منتديات الانبا تكلا هيمانوت
 
jquery Ads




العودة   منتديات الانبا تكلا هيمانوت > المنتدى المسيحى > منتدى الكتاب المقدس > منتدى العهد الجديد

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-22-2010, 06:09 PM
الصورة الرمزية sasso
sasso غير متواجد حالياً
مراقب و مشرفة قسم التأملات
 


avatakla الراعي الصغير

الراعي الصغير






تعجبت لوجود هذا العدد الهائل من الناس، الذين كانوا يتوافدون بكثرة إلى مدينتنا الصغيرة الهادئة، بيت لحم. وتأثرت جداً من هذه الحركة الغريبة، كما تأثر معي كل الأولاد. لم يكن الزائرون المجتمعون عندنا غرباء، بل كما وضَّح لي أبي، كانوا جميعهم ينتمون إلى بيت لحم. فأجدادهم انتسبوا إلى بلدتنا، وهم يعيشون الآن في مدن بعيدة وقرى أخرى.

كان سبب هذا التوافد إلى بلدتنا أمر صدر من أوغسطوس قيصر، حاكم الدولة الرومانية المستعمرة لبلادنا، بإحصاء كل الناس في مدن آبائهم. فكان على الجميع أن يسجلوا أسماءهم حيث أصل عشيرتهم.

كانت كل البيوت والنزل مكتظة بالوافدين. واستغربت أن يجد هذا العدد الكبير من الناس مكاناً للنوم في بلدتنا.

غابت الشمس وكان عليّ أن أساعد أبي في البرية في حراسة الخراف. فأسرعت حتى أصل إلى حظيرتنا، فرأيت مسافرَين يقتربان من بلدتنا: رجلاً وامرأة. وكان مظهرهما يوحي بأنهما قد أتيا من سفر بعيد، إذ كانا متعبين جداً ولا سيما المرأة.

وطرق الرجل باب أحد النزل، وأثناء مروري به، سمعت صاحب النزل يقول له أن كل الغرف مكتظة بالناس، ولا يوجد عنده أي مكان. تُرى أين يجد هذان مكاناً للنوم؟

بعد سير مسافة طويلة عند الغسق وصلت إلى القطيع. كان الليل قد خيّم على البلاد وآوى الناس في بيت لحم إلى فراشهم. ولكنّنا نحن الرعاة لم ننم لأننا كنا نحرس الخراف. فجلسنا حول النار المتأججة التي أشعلناها بينما هجعت الخراف في الحظيرة. في ذلك المساء كانت السماء صافية والنجوم تتلألأ فوقنا، وبدا كل شيء حولنا هادئاً.

كنت لا أزال أفكر في الرجل والمرأة المتعبين اللذين رأيتهما قادمين إلى بيت لحم. وتمنيّت أن يكونا قد وجدا مكاناً للنوم.

وفجأة ظهر نور ساطع وسط الظلام أحاط بنا، فقفزنا من شدة الدهشة والانفعال. كان النور بهياً وباهراً وساطعاً مثل الشمس.

تملكني أنا وبقية الرعاة خوف شديد، فارتمينا على الأرض. وإذ في وسط النور وقف ملاك برّاق يقول لنا بوضوح: «لا تخافوا. إنّي أبشركم بفرح عظيم. وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلّص هو المسيح الرب، الذي طالما انتظرتم مجيئه. قوموا وأسرعوا إليه».

ثم أكمل الملاك بشارته قائلاً: «أعطيكم علامة واضحة لكي تجدوا المولود العظيم بينكم. تجدون الطفل مقمطاً مضجعاً في مذود حقير».

وفجأة ظهر مع الملاك جمهور من الملائكة، عددهم لا يُحصى، ألوف، يرتلون ترنمية جميلة وهائلة، لم أسمع مثلها من قبل:

«المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرّة» (لوقا 2: 14)

أصغينا بدهشة إلى ترانيم الملائكة الذين صعدوا مرنمين إلى السماء. وبعد ذلك ساد الهدوء الكامل وخيّم الظلام ثانية على الحقول. لم نجلس ثانية حول النار، لأن أحد الرعاة المتقدمين في السن قال لنا: «هلم نسرع إلى بيت لحم لنرى ماذا حدث. لقد وُلد لنا مخلصنا وفادينا المسيح اليوم، واهب السلام والفرح». فركضنا جميعاً مسرعين عبر الحقول المظلمة. ولم يكترث أحد لحراسة الخراف، بل كانت كل رغبتنا أن نعاين المولود الجديد سيدنا ومخلصنا الذي أخبرنا عنه الملاك.

