الغايات الملائكية من الختوم السبعة

يختلف سفر الرؤيا عن باقي أسفار الوحي الأخرى فيوحنا لم يتلق هذا السفر بوحي من الروح القدس مثل جميع اسفار الكتاب المقدس

بل تلقاه بإعلان مباشر من الرب يسوع المسيح. عن طريق رؤيا شاهدها يوحنا تنبئنا باحداث تمر بها الكنيسة منذ بداية المسيحية الى نهاية العالم


ولكن ليس كل ما ذكر في سفر الرؤيا مفهوم بالكامل، بل يحمل في طياته أسرارا تنكشف في حينها، السفر مكتوب بالرموز و كل رمز فية

يرمز الى معنى


قرات الكثير من تفسيرات سفر الرؤيا من مختلف الطوائف و وجدت ان الختوم السبعة تشرح ضيقات رهيبة تعانى منها الكنيسة منذ بدايتها

حتى نهاية العالم و نحن فى اشد الحاجة هذة الفترة التى تعانى منها الكنيسة من الاضطهاد و الضيقات و قتل المسيحين فى كل مكان فى العالم

لكى نفهم ماذا يحدث و ماذا قال لنا الله عن هذة الضيقات و الى اين سوف تنتهى بنا "ها أنا قد سبقت وأخبرتكم " متى 23-25



و اليكم فى هذا المقال معنى السفر المختوم بالختوم السبعة فى شرح مختصر و مبسط


كل ختم من الختوم السبعة يرمز الى حقبة زمنية تمر بها الكنيسة و فية نري انة مهما كانت الحرب شديدة و قاسية تخرج منها الكنيسة منتصرة بصليب رب المجد



فعصر الإضطهادات الرومانية مثلا كان عصر نمو الكرازة بالمسيح و فية عانى المسيحين من اضطهاد الرومان و لكن بقوة الله تحولت الدولة الرومانية للمسيحية. وهنا الله يطمئننا بأن كل الأمور في يده، وأن الكنيسة في يمينه محل عنايته.


ورأينا أن هذا السفر مختوم بسبعة ختوم رقم سبعة يرمز الى الكمال أي كمال الغموض فلا أحد يستطيع أن يدرك المستقبل، فهى حكمة الله وتدبيره المستقبلى، لا نعرف لماذا يسمح بهذه الأحداث ولا لماذا يحل الشيطان (رو33:11-36). ولكن نجد الله في محبته يكشف لنا عن بعض من تدبيراته حتى نفهم ما يحدث.

و عندما نجده يتم تحقيقه امامنا يزداد إيماننا وثقتنا (يو 29:15)بكتابنا المقدس

ولهذا أيضا أخبر المسيح تلاميذه بما ينتظرهم من آلام (يو18:5-21) , (يو1:16-4) , (يو29:14


وإبتداء من آية 1:6. فى سفر الرؤيا بدأ الله يسمح بان الختوم تفتح حتى تعرف كنيسته ما هو مزمع أن يكون



الختوم السبعة



الختم الاول

آيات 2 ،1" و نظرت لما فتح الخروف واحدا من الختوم السبعة و سمعت واحدا من الاربعة الحيوانات قائلا كصوت رعد هلم و انظر. فنظرت و اذا فرس ابيض و الجالس عليه معه قوس و قد اعطي اكليلا و خرج غالبا و لكي يغلب".


الفرس الابيض يرمز الى الكنيسة و المقصود بالكنيسة ليس المبنى و لكنة الشعب المسيحى و يرمز لة بالفرس لان الفرس يستخدم فى الحروب و نحن فى حرب مستمرة ضد ابليس و الجالس علية هو المسيح الذى يقودنا فى حربنا ضد ابليس و القوس يرمز للصليب الذى حارب بة المسيح قوى الشر , خرج غالبا و لكى يغلب لانة الله الذى لا يقهرة احد بل هو الذى فى يدة كل شيء


الختم الثانى

آيات 4،3 " و لما فتح الختم الثاني سمعت الحيوان الثاني قائلا هلم و انظر. فخرج فرس اخر احمر و للجالس عليه اعطي ان ينزع السلام من الارض و ان يقتل بعضهم بعضا و اعطي سيفا عظيما


