منتديات الانبا تكلا هيمانوت
 
jquery Ads




العودة   منتديات الانبا تكلا هيمانوت > المنتدى المسيحى > منتدى الكتاب المقدس > منتدى رجال ونساء الكتاب المقدس

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-27-2010, 04:08 AM
الصورة الرمزية sasso
sasso غير متواجد حالياً
مراقب و مشرفة قسم التأملات
 


avatakla +++سارة+++

سارة



«يا أبرام! انزع من فكرك المشاريع المليئة بالمغامرات. أنت تعرف ما لك. ولكنك لا تعرف ما ستحصل عليه! أنت لا تريد بلا شك أن تستبدل المؤكد بغير المؤكد». كانت هذه حججاً قاطعة أراد بها أصدقاء وأقرباء زوجي أن يوقفوه عن الرحيل. والحق يُقال، لم يكن من السهل عليّ أن أرحل بكل متاعنا إلى غربة غير مؤكدة مخيفة. كان أحبّ إليّ أن أبقى في محيطي المعهود والمألوف وبين أقربائي. كنت أشعر عندهم بالأمان وأحس بالسكينة والاستقرار. ولكن زوجي أبرام تمسك برأيه وسار في طريقه. كان مطيعاً لله الذي كلّفه بمطلب صعب قائلاً له: «ٱذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أُرِيكَ» (سفر التكوين 12: 1).


لم يكن هذا أمراً هيّناً، لأن زوجي أبرام بلغ السنة الخامسة والسبعين من عمره. وأنا ساراي الخامسة والستين. لم يذكر الله لنا طريق السفر ولا هدف الرحلة. لذلك كان طريقنا مبهماً وغير مؤكد. ورغم ذلك كان إيمان أبرام قوياً وثقته وطيدة بالله الذي دعاه قائلاً: «سأريك». ليس هذا فقط. بل وعد الله زوجي وعداً وعرّفه بأنه يلتزم به ويقف معه ببركته في تلبية المطلب الصارم قائلاً: «أَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ ٱسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً» (سفر التكوين 12: 2).

ولكن كيف كان حال إيماني الشخصي؟ لم يكن واضحاً لي؟ كنت مجرّد خاصة أبرام وأردت أن أبقى عنده ولا أتخلى عنه بحال من الأحوال وهكذا رحلت معه مطيعة إيّاه لأنّ الله أمر بذلك.

عندها بدأت رحلتنا الشاقة عبر الصحراء. رحل معنا أيضاً لوط ابن أخ أبرام وكذلك عدد وفير من الخدم والخادمات وقطعان المواشي التي كان أبرام قد اقتناها في حاران. ورغماً عن كل المتاعب وخيبة الآمال وجدنا أنفسنا في اتجاهنا الصحيح. عرّفنا الله بهذا بظهوره ثانية لأبرام. قوّى إيمانه قائلاً: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هٰذِهِ ٱلأَرْضَ» (سفر التكوين 12: 7).

وإذ كان أبرام مغموراً بالوعد وامتلاك الأرض والحصول على النسل; بنى هناك مذبحاً للرب الذي ظهر له للعبادة.

أصابني هذا الوعد في الصميم وتساءلت: أين هو النسل يا ترى؟ لقد عادني ألم السنوات الطويلة من جديد بسبب عدم إنجابي الأولاد. وصرخ قلبي إلى الله قائلاً: «اجعلني يا الله مثمرة ليتمّ وعدك».

واجهتنا أوقات عصيبة. حدث جوع شديد في أرض كنعان. ما العمل يا ترى؟ لم تجد ماشيتنا ما تقتاته في المراعي. وهكذا قرر زوجي أن يلجأ إلى مصر بدلاً من أن يستشير الله أولاً ويتكل عليه. لم يكن الطريق الذي سلكناه صحيحاً. سرعان ما ثبت لنا هذا. لم يسعدنا الحظ طيلة رحلتنا.

