الجميع عند البحر
«فلما رأى الجمع أن يسوع ليس هو هناك ولا تلاميذه، دخلوا هم أيضاً السفن وجاءوا إلى كفرنا حوم يطلبون يسوع» (يو 6: 16 – 24).
إني أعترف أنني في كل مرة أسمع فيها قصة انتهار الرب يسوع المسيح للرياح والموج في عرض البحر إنما أشعر شخصياً وكأنني أعاني من دوار البحر. ما أروع هذا المشهد على الطبيعة؟
الحقيقة في بساطتها أن الرب يسوع المسيح قد أمر الرياح والموج على بحيرة الجليل فهدأت العاصفة. لاشك أنها كانت عاصفة عاتية. إن الذي يعرف طبيعة الجو في هذه البقعة يمكن أن يتخيل مقدار ثورة بحيرة الجليل وشراستها. والجميل في الأمر هنا أن العاصفة بدأت تهدأ في اللحظة التي وطأت فيها قدم الرب يسوع المسيح سفينة الرسل. لو أن الرسل في هذه اللحظة تذكروا ما قيل في العهد القديم لاستطاعوا أن يربطوا بين ما جاء في المزمور 107 وبين ما عمله أمامهم الرب يسوع المسيح. «يهدئ العاصفة فتسكن وتسكت أمواجها. فيفرحون لأنهم هدأوا فيهديهم إلى المرفأ الذي يريدونه» (مز 107: 29 و 30). يعرفون بذلك أن المسيح هو الله.... هوهو أمس واليوم وإلى الأبد.
ولكن يبدو أن هناك عاصفة أخرى كانت في قلب التلاميذ. وذلك بسبب العاصفة التي أحاطت بهم، لأنهم تخيلوا أنهم يرون شبحاً. وربما قد تذكروا ما رأوه منذ قليل على الشاطئ فقد فزع التلاميذ (19 و 20), وهذه العاصفة الأخرى أيضاً هدأت بوجود الرب يسوع المسيح معهم.
المسيح دائماً يهدئ عواصف الحياة سواء من خارج القلوب أو ما بداخلها وفي أي زمن من الأزمان.
صلاة: عظيم أنت يا رب في قوتك، وعظيم أنت أيضاً في رحمتك. مهما اشتدت العواصف في داخلي ومن الخارج أيضاً، أنت وحدك تمنحني الهدوء والاستقرار والسلام. آمين.