#1
|
|||
|
|||
ثلاث ترنيمات
ثلاث ترنيمات * ان الخلق والتجسد والفداء ؛ ثلاثة احداث مهمة صاحبتها ثلاث ترنيمات ؛ وكان المرنمون في الخلق والتجسد هم الكائنات السماوية ؛ اما في الفداء فانفرد البشر الذين تمتعوا به بالترنيمة . ترنيمة الخلق : " عندما ترنمت كواكب الصبح معا وهتف جميع بني الله " (أي38: 7) ؛ وما اجمل هذه العبارة الشعرية التي نطق بها الخالق ليصف فرح السماء عندما تكونت الخليقة الاولى . وبكل تأكيد فأن " السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه " (مز19: 1) ؛ فالملائكة والكائنات السماوية سواء الرياسات او السلاطين في السماويات انطلقوا يهتفون ويترنمون بفرح ازاء اكتمال العمل البديع الذي صنعه الخالق واتقنه . * نرى من (أي38) ان الله كان يجيب على حيرة ايوب ويرد على مخاصمته للخالق ؛ فأيوب كان قد تجاسر وبدأ يراجع الله في طرقه مظهرا فهمه وحكمته متبررا في عيني نفسه ؛ ولكنه تعلم اخيرا انه ليس سوى انسان فقير وهش الكيان وخاطئ بالطبيعة وعليه ان يأخذ مكانه الصحيح في التراب امام الله . والتي قال عنها الرسول " يالعمق غنى الله وحكمته وعلمه . ما ابعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء " (رو11: 33) . * وهنا يقول له الله " أشدد الآن حقويك كرجل فأني اسألك فتعلمني أين كنت حين اسست الارض . اخبر ان كان عندك فهم " (اي38: 3-4) فماذا كانت اجابته ؟ لاشئ طبعا " من وضع قياسها لانك تعلم او من مد عليها مطمارا " (أي38: 5) فماذا عرف ايوب ؟ !! " على اي شئ قرت قواعدها او من وضع حجر زاويتها . عندما ترنمت كواكب الصبح معا وهتف جميع بني الله " (أي38: 6-7) . أما ايوب فلم يقدر ان يجيب على تلك الاسئلة ؛ لقد عرف جهله المطبق وفشله في نور عظمة الله وقوته . * أي منظر عجيب هذا فقد اقيم هذا الكون خطوة تلو الاخرى حتى اكتمل وجوده . مما ادهش الملائكة فاندفعوا في الترنيم لله على صنعة يديه العجيبة والكاملة التي ظهرت امامهم . ترنيمة بيت لحم : في (لو2) رأينا ان الملائكة شاركت مرة أخرى في الفرح الذي سيصبح من نصيب الارض . وقد ظهر ملاك حاملا معه رسالة عجيبة للرعاة " لا تخافوا ها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب انه قد ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب " (لو2: 10-11) ؛ " وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي كانوا يسبحون الله وقائلين : المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة " (لو2: 13-14) . * كان هتاف الملائكة بالتسبيح لاجل مقاصد الله العظيمة ؛ والجزء الاول من هذه التسبيحة أن مجد الله قائم في الاعالي حيث مسكن الله ولكنه اذ تجسد وصار منظورا على الارض جعل من نفسه الاساس لقيام مجد الله الابدي ؛ ففي طفل بيت لحم تركزت مقاصد الله العظيمة وتحققت تحقيقا كاملا لذلك كان هتاف الشعب للمسيا أخيرا " مبارك الملك الآتي باسم الرب سلام في السماء ومجد في الاعالي " (لو19: 38) . والجزء الثاني من هتاف الملائكة " وعلى الارض السلام" ومع ان اجزاء كثيرة من العالم في ذلك الوقت كانت تحت نير الامبراطورية الرومانية والحروب بين الامم كانت كثيرة ؛ ولكن الجند السماوي رأوا مسبقا السلام في هذه الارض ؛ اذ وجدوا في الطفل المتواضع " الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام " (أش9: 6) . أما الجزء الثالث من هتافهم "وبالناس المسرة" ؛ وهل يمكن للناس ان يتمتعوا بسرور أعظم من سرور الله نفسه ؛ فقد صار ابنه انسانا ؟ وهذا برهان لمحبة الله للناس وتأهيلهم للبركة ؛ وأن كان الملائكة لم يتعرضوا لتفصيل ذلك في ترنيمتهم ولكنها تضمنت الاطار العام لمقاصد الله ؛ لقد عرفوا ان هذا الطفل الوضيع كان هو الرب من السماء ؛ فهو الاساس لمجد الله وسبق ان اعلنوا السلام لهذه الارض المضطربة وفرحوا بأن رضى الله استقر على الناس ؛ فقد صارت الارض لهم مسرحا ؛ التي ظهر فيها مجد الله ونعمته فقادهم هذا الى الترنيمة المثلثة الاوصاف . ترنيمة الفداء : في (رؤ5) نجد منظرا نبويا امام يوحنا الرسول ؛ فالكون كله يقدم سجوده لله والخروف ؛ معطيا اياه كل القدرة والغنى ؛ الحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة ؛ ويرى الخروف مستحقا لذلك فهو الذي تمم كل مقاصد الله من جهة هذا العالم وهو الذي يجري القضاء واعطيت له كل الدينونة لانه ابن الانسان " " (يو5: 22-27) ؛ ولذلك فأنه " " (رؤ5: 8-10) ؛ أن ترنيمة الشيوخ تتفق مع حالة قديسين كانت ترنيمة جديدة ؛ ليس لان الفداء كان شيئا جديدا الاعلان بل لانه تم وتحققت صورته النهائية وصارت نتائجه منظورة في السماء ؛ ففداء الجسد بالقيامة قد تم الآن ؛ ويرى القديسين ممجدين في السماء ؛ والخروف يبدأ وحده يحقق الفداء بالقوة على الارض لذا نرى الترنيمة تنشد بتتميمهم مقاصد الله العظيمة . ويرى القديسين هنا يتخذون صفة الكهنة والملوك ؛ كهنة اذ يحملون في ايديهم بخور صلوات القديسين الذين هم في عوز ومضطهدين على الارض ؛ وملوك لانهم سيملكون مع المسيح على الارض وهذه الرؤيا تستحضر امامنا الملك الالفي السعيد . * من الممتع ان نلاحظ ان صف المرنمين بدأ بالشيوخ (رؤ5: 8) ثم اشتركت الملائكة (ع11-12) ؛ واخيرا رأينا الخليقة كلها تضم صوتها (ع13-14) ؛ ولكن هناك اهتلاف كبير بين سجود الملائكة وسجود الشيوخ فالملائكة ترنم لطاعته للموت ؛ وتعرفه كالحمل المذبوح الذي استحق ان يأخذ المجد والبركة ولكنهم لا يذكرون في ترنيمتهم شيئا عن الفداء ؛ ولم يكن لهم التمتع بالتطهير بالدم ؛ أما الشيوخ من ناحية اخرى فأنهم رأوا عمل الفداء الذي تم في الصليب لذلك هتفوا للخروف أنه مستحق فقد اختبروا هم انفسهم قيمة فداء المسيح الابدي . كم هو مبارك لنا الان أن نتوقع هذه الترنيمة الكونية . |
06-23-2011, 05:30 PM | رقم المشاركة : [2] |
مراقب و مشرفة قسم التأملات
|
تامل حلو اوى مرسى يا موحة ربنا يعوضك |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
جدو يخطف للاهلى ثلاث نقاط غالية من فم بتروجيت | المصرى الأصيل | قسم مشجعى النادى الاهلى | 2 | 10-28-2010 01:46 PM |
ثلاث وعشرون طريقة تنقص وزنك بدون ريجيم | NASEEM | المنتدى الطبى | 7 | 09-06-2010 07:16 PM |
طوبة واحدة جمعت ثلاث اجوبة | batuta | منتدى القصص | 3 | 08-20-2010 10:27 PM |
ثلاث ستات زهقوا من شغل البيت شوفوا عملوا ايه | dede love jesus | المنتدى الفكاهى | 5 | 02-12-2010 06:02 AM |
اغرسي المسمار في يدي ثلاث مرات | jesus's girl | منتدى المواضيع الهامة | 5 | 09-08-2009 08:25 PM |