القديس الشهيد ماما

في القرن الثالث وفي حوالي سنة 260 ميلادية كان والد القديس ويدعي ثيوديوس ووالدة القديس وتدعي روفينا من أصل شريف , وكانا حارين في الأيمان ومواظبين علي الصلاة والصوم ,ولكن أشتد حسد الشيطان إبليس , وأوعز إلي بعض الناس فوشوا بهما إلي حاكم تلك المدينة , ويدعي الكسندر , وكان غير مؤمن , بل كان أيضاً شرساً في طباعة ويكره المسيحيين أشد الكراهية , فقد أمر بعذاب القديسين , فإستحضرهما أماه , وأمرهما بالسجود للأصنام , وتهددهما بأشد العذاب , ولكنهما صمدا أمام تهديده قائلين له : كيف نترك عبادة الأله الواحد خالق السماء و الأرض وكل ما فيها ونعبد أصناماً حجرية لا تنظر ولا تسمع ولا تفهم , ولما لم يستطع أن يثنيهما عن إيمانهما , أرسلهما إلي (( فوستوس)) حاكم قيصرية الكبادوكية , وإذ تعب الطاغية فستوس من تهديدهما أمر بجلدهما وإيداعهما بالسجن .

+ كان القديسان قد تعبا جداً من طول رحلة السفر إلي هذه المنطقة سيراً علي الأقدام , وبدون تناول أي طعام , فسقط الوالد ثيوديوس هزيلاً متعباً , وسرعان ما خرجت نفسه من جسده وهو يقول : يا ربي يسوع المسيح أستدوعك روحي في يدك , وأستودعم زوجتي روفينا ومولدها الذي في بطنها في يديك الرحومتين .

+أما زوجته روفينا , فلم تستسلم للحزن علي فراق زوجها , ولم يروعها ألم الفراق وتهديد الطغاة , فأخذت تنادي بإسم يسوع المسيح له المجد أن يثبتها في الأيمان بإسمه القدوس , وأن يعينها في جهادها , وولدت روفينا مولوداً ذكراً لم يسفعها الوقت لتعطيه إسماً يناديه به الناس . فقد ماتت لوقتها , وهي تقول (( يا ربي يسوع المسيح أستودعك روحي في يديك , وأستدوعك إبني الذي ولدته ليكون إبناً لك وخادماً لك إلي الأبد)) .

+ وقد هيأ الرب إمرأة مؤمنة تقية إسمها " أميا" وبينما هي تصلي ظهرت لها رؤيا وكأن ملاكاً نورانياً ظهر لها بشكل جميل الطلعة , يخبرها بأن تذهب إلي سجن المدينة , وتسأل عن طفل يتيم قد مات أبواه وهما في الحبس , وعلي الفور قامت " أميا " من صلاتها وذهبت إلي السجن وسألت عن طفل يتيم قد ولد حديثاً لأبوين محبوسين , ولما تحققت الخبر تقدمت إلي الحاكم وطلبت منه الطفل , وسرعان ما سهل الله مطلبها , وسمح لها بأخذه , ولما علمت أن الله قد سهل لها طلبها , تشجعت وسألتع عهن جسدي القديسين , فسمح الحاكم أن تأخذهما لتدفنهما , فأخذتهما بإكرام ودفنتهما في بستان كانت تملكه

+ إهتمت " أميا" بالطفل , وأحتضنته وربته وأحبته أكثر من حب الأم لجنينها وكبر الطفل وأخذ ينادي مربيته "ماما" وصارت " أميا" تربي الطفل وتؤدبه بحسب السلوك المسيحي الحقيقي , وأخذت تعلمه الصلاة , وتخبره بأخبار القديسين و الشهداء ولا سيما والدين القديسين

+ ماتت " أميا " تلك المربية الفاضلة , بل الأم الحنونة , وكان ماما قد بلغ إثنتي عشرة سنة , وورث ماما كل ممتلكاتها , ولكنه بفكره المتواضع ذهب إلي الكنيسة وكاهنها الخادم النشيط علي أخوته الفقراء و المحتاجين .

