منتديات الانبا تكلا هيمانوت
 
jquery Ads




العودة   منتديات الانبا تكلا هيمانوت > المنتدى المسيحى > منتدى السيده العذراء مريم

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-12-2008, 09:55 PM
HeroRomany غير متواجد حالياً

 

افتراضي ظهورات السيدة العذراء

ظهورات السيدة العذراء مريم المقدّسة



الى السيد المسيح من خلال العذراء مريم

أهلاً بكم في صفحة الجدّ ليو دو بوند الرئيسيّة






نظراً لخلفيّتي الروم كاثوليكية، أؤمن بوجود إله واحد فقط، متواجد في ثلاثة أقانيم: الآب، والابن والروح القدس. وأؤمن أيضاً بأن هناك طريقة واحدة توصلك الى الآب وذلك من خلال ابنه يسوع المسيح الذي أصبح النور في حياتي ومرشدي في طريقي الى الآب. تعرض لك هذه الصفحات معلومات عن الأم العذراء مريم التي تحتلّ مكانةً خاصةً في قلبي لأنني أؤمن بأنها أرشدتني الى ابنها يسوع المسيح بطريقة خاصّة جداً. وباستطاعتك الاطّلاع على ذلك في صفحة: "من هو ليو دو بوند"؟ أرجو منكم زيارة الموقع بين الحين والآخر لرؤية ما إن كان هناك أيّ جديد! لأنّني سأتابع العمل على صفحتي الرئيسيّة. كما أتوجّه بالامتنان لابني البكر روبن، وأخي التوأم روب والسيدة مارغريت ماكغوف لمساعدتهم في الترجمة الانجليزية لظهورات السيدة العذراء.



لقد ظهرت السيدة العذراء المقدّسة على هذا العالم لتحذّرنا، وكانت كلماتها خلال ظهورها الذي حدث في لا ساليت مهيبة وتسترعي الاهتمام: "إن لم يسلّم الناس أنفسهم الى الرب، سأكون مجبرة على بعث ابني". وتشير السيدة العذراء هنا الى نهاية العالم. كما أنّ دموعها المنهمرة وكلماتها وأسلوبها المنكسر عند قولها لهذه الرسالة ما هو إلا تعبير عن اهتمامها وعاطفتها التي تكنها للناس: "لن تكونوا قادرين على إيفائي حقّي على ما فعلته لأجلكم". كما وتطلب السيدة العذراء المقدسة من الجميع التضرّع والإكثار من الصلاة من أجل حفظ الأرض. وتسأل عن الهداية والصلاة والكفّارة. وتشير الى النعمة الإلهية التي تجلبها الوردية عند صلاتها كما أنها تطلب وتلتمس قائلةً: "استرضوا الله". وتضيف: "أريد أن يَخلَص الجميع الصالح منكم والطالح أيضاً. إنني أمّ المحبة، أمّ الجميع؛ أنتم أطفالي. لذا، أتمنى أن تخلصوا كلّكم. وهذا سبب دعوتي للعالم أجمع الى الصلاة".





سيدة بيليفوازان



إيستيل فاغيت 1876




وُلدت إيستيل فاغيت في سان ميمي التي تقع بالقرب من شالون-سور-مارن في الثاني عشر من سبتمبر عام 1843. وتعمّدت في السابع عشر من الشهر نفسه. وفي بداية عام 1876، في قرية بيليفوازان مقاطعة إندر، رقدت إيستيل البالغة من العمر ثلاثة وثلاثين عاماً في الفراش معانيةّ من مرض السل الذي نتج عنه التهاب حاد وورم في البطن. وفي العاشر من فبراير عام 1876، منحها أحد الأطباء الإستشاريّين واسمه بيرنارد ساعات قليلة إضافيّة للعيش. وفي ليلة الرابع عشر وليلة الخامس عشر من فبراير، شهدت إيستيل ظهور العذراء المقدسة مريم الذي لحقت به ظهورات أخرى خلال السنة.



الظهور الأول في بيليفوازان – ليلة الرابع عشر وليلة الخامس عشر من فبراير عام 1876:

بدأ الجزء الأول من الظهورات في بيليفوازان في ليلة الرابع عشر من فبراير عام 1876. وقد ظهر لإيستيل شيطان عند نهاية سريرها. وبعد أن لمحته رأت العذراء مريم واقفةً عند جانب السرير. ووبّخت السيدة العذراء الشيطان فغادر على الفور. وبعد ذلك نظرت السيدة الى إيستيل وقالت لها: "لا تخافي، أنت ابنتي". كما قالت لها أن تتحلى بالشجاعة لمواجهة المعاناة التي ستدوم لخمسة أيام إضافيّة وذلك إجلالاً لجروحات المسيح الخمسة. وفي يوم السبت إما ستموت أو ستُشفى.



الظهور الثاني في بيليفوازان – ليلة الخامس عشر وليلة السادس عشر من فبراير عام 1876:

في هذه الليلة عاود الشيطان الظهور في اللحظة ذاتها التي ظهرت فيها العذراء مريم المقدّسة لإيستيل وقالت لها: "لا تخافي، أنا هنا معكِ. في هذه المرة سيُظهر ابني رحمته، سيمنحك الحياة وستُشفين يوم السبت". فقلت لها: "أمي، إن كان باستطاعتي الاختيار سأُفضّل الموت الآن لأنّني مستعدّةُ لذلك تماماً". فأجابتني العذراء مبتسمةً: "إنك ناكرة للجميل، إن وهبك ابني الحياة، فذلك لأنك تحتاجين إليها. وما هو الشيء الآخر القيّم الذي يمكنه إعطاؤه الى الناس على الأرض غير الحياة؟ لا تعتقدي أنك ستكونين خالية من المعاناة. لا! ستعانين ولن تكون حياتك خالية من المشاكل. فهذا ما تجلبه الحياة. لقد لمستِ قلب ابني بنكرانك لذاتك وصبرك. فلا تفقدي هذه الثمار باختيارك الخاطئ. ألم أقل لكِ أنه إن أبقاك حيّةً يجب حينئذٍ أن تُخبري عن عظمتي؟" وفي هذه اللحظة رأيت مجدداً الرقاقة الرخامية ملفوفة بورق من الحرير الأبيض وحاولت التقاطها لكن ذلك كان مستحيلاً. ابتسمت العذراء المقدسة وقالت: "يجب أن نطّلع الآن على الماضي". كان وجهها حزيناً لكن تعبير الحنان كان باقياً. وقد صُدمت تماماً بالخطايا التي ارتكبتها، والتي اعتبرتها سابقاً أنّها خفيفة. بقيت صامتة، كما أنّي أعترف أنها قالت ذلك دون أية قساوةٍ أعلم أنّي أستحقّها. أردت الصياح طلباً للمغفرة، لكني لم أكن قادرة على ذلك بسبب الحزن الذي غمرني. لقد كنت مُرهقة. ونظرت إليّ العذراء المقدّسة وتعابير الطيبة تملؤ وجهها ثم اختفت دون أن تتفوّه بأية كلمة.



