#1
|
|||
|
|||
الحزن على الموتى
الحزن على الموتى الراهب اغابيوس لانذوس مع القديسين أرح يا رب نفوس عبيدك الراقدين ، حيث لا وجع ولا حزن ولا تنهد بل حياة لا تفنى. عندما يعود احد من الغُربة إلى بلده، يبتهج كثيراً ويفرح لأنه سيرى أهله وأقرباءه وأحباءه، وعندما يُغلق على احد في سجن مظلم ويُطلق سراحه حراً، فإنه يرقص ويتهلل لأنه خرج من الظلمة إلى النور ووجد حريته، وعندما يصل البحار إلى شاطئ الأمان سالماً من العواصف والأمواج العاتية يشعر بالراحة الكبيرة لأنه وصل إلى غايته ولا يعود يخاف شيئاً أبداً. غُربة مرّة، سجن مظلم، بحر هائج هي هذه الحياة، ما دمنا على الأرض سنكون في ضيقات وعذابات وأحزان لا عدد لها، فقط عندما ننتقل من هذه الحياة بمشيئة الله تنتهي غُربتنا ونفينا، عندما تخرج نفسنا الخالدة من سجن الجسد وتتحرر عندما نذهب إلى مرفأ الأمان والراحة المنشودة "حيث لا وجع ولا حزن ولا تنهد، بل حياة لا تفنى". إذاً مَنْ يتمرمر ويحزن لانتقال طبيعي لصديق أو قريب أو احد أفراد أسرته فهو ساذج، لأنه ليس فقط يجب ألا يحزن بل على العكس أن يفرح لأن محبوبه قد ترك سجن الجسد الترابي ورحل إلى الحرية إلى السماء، حيث سيلبس جسداً آخر أبدياً لا يفنى وليس مؤقتاً فانياً، هذا ما كان يتمناه الرسول بولس عندما قال: "لأننا نعلم انه إن نُقض بيتنا الأرضي فلنا في السموات بيت آخر أبدي مبني من الله وليس بيد بشرية، فإننا نحن هنا نئن مشتاقين إلى أن نلبس جسدنا السماوي" (2كورنثوس 1:5-2)، وفي مكان آخر يقول: "أن نعيش " أي "الحياة هي في المسيح والموت هو ربح"، وانه كان يضطرم من الرغبة في أن: "ينطلق من هذا العالم ويكون مع المسيح" (فيليبي 1: 21 و 23) هكذا يواجه المسيحيون الحقيقيون الموت والانتقال، كنهاية الخداع وبداية الحياة الحقيقية، كنهاية الحرب وبداية السلام، كنهاية التعب وبداية المكافآت، لماذا نبكي إذاً لموت احد والدينا أو ابننا أو احد أزواجنا أو صاحبنا ؟.. قد تقول إن هذا هو تعبير طبيعي للنفس البشرية، التي تحزن للانفصال، وانه منذ بداية العالم كان الناس يندبون موتاهم ليس فقط الملحدون والوثنيون، بل الذين كانوا يؤمنون بالإله الحقيقي، حقاً كما نقرأ في الكتاب المقدس كيف بكى إبراهيم على موت سارة، ويوسف على موت أبيه يعقوب وحزن وكل مصر معه سبعين يوماً، وبكى اليهود لموت موسى، وأيضاً بكى يسوع الإله المتجسد وذرف الدموع على صديقه لعازر، فماذا تعني كل هذه الوقائع ؟... ليست خطيئة أن تبكي وتحزن على الإنسان الذي فقدته، ولكن ابكِ باعتدال وحدود، بتعقل وهدوء، هذا شيء طبيعي وإنساني، لأن الموت هو انفصال مؤقت، أفلا نبكي عندما يرحل قريب لنا في رحلة بعيدة لأنه فارقنا ؟..لكن من غير المناسب وغير المعقول هي الدموع التي لا تتوقف، والنحيب المبالغ فيه، واللطم اليائس وكل المبالغات الأخرى التي تقوم بها النساء خاصةً، اللواتي يضربن أنفسهن ويبكين ويشددن شعرهن، ما هذا ؟..أمسيحيون نحن أم ملحدون ؟..ماذا تربح يا ترى بما تبديه من يأس مفرط ؟..هل تفيد أولئك الذين يرونك ؟..أو وهو الأهم، هل تفيد المائت بشيء؟. لا..