أنا هنا ليه؟

أنا هنا ليه؟

أنا موجود هنا كنتيجة مباشرة لفكرة إلهية.

أنا أنتمي إلى الله.

فالله هو مصدر وجودي .. هو خالقي.

أنا فكرته .. وخلقته.

فأنا لست هنا بمحض الصدفة أو نتيجة خطأ ما أرتكبه أحدهم أو عدة أشخاص.

ولكنني موجود بتدبير إلهي ... هو مصدر وجودي.

وأشعر بالإنتماء لإله عظيم مبدع وخالق وجبار .. محب وعطوف.

هو الذي خلقني في هذا الزمان.. في هذه العائلة.. في هذا المكان من العالم

أنا بالتأكيد فكرة جميلة لأنني فكرة إله جميل .. عظيم .. رائع .. لا مثيل له.

لماذا إذن كل هذا الألم والظلم والخوف والشر الذي يحيط بنا في هذا العالم؟

آه.. هذا ليس فكر الله ولكن هذه اختيارات الإنسان.

فليست مشيئة الله أن يظلم الناس بعضهم بعضاً، ويحقدوا ويكرهوا ويستغل أحدهم الآخر..

لكن لأن الإنسان ابتعد عن مصدر وجوده وتغرَّب عن خالقه إمتلأ أنانية وشراً.

وجدت الله يدعوني أن أعود إليه فيعود جمالي...

رافض ظروفي وعائلتي.. سلوكي.. شكلي.. غير راض عن واقعي.. هارب من ماضي.

وجدته يطمئنني مرة أخرى بأنني يوم أعود إليه.. يُعيد سلامي مع نفسي..

يطوي الماضي ولا يعود يذكره..

يذكرني بأنني أنتمي له .. لم يخلقني للشقاء..

أنا لست فكرة للتعاسة والشقاء..

أنا مخلوق للذته .. للإستمتاع بالحياة من خلاله.

وجدته يقول لي: أيا كانت ظروفك .. ماضيك .. واقعك .. والتحديات التي تواجهها. أستطيع أن أتقابل معك حيث أنت، ومن موقعك هذا أجري تغييرات مذهلة فيك.

وأحوِّل كل شيء ليكون لصالحك وأعطيك مستقبلاً سعيداً...

من ذا الذي يمكن أن يتجاهل مثل هذه المحبة ومثل هذا الإهتمام.

ومن الذي يمكن أن يظل في تيهانه في اللحظة التي يُعرض عليه أن يسترد وعيه ويرجع لخالقه من أوجده وأحبه وقصد أن يكون أغنية وأنشودة جميلة في الحياة..