الظهور الثالث في بيليفوازان – ليلة السادس عشر والسابع عشر من فبراير عام 1876:

خلال هذه الليلة، رأيت مجدداً الشيطان، لكنه كان بعيداً هذه المرة. وقالت لي السيدة العذراء: "تشجّعي يا طفلتي". وتبادر الى ذهني الحديث الذي قالته في المرة السابقة وكنت خائفة وأرتجف. ومع مشاهدة العذراء لآلامي قالت: "ذلك كله من الماضي، وبإنكارك لذاتك أزحت تلك الخطايا". وأرتني بعض الصالحات التي فعلتها، وقد كانت أقل بكثير من الخطايا التي ارتكبتها. وحينما رأتني حزينة قالت لي مريم: "أنا ممتلئة رحمةً والسيادة من ابني. إن الأعمال الصالحة القليلة التي قمت بها وصلواتك الحارّة التي تليتها لي قد لمست قلب الأم الذي فيّ، خاصةً تلك الرسالة التي كتبتها لي في سبتمبر. وأكثر الجمل التي أثّرت فيّ كثيراً كانت: "انظري الى الحالة المزرية التي سيؤول إليها أهلي إن لم أعد موجودةً بينهم، سيضطرّون للتسوّل من أجل الحصول على الطعام. تذكّري المعاناة التي عانيتِها حينما سُمّر ابنك يسوع المسيح على الصليب". لقد أريت ابني هذه الرسالة. إن أهلك بحاجة ماسّة إليكِ. وفي المستقبل كوني مخلصة لهذه المهمّة.لا تفقدي النعم الإلهية التي أُعطيت لك واجعلي عظمتي وملكوتي السماوي معروفاً.



الظهور الرابع في بيليفوازان – ليلة السابع عشر والثامن عشر من فبراير عام 1876:

بدا لي أنها لم تمكث لمدة طويلة في تلك الليلة. أردت أن أسألها عن النعم الإلهية لكن لم يكن هناك مجال لذلك. كانت الأفكار تتبادر بسرعة على ذهني وتذكّرت الكلمات التي كرّرتها العذراء مريم: "لا تخافي من أي شيء. أنت ابنتي وقد أثرت مشاعر ابني بسبب إذعانك"؛ أيضاً بسبب لومها لي على أخطائي ومسامحتها لي الواضحة في كلماتها التالية: "كلّي رحمة وأحكم مع ابني" بالإضافة الى "تحلّي بالشجاعة، والصبر والإذعان، ستعانين ولن تخلو حياتك من المتاعب، حاولي أن تكوني مخلصة وأن تجعلي العالم يعرف عظمتي".



الظهور الخامس في بيليفوازان – ليلة الثامن عشر والتاسع عشر من فبراير عام 1876:

في هذه الليلة اقتربت منّي العذراء المقدّسة أكثر وذكّرتني بوعدي لها. ورأيت أيضاً الرقاقة الكبيرة التي ظهر على كل زاوية منها برعُم وردة ذهبيّ، وفي منتصفها قلبٌ ذهبيّ مطعون بسيف وتاج من الورود. وقد كُتبت عليها الكلمات التالية:

"لقد ناجيت مريم من أعماق يأسي. فاستجابت لي مع ابنها ومنحتني الشفاء الكامل".




ثم قالت لي: "إن أردت خدمتي، كوني بسيطة ودعي أعمالك تثبت كلماتك". وسألتها ما إذا كان يتوجّب أن أتغيّر بطريقة أو بأخرى أو أن أذهب الى مكان آخر. فأجابت: "أينما كنت ومهما فعلت، تستطيعين الحصول على المباركات وإظهار عظمتي". ثم أضافت بحزن شديد: "أكثر ما يحزنني هو رؤية الناس وهم لا يكنّون أي احترام لابني في القربان المقدّس والطريقة التي يصلّون بها وفكرهم منشغل بأشياء أخرى. إنّني أوجّه هذا الحديث الى المرائين الذين يدّعون التقوى". ثم سألتها إن كان يتوجّب عليّ البدء مباشرةً في إظهار عظمتها أمام العالم". "نعم! نعم!، لكن قبل ذلك اسألي كاهن الاعتراف عن رأيه في ذلك. ستواجهين عوائق، ستغيظك بشكل سيئ وسيتّهمك الناس بالجنون وما الى ذلك. لا تأبهي لهم، كوني مخلصة لي وسأساعدك". ثم اختفت بهدوء.



تبع ذلك فترة مروّعة من المعاناة العظيمة. وكأنّ قلبي سيخرج من جسدي وعانيت من ألم مبرح في معدتي وبطني. ثم تذكّرت أنني أحمل المسبحة في يدي اليسرى. وقد قدّمت معاناتي الى الرب. ولم أكن أعلم أن ذلك سيكون الجزء الأخير من مرضي. وبعد دقائق من الاسترخاء شعرت بالتحسّن. فتساءلت عن الوقت وكانت الساعة تشير الى الثانية عشرة والنصف. شعرت بأني شُفيت، ولم تكن سوى يدي اليمنى عديمة الحراك. وحوالي الساعة السادسة والنصف أتى كاهن الأبرشيّة فجلست على حافة سريري (وأخبرته عن هذه الظهورات). فقال لي: "لا تقلقي، سأقيم القدّاس المقدّس وسأجلب لك القربان المقدّس، وفي ذلك الوقت ستكونين قادرة على استخدام يدك اليمنى لرسم إشارة الصليب على وجهك، وأنا أؤمن بذلك". وقد كتب فيرنيت بعد ذلك في كتابه حول بيليفوازان أن ستيل قد عاشت تجربة الموت والانبعاث مجدداً.



الظهور السادس في بيليفوازان – في الأول من يوليو عام 1876:

بدأ الجزء الثاني من الظهورات في بيليفوازان يوم السبت الموافق الأول من يوليو. وفي الساعة العاشرة إلا ربع مساءاً كنت راكعةً أتلو صلواتي المسائية حينما رأيت السيدة العذراء فجأةً محاطةً كليةً بالنور. وكانت ترتدي ثوباً أبيض. وتنظر الى شيء واضعةً يديها على صدرها بشكل متصالب وابتسمت قائلةً: "ابقي هادئة، وصبورة يا طفلتي سيكون ذلك صعباً عليك لكنّي معك". كنت سعيدةً جداً حينها لكني لم أتفوّه بكلمة. وقد بقِيَت لفترة قصيرة وقالت: "تشجّعي، سأرجع". ثم اختفت كما فعلت في فبراير.




الظهور السابع في بيليفوازان – في الثاني من يوليو عام 1876:

أويت الى الفراش في الساعة العاشرة والنصف مساءً وكان من الصعب عليّ ذلك لأنّني رأيت العذراء المقدّسة في الأمسية السابقة. لكني كنت أحاول التخلص من ذلك التفكير بالتوجّه للنوم. وفي الساعة الحادية عشرة استيقظت لمعرفة الوقت. وكنت آمل أن أرى السيدة العذراء قبل منتصف الليل. ركعت بجانب السرير ولم أكن قد أكملت سوى نصف السلام المريميّ حينما ظهرت القديسة مريم. كان نورٌ قويّ يشعّ من يديها، ثم وضعت يديها بشكل متصالب على صدرها. ونظرت إليّ قائلةً: "لقد أظهرتِ عظمتي مسبقاً". (ثم ائتمنتني على سر) "واصلي، لقد حصد ابني أرواحا أكثر كرّست نفسها بعمق له. إن قلبه مملوء بالحب لقلبي فلا يستطيع رفض أي طلب لي. ومن أجلي سيلمس ويرقّق قلوباً قاسية كثيرة. وبينما كانت تقول ذلك بدت غايةً في الجمال. وأردت سؤالها عن إشارة عن قوّتها، لكنّني لم أكن أعرف ما أقوله وكيف أسأل، لذا قلت: "أمي الطيبة، أرجوكي، من أجل عظمتك". ففهمت وقالت: "ألا يعدّ شفاءك دليلاً قاطعاً وعظيماً على قوّتي؟ لقد أتيت خصوصاً لتخليص الخطأة". وبينما كانت تتكلّم كنت أفكّر بالطرق المختلفة الكثيرة التي تعكسها وتُظهر قوّتها. وأجابتني: "دعي الناس يرون ذلك". ثم بارحت المكان بهدوء.



