منتديات الانبا تكلا هيمانوت
 
jquery Ads




العودة   منتديات الانبا تكلا هيمانوت > المنتدى المسيحى > منتدى الطقوس

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-09-2008, 05:44 AM
ايرينى غير متواجد حالياً

 


افتراضي الطقس أداة نمو

الطقس أداة نمو

المرجع: كتاب " الوجدان القبطى " كيف نتذوق عبادتنا الروحية وممارستنا الكنسية - بقلم : د. مجدى فرج - كنائس حى المعادى

الهدف: كيف نتذوق عبادتنا الروحية وممارستنا الكنسية

عناصر الموضوع :
مقدمة : اللغة الرمزية والتعبيرات الطقسية

لماذا نعبد الله من خلال الرموز والطقس ؟
لماذا لا نتواصل مع الله من خلال الفكر والمنطق ؟
كيف نؤول الرموز الطقسية ؟ وما هى أسس التأمل فيها والنظر إليها ؟

اولاً : لغة الأشياء الطقسية

لماذا نستخدم أشياء مادية فى عبادتنا الوحية ؟
لماذا الماء والخبز والخمر والزيت ؟
كيف نتلامس مع الله فى عبادتنا من خلال الأشياء الطقسية ؟


ثانياً : لغة الحركات الطقسية

لماذا نستخدم اللغة الجسمية فى العبادة الروحية ؟
ما هى مفردات هذه اللغة ؟
ثالثاً : لغة الكلمات المنطوقة (القراءات والألحان )

كيف تقرأ الكنيسة كلمة الله وتفسرها ؟
كيف ننصت لسماع كلمة الله ؟
ما هى كلماتنا وألحاننا المرفوعة لله ى صلواتنا ؟

مقدمة : اللغة الرمزية والتعبيرات الطقسية

1. لماذا نعبد الله من خلال الرموز والطقس ؟

+ الحوار والتواصل هو لغة مشتركة بين طرفين يستطيعان بها أن يفهما رسالة كل طرف
+ اللغة لها أشكال عديدة : المقروء – المنطوق – المرئى ...
نحن نعبّر عن أنفسنا بكلمات متداولة وبنبرات صوتية مسموعة ، وأيضاً بتعبيرات جسمية بالوجه واليدين أو تعبيرات حركية قوية كالوقوف أو الإنحناء أو التصافح أو الابتعاد أو الإحتضان أو الإعتداء . وقد نستخدم وسائل إيضاح مادية أو تشبيهات واستعارات لنحاول أن نجعل كلامنا مفهوماً أكثر .

+ إذن .. ماهى اللغة التى نتواصل بها مع الله : كيف يكلمنا الله ؟ وكيف نعبّر له عن أنفسنا ؟
" اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ .. " (عب 1:1 )
كان الله يتكلم معنا بالأسلوب الذى نفهمه دائماً : ينطق بكلمته عبر الأنبياء فيقولوا : " هكذا قال الرب ... " ، ثم كلمنا فى الأيام الأخيرة من خلال تجسد كلمته ، كما يمكننا أن نرى تعبيراته من خلال تأمل مخلوقاته ، ونفهم تدبيره من خلال عمله فى التاريخ

+ ونحن حينما نتكلم معه فإننا نعبّر عن أنفسنا بكلمات نفهمها وننطقها ، مترنمين بها هتافاً أو صراخاً ، فرحاً أو بكاءً ، نقولها رافعين أيدينا نحوه أو منطرحين ساجدين أمامه ، كما نحرص بتقدماتنا ألا نظهر أمامه فارغين !!