وأنت تبدي فراغاً وقلة إيمان، متعلقاً بالجسد وملتصقاً بالباطل، وتنقل الأحاسيس ذاتها للآخرين، بينما كان باستطاعتك أن تعلمهم بتصرفك وكلامك الجيد، كذلك للميت الذي يُفترض انك تحبه كثيراً لن تقدم شيئاً في هذه للحظة الحرجة. إن اعترف محبوبك قبل أن يرقد بصدق وتناول بورع الأسرار الطاهرة، ليس فقط يجب أن لا تحزن بل على العكس ابتهج لأنه خلُص وسيقوم لامعاً عندما سيأتي الرب ثانيةً ويبتهج بقربه إلى الأبد، ليس لك إلا أن تجاهد أنت قبل أن يداهمك الموت فجأة لكي تبتهج معه في الفردوس. أما إذا كان مهمِلاً ورحل وهو غير مستعد روحياً، فدموعك المتأخرة لن تساعده، ولا تستطيع أن تقيمه لكي يتوب ولا أن تخلصه، ولكن الآن تستطيع أن تعزي وتساعد نفسه، لأن أحداً لا يستطيع أن يفوق حكم الله الرحيم والكلي الصلاح إذاً اترك الدموع واعمل شيئاً أكثر أهمية ومنفعة للراقد، أولاً صلِّ دائماً لمغفرة خطاياه، وبعد ذلك افعل رحمات وأعمال خير لراحة نفسه، أعطِ تبرعات لكنائس وأديرة لكي يذكروا اسمه في الخدم الإلهية، ادعُ كهنة لكي يُقيموا تذكار الموتى والصلوات الخاصة بهم، هكذا لن تفيد نفس الراقد فقط، بل نفسك أيضاً لأنه كما يكتب القديس نيكيفوروس في كتاب التريودي، ببراهين آبائية كثيرة: "إحياء ذكرى الموتى والرحمات والخدم التي تقوم من اجل الراقدين تسبب لهم منفعة وراحة كبيرة"، وأيضاً "الذي يقدم التقدمات للراقدين له اجر عند الله، لأجل المحبة التي يُبديها نحو القريب، كما يفعل ذاك الذي يدهن قريبه بالطيب، يُطيّب نفسه أولاً". إذاُ ماذا يجب أن تفعل، بدل أن تحزن بدون جدوى، ليكن موت الآخر سبباً للتأمل بشدة بطلان هذا العالم، وتفكر انه ربما اليوم بالضبط ستتركه أنت فجأة ومن دون توقع إلى الأبد، وهكذا ستتوب وستصلح تفكيرك وسلوكك، كذلك إن كان عندك صديق أو قريب يقترب من الموت فلا تتردد بنصحه فيما يتعلق بذلك، أرشده كي يعترف بطهارة وانسحاق قلب ويتناول الأسرار الطاهرة، ويستعد استعداداً لائقاً باللقاء العظيم مع الرب، بهذه الطريقة ستساهم في خلاص إنسان، موته لن يكون موتاً بل حياةً، حياة جديدة أبدية. |
12-14-2010, 12:12 AM | رقم المشاركة : [2] |
مراقب عام و مشرفة منتدى الشباب والشبات
|
موضوع اكثر من رااااااائع يا استاذ نصيف وبجد انا استفدت منه جدا
ربنا يعوض تعب محبتك |
|
|
12-16-2010, 06:32 AM | رقم المشاركة : [3] |
مراقب و مشرفة قسم التأملات
|
إن اعترف محبوبك قبل أن يرقد بصدق وتناول بورع الأسرار الطاهرة، ليس فقط يجب أن لا تحزن بل على العكس ابتهج لأنه خلُص وسيقوم لامعاً عندما سيأتي الرب ثانيةً ويبتهج بقربه إلى الأبد، ليس لك إلا أن تجاهد أنت قبل أن يداهمك الموت فجأة لكي تبتهج معه في الفردوس. اه اكيد هنفرح لو ضامنينله السما لكن الفراق صعب جدااااا شكرا على الموضوع ربنا يعوضك |
|
|
12-25-2010, 05:50 AM | رقم المشاركة : [4] | |
عضو مبارك
|
شكرااااااااا
اقتباس:
ربنا يبارك حياتك وخدمتك |
|
|
||
12-25-2010, 05:51 AM | رقم المشاركة : [5] | |
عضو مبارك
|
شكرااااااااا
اقتباس:
ربنا يبارك حياتك وخدمتك |
|
|
||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الموتى, الحزن |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بالفيديو و الصور .. المؤبد لمبارك والعادلى.. وبراءة مساعديه وعلاء وجمال | avatakla | منتدى الاخبار العامة | 0 | 06-02-2012 05:20 PM |
مقال عن الحزن ....... | NASEEM | المنتدى الادبى | 4 | 09-24-2010 02:17 AM |
الحزن ومعناه | dede love jesus | المواضيع العامة | 6 | 02-06-2010 05:57 AM |
لية كل الحزن دة | bebotop | منتدى المواضيع الهامة | 8 | 12-01-2009 01:44 AM |
أروع جدال بين : الذكر و الأنثى | pishoy | منتدى المواضيع الهامة | 7 | 09-23-2008 02:35 PM |