«هللويا» (رؤيا ١:١٩).
قد استفتحت السنة يا نفسي بتقديمك أوصنا للرب وطلبت منه البركة فهل تستطيعين الآن أن تنهيها بقولك هللويا. ألا يحق عليك أن تنشري حمد إلهك المنعم المحب فإنك إذا أعدت النظر في السنة الماضية ألا تجدين أنك قد نلت مراحم كثيرة. ألم تكن عينا الرب عليك للخير من بداءة السنة إلى نهايتها. ألم يفدك من مخاطر كثيرة منظورة وفي مخاطر أكثر منها غير منظور. ألا تستطيعين أن تقولي بحق الشكر إلى هنا أعانني الرب (١صموئيل ١٢:٧). وإذا كنت غير مثمرة في الأعمال الصالحة كما كان يجب عليك فعلى من اللوم أعلى الله أم عليك. فإن كل خير صنع فيك أو بواسطتك فإنما كان من نعمة الله وكلما أدى إلى العار والاتضاع فإنما كان منك وبه تطلبين. فباركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس. باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل أمراضك الذي يفدي من الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة والرأفة سنة بعد سنة وليتني أتكلل أخيراً بالمجد الأبدي. وها أنت مقبلة يا نفسي على سنة جديدة فليعلمك الاختبار الذي نلته بتعب جزيل أن تبتعدي عن كل سبب للشر وليحفظك قريبة لإلهك. وإن عشت لتري يوماً آخر فابدأي جديداً ولا تنسي أن تقدمي يوماً ذبيحة الطاعة والحمد لإلهك المنعم. وكلما توالى يوم اذكري يومك الأخير القريب وكوني مستعدة كل يوم لملاقاة ربك بحيث إذا انتهت أيامكِ يكون لكِ أن تهتفي مع أجواق المفديين قائلة هللويا للجالس على الكرسي والخروف إلى الأبد آمين.