وبعد ذلك ذهب أناس يشتكون من القديس إلي الوالي ديمقريطوس . وكان عدواً شديداً للمسيحية فاستدعي ماما إلي المثول أمامه , وقال له " كيف تكون علي درجة عظيمة من العلم والفهم , وأراك شغوفاً علي أتباع دين مثل الدين المسيحي , وهو دين ممنوع في الأمبراطورية كلها ؟ "

وأمره بالسجود للأصنام , ولكن ماما رّد عليه قائلاً : " أشكرك علي وصفك لي بالعلم والمعرفة , إلا أنه لهذا السبب أيضاً لا أستطيع أن أسجد لأي مخلوق , لأنه لا يوجد إلا إله واحد في السماء وفي الأرض , غضب الوالي ديمقريطوس وأرسل إلي الإمبراطور تقريراً عنه حيث لم يكن في سلطته إيذائه لأنه كان أبناً بالتبني لسيدة رومانية نبيلة , فأمر الأمبراطور بأحضاره أمامه , وظن الأمبراطور أن ماما مثل باقي الأطفال والصبية وأنه يستطيع أن يخيفه ويرعبه بأساليب التهديد والوعيد , وعندما مثل أمامه القديس مام وقد بلغ من العمر في هذا الوقت الخمسة عسر عاماً وكان القديس ماما ثابتاً أمامه لم ترهبه الجيوش المحيطة بل كان ردّه بشجاعة أنه لا يعبد إلا الإله الحقيقي خالق السماء والأرض وكل ما فيها , بل زاد علي ذلك بأنه أخذ يعظ في الأمبراطور قائلاً له : أعلم أيها الإمبراطور أنني عبد لربي يسوع المسيح خالق كل شئ بقدرته

+ وتحول الإمبراطور من وعده ولطف معاملته إلي وحش كاسر وأخذ في تهديده ووعيده , ورد عليه ماما قائلاً : " كف عن تهديدك وتهويلك , لأنك عاقبتني فقد أحسنت إلي أفضل الإحسانات , وأن عطفت علي فقد أخسرتني أعظم الفوائد وأجلّها , لأني أفضل أنا أموت مسيحياً علي أن أعيش بدون رضاء ربي "

+ فأشتد غضب الإمبراطور زأمر أن يضرب جسده بالعصي , فضربه العسكر بغير شفقة حتي سال دمه وتكسرت عظامه وتهرأ جلده ولم يفتر الصبي ماما عن الصراخ قائلاً : " يا ربي يسوع المسيح إلهي أعني " , حتي أرهق العسكر وتعبوا , ولم يستطيعوا إسكاته , فأمر الإمبراطور بإيداعه السجن حتي تضعف عزيمته وتخور قوته , ولكن بقي الصبي ثابتاً , كان جسده يضعف , أما روحه فكانت تتقوي وتثبت , وإزداد تمسكاً بالرب يسوع إلهه .

+ وأستشاط الإمبراطور غضباً وأمر أن يلقي في الأتون , فربط العسكر يديه ورجليه وألقوه في النيران وهو يصرخ قائلاً : (( يا ربي يسوع المسيح إبن الله الحي إرحمني ))

+وحدثت معجزة , إذ لم تكد النيران تحرق القيود التي كانت تربط يديه ورجليه وسرعان ما أنطفأت النيران بفعل الأمطار الغزيرة ولم تمس النيران أي جزء من جسد القديس وهو يسبح ويرتل ويشكر الرب يسوع المسيح بهذا المزمور قائلاً : (( صوت الرب يطفئ لهيب النار , صوت الرب يزلزل القفر )) " مز 29 "

+ خرج القديس من النيران وسط دهشة الجميع لحسن حظ هذا القديس , وتعب العسكر من تعذيب القديس , وأشتد بهم الخجل , وصرخ القديس بصوت عال ٍ قائلاً :" لي إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح فهذا أفضل جداً "

فجلس الإمبراطور وحكم في قضيته أن تقطع رأسه , وذهب القديس مع العسكر وسجد للرب يسوع المسيح ورفع يديه وصلي قائلاً :" يا ربي يسوع المسيح إقبل روحي " ونكس رأسه أمام السياف , فضربه وأطاح برأسه المبارك وأنضم القديس ماما إلي صفوف الشهداء , حيث ذكراه لم تمت , وحياته لم تفني .

+ وعندما تملك الإمبراطور البار قسطنطين أمر ببناء كنيسة فوق قبره في قيصرية , وظهرت من جسده معجزات عظيمة.


صلاتة تكون مع جميعنا

منقول للامانة

شكرا على السيرة الجميلة

(( صوت الرب يطفئ لهيب النار , صوت الرب يزلزل القفر )) " مز 29 "
صلاتة تكون مع جميعنا
شكرا بنت البابا سيرة عطرة جدا ربنا يبارك فى خدمتك ويعوضك