منتديات الانبا تكلا هيمانوت
 
jquery Ads




العودة   منتديات الانبا تكلا هيمانوت > منتدى البابا > منتدى قداسة البابا شنودة

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-25-2011, 09:56 PM
المصرى الأصيل غير متواجد حالياً
امين الخدمة

 

افتراضي باب مفتوح في السماء

باب مفتوح في السماء



بقلم قداسة البابا شنوده الثالث


إذا رأيت جميع الأبواب منغلقة أمامك على الأرض، ارفع نظرك إلى فوق، فتجد باباً مفتوحاً في السماء.
فمهما ضاقت الدنيا أمامك، ومهما تعقَّدت السُّبُل، وأغلق الناس قلوبهم وأحشاءهم، ودعوت وليس من مُجيب، وبحثت وليس من صديق، حينئذ عليك أن تنظر إلى فوق إلى الباب المفتوح في السماء. وكذلك في الوقت الذى لا تجد فيه على الأرض حناناً ولا عدلاً، ولا تجد من البشر معونة ولا سنداً.
حينما يبدو أن كل إنسان قد تخلَّى عنك، أو عجز عن معونتك، وقد تركوك إلى مشاكلك وأهملوك ولم يهتموا بك. في هذا الوقت الذى أغلقت فيه أبواب الأرض، لا يبقى أمامك إلا الباب المفتوح في السماء.‏
‏إن هذا الباب السماوي مفتوح باستمرار.
ولكن عيبنا أن لنا عيوناً ولكنها للأسف لا تبصر باب اللَّه المفتوح دائماً.
وذلك لأن مشكلتنا في كل ضيقاتنا، أننا نتجه فقط إلى المعونة الأرضية! أو نعتمد فقط على ذكائنا وحيلتنا، وعلى الذراع البشري في مساعدة الناس لنا.
نتجه فقط إلى الظروف والإمكانيات. وبسبب هذا كله نقع في الحيرة والقلق والاضطراب. ولا نُفكِّر إطلاقاً أن ننظر إلى الباب المفتوح في السماء لكي نطمئن.
نصيحتى لك أيها الأخ القارئ أنك في كل صباح قبل أن تخرج من بيتك، أن تُصلِّي من عمق قلبك أن يفتح أمامك اللَّه كل البواب: أن يفتح أمامك كل القلوب وكل الآذان، وأن يفتح أمامك أبواب الرزق وأبواب الخير. وأن تقول له بإستمرار: " اجعل يارب بابك مفتوحاً أمامنا في كل حين ".
وأيضاً لا تنظر إلى الأبواب المغلقة، إنما انظر دائماً إلى المفتاح الذي في يد اللَّه. اللَّه الذي يفتح، ولا يستطيع أحد أن يُغلِق.
عليك أن تؤمن من كل قلبك أن اللَّه قادر على كل شيء. وأن كل شيء مستطاع إذا آمنت بمعونة اللَّه الفائقة للوصف الذي يستطيع أن يغير كل شيء إلى الأفضل. وأن تثق أن اللَّه يحبك ويحب لك الخير وهو قادر على ذلك. ومعونته تفوق الحدود.
إذن لتكن أنظارنا بإستمرار متجهة إلى فوق حيث توجد معونة اللَّه غير المحدودة. وليس إلى الأرض حيث كل معونة منها محدودة أو قاصرة.
انظر إلى الباب المفتوح في السماء في كل المشاكل التي تحيط بك وفي كل الضيقات التي تحل بك. وحينئذ ستسمع في قلبك صوتاً من السماء يقول: " تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين وأنا أُريحكم ". وكذلك تفعل في كل مشروع تبدأه. فإن اللَّه قادر أن يباركه، ويُسهِّل لك الطريق. كذلك إن مرضت وتعب الأطباء في علاجك انظر أيضاً إلى الباب المفتوح في السماء. وأيضاً في الحزن يمنحك الباب السماوي تعزية. وفي كل حين تجد أمورك مُيسَّرة.
نلاحظ أن الباب المفتوح في السماء، هو مفتوح بطبيعته حتى دون أن نطلب. إن اللَّه تبارك اسمه يفتح أمامنا باباً في السماء بسبب محبته لنا وبسبب حنوه علينا وبسبب نعمته. وذلك لأنه يعرف مدى ضعفنا واحتياجنا، وأننا بدونه لا نستطيع شيئاً. وإذا فتح اللَّه بابه أمامنا، لا يستطيع أحد في الدنيا أن يغلقه. لذلك يا أخي إن قام ضدك أعداء كثيرون، ثِق أن اللَّه هو أقوى من الكل. فالأعداء كلهم قوتهم محدودة، حتى الشيطان نفسه محدود في قوته. أمَّا اللَّه فقوته غير محدودة. كذلك ثِق تماماً أن حياتك هى في يد اللَّه، وليست في أيدي الناس. وثِق أيضاً أن اللَّه قادر أن ينقذك. ومن خبرتي نرى أنه كم من فئة قليلة لم تستطع أن تقوَ عليها. فئة كثيرة. بل قالت الفئة القليلة: " إن كان اللَّه معنا فمَن علينا؟! ". حقاً إن في هذا عزاء للضعفاء.
على أن هناك قاعدة هامة في هذا الموضوع. وهى أن نفتح نحن قلوبنا للَّه، فيفتح الرب باباً في السماء. نصعد بأرواحنا إلى السماء، بينما أجسادنا لا تزال على الأرض، حينئذ يفتح اللَّه عيوننا لنرى بابه المفتوح. لا نستبقِ على الأرض في كسلٍ وتراخٍ وإهمال، ناظرين أن يفتح لنا أبواب السماء. بل نعمل كل ما نستطيعه، والباب السماوي يسهل الأمر حتى يصل إلى غايته. ونحن في إيماننا بعمل اللَّه لا نعرف متى يفتقدنا اللَّه بنعمته وبعمله ومعونته. إنما نعرف أنه لابد سيعيننا كراعٍ صالح يهتم برعيته. إنما المُهم أن نكون مستعدين لعمله معنا ولعمله فينا.
إن إيماننا بالباب المفتوح بالسماء يعطينا باستمرار الرجاء والتفائل والأمل. ولا نصل مطلقاً إلى اليأس. فاليأس هو من عمل الشيطان لكي يلقي النفس البشرية في القلق والأرق والحزن والضيق بل قد يصل بها أحياناً إلى الإنهيار! أمَّا الرجاء في معونة اللَّه فيعطي النفس قوة. ويفتح أمامها طاقة من النور مهما كانت الدنيا مظلمة. واللَّه في محبته يقول للإنسان المؤمن: " لا تخف. إني لا أهملك ولا أتركك، أنا معك باستمرار لأنقذك ". لذلك فالإنسان المؤمن لا يمكن أن يعترف بالفشل، لأنه يثق بأنه في يد اللَّه الحانية والمعينة. وما أكثر وعود اللَّه للمؤمنين به.
وكما أن باب اللَّه مفتوح لكل مَن هو محتاج إلى معونة كذلك بابه مفتوح أيضاً لِمَن يريد حياة التوبة ...
بابه مفتوح لكل خاطئ سيطرت الخطية عليه. وحاول أن يتخلَّص منها مراراً ولم يستطع، وكاد ييأس! لقد طرق باب ضبط النفس، وباب التداريب الروحية، وكل جهاد شخصي. ومع ذلك كله لم يجد طريق التوبة مفتوح أمامه! حينئذ لا يجد أمامه إلاَّ باباً مفتوحاً في السماء.
فيقول للرب: " توِّبني يارب فأتوب. أعطني يارب قوة لأنتصر على الخطية.
ارحمني يا اللَّه كعظيم رحمتك ". حينئذ يعينه اللَّه على عمل البِرّ، ويمحو من ذاكرته ومن قلبه كل الأفكار الشريرة.