+ مثال : حينما أراد الله أن يكلم موسى ناداه من خلال عليقة مشتعلة ومنعه من الأقتراب منها وطلب منه خلع نعليه ، أما موسى فتكلم معه من كل قلبه (خر 3) بعدما غطى وجهه وخلع نعليه وحينئذ أعطاه الرب علامة على صدق كلامه (تحويل العصا إلى حية ) واليد البرصاء

2. لماذا لا نتواصل مع الله من خلال الفكر والمنطق فقط ؟

+ الفكر واللسفة والمنطق هى لغة الفروض والنظريات أما الطقس والرموز فلغة الأسرار وحياتنا مع الله هى سر نحياه وليست حلماً نتمناه أو نظرية نتفحصها .
+ لقد خُلقنا لنحيا ونستمتع بحياتنا لا لندرسها ونناقش قواننينها ومغزاها ، وحتى الحياة الأبدية فنحن مدعوون للتمتع بها لا لتدريسها .. ولن ندخلها بمعرفتنا العقليه بل بإيماننا العامل بالمحبة وجهادنا وتقوانا .

+ الله يريدنا أن نحيا معه لا أن ندرسه أن نحبه لا ان نفلسفه ، يريدنا قديسين لا فلاسفة
" يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي (ام 23 : 26) ، " ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ " (مز 34 : 8)

+ الأمور اللاهوتية وعيها بالفكر والمنطق أمر صعب جداً ، لكنه سهل جداً على مستوى التذوق والاختبار الحياتى .

مثال : فى احد المرات أعلن الرب للناس قائلاً " أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هَذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ».( يو 6 : 51)
فماذا حدث بعد هذا الإعلان اللاهوتى الهام ؟ّ خاصم اليهود بعضهم بعضاً ، وتذمر التلاميذ وقالوا : إن هذا الكلام صعب جداً ، ورجع كثيرون من تلاميذه للوراء ولم يعودوا يمشون معه !!
لكن الرب نفسه أعاد نفس هذا الأمر ولكن من خلال طقس (العشاء الأخير ) فتقبله التلاميذ بسهولة وفرح ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون (مت 26: 30)

+ الله يتعامل معنا بحكمة تفوق منطقنا البشرى وبتدبير يفوق الإدراك
" «لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيراً؟." (رو 11: 34)
" «لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ وَلَكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ». " ( يو 13: 7)
" يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاِسْتِقْصَاءِ!." (رو 11: 33)
لذلك لا يمكننا أن نتعامل مع أسرار الله إلا من خلال الطقوس والرموز ، فالطقس يدخلنا إلى سر تدبير الله ، والرمز يدخلنا إلى أعماق حكمة الله .

+ حديث الرب يسوع كثيراً ما كان بوسائل إيضاح وأمثلة لكى يفهموا أسرار ملكوت الله " هَذَا كُلُّهُ كَلَّمَ بِهِ يَسُوعُ الْجُمُوعَ بِأَمْثَالٍ وَبِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ." ( مت 13: 34)
+ ولأن الفهم من خلال الرموز أيضاً يحتاج استعداداً روحياً " مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ»." (مت 13: 9) ويحتاج إلى عمل النعمة " حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ." (لو 24 : 45) لذلك كثيرون من الجموع لم يفهموا ما كان يكلمهم به يسوع " هَذَا الْمَثَلُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا هُوَ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُمْ بِهِ."(يو 10: 6)

3. كيف نؤول الرموز الطقسية؟ وما هى أسس التأمل فيها والنظر إليها ؟

+ إن كانت الرموز الطقسية هى لغة تواصلنا مع الله فى كل عبادتنا فنحن نحتاج أن نفهم مفردات هذه اللغة وتعبيراتها اللفظية والحركية ، ورمزية أشيائها .. من أجل عمق العلاقة معه
+ عند تأويل الطقس ورموزه لابد أن :

Z نربط باستمرار بين الطقس والملكوت
Z نوضح أن بركة الطقس هى اقتراب الملكوت منا وتحقيقه فى حياتنا
Z نوضح الخبرات الفردوسية التى نكتسبها من مشاركتنا بتوضيح معانى صلواتنا وتعبيراتنا الحركية والرمزية وعلاقاتها بهذه الخبرة الروحية .
Z نشرح التعبيرات الوجدانية النفسية والروحية التى يصنعها الطقس فينا ، وكيف تساعدنا المشاركة الطسية على تغيير شخصيتنا الروحية لتكون على الصورة التى تؤهلنا للدخول فى شركة مع الله
Z نؤكد كيف أن طقوسنا ليست عبادة نرفعها لله ولكنها وسيلة للقاء الله . الله يأتى إلينا سراً ليدخلنا إلى الحياة معه من خلال الأسرار . فكل طقوسنا هى استعداد للإقتراب لتناول نعم الله التى يهبها لنا . وكل طقوسنا تكشف وتفصح عن هذه النعم الإلهية للمستعدين الجادين والمخلصين الراغبين.