الظهور الثامن في بيليفوازان – في الثالث من يوليو عام 1876:

رأيتها مجدداً يوم الإثنين الموافق الثالث من يوليو. وبقيت لدقائق معدودة وأنّبتني بلطف: "أريدك أن تكوني أهدأ، أكثر سلاماً، لم أعلمك بأي يوم أو ساعة سأعود فيها، لكنك بحاجة الى الراحة". أردت أن أظهر لها رغباتي كلّها، لكنها اكتفت بالابتسام. "ثم تركت المكان بطريقتها المعتادة، قبل منتصف الليل".



الظهور التاسع في بيليفوازان – في التاسع من سبتمبر عام 1876:

بدأ الجزء الثالث من الظهورات في بيليفوازان في التاسع من سبتمبر. ولعدّة أيام كانت تتملّكني الرغبة للدخول الى غرفة النوم حيث شُفيت. وفي النهاية وفي اليوم الموافق التاسع من سبتمبر استطعت القيام بذلك. وكنت على وشك الانتهاء من تلاوة المسبحة حينما أتت العذراء. وكانت كما ظهرت في الأول من يوليو. وقد التفتت حولها بهدوء قبل البدء بالحديث معي، ثمّ قالت: "لقد حرمتِ نفسك من زيارتي في الخامس عشر من أغسطس لأنك لم تكوني هادئةً كفاية. لديك شخصيّة فرنسيّة حقيقيّة: فهم يريدون معرفة كلّ شيء قبل أن يتعلّموا ويفهموا كلّ شيء. لقد أتيتُ مرة أخرى البارحة وحرمتِ نفسك من زيارتي لأنني كنت أنتظر حركة خضوع وامتثال منك".



الظهور العاشر في بيليفوازان – في العاشر من سبتمبر 1876:

عاودت العذراء المقدّسة الظهور في العاشر من سبتمبر في الوقت نفسه تقريباً، لتمكث لفترة وجيزة قائلةً: "يجب أن يصلّوا؛ وسأريهم مثالاً". وعندما قالت ذلك، ضمّت يديها ثم اختفت. وما لبث أن دقّ جرس صلاة المساء.



الظهور الحادي عشر في بيليفوازان – في الخامس عشر من سبتمبر عام 1876:

ظهرت السيدة العذراء لإيستيل في هذه الليلة لتُعلمها أنه يجب عليها أن تحيى. لكنها وبّختها على أخطائها السابقة. وبالرغم من أن إيستيل لم تحيى حياة دنيويّة إلا أنها أٌثقلت بالندم على زلاّتها. وقالت لها العذراء بحزن:

"بإمكاني إيقاف ابني لكن ليس لفترة طويلة"



بدت حزينة عندما أضافت: "ستعاني فرنسا". لقد شّددت بنبرتها على هذه الكلمات ثم توقّفت وبعدها أكملت قائلةً: "تحلّي بالشجاعة والثقة". بعد ذلك وفي تلك اللحظة، خطر على بالي التالي: "إن قلت ذلك، ربما لن يصدّقني أحد"، لكن العذراء مريم فهمت ما كان يدور في بالي لأنها جاوبتني قائلة: "لقد قرّرت مسبقاً؛ سيصاب الذين لا يؤمنون بسوء عظيم، وسيسلّمون بحقيقة كلماتي فيما بعد". ثم بارحت المكان بهدوء.



الظهور الثاني عشر في بيليفوازان – في الأول من نوفمبر عام 1876:

ومن أربعة عشر يوماً الى الآن وبالرغم من كلّ جهودي المبذولة للتوقف عن التفكير في رؤية السيدة العذراء مجدداً، إلا أني لم أنجح في ذلك. وجرّبت شتّى الطرق لمنع نفسي من التفكير لكنّني فشلت، وقد كان قلبي يخفق بشدّة أملاً في رؤيتها مجدداً. وأخيراً اليوم، الذي يوافق يوم القدّيسين رأيت عزيزتي الأم السماوية مرة أخرى. وظهرت بطريقتها المعتادة، بيديها الممدودتين، مرتديةً ثوباً فضفاضاً ذاته الذي ظهرت به في التاسع من سبتمبر. وحينما وصلت حدّقت كالمعتاد بشيء لم أستطع رؤيته، ثم التفتت حولها دون التفوّه بأية كلمة. ثم حدّقت بي وتعابير الطيبة والسكون تظهر على وجهها.



الظهور الثالث عشر في بيليفوازان – في الخامس من نوفمبر عام 1876:

رأيت العذراء المقدّسة يوم الأحد الموافق الخامس من نوفمبر حينما قاربت الانتهاء من صلاة الورديّة. لقد فكّرت كم أني لا أستحق أن أستقبل العذراء وأن هناك أشخاص غيري أحقّ منّي بمباركاتها وأجدر منى في نقل عظمتها. لقد نظرت إليّ مبتسمةً وقالت: "لقد وقع اختياري عليكِ". أسعدني ذلك كثيراً !! وأضافت العذراء: "لقد اخترت الحليم واللطيف. كوني شجاعة إنّ وقت انتشار الخبر قد قرُبَ". بعد ذلك وضعت يديها بشكل متصالب على صدرها وبارحت المكان.



الظهور الرابع عشر في بيليفوازان – في الحادي عشر من نوفمبر عام 1876:

يوم السبت الموافق الحادي عشر من نوفمبر. وخلال الأيام العدّة الماضية شعرت بحافز يدفعني للذهاب الى غرفتي والصلاة. وفي العاشرة ليلاً حتى الرابعة صباح اليوم التالي كنت أصلي المسبحة و"أتفكّر بمريم العذراء الأكثر قداسة".. ثم جاءت العذراء. ووقفت هناك كما العادة بردائها الفضفاض ثم قالت لي: "لم تضيّعي وقتك اليوم، لقد عمِلتِ لأجلي". وكنت قد صنعت رداءً فضفاضاً. "يجب عليك عمل الكثير منه". وبعدها انتظَرَت الوقت المناسب، وتعابير وجهها تعكس ألماً وحزناً شديدين. ثم أضافت: "الشجاعة". ثم وضعت يديها بشكل متصالب على صدرها مغطّيةً الثوب بالكامل وذهبت.



الظهور الخامس عشر في بيليفوازان – في الثامن من ديسمبر عام 1876:

بقيت يوم الجمعة الموافق الثامن من ديسمبر في البيت في بيليفوازان لعدة ساعات وما زلت لا أستطيع التخلص من العواطف الجيّاشة في داخلي. لن أرى العذراء المقدسة مرة أخرى هنا على الأرض. لا أحد يفهم ما أنا فيه! وبعد القدّاس ظهرت العذراء بصورة رائعة الجمال ومختلفة عن سابقاتها من الظهورات! وباتّباعها للهدوء المعتاد قالت: "ابنتي هل تذكرين كلماتي؟" وفي تلك اللحظة كلّ شيء قالته لي في السابق خطر لي بصورة واضحة خاصةًَ: "إنني مملوءة بالرحمة وسيادة ابني. إن قلبه ينبض بالحب لقلبي... وبذلك سيلمس أكثر القلوب قساوةً من أجلي. لقد أتيت خصوصاً لأخلّص الخطأة. إن مخزون كنوز ابني لطالما كانت مفتوحة أمام الجميع فقط إن صلّوا. (وبالإشارة الى الثوب) أحببت هذا الإخلاص. إني ألتمس من الجميع أن يعمّهم السلام والسكينة .... أيضاً الكنيسة وفرنسا".



