#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() كان الجميع مجتمعين معاً. ليس تلاميذ يسوع فقط، بل أيضاً النسوة اللواتي أحببن يسوع وآمنَّ به بالإضافة إلى مريم أم يسوع وإخوته. لقد مرّ خمسون يوماً منذ أن قام يسوع من بين الأموات، دون أن يحقق الوعد الذي وعدهم به. وكان وعد يسوع لهم: «سأطلب من أبي في السموات أن يرسل لكم معزيّا هو الروح القدس ليمكث معكم إلى الأبد. هو سيرشدكم إلى ملء الحق». وقبل صعوده إلى السماء، قال يسوع لتلاميذه: «ستنالون قوة متى حلّ الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض». ومكثوا جميعاً في أورشليم كما أمرهم يسوع منتظرين حلول القوة، الموعود بها من الأعالي، فيهم ليتقووا ويتشجعوا ويشهدوا أمام الناس في كل العالم بما سمعوه ورأوه من يسوع. وبعد مرور فترة عشرة أيام على صعود يسوع إلى أبيه في السموات تحقق الوعد فجأة. كان احتفال كبير في القدس حينذاك، حيث تجمّع كثير من الناس من شعوب مختلفة وأماكن عديدة ليحتفلوا ويقدموا الذبائح في الهيكل. ![]() وفجأة حدث شيء غريب، وقف الناس متعجّبين ومنصتين ومتلفتين حولهم. ما هذا يا تُرى؟ لقد سمعوا عصفاً عظيماً كعصف العاصفة، بالرغم من عدم هبوب أية عاصفة أبداً. تمركز هذا الهدير فوق بيت معين، فركض الناس مسرعين إلى داخل البيت. وماذا شاهدوا هناك؟ لقد رأوا تلاميذ يسوع واقفين، وعلى رؤوسهم لهيباً متوهجاً يبدو كلهيب النار. لكنه لم يكن ناراً، ولم يحترق شعر رؤوسهم. وفي الوقت ذاته حدث تحوّل في داخل التلاميذ. فقد لمعت أعينهم، وأشرقت وجوههم، لأنهم حصلوا على فرح عظيم وقوة هائلة. ![]() تراكض الناس من جميع الأنحاء ليشاهدوا هذا الحدث، ويسمعوا الكلام الذي تكلم به التلاميذ. تعجب الرجال الذين أتوا من مصر لان أحد التلاميذ كان يتكلم بلغتهم. ورجل آخر من إيطاليا سمع تلميذاً آخر يسبح الله باللغة الإيطالية. وهكذا حدث لبقية الناس الذين جاءوا من بلدان آخرى. كل واحد كان يسمع بلغته الخاصة عن أعمال الله العظيمة، التي بشر بها التلاميذ. وكانوا يتساءلون: «ما هذه الظاهرة؟ وما تفسيرها؟». ![]() ![]() إنما سؤال الحيرة هذا بقي ماثلاً أمامهم: «ما تفسير كل هذا؟ وماذا سينتج عنه؟». ![]() ![]() ![]() بعد أن انتهى بطرس من كلامه، تدافع الجمع إليه وإلى التلاميذ الآخرين: «ماذا نصنع الآن أيها الرجال والإخوة الأعزاء؟». كان أملهم أن هؤلاء التلاميذ الممسوحين بالروح القدس سيقدمون لهم النصيحة والمساعدة لإرشادهم إلى طريق الرحمة، لئلا يضيعوا ويبقوا دون رجاء. هذا ما فهموه عندما تكلم بطرس بقوة الروح القدس. ![]() كان بطرس يعرف حقاً طريق الخلاص الذي توجب على المستمعين سلوكه. فلذلك قال لهم: «توبوا، وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح، فتُغفر خطاياكم، ويسكب الله روحه القدوس في قلوبكم وفي حياتكم ويجعلكم خليقة جديدة». الاعتراف بالخطايا وطلب الغفران من يسوع هو الأساس الوحيد للحصول على غفران الخطايا وحلول الروح القدس في الإنسان. حينئذ تتغير حياتنا ونترك الشر ونتبع الصلاح. ونادى بطرس على الرجال الواقفين حوله: «اخلصوا من هذا الجيل الملتوي». وبكلمات أخرى كثيرة كان يحثهم ليختاروا طريق الخلاص. فكان على كل واحد أن يختار طريق حياته بنفسه، لأن الله يترك لنا حرية الاختيار. ما هو القرار الذي اتخذته أنت لنفسك؟ وماذا يا تُرى قرر الرجال الذين سمعوا كلمات وشهادة بطرس؟ نقرأ في أعمال الرسل 2: 41: «فقبلوا كلامه بفرح، واعتمدوا، وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس». ماذا كان بعد عيد العنصرة المثير هذا؟ كل الذين اعتمدوا كانوا يجتمعون كل يوم في الهيكل، بحماس شديد ليعرفوا المزيد عمّا علّم وفعل يسوع. ونقل التلاميذ حِكَمَ وأقوال الرب للذين انضموا إليهم، ليوصلوا هم أيضاً بدورهم رسالة الخلاص إلى الآخرين. وكانت محبة عظيمة تربط أتباع يسوع بعضهم ببعض، حتى أنهم تقاسموا ممتلكاتهم ومقتنياتهم فيما بينهم. ولم يكن لأحد أي إعواز وكانوا يجتمعون في بيوتهم ويأكلون ويسبحون الله بفرح وبقلوب نقية. ![]() وكان المؤمنون قلباً وروحاً واحداً. يفرحون سوياً ويساعدون بعضهم البعض كلما دعا الأمر. كانوا أتباعاً سعداء لربهم، وعاشوا بسلام مع الله والناس بواسطة الروح القدس المعطى لهم من الله الآب. كانوا مكرمين ومحترمين من جميع الشعب. وأعطاهم الله أيضاً قوة لكي يفعلوا آيات وعجائب باسم يسوع. ففي أحد الأيام وبينما كان بطرس ويوحنا عند الساعة الثالثة بعد الظهر أمام الهيكل، شاهدا رجلاً أعرج منذ ولادته جالساً عند باب الهيكل، حيث كان يُحمل إليه كل يوم ليستعطي. ![]() ثم مدّ بطرس يده اليمنى وأقامه. وفي اللحظة نفسها تشددت رجلا ومفاصل الأعرج. فذهب مع التلميذين إلى الهيكل يقفز ويركض بسبب الفرح، ويسبح الله بصوت عال. ورآه جميع الناس يمشي ويشكر الله. وكانوا يعرفونه بالشحاذ الأعرج. فذهلوا وتعجبوا مما حلّ به. بعد أن شهد بطرس ويوحنا للشعب المتراكض أنه ليس بقوتهما الخاصة، بل بالإيمان باسم يسوع المسيح وبقوته أصبح الأعرج سليماً ومعافى، آمن الكثير من الناس حتى أصبح عددهم حوالي خمسة آلاف شخص. وروح الله الذي حّل في التلاميذ سوف يحلُّ فينا نحن أيضاً، في اللحظة التي نرجع فيها عن مسيرة حياتنا الماضية الفاسدة، ونجعل يسوع المسيح رباً على حياتنا. يريد الروح القدس أن يقودنا إلى حياة الشركة مع يسوع المسيح، ويخلق فينا ثمر الروح: المحبة والفرح والسلام وطول الأناة واللطف والصلاح والإيمان والوداعة والتعفف (غلاطية 5: 22). ![]() «نعبد بجدة الروح» (رومية 7: 6). «حارين في الروح عابدين الرب» (رومية 12: 11). «اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد» (غلاطية 5: 16). «تأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن» (أفسس 3: 16). «لا تحزنوا روح الله القدوس» (أفسس 4: 30). «امتلئوا بالروح» (أفسس 5: 18). «مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح» (أفسس 6: 18). |
![]() |
رقم المشاركة : [2] |
مشرف منتدى الملاك ميخائيل
|
![]() مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح اشكر ربنا على رجوعك بالسلامة واشكره كمان على المواضيع اللى بتحطيها التحفة اوى |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : [3] |
مراقب عام و مشرفة منتدى الشباب والشبات
|
![]() موضوع رائع ربنا يعوض تعب محبتك
|
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : [4] |
مراقب و مشرفة قسم التأملات
|
![]() مرسى كتيييييييييير يا ميشو ربنا يباركك مرسى ميرنا حبيبتى لمرورك |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
6- مقالات قصيرة عن الروح القدس - ابونا متى المسكين - إعلان الروح | sallymessiha | منتدى ايماننا المقدس | 2 | 01-09-2012 02:16 AM |
7 - سلسلة مقالات قصيرة عن الروح القدس ـ أبونا متى المسكين - تأثير الروح فى العالم الدنيوى | sallymessiha | منتدى ايماننا المقدس | 2 | 08-09-2011 02:37 PM |
الروح القدس. | sasso | منتدى التأملات | 2 | 10-26-2010 04:01 PM |
5- تابع سلسلة مقالات قصيرة عن الروح القدس - ابونا متى المسكين - توزيع الروح | sallymessiha | منتدى ايماننا المقدس | 6 | 08-30-2010 06:59 PM |
من هو الروح القدس؟ | reree | منتدى المواضيع الهامة | 0 | 06-15-2009 01:05 AM |