#1
|
||||
|
||||
الانتظار ...!!!
" أما منتظروا الرب فيجددون قوة ، يرفعون أجنحة كالنسور " ( إش 40 : 31 ) . قضية الإنتظار فى المسيحية ** قضية الانتظار فى المسيحية ترتبط ارتباطا وثيقا بالصليب والقيامة ، فكاره الانتظار كاره الصليب والذى يرفض الانتظار ليس له نصيبا فى مجد قيامة المسيح ... ** وعندما تحدث السيد له كل المجد عن قضية الانتظار لخص هذه القضية فى عبارة صغيرة وبسيطة والتى قال فيها أن " الذى يصبر إلى المنتهى فهذا يخلُص " ( مت 10 : 22) ،،، وبهذا يكون السيد قد وضع الانتظار كجزء لا يتجزأ من قضية الخلاص ، ومن ثم يتعين على من يرغب فى الحياة حسب حق الإنجيل وبتقوى صادقة أن بعرف يقينا ان حياته مع المسيح ستدفعه لمواجهة مزيدا من الانتظار ، مع التسليم بحقيقة وجود النعمة والتعزيات الإلهية لكل من يسلك فى الحياة مع المسيح بأمانة وجدية وإخلاص . ** ولكن مهلا صديقى ، لا تدع اليأس يمتلكك ، لأن الانتظار ليس موضوعا كعصا تأديب للساكين فى طريق البر ، وانما به ينال الإنسان تذكية لكل ما هو مبارك من الرب وكريم ، وبدونه لا يستطيع الإنسان ان ينمو فى القامة والحكمة والنعمة عند الله والناس ولاحظ صديقي ما يلى : + انتظار الإنسان فى محنته لا يعنى عدم قدرة الله على أن يتمجد وينجز ما وعد به ، ولكنه وسيلة يختبر بها الله محبة الإنسان وصدق تقواه ، وهذا بدوره لا يعنى أن الله غير عالم بما سوف يصل إليه الإنسان من نجاح أو فشل فى تجربة الإيمان ، ولكن لكى يعرف الإنسان مستوى إيمانه وتقواه كان لابد وأن يواجه الانتظار فى حياته مع الرب ، والذين يصبرون يؤهلون لخيرات الرب وأكاليل الدهر الآتى ، والذين يكلون ويسأمون من الانتظار تضاعف عليهم التجربة حتى يكونوا أبطال فى الإيمان ويستحقون وعود الرب للغالبين . + الانتظار هو إحدى اختبارات الحب الصادق وعلاماته ، لأن النفس التى لا تصبر فى طريق الحب والبذل تكون محبتها غير حقيقية ، ولا تستطيع النفس أن تشهد على قدر ما فيها من حب بعيدا عن الانتظار ، وبقدر ما يكون الحب يكون الإصرار على الانتظار واحتمال أتعابه . + الانتظار لا يكون مقبولا لدى الله إذا كان مصحوبا بالتذمر والغضب والشك فى محبة الله وغناه ، لذا يحتاج الإنسان أبان الانتظار للتيقن بأن الله موجود ويجازى الذين ينتظرونه سلاما وفرحا وغنى يدوم إلى الأبد . + علينا أن نفرق دائما بين الانتظار الذى بحسب مشيئة الله والانتظار الذى يكون ثمرة سلوكنا الردىء وتصرفنا غير الحكيم فى الحياة ، فالانتظار حسب مشيئة الله يكون معه عزاء وسلام ورجاء ، أما الانتظار الذى يكون ثمرة تصرفنا ضد إرادة الله فيكون معه ندامة وقلق وأحزان وفشل يتبع فشل .. + متى كان انتظارك لمجد الله فسوف ترى أمجادا فى حياتك لا تنتهى ، وبركات تدعو للعجب والتسبيح الدائم لله ، هذا ما تدلنا عليه حياة سارة وحنه واليصايات والمولود اعمى ولعازر .. لقد اجتازوا هؤلاء جميعا بألم الانتظار و عندما عمل الله عمله فى حياتهم رفعهم ومجدهم ، بل ووهب لهم أن يصيروا أمثلة للصابرين وشموعا فى طريق الرب . + فوائد الانتظار كثيرة وكلها تدفع الإنسان للحياة حسب الإنجيل وإردة الله ، ويكفى أن نذكر أن الانتظار يهب للإنسان القوة ويذكيه للبركات السمائية ويجعله أهلا لأن يؤتمن على أسرار الروح والكرازة بالإنجيل والشهادة للمسيح . + الانتظار بفرح علامة على طاعة الإنسان لصوت الرب وتدبيره ، أما النفس التى ترفض الانتظار فترفض إرادة الله ، وجدير بالإشارة أن كاره الانتظار كاره الصليب وكلاهما عدو للحق و جاهل بالتقوى الصادقة. ************ أحبائى ، انتظروا الرب لأنه أعد مجدا باقيا و عظيما لكل الذين ينتظرونه راسخين فى الإيمان ، لك القرار والمصير . |
02-13-2011, 05:33 AM | رقم المشاركة : [2] |
مراقب و مشرفة قسم التأملات
|
|
|
|
02-13-2011, 07:27 PM | رقم المشاركة : [3] |
مشرفة منتدى سير القديسين
|
ميرسي ساسو لمرورك الجميل
|
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
...!!!, الانتظار |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|