وفي سياق هذا الحديث أشارت العذراء الى أسرار أخرى. وخلال تلك الفترة بأكملها نظرت العذراء الى إيستيل وقالت: "كرّري هذه الأمور كثيراً، ستساعدك خلال قيامك بنشر تعاليمي وخلال المحن. لن تريني مجدّداً". فصاحت ايستيل: "ماذا سيحلّ بي يا أمي المقدّسة؟" ثم أجابتها: "سأكون معك، لكنك لن تريني". لقد رأيت صفوفاً من الناس تدفعني وتهدّدني، وقد جعلني ذلك أشعر بالخوف. فابتسمت العذراء المقدّسة وقالت: "لست بحاجة أن تشعري بالخوف منهم، لقد اخترتكِ لكي تنقلي عظمتي وتنشري الحب والتقوى". وبينما كانت تقول تلك الكلمات كانت تحمل بيديها ثوباً. وقد شجّعتني كثيراً فقلت: "أمي المحبوبة، هل من الممكن أن تعطيني هذا الثوب؟" وبدا أنها لم تسمعني. وقالت: "تعالي وقبّليه". فوقفت بسرعة وانحنت القديسة العذراء باتجاهي فقبّلت الثوب. وقد كانت هذه اللحظة أكثر اللحظات سعادةً في حياتي.


وبعد ذلك قالت السيدة العذراء بخصوص الثوب: "ستذهبين بنفسك الى المطران وتقدّمين له الثوب الذي صنعته، وقولي له أنه إن ساعدك فذلك سيسرّني خاصّةً عندما أرى أطفالي يرتدونه حينما يبتعدون عن كل شيء يهين ابني، وحينما يتناول الناس القربان المقدّس قربان محبّته، ويقومون بما يستطيعون لإصلاح الخراب الذي صنعوه بأيديهم. تأمّلي نعم الله التي سأنثرها على كلّ من يرتدي هذا الثوب وثوقاً بي وينشر هذه التقوى والمحبة". وبينما كانت تقول هذه الكلمات قامت بمدّ يديها فتساقط المطر وفي كلّ قطرة تساقطت كُتب فيها بشكل واضح نعمة: الصحة، الثقة، الاحترام، المحبة، القداسة، كل النعم التي يمكن للشخص أن يفكّر بها بقدر أكبر أو أصغر. وأضافت: "هذه النعم من ابني، لقد أخذتهم من قلبه. فهو لا يستطيع رفض أي شيء أطلبه منه". ثم سألتها: "أمي، ماذا أضع على الجانب الآخر من الثوب؟" فجاوبتني العذراء المقدّسة: "لقد خصّصت ذلك الجانب لنفسي، يجب أن تفكري بذلك ثم تقولي ما فكّرتي به الى الكنيسة التي بدورها ستقرّر". لقد شعرت أن الأم المقدّسة ستهمّ بالرحيل وذلك أشعرني بالحزن العميق. وقد صعدت ببطء، ناظرةً إليّ ثم قالت: "تشجّعي، إن لم يقم بعمل ما ترغبين به (كانت تتحدّث عن المطران) فالجئي الى الرب. لا تخافي، سأقوم بمساعدتك". ثم سارت بشكل نصف دائري في غرفتي واختفت في المكان الذي يتواجد فيه سريري.



شكراً لكِ أيتها الأم المحبّة، لن أفعل شيئاً من دونك








ايرلندا، 1879






تقع مقاطعة مايو في غرب ايرلندا، وقد عانت من محنة عظيمة في فترة 1870. حيث حدثت اضطرابات اقتصادية ومجاعات أدّت الى هجرة العديد من الإيرلنديّين. وفي تلك الظروف بعث الله أمه مرّة أخرى لزيارة أطفاله المظلومين.
وقع هذا الظهور في نوك في الواحد والعشرين من أغسطس من عام 1879، أي بعد ثمانية أعوام من ظهور العذراء في بونتمان في عام 1871. وبدا أن الظهورين متشابهين بشكل واضح، حيث أن كليهما قد حدثا في المساء وداما مدة ثلاث ساعات أو ما الى ذلك كما لم تُنطق أية كلمة في هذين الظهورين.



وفي مساء الخميس الموافق 21 من أغسطس عام 1879، كانت هناك امرأتان وهما ماري ماكلوغلين وماري بيرن من قرية نوك الصغيرة، تسيران تحت المطر راجعتين الى بيتهما مروراً من خلف الكنيسة. وهناك أمام جدار الكنيسة وقفت السيدة العذراء مريم، والقديس يوسف، والقديس جون المبشّر، وظهر مذبح وُضع عليه حمل وصليب. وكانت الملائكة تطير حول المذبح. نادت المرأتان أشخاصاً عدّة للمجيء الى الكنيسة. فرأوا هذا الظهور بأمّ أعينهم. وما رأته المرأتان مع الثلاثين شخصاً في ذلك اليوم، كان سيّدة جميلة ترتدي ثوباً أبيض وتاجاً لامعاً. وكانت يداها مرفوعتان كما في وضعية الصلاة. وكلّ من شاهد هذه المرأة عرف أنها مريم العذراء المقدّسة، والدة يسوع وملكة الملائكة. كما وصرّح القرويّون الذين لم يكونوا في مكان وقوع الظهور أنّهم شاهدوا ضوءاً مشرقاً يحيط بتلك المساحة حيث تقع الكنيسة. وفي تقارير لاحقة دوّنت شفاءات لا يمكن تفسيرها صاحبت الزيارة التي تمّت من قبل القديسين الى الكنيسة في نوك.



استجابت الكنيسة لسلسلة الأحداث هذه بصورة نموذجيّة. ووُضعت عمولة لجمع شهادات من رأوا ذلك الظهور وتمّ الاحتفاظ بالسجلات التي دوّنت فيها الشفاءات التي حدثت حتى عام 1936. وفي ذلك الوقت، أجاز غيلمارتن، رئيس أساقفة أبرشيّة تيام، نشر كتيّب يدعم الظهور الذي حدث في نوك. ومع الوقت نالت نوك تدريجياً الدعم الرسمي من الكنيسة الذي كلّل بالزيارة البابويّة في عام 1979. أما المعنى الرمزيّ للحمل، والصليب والمذبح فهو الموت القربانيّ للمسيح والقدّاس، وقد شوهدوا وراء القديسة مريم في الظهور الذي حدث في نوك، حيث كان التركيز موجّهاً عليها وعلى دورها كوسيطة. كما كان هذا الظهور مختلفاً عن غيره من الظهورات التي ووفق عليها. الاختلاف الأول هو عدد الأشخاص الذين ظهروا، فعادةً تظهر مريم فقط. أما الاختلاف الثاني هو النقص في الرسائل الشفهيّة. ففي الظهورات الأخرى كافةً ظهرت مريم حاملةً تحذيراً أو طلباً من الناس. والاختلاف الثالث هو العدد الكبير الذي شاهد هذا الظهور. وأخيراً، كان الظهور وجيزاً وحدث مرةً واحدة فقط لمدة ساعتين. وعادةً ما تكون هذه الزيارات متعددة. وتلك الاختلافات دعت البعض للشك أن الحدوث قد حصل فعلاً.