أولاً : لغة الأشياء الطقسية

1. لماذا نستخدم أشياء مادية فى عبادتنا الروحية؟

+ لماذا لا نكتفى أن نفتح قلوبنا إلى الله ونعبّر عن أعماقنا مترنمين بمشاعرنا وصارخين بمواجعنا ؟
فى عبادتنا نحن لا نبادر إلى الله بل هو الذى يبادر ويكلمنا .. هو يعمل فى قلوبنا وينقل إلينا نعمته شاكرين فنرفع له حياتنا ذبيحة شكر فيباركها ويقدسها ويملأها بحياته فنحيا فيه ...
+ وهكذا وصالنا بالله فهو حوار والحوار يحتاج إلى مفردات متبادلة ..
+ وإن كانت عبادتنا حوار روحى سرى يخاطب فيه الله أرواحنا ويؤثر فى وجداننا ويغيّر من شخصيتنا وفيه تًختطف قلوبنا لتقف فى حضرته وتتقدس .. فإن هذا الأمر الروحى الصرف يحتاج إلى أطار مادى يجسده حتى نستطيع أن نشارك فيه .
+ نحن نحتاج وسيلة مادية للعبادة بسبب كثافة الحياة المادية ومحدودية تفكيرنا فنحن مازلنا نحيا فى الجسد .

2. لماذا الماء والخبز والخمر والزيت؟

+ سأل التلاميذ السيد المسيح " قَالَ لَهُمْ: «مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ " (لو 11 : 2)

+ وكذلك أسس لنا السيد المسيح أ سرار كنيسته وأختار بنفسه مادة السر ورسم طقسها ..
الخبز: هو أخذ خبزاً وشكر وبارك وقّسم وقال هذا هو جسدى المكسور عنكم

الخمر: هو الذى أخذ الكأس وشكر وبارك وذاق وقال أشربوا هذا هو دمى الذى للعهد الجديد الذى يُسفك عنكم

الزيت: هو الذى دعا تلاميذه الاثنى عشر وأرسلهم .. فخرجوا وصاروا يكرزون للتوبة .. وَدَهَنُوا بِزَيْتٍ مَرْضَى كَثِيرِينَ فَشَفَوْهُمْ.(مر6: 13)

الماء: هو الذى إختار لتلاميذه الماء وارسلهم " فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ." (مت 28 : 19) وأعلن بوضوح " «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ. "(يو 3: 5)

3. كيف نتلامس مع الله فى عبادتنا من خلال الأشياء الطقسية؟

+ تلامس الله معنا من خلال تجسده ، ويدعونا لنتلامس معه من خلال رموز مقدسة " فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا " (عب 2: 14)

+ فى عبادتنا الرمزية نتلامس مع الله من خلال ثلاثة أبعاد :

البعد الأول : نرى فيه وجه الله

+ حينما ننظر إلى الأشياء ننظر إليها لنرى " وجه الله " وكلما تعمقنا فى الرؤية كلما نستنير بمعرفته ونقول " جيد يارب أن نكون ههنا " نرى عمل الله الخلاصى فيجتذبنا لأحضانه
+ نراه من خلال الرموز لأنه أعطاها كأمثلة لحضوره :
أنا هو " الخبز النازل من السماء .. أنا هو الكرمة الحقيقية .. أنا هو الماء الحى .. أنا هو نور العالم ، ويؤكد على النعم التى يهبنا إياها فيقول : من يأكلنى يحيا بى كل غصن "يثبت" فىّ أنقيه .. من " يشرب من الماء الذى أعطيه لا يعطش إلى الأبد .. " سيروا " فى النور فتصيروا أبناء النور .