انقطعت الصلة المرشدة والمشجعة بالله من جراء الخوف والجُبن. فساعد أبرام نفسه وقال لي عند الحدود المصرية: أنا قلق من نحوك يا ساراي «لأَنَّكِ ٱمْرَأَةٌ حَسَنَةُ ٱلْمَنْظَرِ. فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ ٱلْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هٰذِهِ ٱمْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي، لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ» (سفر التكوين 12: 11-13). امتلكني الخوف وشعرت بأنني متروكة كلياً لرحمة المصريين.

تحقق في مصر ما تكهّن به أبرام. لفت جمالي الأنظار في كل مكان. فأخبر رجال البلاط فرعون عني. فاستدعاني إلى قصره. كذبتُ عليه إطاعة لأبرام وحباً به وخوفاً على حياته. عرّفت عن نفسي بصفتي أخته. ولكنّ الطاعة لم تكن طاعة حسنة.

من حيث أن الأمر انتهى بسلامة، يعود الفضل إلى تدخل الله فقط الذي أحاطني بحمايته. ضرب فرعون وعائلته كلها بمرض خطير، ففهم فرعون كلام الله.

كانت نتيجة ما حدث بالنسبة لأبرام ولي الفضيحة والإذلال. بكل خجل مثل أبرام بين يدي فرعون الوثني، فقال له الملك: «مَا هٰذَا ٱلَّذِي صَنَعْتَ بِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّهَا ٱمْرَأَتُكَ؟ لِمَاذَا قُلْتَ هِيَ أُخْتِي، حَتَّى أَخَذْتُهَا لِي لِتَكُونَ زَوْجَتِي؟ وَٱلآنَ هُوَذَا ٱمْرَأَتُكَ! خُذْهَا وَٱذْهَبْ» (سفر التكوين 12: 18 و19).

أُخرجنا من البلاد ونُقلنا تحت الحراسة العسكرية إلى ما وراء الحدود المصرية مع كل ما كان لنا.

كانت هذه الظروف التي مررنا بها لي تجربة أولى مع الله. رآني في موقفي الحرج وسمع دعائي المصحوب بالخوف. والآن عملت بأني أستطيع أن أتكل عليه. وهو لا يتخلى عني ويتمسك بقصده ووعده وينفذهما رغم عجزنا.

لقد مرّ على وجودنا عشرة سنوات في أرض كنعان دون أن يهبنا الله الوريث الموعود به. فبدأ إيماني يتزعزع. تقدمت في السن .وكان لي منذ أمد بعيد جارية مصرية اسمها هاجر. كانت جاريتي الخاصة ومُلكي قد أحصل بواسطتها على ابن وارث شرعي. لذلك قلت لزوجي: «هُوَذَا ٱلرَّبُّ قَدْ أَمْسَكَنِي عَنِ ٱلْوِلاَدَةِ. ٱدْخُلْ عَلَى جَارِيَتِي لَعَلِّي أُرْزَقُ مِنْهَا بَنِينَ» (سفر التكوين 16: 2).

سمع أبرام لقول ساراي إذ أنه كان منذ زمن طويل في حالة توتر بين وعود الله وبين الحقيقة. لم نسلك طريق الله، طريق الإيمان والطاعة. بل سلكنا طرقنا الخاصة التي جلبت لنا متاعب القلب.

ما أن حبلت هاجر حتى تكبرت عليّ وصغرت في عينيها. عاملتني كأنها هي ربّة البيت؟ لقد شعرت بأنني جريحة الشعور ومذلولة.
لم يجرؤ زوجي على مقاومة فوران الغضب فيّ. ولكي يحافظ على سلام حياتنا الزوجية رد عليّ بقوله: «هُوَذَا جَارِيَتُكِ فِي يَدِكِ. ٱفْعَلِي بِهَا مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكِ» (سفر التكوين 16: 6).



ذات يوم تركتني هاجر وهربت إلى البرية بسبب معاملتي السيئة لها وإذلالي إياها. ولكنها عادت وشغلت وظيفتها كجارية لخدمتي. ومن ثم ولدت ابناً أسماه أبرام إسماعيل.