ومع انتشار الأخبار، توافد الآلاف من الحجاج السقماء الى نوك. وسجّلت حالات شفاء غير اعتيادية كثيرة. وقد ترك الأشخاص الذين شُفيوا عكّازاتهم وعِصيّهم في الموقع، وحاولوا نزع الجص والقليل من سمنت الجدار الذي تمّ الظهور أمامه كذخيرة في عام 1879 و1880. وفي خريف عام 1880، نُصب تمثالٌ للسيدة العذراء في المكان الذي ظهرت فيه. وقد أصبح هذا المكان مركزاً لتوافد الحجّاج: حيث يشق ما يقارت المليون ونصف زائر طريقه الى هناك سنوياً.



إن هذه المباركة التي حلّت على ايرلندا كانت متوقّعة، نظراً لإقامة الصلاة دوماً لمريم العذراء في تلك البقعة. وقد بُجّل القديس يوسف والقديس جون المبشّر وأحسّ الايرلنديون بتلك المحبّة: إن ظهور نوك لهو علامة عن ذلك الحب. ولطالما فهم الايرلنديون أنه لا يوجد شيء إلهي بالنسبة الى السيدة العذراء فهي ليست الإله. إن مريم العذراء المقدّسة هي إنسانة، وأخت للبشريّة إضافة الى كونها أمّ. لكنها والدة يسوع المسيح الإلهي والإنسان أيضاً. ولذلك فإنّ مريم هي والدة الله. ولا تملك طاقةً خاصة بها لكنها ستكون دائماً والدة أكثر الأشخاص الأقوياء الذين ساروا على هذه الأرض. ومريم العذراء الآن في السماء مع ابنها. وأحياناً تأتي الى الأرض كرسولة سماوية، مبعوثة من قبله وتظهر للناس. حينما تتحدّث العذراء مريم لا تجلب رسالة جديدة غير مذكورة ضمن التعاليم الكتابيّة للمسيح. كما أنها تقدّم لنا ابنها وتدعونا الى التوبة والرجوع الى الله والحزن من أجل الخطية.



تحرّت الكنيسة رسمياً عن الظهور في نوك في عام 1879، ومرة أخرى في عام 1936. وقد وجدوا أن كلّ من شهد كان صادقاً ولا يوجد هناك تناقض فيما قاله مع الإيمان. وقد كرّم أربع بابوات نوك. فكرّم البابا بيوس الثاني عشر اسم نوك في سان بيتر وزيّنه بميدالية مميزة في يوم جميع القديسين، 1945. وفي السنة المريمية، أعلن البابا عن عيد جديد وهو عيد ملكيّة مريم. أمّا البابا جون الثالث والعشرين فقد قدّم شمعةً مميّزة لنوك في عيد تطهير مريم العذراء في عام 1960. ولطالما اعتبر نوك كواحدة من المقامات البارزة المكرّسة لمريم العذراء. أمّا البابا بول السادس فقد بجّل حجر الأساس لكاتدرائية السيدة العذراء، ملكة ايرلندا في السادس من يونيو عام 1974. ووجّه السقماء وطاقم التمريض، وأقام القداس، وأسس مقام الكنيسة ككاتدرائية وقدّم شمعة ووردة ذهبية لهذا المقام، وأخيراً ركع وصلى بجانب الجدار الذي تمّ عنده الظهور.



حصلت معجزات




بعد عشرة أيام من الظهور، حدث الشفاء الأول. فتاة صغيرة ولدت صمّاء وقد مُنحت في ذلك اليوم نعمة السمع. وفي نهاية 1880 شُفي حوالي 300 شخص بشكل أعجوبيّ واضح. وقد سجّلت هذه الحالات في مفكّرة كاهن الأبرشيّة. وشهد أحد الحجّاج، الذي شُفي بفترة قصيرة بعد الظهور، أنه خلال سنوات عدّة شَهِدَ: "شفاء ما يقارب نصف دزينة من الحجاج في آن واحد، ورأى بأمّ عينه المقعدون يمشون، والعميان يبصرون، وحالات شفاء من ضمور البشرة". نرجو من مريم، والدة الله، امرأة الجلالة، منحنا القوة والشجاعة لنتحدى الشر ونضع أنفسنا في خدمة ابنها وملكوت عدالته ومحبته وسلامه. وأن نتلو دائماً:



"إلهى، افتح عيناي لأرى. واعطني القوّة لأستخدمها".



صلاة لسيدتنا سيدة نوك
سيدتنا سيدة نوك، ملكة إيرلندا

لقد أعطيتِ الناس الأمل في وقت الحزن

وواسيتهم في المحنة

وقد نفخت حياةً جديدة في العديد من الحجّاج

ليصلوا بثقة لابنك السماويّ،

مذكّرةً بوعده: "اطلبوا تعطَوا، ابحثوا تجدوا”.

ساعديني لأتذكّر أنّنا كلّنا حجّاج في طريقنا الى السماء.

املئيني بالمحبة والاهتمام بأخوتي وأخواتي في المسيح يسوع،

خاصةً الذين يعيشون معي.

ساعديني في مرضي أو وحدتي أو حزني.

علّميني كيف أشارك بشكل أكثر تبجيلاً في القدّاس المقدّس.

صلّي لأجلي الآن، وفي ساعة موتي.

آمين



"ووفق على هذا الظهور بالكامل من قبل المحكمة البابويّة في عام 1936"



ظهورات سيّدة فاطيما








فرانسيسكو ماركوس


وُلد في 11 يونيو من عام 1908 في فاطيما

تُوفي في 4 أبريل من عام 1919 في فاطيما

جاسِنتا ماركوس

وُلدت في 11 مارس من عام 1910 في فاطيما

تُوفيت في 20 فبراير من عام 1920 في ليزبون

لوسي دوس سانتوس

وُلدت في 22 مارس من عام 1907 في فاطيما
توفيت في 13 فبراير من عام 2005 في الدير الكرمليّ في كاومبرا، البرتغال




فاطيما 1917



استُهلّت ظهورات السيدة العذراء الستة في فاطيما والتي حدثت للوسيّا البالغة من العمر 10 سنوات وجاسِنتا البالغة من العمر 7 سنوات وفرانسيسكو البالغ من العمر 9 سنوات، بثلاثة ظهورات لملاك.



الظهور الأول للملاك في فاطيما

شاهد أطفالٌ رُعاة من فاطيما في ربيع 1916 ملاك السلام ثلاث مرات، والذي كانت مهمّته تهيئتهم لمجيء السيدة العذراء. وقد شرح لهم باستخدام الأمثلة كيفيّة الصلاة، والتبجيل الذي يجب عليهم إظهاره نحو الرب في صلاتهم.




الظهور الثاني للملاك في فاطيما

خلال صيف 1916، ظهر الملاك للمرة الثانية على الأطفال حاثٍثاً إيّاهم على الصلاة: "اتلو الصلاة وقدّموا التضحيات باستمرار للرب المقدّس". وقد قدّم نفسه كملاك البرتغال الحارس.



الظهور الثالث للملاك في فاطيما

في ظهوره الثالث والأخير على الأطفال في خريف 1916 في فاطيما، أعطاهم الملاك القربان المقدّس، وشرح لهم كيفيّة تناول جسد المسيح في القربان المقدّس: ركع الأطفال الثلاثة للتناول؛ فأُعطيَت لوسي خبز القربان المقدّس على اللسان وشارك الملاك دم المسيح وهو خمرة كأس القربان بين فرانسيسكو وجاسِنتا.