وصلنا إلى بيت لحم وبعد بحث طويل وجدنا مكان المولود. فدخلنا بهدوء إليه. وكم كانت دهشتي عظيمة عندما عرفت الرجل والمرأة اللذين رأيتهما في المساء السابق. وعلمت أن اسميهما مريم ويوسف، وأمامهما الطفل الموعود المولود الجديد مضجعاً في المذود. كان الطفل يبدو كبقية أطفال العالم. ولكننا علمنا أنه لم يكن طفلاً عادياً، لأن الملاك وعدنا أنه يخلص العالم. لقد تنازل من أعالي السماء إلى هذا المستوى، إلى الأرض، ليخلصنا نحن. فتذكرنا الوعد القديم على فم النبي إشعياء القائل:

«يولد لنا ولد ونُعطى ابناً، وتكون الرياسة على كتفه، ويُدعى اسمه عجيباً مشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً رئيس السلام» (إشعياء 9: 5).

ركعنا نحن الرعاة أمام المذود الوضيع وشكرنا الله وسجدنا للطفل.

لقد كنت راعياً صغيراً ولم يكن عندي هدية خاصة للطفل يسوع، ولكني صممت أن أفكر فيه دائماً وأحبه من كل قلبي.

ملأني فرح عظيم مما سمعت ورأيت. لم أستطع أن أحتفظ بهذا الفرح لنفسي بل أردت أن أخبره لكل الناس. وكان هذا لسان حال باقي الرعاة أيضاً.

وفي كل مكان حيثما توجهت أخبرت أصدقائي بالحادثة العجيبة التي حدثت في الحقل، وردّدت الكلمات التي قالها لنا الملاك عن الطفل يسوع.

أصغى الجميع إليّ بغاية الدهشة والشك لما قلت لهم: «وُلد المسيح الرب عندنا، لا في قصر الملك، بل في مذود بسيط. وكل من يريد يقدر أن يشاهده».

ليس في وسعي أن أستوعب كل هذا الفرح العظيم. فشكرت الله لأنه يحبني، واختارني لأشاهد بنفسي المسيح مخلصنا الذي أتى إلينا ليفدي العالم كله.

ولكن أكثرية الناس الذين سمعوا شهادتنا هزّوا رؤوسهم مستغربين، وظنوا أننا نحكي لهم خرافات، لأنهم لم يهتموا ببشرى ولادة مخلص العالم في مذود.

ولم نكن نحن الرعاة وحدنا الذين زرنا الطفل يسوع. فبعد فترة من الزمن، وبينما كنت أحرس الخراف في الحقل عند الغسق، لاحظت قافلة جمال قادمة من ناحية القدس. ورأيت ثلاثة رجال راكبين على الجمال، وسمعتهم يتحدثون بلغتهم الغريبة، واستنتجت من ألفاظهم ولباسهم أنهم أتوا من بلاد بعيدة في المشرق. كان مظهرهم يدل على أنهم رجال نبلاء وحكماء.

تُرى، هل هم ذاهبون إلى بيت لحم مدينتنا؟

تركت خرافي مع الرعاة الذين كانوا معي في الحقل، وتبعت قافلة المجوس الحكماء. وفجأة سمعت أحد الرجال ينادي بفرح ويشير نحو السماء. فوقف الجميع وشخصوا إلى فوق. تطلعت أنا أيضاً إلى السماء، فرأيت نجماً رائعاً وهاجاً فريداً في منظره، لم أرَ أبداً نجماً مثله من قبل.

وقال: «يا زملائي، الحمد لله. هذا هو النجم الذي رأيناه في المشرق. نحن إذاً على الطريق الصحيح للوصول إلى الطفل الموعود».

ثم تابعوا مسيرتهم على الجمال يغمرهم الفرح ومهتدين بالنجم في طريقهم إلى بيت لحم. وعندما وقف النجم رأوا أمامهم بيتاً بسيطاً وصغيراً. فنزلوا ودخلوا البيت حيث وجدوا الطفل يسوع ومريم أمه. فلما رأى المجوس الطفل يسوع خروا على ركبهم وسجدوا له باحترام وإجلال. لقد علموا يقيناً أنَّ هذا المولود هو مخلص العالم الذي سينشئ ملكوت السموات على الأرض.

وقفت مندهشاً بقربهم وأيقنت أن يسوع جاء لجميع الناس، للفقير والغني، للعظيم والمتواضع. وكل من يقبله ويتبعه يحل في قلبه فرح السماء حقاً.

ثم قدَّم المجوس هداياهم أمام الطفل يسوع، كانت هدايا ثمينة جداً: ذهباً ولباناً ومراً. قدّم المجوس للطفل يسوع أعز ما عندهم وأثمن ما لديهم. وكانوا مسرورين لأنهم وجدوا رب الأرباب الموعود الذي انتظروه وبحثوا عنه طويلاً.

وفي اليوم الثاني سافروا في طريق عودتهم الطويلة إلى بلدهم، وهم متعزون ومتشجعون. وكانت قلوبهم عامرة بالشكر لأنهم التقوا بالمسيح المخلص.