بلغ زوجي أبرام التاسعة والتسعين من عمره وأنا التاسعة والثمانين ظهر الله ثانية لأبرام. الله بذاته أعاد إقامة الصلة المقطوعة بينه وبين أبرام. وبفضل محبته وأمانته قطع معه عهداً وقال له: «أَنَا ٱللّٰهُ ٱلْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً، فَأَجْعَلَ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَأُكَثِّرَكَ كَثِيراً جِدّاً. فَسَقَطَ أَبْرَامُ عَلَى وَجْهِهِ. وَقَالَ ٱللّٰهُ لَهُ: أَمَّا أَنَا فَهُوَذَا عَهْدِي مَعَكَ، وَتَكُونُ أَباً لِجُمْهُورٍ مِنَ ٱلأُمَمِ، فَلاَ يُدْعَى ٱسْمُكَ بَعْدُ أَبْرَامَ بَلْ يَكُونُ ٱسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ، لأَنِّي أَجْعَلُكَ أَباً لِجُمْهُورٍ مِنَ ٱلأُمَمِ» (سفر التكوين 17: 1-5).


كان قول الله هذا لزوجي بمثابة نقطة تحوّل كبيرة في حياتي.
ولكن قبل استطاعتي من أن أستوعب عهود الله بالإيمان كان ضرورياً أن أقابله شخصياً. وهذا حدث على النحو التالي:

جائنا ذات يوم ضيوف. ثلاثة رجال اقتربوا من خيمتنا. فركض إبراهيم لاستقبالهم وطلب إليهم أن يتكئوا في ظل الشجرة. قبل الضيوف الدعوة وأحضر إبراهيم لهم ماء لينشطوا ويغسلوا أرجلهم. ثم جاء إليّ إلى الخيمة وقال: «أَسْرِعِي بِثَلاَثِ كَيْلاَتٍ دَقِيقاً سَمِيذاً. ٱعْجِنِي وَٱصْنَعِي خُبْزَ مَلَّةٍ. ثُمَّ رَكَضَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى ٱلْبَقَرِ وَأَخَذَ عِجْلاً رَخْصاً وَجَيِّداً وَأَعْطَاهُ لِلْغُلاَمِ فَأَسْرَعَ لِيَعْمَلَهُ... وَإِذْ كَانَ هُوَ وَاقِفاً لَدَيْهِمْ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ أَكَلُوا» (سفر التكوين 18: 6-8) بشهية.

وبغتة سمعت وأنا في الخيمة من يذكر اسمي. من أين يعرف هذا الغريب اسمي؟ وعلاوة على ذلك كيف خطر بباله أن يتصرف بخلاف عادات بلدنا. ليس من المتبع أن يسأل رجل عن امرأة في البيت. ماذا أراد أن يعرف؟

خرجت من الخيمة وأنا أرتجف لأني شعرت بأن سري انكشف له. أردت في الواقع أن أعتذر ولكني ارتكبت أكثر فأكثر في الذنب. حاولت في دهشة شديدة أن أتهرب من الواقع وقلت: «لَمْ أَضْحَكْ» (سفر التكوين 18: 15) شعرت بفقدان الثقة بالنفس، لا بل بالخوف في قلبي. أردت أن أبرر نفسي ولكني كذبت. أما السيد الغريب فأجاب باختصار وبكل تأكيد: «لاَ! بَلْ ضَحِكْتِ» (سفر التكوين 18: 15).

اتضح لي فجأة من هو الذي تكلم معي. لا يخفى على الله العليم فكر أو إحساس. كانت هذه بالنسبة إليّ تجربة مخجلة. غير أنه في الوقت ذاته نما وترعرع فيّ إيمان لا يتزعزع بوعود الله بأن أنال طفلاً مع أني كنت جاوزت بعد وقت السن. وهذا الإيمان منحني القدرة على إنشاء نسل (عبرانيين 11: 11).