نشكرك يارب على كل محبتك، وعلى بابك المفتوح في السماء، الذي بمعونته تنفتح أمامنا كل أبواب
التوقيع:
[flash=http://up.ava-takla.com/uploads/files/ava-takla-588017e24e.swf]WIDTH=469 HEIGHT=600[/flash]





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صورة مقربة للتابوت مفتوح وبداخلها البابا شنودة avatakla منتدى قداسة البابا شنودة 0 03-19-2012 09:47 PM
عاجل مظاهرات الاقباط بنجع حمادى تتحول لاعتصام مفتوح avatakla منتدى اخبارالعالم المسيحى 0 12-26-2011 12:25 AM
افتراضي اعتصام مفتوح للاقباط امام ماسبيرو والقمص متياس يهتف اعتصام مفتوح للاقباط امام ماسبيرو والقمص متياس يهتف ابن البابا منتدى اخبارالعالم المسيحى 0 05-08-2011 07:44 PM
باب جهنم ميكو المواضيع العامة 4 05-03-2009 03:39 PM
في بيتنا باب. medhat atef منتدى القصص 6 02-03-2009 02:58 PM


الساعة الآن 12:07 AM


† هدف خدمتنا: "‎ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب‎" مزمور 34 : 8 †
† مبدأ خدمتنا: "ملعون من يعمل عمل الرب برخاء‎" ارميا 48 : 10 †
† شعار خدمتنا: "ليس لنا يا رب ليس لنا لكن لاسمك أعط مجدا‎" مزمور 115 : 1 †