البعد الثانى : نرى فيه أنفسنا بعريها فى حضرة الله

+ الأشياء الطقسية تُعبّّر عنا وعن احتياجاتنا من الله : فالخبز يعبّر عن معيشتنا والخمر عن دمنا والماء عن موتنا والزيت صحتنا وقوانا ..
كأننا بهذه الأشياء نكشف لله عن معاناة حياتنا فهى مطحونة (كالدقيق ) ومعصورة (كالخمر) ومسكوبة (كالماء ) لا نرى فيها إلا التعب والألم والموت وبالتالى ننتظر نعمه المفرحة والمشبعة ..

البعد الثالث : تعرف كيف يتم التلاقى مع الله

+ رمزية طقس الأكل : حينما نأكل الخبز لا نصير خبزاً بل يصير جسدنا .. هكذا فى شركة الله نحن لا نصير آلهة مثله ومن جوهره بل يحيا فينا بنعمته ويقدسنا بروحه . لا تتحول طبيعتنا إلى طبيعته بل تتقدس طبيعتنا بقداسته .. فنصير على صورته لا جوهره ، نكون مثاله لا ذاته .. لأن عناصر حياتنا موجودة فى الله .

+ رمزية طقس الشرب : إشربوا .. دمى الذى للعهد الجديد : العهد الذى هو عهد نعمة وخلاص ، من يشرب يتمتع ببركة هذا العهد فلا تعود نفسه مقيده بالخطايا بل تتحرر وتنطلق فى نشوة فرح دائم مع المسيح .

+ رمزية طقس الإغتسال (التغطيس) : "«إِنْ كُنْتُ لاَ أَغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَكَ مَعِي نَصِيبٌ».(يو 13: 8)
+ رمزية طقس التطيب (الدهن) : التطيب علامة الصحة والفاعلية والحياة مع الله هى قمة الصحة والفاعلية .. فشركة الله لا تعنى الكسل بل العمل الناجح بقوة إلهية تضمن الإنجاز وبرؤية إلهية تضمن النجاح والفاعلية .

ثانياً : لغة الحركات الطقسية

1. لماذا نستخدم اللغة الجسمية فى الحياة الروحية؟

+ لغة الوجدان لغة جسمية غير لفظية ، فنحن لا نستطيع أن نصف مشاعرنا فى لغة مفهومة بل نّعبر عنها بتعبيرات وإنفعالات تظهر على وجوهنا وفى حركاتنا ..

+ فمثلاً لا أستطيع أن أصف حالة الفرح الذى اشعر به فى كلام منمق ومنطقى لكنى أظهره فى تعبيرات وجهى ، وإن إشتد بى الفرح أبدأ فى التصفيق بالأيدى ويعلو صوتى بالهتاف والضحك وأسرع فى الحركة والجرى مرتفعاً عن الأرض ويبدأ الجسم فى التمايل والرقص .. إلخ ، وهكذا كل حالاتنا الوجدانية
أمثلة:
+ حينما فرح داود النبى بقدوم تابوت العهد إلى مدينته " وَكَانَ دَاوُدُ يَرْقُصُ بِكُلِّ قُوَّتِهِ أَمَامَ الرَّبِّ." (2صم 6: 14)
+ كذلك المقعد على باب الجميل حينما شُفى على يدى بطرس ويوحنا فَوَثَبَ وَوَقَفَ وَصَارَ يَمْشِي وَدَخَلَ مَعَهُمَا إِلَى الْهَيْكَلِ وَهُوَ يَمْشِي وَيَطْفُرُ وَيُسَبِّحُ اللهَ. "(أع 3: 8)

+ هكذا نحن فى عبادتنا لله نحتاج أن نعبر عما يدور فى وجداننا من مشاعر وأحاسيس وخبرات ..
" سَبِّحُوهُ بِدُفٍّ وَرَقْصٍ. سَبِّحُوهُ بِأَوْتَارٍ وَمِزْمَارٍ. "(مز 150: 4)
أمثلة: دورات البخور فى الكنيسة –دورة تبكيت يهوذا (الجرسة) – الماستير وتجسد وتأنس – حركة اللفائف ... إلخ

+ إننا لا نبالغ إن قلنا أن الطقس يكشف لنا عن قلب الله ومحبته لنا وموقفه نحونا ..
مثال: ما يوضح هذا الأمر ما جاء فى سفر حزقيال 16 " فمررت بك ورأيتك وإذا زمنك زمن الحب ..إلخ" إن الله حينما أحب هذه النفس لم يعّبر بالكلام ولكن بأفعال محبة إلهية هى كل طقوسنا ..