لم ينسني الرب بل منحني ما وعدني به بعكس الشروط الطبيعية والعقل البشري. في نحو الزمان وفي اليوم والساعة بالضبط التي عيّنها الله أنجبت ابناً لإبراهيم أسماه إسحاق كما أمره الله.

سررنا جداً بإسحاق. نما وترعرع. ولما بلغ الثالثة من عمره صنعنا وليمة عظيمة، دُعيت بوليمة الفطام.و طلبت من إبراهيم قائلة له: «ٱطْرُدْ هٰذِهِ ٱلْجَارِيَةَ وَٱبْنَهَا، لأَنَّ ٱبْنَ هٰذِهِ ٱلْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ٱبْنِي إِسْحَاقَ» (سفر التكوين 21: 10).


لقد أخذتني دهشة شديدة عندما رأيت في الصباح الباكر إبراهيم وهاجر وإسماعيل واقفين أمام الخيمة. أخذ إبراهيم يحمّل هاجر خبزاً وقربة ماء على كتفيها. ثم أرسلها مع ابنها إلى البرّية والهم يملأ قلبه. ما الذي دفعه يا ترى إلى الاستجابة لطلبي. وكما علمت منه في وقت لاحق إن الله قال له في الليل: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ ٱلْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ ٱسْمَعْ لِقَوْلِهَا، لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. وَٱبْنُ ٱلْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ» (سفر التكوين 21: 12 و13).

وهكذا زكّى الله رأيي في هذه المسألة. ابن الجارية وابني لا يتفقان. ولن يسود السلام ما دامت هاجر وإسماعيل يعيشان معنا في البيت.


يخبرنا سفر التكوين 23: 1-4 و19 عن سارة أيضاً ما يلي: لما بلغت سارة المئة والسابعة والعشرين من عمرها توفيت في حبرون التي كانت تُدعى أنذاك قرية أربع في أرض كنعان فأتى إبراهيم ليندب سارة ويبكي عليها وأقام مناحة عليها. ثم قام من أمام ميته وكلم بني حث قائلاً: «أَنَا غَرِيبٌ وَنَزِيلٌ عِنْدَكُمْ. أَعْطُونِي مُلْكَ قَبْرٍ مَعَكُمْ لأَدْفِنَ مَيِّتِي مِنْ أَمَامِي» هناك في المغارة عند ممرا في حبرون في أرض كنعان دفن إبراهيم امرأته
.
التوقيع:

[flash=http://up.ava-takla.com/uploads/files/ava-takla-b558c66a96.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
رد مع اقتباس
قديم 05-27-2010, 04:19 PM   رقم المشاركة : [2]
مراقب عام و مشرفة منتدى الشباب والشبات
الصورة الرمزية jesus's girl
 
افتراضي

ميرسي ساسو ربنا يعوض تعب محبتك


التوقيع:





jesus's girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-28-2010, 06:02 AM   رقم المشاركة : [3]
مراقب و مشرفة قسم التأملات
الصورة الرمزية sasso
 
افتراضي



التوقيع:

[flash=http://up.ava-takla.com/uploads/files/ava-takla-b558c66a96.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
sasso غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأنبا أرميا : العذراء زارت البابا قبل وفاته avatakla منتدى قداسة البابا شنودة 0 03-18-2012 05:05 AM
الشهيدان ماربهنام واختة سارة نصيف خلف قديس منتدى سير القديسين 6 11-06-2010 03:52 AM
مديح وتمجيد لامنا سارة ميكو مدائح القديسين و الشهداء 4 05-28-2009 10:47 PM
معجزة ظهور الانبا بضابا للام سارة وشفاء عم عبد المسيح ابن البابا منتدى المعجزات 5 05-27-2009 11:41 PM


الساعة الآن 02:11 PM


† هدف خدمتنا: "‎ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب‎" مزمور 34 : 8 †
† مبدأ خدمتنا: "ملعون من يعمل عمل الرب برخاء‎" ارميا 48 : 10 †
† شعار خدمتنا: "ليس لنا يا رب ليس لنا لكن لاسمك أعط مجدا‎" مزمور 115 : 1 †