بقدر ما نحب نقترب من الله

بقدر ما نحب نقترب من الله

إذا كان الحب مصحوب بالحنان والشفقة
فلن نترصد لعيوب الآخرين

فإذا كانت لنا المحبة الحقيقية فهى نفسها ستستر كل عيب

وسيصير موقفنا من عيوب الناس كموقف الام

الأم عندما يتسخ ابنها ويصير شكله قبيحاً، فإنها لا تتباعد عنه مشمئزة منه

بل تسر بأن تنظفه وتعيده إلى شكله اللطيف المبهج

افترضوا دائرة مرسومة على الأرض
تصوروا أن هذه الدائرة هى العالم ومركزها هو الله
أنصاف قطر الدائرة هى الطرق المختلفة أو أنواع الحياة التى يحياها البشر

أما اولئك الراغبون فى الإقتراب إلى الله فإنهم عندما يسيرون نحو وسط الدائرة
فبقدر ما يتعمقون إلى الداخل بقدر ما يقتربون بعضهم من بعض

كما يقتربون فى نفس الوقت من الله

فبقدر ما يقتربون من الله يقتربون من بعضهم البعض
وبقدر ما يقتربون من بعضهم البعض يقتربون من الله

والعكس صحيح
عندما ينأى الإنسان عن الله منجذباً ناحية الخارج
فواضح أنه بقدر ابتعاده عن الآخرين يكون ابتعاده أيضاً عن الله

هذه هى طبيعة المحبة
بقدر ما نحن فى الخارج ولا نحب الله
بقدر ما نحن على هذا البعد نفسه من جهة القريب

أما إذا كنا نحب الله
فبقدر مانقترب إليه بمحبتنا له
بقدر ما يكون لنا شركة محبة القريب

وبقدر مانكون متحدين بالقريب
نكون متحدين بالله !