ظهور العذراء مريم الأول في فاطيما

ظهرت القديسة العذراء لأول مرة في فاطيما في الثالث عشر من شهر مايو من عام 1917. وقد كان الأطفال حينها يلهون ويبنون جداراً صغيراً حينما رأوا فجأة وميضاً من الضوء. فظنّوا أن هناك عاصفة آتية فقاموا بجمع قطيع الخراف ليأخذوه الى البيت. ثم رأوا مرة أخرى وميضاً من الضوء وبعد ذلك بوقت قصير، شاهدوا فوق شجرة السنديان سيدة مرتدية ثوباً أبيض وتشع وهجاً أكثر من الشمس. وكانوا بالقرب منها لدرجة أن الضوء قد أحاط بهم. وقالت السيدة الجميلة: "لا تخافوا، لن أؤذيكم". فسألتها لوسيّا: "من أين أتيت؟ وما الذي تريدينه منّي؟" فأجابت السيدة العذراء المقدسة: "جئت من السماء، كما أتيت لأطلب منكم الرجوع الى هنا في اليوم الثالث عشر من الشهور الستة القادمة في مثل هذا الوقت، وعندها سأعلمك من أنا وما أريده. ثم سآتي للمرة السابعة". بعد ذلك سألتها لوسيّا: "هل سأذهب الى السماء أيضاً". فأجابتها: "نعم". ثم سألتها عن جاسنتا؟ وأجابتها أيضاً بنعم. بعد ذلك سألتها عن فرانسيسكو؟ فقالت لها السيدة: "هو أيضاً، لكن يجب عليه أن يصلّي المسبحة لمرات عديدة". ثم سألتها لوسيّا عن الفتاتين اللتين تبلغان من العمر 16 و20 سنة واللتين توفّيتا حديثاً، إن كانتا في السماء. فأجابت العذراء: "الأولى هناك لكن الثانية لا".



كان هذا الظهور الأول الذي عرفوا من خلاله العذراء لأول مرة. ثم بدأت بعد ذلك العذراء بإعلامهم بسبب مجيئها. "هل ستقدّمون أنفسكم الى الله لتحملوا الآلام التي سيعطيها لكم من أجل إصلاح الإثم وهداية الخاطئين؟" فأجابوها ببراءة الطفولة وبساطة نبيلة "نحن نريد ذلك". "عندها ستعانون الكثير، لكن نعمة الله ستكون قوّتكم!"، وحينما قالت "نعمة الله" فتحت يديها فخرج منهما شعاع من نور قويّ، دخل الى صميم أرواحهم. وبهذه الطريقة، أرتهم أنفسهم في الله، الذي هو النور الذي دخلهم.



وقد قالت لوسيّا أنهم رأوا أنفسهم في ذلك الوقت أفضل من استخدام أي مرأة ممتازة لذلك. ودفعتهم قّوة داخليّة الى الركوع وترديد التالي: "باسم الثالوث الأقدس، الآب، والابن، والروح القدس، إننا نعبدك بعمق، ونقدّم لك أعظم جسد، ودم، وروح، وألوهية يسوع المسيح، المتواجد في جميع أوعية خبز القربان في العالم، من أجل إصلاح وتعويض اللامبالاة، والازدراء، وعدم التوقير الذي يظهره الناس اتجاه الأشياء المقدّسة والذي ضايق يسوع المسيح واعتبره من الآثام. ولأجل استحقاقات القلب المقدّس اللانهائية ، وقلب مريم الطاهرة، أرجو منك هداية الخطاة المساكين". وبعد وقت قصير، قالت السيدة العذراء: "صلّوا الورديّة يومياً لإحلال السلام في العالم ولإنهاء الحروب! وعند الانتهاء من صلاتها اتلوا الصلاة التالية: "يا يسوعي، اغفر لنا خطايانا. احفظنا من نار جهنّم وأرشد جميع الأرواح الى الجنة، خاصةً أولئك الأكثر احتياجاً الى رحمتك". ثم تحرّكت العذراء ببطء مبتعدةً نحو الشرق.




الظهور الثاني للعذراء في فاطيما

أخذ اللقاء الثاني مكانه في عيد القدّيس أنطوني في بادوا. وقد طلبت العذراء من الأطفال أن يصلّوا المسبحة يومياً. ووعدت بأخذ جاسِنتا وفرانسيسكو الى السماء (الجنة) قريباً. أما لوسيّا فسلّمتها مهمّة البقاء في هذا العالم لإقامة الصلاة وتكريس نفسها لقلب مريم النقي. وقد قالت واعدةً إيّاها: "سيكون قلبي النقي ملجأك والطريق الذي سيقودك الى الله". وفي تلك المناسبة منحت السيدة العذراء الأطفال رؤية أخرى لله كاشفةً عن قلبها النقي الذي أحاطت به الأشواك التي تعبّر عن الانتهاكات والإهانات التي أحدثتها أخطاء الانسانية، والبحث عن الإصلاح والتكفير لهم".



الظهور الثالث للعذراء في فاطيما

يعتبر هذا الظهور الذي حدث في الثالث عشر من يوليو الظهور الأكثر إثارةً للجدل من حيث الرسالة الموجّهة لفاطيما، فقد قدّمت خلاله العذراء سراً من ثلاثة أجزاء صانه الأطفال بحرارة. دار الجزأين الأولين عن رؤية لجهنّم ونبوءة الدور المستقبليّ لروسيا وكيفية الاتّقاء منه والذي لا يجب أن يُكشف عنه الى أن تكتبه الأخت لوسيّا في مذكّرتها الثالثة بطلب من المطران في 1941. والجزء الثالث الذي يسمّى عادةً بالسر الثالث، قد نُقل الى المطران الذي قام بدوره بإرساله دون الاطّلاع عليه الى البابا بيّوس الثاني عشر.



رؤية جهنم في فاطيما

كشفت لوسيّا بعد ذلك أن العذراء مريم وهي تروي كلماتها تلك، فتحت يديها وانطلق نورٌ منهما بدا وكأنه يتخلل الأرض وبذلك رأوا مشهداً مريعاً لجهنّم، مليئة بالشياطين والأرواح الضائعة وسط رعب لا يوصف. وقد كانت تلك الرؤية المشهد الأول من "سرّ" فاطيما، ولم يكشف عنه إلا بعد مرور بعض الوقت. نظر الأطفال عالياً الى وجه العذراء المقدسة الحزين وهي تتحدث إليهم بلطف: "لقد رأيتم الجحيم حيث تذهب أرواح الخطأة المساكين. لتحفظوهم، يريد الله أن تعم صلاة قلبي النقي على العالم وتزداد. إن قام الناس بعمل ما أخبرهم به، سينجوا الكثيرون وسيعم السلام، وستنتهي الحروب إن توقّف الناس عن تجديف الله. وإن لم يفعلوا ذلك، فخلال تولي الأسقف بيّوس الحادي عشر ستندلع حرب مريعة. وإذا رأيتم في ليلة ضوءاً غير معروف، اعلموا أنها إشارة من الله، سيعطيها ليُعلمكم أنه سيقوم بمعاقبة العالم على أخطائهم. وسيتم ذلك بالحرب، والمجاعة، واضطهاد الكنيسة والآب المقدّّس. وللاتقاء من ذلك، أطلب من روسيا أن تكرّس نفسها لقلبي النقي. وأن يتناولوا القربان المقدّس كل يوم سبت من بداية الشهر كإصلاح وتكفير عن خطاياهم. وإن فعل الناس كما أطلب والتفتوا الى كلماتي، فسينقلب الحال في روسيا وسيعمّ السلام. وإن لم يقوموا بذلك، فستنشر روسيا تعاليمها المزيّفة حول العالم، وستصبح الحرب واضطهاد الكنيسة أمراً محتماً. وسيستشهد الصالح؛ وسيعاني الآب القدوس الكثير؛ وستباد أوطان كثيرة. لكن في النهاية سينتصر قلبي النقي. وسيخصّص الآب المقدّس روسيا لي وستتحوّل وسيوهب السلام الى الإنسانية. أمّا في البرتغال فسيبقى الناس مخلصين. ولا تقولي ذلك الى أي أحد غير فرانسيسكو. وعندما تقومين بصلاة الوردية، قولي بعد كل بيت: "يا يسوعي، اغفر لنا خطايانا، ونجّنا من نار الجحيم، وخذ أرواحنا الى الجنة، خاصة هؤلاء الذين هم بحاجة ماسة الى رحمتك". ثم سألت لوسي: "هل تريدينني أن أقوم بأي شيء آخر؟" "لا أرغب بشيء آخر منك اليوم" ثم ابتعدت ببطء نحو الشرق، واختفت في السماء على مسافة بعيدة.