الختم الثانى يرمز الى حقبة المملكة الرومانية الوثنية الفرس الاحمر هو المملكة الرومانية و الجالس علية يرمز الى الشيطان

وأعطى سيفا عظيما رمز للاستشهاد كان الشهداء في أيام الرومان بمئات الآلاف وإستمر الإستشهاد لمئات السنين. ولكن فى النهاية الكنيسة انتصرت فعصر الإستشهاد مر وإنتهى والإيمان ثابت لم يتزعزع، بل كانت فترة الإستشهاد فترة نمو كرازى إنتشرت فيها المسيحية في كل العالم، لانة قال يخرج المسيح غالبا ولكى يغلب وها هو يغلب فكنيسته تستمر بل تمتد وتتقوى حتى أثناء فترة الإستشهاد.

الغلبة ليست في النجاة من الموت بل في الثبات على الإيمان حتى الموت



الختم الثالث


آيات 6،5 " و لما فتح الختم الثالث سمعت الحيوان الثالث قائلا هلم و انظر فنظرت و اذا فرس اسود و الجالس عليه معه ميزان في يده. و سمعت صوتا في وسط الاربعة الحيوانات قائلا ثمنية قمح بدينار و ثلاث ثماني شعير بدينار و اما الزيت و الخمر فلا تضرهما".


بعد ان انتهت فترة اضطهاد المملكة الرومانية للكنيسة بأيمان المملكة الرومانية بالمسيحية بدأت حرب جديدة على الكنيسة و هى حرب البدع و الهرطقات التى حاول بها الشيطان ان ينال من الكنيسة

الفرس الاسود يشير الى المهرطقين امثال اريوس و نسطور و غيرهم الذين نشروا بدعهم فى القرن الرابع الميلادى التي سادت المسيحية بعد نهاية عصر الإستشهاد الرومانى و الجالس علية هو الشيطان الذى يقود هذا الفكر و فى يدة ميزان و ليس سيف لان حرب الشيطان فى هذى الفترة كانت حرب فكر و انتهت هذة الفترة و خرج المسيح غالبا لانة اتى لكى يغلب و صمدت الكنيسة و حفظت الايمان


الختم الرابع


آيات 8،7 " و لما فتح الختم الرابع سمعت صوت الحيوان الرابع قائلا هلم و انظر. فنظرت و اذا فرس اخضر و الجالس عليه اسمه الموت و الهاوية تتبعه و اعطيا سلطانا على ربع الارض ان يقتلا بالسيف و الجوع و الموت و بوحوش الارض


هذة حقبة اتت بعد حقبة الهرطقات و هى عبارة عن بدعة اخري من الشيطان ليحارب بها الكنيسة هذة البدعة تنفي الوهية المسيح و صلبة و فدائة

هذا هو أساسها التى بنيت علية و تضطهد المسيحين بالسيف و الجوع و وحش الارض

اى تضطهد بكل الوسائل بالقتل او بالاذلال و الهيمنة وحش الارض يرمز الى الشيطان

هذا الفكر الشيطانى لة سلطان على ربع سكان الأرض أى من سوف يؤمنون بة هم ربع عدد سكان الأرض



لون الفرس الاخضر يرمز للون علم يميز اتباع هذا الفكر و الجالس علية هو مبتدع هذا الفكر الشيطانى الذى اضل البشر و حكم بالقتل على كل من لا يؤمن بفكرة و ينكر لاهوت المسيح و صلبة



الى هنا حيث الختم الرابع جميعها احداث حدثت فى التاريخ و الحاضر لذلك تفسيرها يسير و مفهوم

من اول الختم الخامس احداث مستقبلية لم تحدث بعد لذلك بعضها غير مفهوم بالكامل و لكن المفسرين اجتهدوا لفهم بعض رموزها و لنكمل


الختم الخامس


آيات 9-11 " و لما فتح الختم الخامس رايت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله و من اجل الشهادة التي كانت عندهم. و صرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى ايها السيد القدوس و الحق لا تقضي و تنتقم لدمائنا من الساكنين على الارض. فاعطوا كل واحد ثيابا بيضا و قيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم و اخوتهم ايضا العتيدون ان يقتلوا مثلهم".


