معطلات البركة

معطلات البركة




«وكان نعمان رئيس جيش ملك أرام رجلاً عظيماً عند سيده مرفوع الوجه، لأنه عن يده أعطى الرب خلاصاً لأرام. وكان الرجل جبار بأس، أبرص» (2 ملوك 1:5 – 27).


نعمان قائد الجيش السرياني يصور لنا ثلاث أخطاء شائعة في حياتنا اليوم وهي المادة والكبرياء والتعصب.


المادة (5): كان نعمان يعتقد أنه بالمال يستطيع شراء أي شيء حتى موهبة الشفاء من الله. ولذلك كان دوماً مستعداً بقدر كاف من النقود. نستطيع اليوم قضاء الكثير من المصالح بأموالنا، نشتري الدواء للعلاج الجسماني، وكذلك يمكننا شراء العلاج النفسي. ولكن ما لا يمكن شراؤه بالمال هو سلام الله في القلب .. فهو الهبة المجانبة التي لا يملكها إلا الله وحده .. يعطيها للغني والفقير الذين يعترفون بضعفهم وخطيتهم ويطلبونها من الله مؤمنين بابن الله القدوس.


الكبرياء (11): نحن نعيش في الزمن الذي يعطي اعتباراً كبيراً للمراكز الاجتماعية، ومقدار ما يحققه الإنسان من نجاح. توقع نعمان أنه يستطيع أن ينال الشفاء بطريقة خاصة تتميز عن غيره حيث كان يرى نفسه أنه يتميز بمركزه كقائد كبير. ولكن الله ينظر إلينا جميعاً أننا خطاة محتاجين، والكل يتساوى عند أقدام الصليب.


التعصب القومي: الانتماء إلى وطن أرضي والتعصب له هو لعنة التاريخ الحديث. بسببها تشن الحروب وتتشرد الملايين. وتسفك الدماء .. المسيحية بالمعنى الصحيح لا تترك مجالاً لهذا التعصب. ففي المسيح زالت كل العوائق والحدود والحواجز (غلا 28:3). المسيحيون عائلة واحدة من كل الأمم والقبائل والشعوب. لذا يجب علينا أن ننسى كبرياءنا وتعصبنا الأعمى لجنس أو وطن بالذات. والأمر وضاح تماماً في (غلا 20:2).


صلاة: يا رب أشكرك لأن مراحمك وعطاياك لا يشتريها مال ولا يستحوذ عليها سلطان .. كما هي ليست مجالاً للمساومة .. عطاياك هي لمن ينسحق أمامك في طلبها .. لمن ينسى مركزه وأمواله ويتذكر أولاً الحب الذي لك في قلوبنا آمين.

يا رب أشكرك لأن مراحمك وعطاياك لا يشتريها مال ولا يستحوذ عليها سلطان .. كما هي ليست مجالاً للمساومة .. عطاياك هي لمن ينسحق أمامك في طلبها .. لمن ينسى مركزه وأمواله ويتذكر أولاً الحب الذي لك في قلوبنا آمين. شكرا ساسو ربنا يعوض تعب محبتك