الظهور الرابع للعذراء في فاطيما

في الثالث عشر من أغسطس كان الأطفال حُبَساء في أوريم، والتي تبعد بضعة كيلومترات من فاطيما. حاولت جاسِنتا تقديم كل ما باستطاعتها لهداية الخطأة. والجدير بالذكر أنه في المرات التي كانت تظهر بها العذراء المقدسة وتذهب كان هناك عشرون ألف شخص في فاطيما يرون ويسمعون صوت رعدٍ ووميضاً متألّقاً من النور في السماء الزرقاء الصافية. وبعدها يبهت لون الشمس ويتحوّل الجو العام الى الغائم، مع لون أصفر شاحب، بينما تظهر سحابة مضيئة بشكلها الرائع وترفرف فوق شجرة السنديان، مكان حدوث الظهورات.


في التاسع عشر من أغسطس ظهرت السيدة العذراء في فاطيما للأطفال في قرية صغيرة بالقرب من فاطيما تسمى فالينوس. ومرة أخرى ظهرت فوق شجرة سنديان. وقالت لوسي: "ما الذي تتمنّينه منّي؟" فأجابتها السيدة العذراء:"أرغب منك المجيء الى كوفا دا إريا في الثالث عشر من الشهر القادم وإكمال صلاتك للوردية، وسأصنع معجزة في الظهور الأخير، وبذلك يؤمن جميع الناس". "ما الذي يجب علينا صنعه بالمال الذي يتركه الناس في كوفا دا إريا؟" "إن هذا المال مخصّص للاحتفال بيوم سيدة الورديّة، والمتبقي منه سيخصّص لبناء كنيسة". وعندما طلبت لوسيّا من العذراء شفاء بعض الناس السقماء. أجابتها السيدة العذراء: "خلال السنة القادمة سأشفي البعض. صلّوا! صلّوا! كثيراً واجلبوا قرباناً للخطأة، حيث أن العديد من الأرواح ستذهب الى الجحيم لأن لا أحد يقدّم نفسه لها أو يصلي لأجلها. صلّوا!" ثم ارتفعت العذراء مبتعدةً نحو الشرق.



الظهور الخامس للسيدة العذراء في فاطيما

انتشرت شائعات في الثالث عشر من سبتمبر مفادها أن الله سيقوم بفعل شيء خاص في هذ1 اليوم. وقد علّقت أم لوسي التي كانت في بعض الأحيان تضرب ابنتها ظناً منها أنها تتفوه بالكذب، كل آمالها على هذا النهار. لكن لم يحدث شيئاً يوضّح الظهورات. وقد زاد ذلك من وضع لوسي سوءاً في المنزل. لكن لوسي قدّمت ألامها الى الله كما علّمتها مريم "يا يسوعي، إني أقدم كلّ آلامي من أجلك، من أجل محبّتك ولإصلاح قلب مريم النقي المحاط بالأشواك ولهداية الخطأة". وقالت السيدة العذراء: "إن الله مسرور من صلواتك، لكنه يريدك أن ترتدي أحزمة الكفّارة فقط في الليل". وقام الأطفال بصنع هذه الأحزمة بأنفسهم.



الظهور السادس والأخير للعذراء مريم في فاطيما

في يوم الثالث عشر الماطر من شهر أكتوبر من عام 1917 في فاطيما، ظهرت العذراء الخفية للمرة السادسة والأخيرة على الأطفال. وحضر في تلك الأمسية أكثر من سبعين ألف شخص الى فاطيما. ولم يستطع أحداً رؤيتها سوى الأطفال وصرّحت بأنها مريم المقدّسة. وأعلنت للأطفال عن الأسرار الثلاثة وظهورها التالي. فجأة، توقّفت الأمطار وانقشع الغيم ليكشف عن الشمس. وبدأت الشمس تدور وكأنها ستقع! وقد صرح بذلك شهود عيان في وقت لاحق. واعتقد الناس بأن نهاية العالم قد حانت إلا أن الشمس قد اتخذت موقعها الطبيعي في السماء. وعُرف أن هذه الظاهرة قد حدثت مرتين.



معجزة الشمس في فاطيما

يمكن وصف معجزة الشمس التي شاهدها جميع الناس بإيجازٍ بالكلمات التالية. بعد هطول الأمطار الغزيرة، تحول لون السماء الى الزرقة، واستطاع الناس النظر الى الشمس بسهولة، والتي بدأت تدور حول نفسها كعجلة من نار وبدأت تبعث إشعاعات رائعة من الضوء بكل أصناف الألوان. وبدا الناس والتلال والأشجار وكل شيء في فاطيما كأنه يبعث هذه الألوان الجميلة. ثم توقّفت الشمس عن الدوران لبرهة بعدها حدث الشيء الجميل عينه مرة أخرى. وقد تكرّر أيضاً للمرة الثالثة. لكن فجأة تفكّكت الشمس من السماء واتّجهت الى الأرض بحركة متعرّجة. ومع اقترابها ازداد حجمها أكثر فأكثر وبدت وكأنها ستسقط على الناس وتسحقهم. فخاف الجميع وسقطوا على الأرض مُصلّين طالبين من الله الرحمة والمغفرة.


بعد ذلك، عاد كل شيء الى طبيعته والناس الذين ركعوا على الطين أدركوا مدى بذاءتهم. ورجعوا الى الأطفال مطلقين عليهم وابلاً من الأسئلة. واستمر ذلك طوال الليل قبل أن يسمحوا للأطفال بأخذ قسطٍ من الراحة، على أن يكملوا حديثهم في اليوم التالي.



موت فرانسيسكو وجاسنتا

بعد ذلك بدأت التساؤلات وحاول الناس جعل الأطفال يبوحون بالأسرار التي أخبرتهم بها السيدة العذراء المقدسة. لكنهم لم ينالوا مرادهم حيث قالت جاسنتا الصغيرة: "أُفضل الموت عن البوح بالأسرار". وبعدها بوقت ليس بطويل ماتت جاسنتا في العشرين من يناير من عام 1920 وحيدةً في مستشفى في ليزبون، كما قالت السيدة العذراء لها سابقاً.

ومات فرانسيسكو في السنة السابقة لوفات جاسِنتا، في الرابع من أبريل من عام 1919. أما لوسي فقد توفيت هذه السنة 2005 في الثالث عشر من فبراير. وقد قالت السيدة العذراء للأخيرة أنها ستعيش طويلاً لأن الآب المقدّس قد اختارها لتكون مكرّسة له ولتنشر ما تريده سيدتنا العذراء وتزيد من الصلاة والعبادة لقلبها النقيّ.