هذا الختم يشير للأستشهاد و فية نرى من هم فى السماء

وهنا نرى أين تذهب هذه النفوس التى قتلت بسبب تمسكها بالايمان رغم حروب الشيطان التى يحارب بها كلمة الله

هؤلاء الشهداء يصرخون الى الله طالبين قضائة من الساكنين على الارض الذين ينفذ بهم الشيطان حروبة

فهم ينتظرون فى السماء لكى يكتمل كل ما هو مكتوب و ينضم اليهم باقي المؤمنين الذين سوف يستشهدون مثلهم لان حرب الشيطان مستمرة الى نهاية العالم



الختم السادس


آيات 12-17 "و نظرت لما فتح الختم السادس و اذا زلزلة عظيمة حدثت و الشمس صارت سوداء كمسح من شعر و القمر صار كالدم. و نجوم السماء سقطت الى الارض كما تطرح شجرة التين سقاطها اذا هزتها ريح عظيمة. و السماء انفلقت كدرج ملتف و كل جبل و جزيرة تزحزحا من موضعهما. و ملوك الارض و العظماء و الاغنياء و الامراء و الاقوياء و كل عبد و كل حر اخفوا انفسهم في المغاير و في صخور الجبال. و هم يقولون للجبال و الصخور اسقطي علينا و اخفينا عن وجه الجالس على العرش و عن غضب الخروف. لانه قد جاء يوم غضبه العظيم و من يستطيع الوقوف".


رأينا في الختم الخامس نفوس من هم في السماء غالبين، الذين إختاروا أن يحيوا تحت راية الصليب. وفي الختم السادس نرى صورة من هم فى الارض و الاهوال التى سوف يلاقونها و هنا يرمز للاهوال بانها كوارث

شبهها بسقوط النجوم و زحزحة الجبال و هى تشبيهات رمزية تنقل هول ما سوف يحدث فى هذة الايام لمن اختاروا العالم و احبوة اكثر من الله



الختم السابع


آيات 1-3 "و بعد هذا رايت اربعة ملائكة واقفين على اربع زوايا الارض ممسكين اربع رياح الارض لكي لا تهب ريح على الارض و لا على البحر و لا على شجرة ما. و رايت ملاكا اخر طالعا من مشرق الشمس معه ختم الله الحي فنادى بصوت عظيم إلى الملائكة الاربعة الذين اعطوا ان يضروا الارض و البحر. قائلا لا تضروا الارض و لا البحر و لا الاشجار حتى نختم عبيد الهنا على جباههم".


فى الختم الخامس رأينا صورة لمن هم في السماء وفي الختم السادس رأينا صورة لمن هم على الأرض

الختم السابع في حقيقته مقدمة للأبواق السبعة التي هي مجموعة الضربات التالية

و هنا نري اخر الايام التى سوف يتم فيها فناء كل ما هو على الارض

فقبل القضاء سيتم ختم المختارين للدلالة على حفظهم (حز9 :4-6).

فى اخر الايام سوف يحدث اختطاف للمؤمنين قبل ان يعصف بالارض و يضر كل ما هو عليها و وهو المقصود بختم المختارين

(حينئذ يكون اثنان في الحقل يؤخذ الواحد و يترك الاخر. اثنتان تطحنان على الرحى تؤخذ الواحدة و تترك الاخرى)متى 24: 40,41


هذا شرح مختصر لمعنى الختوم السبعة المذكور فى سفر الرؤيا لكى نعرف ان الله لا يترك الكنيسة بل يخرجها من كل الضيقات غالبة بأيمانها بصليب الرب يسوع المسيح لة كل المجد

موضوع رائع جدا ربنا يارك فى خدمتك

اكثر من رائع يا ميشو ربنا يعوض تعب محبتك

مرسى مستر ثروت على مرور حضرتك الجميل
مرسى يا ميرنا ربنا يباركك