رجعت إلى حظيرة غنمي. ولم يحدث تغيير في مظهري الخارجي، رغم مقابلتي للملائكة في الحقل، وليسوع في بيت لحم. فقد بقيت راعياً بسيطاً. ولكن أصبح لحياتي معنى جديداً. فمنذ ذلك الحين حلّ في فؤادي فرح ورجاء جعلاني أكمل مسيرة حياتي بشكر وطمأنينة. فلقد أدركت وعرفت أن يسوع المولود في بيت لحم هو مخلصي أيضاً. فاشتركت مع الملائكة في حمد الله على مجيء المسيح الرب إلى عالمنا المظلم.

أيها القارئ العزيز، هل لديك هذا اليقين، أنَّ يسوع وُلد لأجلك، وأنه يمنح حياتك معنى وسروراً وتعزية؟

أتمنى لك من كل قلبي أن تختبر هذا الأمر.



التوقيع:

[flash=http://up.ava-takla.com/uploads/files/ava-takla-b558c66a96.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2010, 02:01 PM   رقم المشاركة : [2]
مراقب عام و مشرفة منتدى الشباب والشبات
الصورة الرمزية jesus's girl
 
افتراضي

ميرسي يا ساسو علي مجهودك الرائع ربنا يعوض تعب محبتك


التوقيع:





jesus's girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-24-2010, 02:28 AM   رقم المشاركة : [3]
مراقب و مشرفة قسم التأملات
الصورة الرمزية sasso
 
افتراضي

مرسى يا حبيبتى لمرورك الجميل ربنا يبارك خدمتك


التوقيع:

[flash=http://up.ava-takla.com/uploads/files/ava-takla-b558c66a96.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
sasso غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-25-2010, 11:55 PM   رقم المشاركة : [4]
امين الخدمة

 
افتراضي

امين يا ساسو ربنا يدينا اننا نختبر أنَّ يسوع المسيح وُلد لأجل كل واحد فينا وأنه يمنح حياتنا معنى وسروراً وتعزية وانه جاء ليكون لنا حياة وليكون لنا افضل

ربنا يبارك فى خدمتك الجميلة ويحافظ عليكى



التوقيع:
[flash=http://up.ava-takla.com/uploads/files/ava-takla-588017e24e.swf]WIDTH=469 HEIGHT=600[/flash]





المصرى الأصيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-26-2010, 01:52 PM   رقم المشاركة : [5]
مراقب و مشرفة قسم التأملات
الصورة الرمزية sasso
 
افتراضي



التوقيع:

[flash=http://up.ava-takla.com/uploads/files/ava-takla-b558c66a96.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
sasso غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-26-2010, 03:31 PM   رقم المشاركة : [6]
مشرفة منتدى سير القديسين

الصورة الرمزية little angel
 
افتراضي

مجهوود راائع وجميييل منك يا sasso بجد

ميرسي لتعبك ومحبتك الجميلة


التوقيع:











little angel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-31-2010, 03:50 PM   رقم المشاركة : [7]
مراقب و مشرفة قسم التأملات
الصورة الرمزية sasso
 
افتراضي



التوقيع:

[flash=http://up.ava-takla.com/uploads/files/ava-takla-b558c66a96.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
sasso غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-31-2010, 05:51 PM   رقم المشاركة : [8]

 
افتراضي

ميرسى ساسو على الموضوع



التوقيع:


عن أحكامك لم أمل ، لأنك أنت علمتنى

مارى جرجس صاير عبد الملك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-31-2010, 06:39 PM   رقم المشاركة : [9]
مراقب و مشرفة قسم التأملات
الصورة الرمزية sasso
 
افتراضي



التوقيع:

[flash=http://up.ava-takla.com/uploads/files/ava-takla-b558c66a96.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
sasso غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أنا هو الراعي الصالح sasso منتدى العهد الجديد 4 06-04-2010 02:47 AM
داود الصغير reree منتدى القصص 4 06-14-2009 11:37 PM
ترنيمة الراعي و القطيع jesus's girl منتدى الاطفال 4 06-09-2009 01:44 AM
ليمت قلبى الصغير dodo martha منتدى التأملات 8 03-09-2009 02:33 AM
الراعى الصالح sinfulboy منتدى القصص 6 01-30-2009 01:36 AM


الساعة الآن 02:34 AM


† هدف خدمتنا: "‎ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب‎" مزمور 34 : 8 †
† مبدأ خدمتنا: "ملعون من يعمل عمل الرب برخاء‎" ارميا 48 : 10 †
† شعار خدمتنا: "ليس لنا يا رب ليس لنا لكن لاسمك أعط مجدا‎" مزمور 115 : 1 †