2. ما هى مفردات هذه اللغة؟

+ حينما توجد النفس فى الحضرة الإلهية فأنها تدخل فى حالة من الرهبة والخوف فتنطرح أمامه ساجدة وإن منحها سلامه ونعمه فإنها ترفع أيدى الشكر وتحاول أن تلمسه وتقبله ( نتهلل ونعمل زفة ) وحينما نشعر ببركاته نتقدم ببكور عملنا وعشورنا ونسجد له شاكرين ، البخور علامة الإكرام .

+ إن الحركات الطقسية ليست لغة تعبيرية فقط لكنها أيضاً لغة الروح القدس الذى ينقل بها نعم الله إلينا ، فإن كان السجود والتقبيل هم تعبيراتنا الطقسية ، فإن طقوس الأسرار هى تعبيرات إلهية .

ثالثاً : لغة الكلمات المنطوقة (القراءات والألحان والصلوات اليتورجية)

[ كيف تقرأ الكنيسة كلمة الله وتفسرها ؟

الكتاب المقدس (كلمة الله ) هو محور قراءات الكنية وطقوسها :
أ . صلوات السواعى (الأجبية ) : تحتوى على فصول من الكتاب المقدس
ب. طقوس الأسرار الكنسية : تحتوى على فصول من الكتاب المقدس
ج. التسبحة (عشية وباكر ونصف الليل ) : تحتوى على فصول من الكتاب المقدس
د. الإحتفالات والمناسبات (ترتيب البصخة – الجنازات – صلاة الثالث ... الخ ) : تحتوى على فصول من الكتاب المقدس
هـ. الإجتماعات العامة بالكنيسة / الإفتقاد والزيارات الخاصة بالمنازل .. إلخ

+ لا يكتمل قداس المؤمنين ولا تتحقق الشركة إن لم ينصت المؤمنين أولاً لكلمة الله لكى يتقدسوا بها
" أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. " (يو 15: 3)

+ لم يكن الكتاب المقدس فى الكنيسة موجود فى كل بيت كما هو الآن فكان على الكنيسة قراءته وتفسيره وتعليمه للشعب ، وظل هذا الأمر حتى أنتشرت الطباعة ليصل الكتاب المقدس إلى كل بيت وكل يد .

+ الكتاب المقدس فى الكنيسة موجود على المذبح (البشارة ) ويخرج من الهيكل فى زفة (دورة الإنجيل ) ليُقرأ على الشعب من على المنجلية ثم يعود ليوع على المذبح . بهذه الإشارة الطقسية تركز الكنيسة الذهن على أن البشارة المفرحة هى أن المسيح كلمة الله تجسد لأجل خلاصنا .

+ الأجزاء المختارة للقراءة من الكتاب المقدس فى مختلف الليتوروجيات وضعت بأهداف محددة وفى دورات متكرة .

2. كيف ننصت لسماع كلمة الله ؟

+ يوجد من يدرس الكتاب المقدس وهو جالس فى منزله أو فى كتبه . لكن أن تنصت لله وهو يكلمك شخصياً فهذا يعنى أنك دخلت فى حالة الصلاة .
+ لذلك فالكنيسة تقرأ الكتاب المقدس فى إطار من الصلاة ممزوجاً بالألحان والتسابيح والمردات !!
+ ويقوم الكاهن بالإكثار من البخور ودورات البخور وزفة الإنجيل كذ ذلك بدءاً من البولس والكاثيلكون والإبركسيس والمزمور والإنجيل كما تضاء الشموع والأنوار ويدعو الشماس للوقوف بخوف الله وبإنصات .. ثم يجعل الكاهن كلمة الله سهلة فى العظة بحسب ثقافة شعبه .

