 3: 12). «هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلأَسْنَانِ» (متى 13: 42). «ٱلْحَائِدُونَ عَنِّي فِي ٱلتُّرَابِ يُكْتَبُونَ لأَنَّهُمْ تَرَكُوا ٱلرَّبَّ يَنْبُوعَ ٱلْمِيَاهِ ٱلْحَيَّةِ» (إرميا 17: 13). يطيل الرب أناته على الخطاة ليتوبوا، لكن يجيء وقت يُغلق فيه باب التوبة. «لِذٰلِكَ كَمَا يَقُولُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُس: ٱلْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ» (مزمور 95: 7، 8 وعبرانيين 3: 7, 8). «هُوَذَا ٱلآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا ٱلآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ» (2كورنثوس 6: 2). والإنسان الحكيم هو الذي يفهم أنّ الآن هو وقت الرجوع إلى الله. لقد جهَّز الله في ملكوته مكاناً للجميع، ويوجد لك مكان أيضاً. كان يوسف حنطة وكان إخوته زواناً. وبعد أن باعوه عبداً وتقدمت بهم الأيام نُخست قلوبهم وهم يرون أباهم يعقوب وقد أصابه العمى حزناً على يوسف، ثم ذُهلوا وهم يرون يوسف يحتل مكانته العظيمة كرئيس لوزراء مصر، وقد تحقَّقت أحلامه، فتغيَّروا من زوان إلى حنطة، بعد أن تابوا وبكوا وندموا عن شرِّهم (تكوين 44: 14-17) فصاروا أسباط إسرائيل الاثني عشر. فإذا لم تكن متأكداً إن كنت من أبناء الملكوت أو من أبناء الشرير، اطلب الآن من الرب أن يغيِّر حياتك تغييراً كاملاً، ولينقلك من الظلمة إلى النور ومن ملكوت الشيطان إلى ملكوت ابن محبته. وبدل أن تكون من بني الشرير تصبح من أبناء الملكوت، فتتمتع بالحاضر وبالمستقبل أيضاً. ولتكن صلاتك: «ٱخْتَبِرْنِي يَا اَللّٰهُ وَٱعْرِفْ قَلْبِي. ٱمْتَحِنِّي وَٱعْرِفْ أَفْكَارِي. وَٱنْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَٱهْدِنِي طَرِيقاً أَبَدِيّاً» (مزمور 139: 23، 24). أتمنى يكون الموضوع عجبكم |
05-08-2010, 03:35 PM | رقم المشاركة : [2] |
امين الخدمة
|
والرب قادر أن يحوِّل الزوان إلى حنطة بعمل نعمته. لقد تفاضلت نعمة الله على شاول الطرسوسي، فقال: «أَنَا ٱلَّذِي كُنْتُ قَبْلاً مُجَدِّفاً وَمُضْطَهِداً وَمُفْتَرِياً. وَلٰكِنَّنِي رُحِمْتُ، لأَنِّي فَعَلْتُ بِجَهْلٍ فِي عَدَمِ إِيمَانٍ. وَتَفَاضَلَتْ نِعْمَةُ رَبِّنَا جِدّاً مَعَ ٱلإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ» (1تيموثاوس 1: 13، 14). شكرا ساسو رائع جدا ربنا يبارك فى خدمتك الجميلة ويحافظ عليكى |
|
|
05-11-2010, 01:13 AM | رقم المشاركة : [3] |
مراقب و مشرفة قسم التأملات
|
مرسى استاذى لمرورك يارب يكون الموضوع عجب حضرتك |
|
|
05-13-2010, 08:35 PM | رقم المشاركة : [4] |
مراقب عام و مشرفة منتدى الشباب والشبات
|
ولتكن صلاتك: «ٱخْتَبِرْنِي يَا اَللّٰهُ وَٱعْرِفْ قَلْبِي. ٱمْتَحِنِّي وَٱعْرِفْ أَفْكَارِي. وَٱنْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَٱهْدِنِي طَرِيقاً أَبَدِيّاً» (مزمور 139: 23، 24
موضوع اكثر من رائع ساسو ربنا يعوض تعب محبتك |
|
|
06-04-2010, 02:45 AM | رقم المشاركة : [5] |
مراقب و مشرفة قسم التأملات
|
مرسى يا ميرنا يا حبيبتى ربنا يباركك |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الجميع عند البحر | sasso | منتدى التأملات | 0 | 01-05-2011 10:56 AM |
يا جبال البحر الاحمر | beshoyrh | المنتدى الادبى | 3 | 05-30-2010 03:53 AM |
عظمة قيمة الملكوت مثلا الكنز المخفى واللؤلؤة الثمينة | sasso | منتدى العهد الجديد | 4 | 05-28-2010 11:35 PM |
قوة الملكوت مثلا حبة الخردل والخميرة | sasso | منتدى العهد الجديد | 4 | 05-22-2010 03:53 AM |
لمادا مات البحر الميت؟؟؟ | pishoy | منتدى المواضيع الهامة | 8 | 09-10-2008 08:52 PM |