3. ما هى كلماتنا وألحاننا المرفوعة لله فى صلاتنا ؟

إن كانت صلاتنا فى عمقها هى استجابتنا لكلام الله وتدبيره لنا ، فبماذا نجيبه . وكيف نستجيب ، وماذا نقول له ؟
نحن لا نعرف أن نقول لله سوى أربع كلمات ، وعليها بُنيت كل صلواتنا وألحاننا وهى :

هلليلويا = سبحوا الله : وهى تسبحة السمائيين كما يذكرها سفر الرؤيا . وهى صيغة فرح وتهليل وتحية للتعبير بقوة وفرح عن الحمد والشكر والتعظيم للرب . هو إحساس بحضور الله ومجده .

كيرياليسون = يا رب أرحم . وهى من المرادات والإلحان التى لا نكف عن ترديدها ولا نما من تكرارها .. تعّبر عن تضرعاتنا وطلباتنا وتوبتنا بأقل كلمات . إنها تّوحد الكنيسة كلها فى كلمة واحدة – حينما نصليها – نعنى أننا لا نعرف ما هو الصالح لنا فنطلب تدخله وقراره . لهذا حينما ينادى الشماس فى كل أوشية: " صلوا من أجل ..." لا نجد سوى رد واحد للشعب : يا رب أرحم .

آجيوس = قدوس : وهى تسبحة الشاروبيم والسيرافيم (إش 6: 3) حينما رأى الله فى الهيكل وقد تلمسها الكنيسة أيضاً فى الملائكة – كما قال التقليد – على يدى يوسف الرامى ونيقوديموس عن دفن السيد المسيح له المجد .
إننا نعلن أننا رأينا مجده ونعترف أمامه بنجاستنا وضعفنا .

آمين = حقاً هذا يعنى أننا نبدى ثقة تامة فى كلمة الله وإعلاناته وتسليماً تاماً لتدبيره وعطفه . إن صلاة آمين تصنع عهداً بيننا وبين الله " لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ"(لو 1: 38)
التوقيع:
رد مع اقتباس
قديم 05-09-2008, 01:31 PM   رقم المشاركة : [2]
مراقب و مشرفة قسم التأملات و القسم الطبى
الصورة الرمزية بنت الانبا تكلا
 
افتراضي

ايريني موضوع اكثر من رائع ربنا يبارك حياتك هو طويل شويتين بس حلو خالص


بنت الانبا تكلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-2008, 03:51 AM   رقم المشاركة : [3]

 
افتراضي

مرسي ليكى يا بنت الانبا تكلا ربنا يبارك حياتك حببتى و مستنية بقيت الردود


ايرينى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-2008, 03:27 AM   رقم المشاركة : [4]
موقوف
 
افتراضي

شكرا الموضوع بجد هايل


fredyfire غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-14-2008, 12:28 PM   رقم المشاركة : [5]

 
افتراضي

مرسي اوى ليك على المرور


ايرينى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-16-2008, 03:21 PM   رقم المشاركة : [6]
امين الخدمة

 
افتراضي

شكرا ليك ايرينى الموضوع حلو اوىىىىىىىىىى


المصرى الأصيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خطر الطقس bebotop منتدى الطقوس 3 08-02-2010 11:10 PM
سؤال في الطقس ؟؟؟ فرفوره منتدى الطقوس 3 05-20-2010 11:26 PM
أيات للحفظ عن الصليب المصرى الأصيل منتدى العهد الجديد 9 03-19-2010 03:57 PM
من آداب الحب oja منتدى الشباب والشبات 8 09-30-2009 03:45 AM
آيات مسيحيه بالجليتر jesus_4ever صورة واية 4 07-23-2009 09:37 PM


الساعة الآن 03:13 AM


† هدف خدمتنا: "‎ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب‎" مزمور 34 : 8 †
† مبدأ خدمتنا: "ملعون من يعمل عمل الرب برخاء‎" ارميا 48 : 10 †
† شعار خدمتنا: "ليس لنا يا رب ليس لنا لكن لاسمك أعط مجدا‎" مزمور 115 : 1 †