الظهور الذي حدث في العاشر من ديسمبر من عام 1925

في العاشر من ديسمبر من عام 1925، ظهرت القديسة مريم للوسي في بونتيفيدرا، مع طفلها في سحابةٍ من ضوء. وقال الطفل: "استمدّي الرحمة من قلب امك المقدسة، المحاط بالأشواك التي تعبّر عن الناس غير الشاكرين الذين ما يزالوا يطعنون قلبها. ويستمرون في عمل ذلك دون أن يزيل أي أحد منهم الأشواك عن طريق العودة الى الله". ثم قالت السيدة العذراء: "ابنتي، انظري الى قلبي المحاط بالأشواك التي وخزني بها الناس غير الشاكرين بلغتهم المجدّفة ونكرانهم للجميل. هل تستطيعين إراحتي وتجعليهم يعلمون بأن كل من حضر القدّاس في أول يوم سبت من كل شهر لمدى خمسة أشهر متتالية، واعترف وتناول القربان المقدس، وصلى الوردية. وقام بتخصيص دقائق ليتفكّر بأسرار الوردية سيعوّض وسأهبه الرحمة التي هو بحاجة إليها ساعة موته.



الظهور الأخير في السادس من يونيو من عام 1929

بوركت جاسنتا خلال مرضها بظهورات عديدة من القديسة مريم كما حدث مع لوسي أيضاً بالرغم من عدم معرفتنا كيف حدث ذلك نظراً لعدم إفصاح لوسي عن ذلك للجميع. لقد قالت ما طلبت منها السيدة العذراء قوله فقط. وخلال الثلاث سنوات التي كانت تعترف فيها للأب غونكلاف ، تعرّفوا فيها على بعضهم البعض جيداً. وقد قالت لها السيدة العذراء أن الوقت قد حان للكنيسة لتُكرّس روسيا نفسها للعذراء وتعلن الوعد بعودتها الى الرب. وقد طلب كاهن الاعتراف من لوسيّا أن تكتب أمنيات سيدتنا العذراء.



عندما قالت السيدة العذراء في ظهورها الذي حدث في الثالت عشر من يوليو من عام 1917: "سآتي للسؤال عن تكريس روسيا نفسها للرب". قامت بفعل ذلك في الثالث عشر من يونيو من عام 1929، حينما ظهرت على لوسي في كنيسة دوروثياس، في مدينة تاي في أسبانيا. "إن أمي السماويّة وكاهن الاعتراف قد أعطوني الإذن لأخبر عن ساعة التقديس التي قمت بها يوم الخميس في الساعة الحادية عشر حتى منتصف الليل. ففي إحدى الليالي كنت راكعة لوحدي أصلّي في الكنيسة صلاة الملائكة. وكنت أحس حينها بالتعب فأكملت الصلاة ويدي ممدّدتين. وكان مصباح الكنيسةهو مصدر النور الوحيد. وفجأةً ملأ الكنيسة بأكملها ضوء طبيعيّ قويّ، وظهر صليب من نور امتد ليصل الى حافة المذبح. و شاهدت في الجزء العلوي منه وجه شخص والجذع العلويّ من جسده. وأمام صدره كان هناك نور لطيف وجسد إنسان أخر مسمّر على الصليب. وأسفل خصره تدلّي كأس القربان وكان فوقه قربانة كبيرة تتساقط منها قطرات دماء مصدرها من وجه المصلوب وبعض قطرات دماء من الجرح في صدره. هذه القطرات تدحرجت من خبز القربان الى كأس القربان. وتحت اليد اليمنى من الصليب وقفت سيدة فاتيما حاملةً بيدها اليسرى قلبها النقي وكان خالياً من السيف أو الأزهار لكن لم يخلُ من تاج الشوك واللهب. وتحت اليد اليسرى للصليب، ظهرت بعض الأحرف الكبيرة وكأنها ماء صافية بلّوريّة تدفّقت نحو المذبح مكوّنةً الكلمات التالية:

"الرحمة والمحبّة"

البابا في فاطيما

وتُكمِل لوسيّا حديثها قائلة: "بعد ذلك استلمتُ تفاصيل أكثر عن سر الثالوث الأقدس، وهو سرّ لن أقوم بالبوح به". ثم قالت سيدتنا العذراء: "حان الوقت الآن للبابا ليدعو جميع الأساقفة من جميع أنحاء العالم لينضمّوا إليه ليكرّسوا روسيا لقلبي النقي. وقد وعد الله بحفظ روسيا إن قاموا بفعل ذلك. وبذلك سَيَدين الله بعدالته الصالحة أرواحاً عديدة بسبب الخطايا التي ارتكبوها بحقّي. ويُفسّر ذلك سبب طلبي منكم الإصلاح والتكفير. كرّسي نفسك للصلاة لهذه الغاية!!!". وقد أقيم احتفال جاسِنتا وفرانسيسكو وهم طفلا فاطيما اللذان ظهرت لهما السيدة العذراء، في الثالث عشر من مايو من عام 2000 حينما زار البابا جون بول الثاني المَقام في فاطيما في احتفال خاص. وقد كشف الفاتيكان أيضاً عن السر الثالث.



أُصيب فرانسيسكو وجاسِنتا بالحمى الأسبانيّة. وتوفّي فرانسيسكو في الرابع من شهر أبريل من عام 1919 في فاطيما عن عمر يناهز العاشرة بينما توفيت جاسِنتا في العشرين من فبراير من عام 1920 في الساعة العاشرة والنصف بتوقيت غرينتش في ليزبون عن عمر يناهز التاسعة.



أما الأخت لوسي دوس سانتوس، آخر الأطفال الثلاثة التي أعلنت عن رؤيتها للعذراء مريم في 1917 في فاطيما، البرتغال. فقد تُوفّيت في الثالث عشر من فبراير من عام 2005 عن عمر يناهز السابعة والتسعين.





"هذه الظهورات التي حدثت في فاطيما قد ووفِق عليها من قبل المحكمة البابويّة في أكتوبر 1930"
رد مع اقتباس
قديم 11-12-2008, 11:22 PM   رقم المشاركة : [2]

 
avatakla

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة heroromany مشاهدة المشاركة
ظهورات السيدة العذراء مريم المقدّسة



الى السيد المسيح من خلال العذراء مريم

أهلاً بكم في صفحة الجدّ ليو دو بوند الرئيسيّة






نظراً لخلفيّتي الروم كاثوليكية، أؤمن بوجود إله واحد فقط، متواجد في ثلاثة أقانيم: الآب، والابن والروح القدس. وأؤمن أيضاً بأن هناك طريقة واحدة توصلك الى الآب وذلك من خلال ابنه يسوع المسيح الذي أصبح النور في حياتي ومرشدي في طريقي الى الآب. تعرض لك هذه الصفحات معلومات عن الأم العذراء مريم التي تحتلّ مكانةً خاصةً في قلبي لأنني أؤمن بأنها أرشدتني الى ابنها يسوع المسيح بطريقة خاصّة جداً. وباستطاعتك الاطّلاع على ذلك في صفحة: "من هو ليو دو بوند"؟ أرجو منكم زيارة الموقع بين الحين والآخر لرؤية ما إن كان هناك أيّ جديد! لأنّني سأتابع العمل على صفحتي الرئيسيّة. كما أتوجّه بالامتنان لابني البكر روبن، وأخي التوأم روب والسيدة مارغريت ماكغوف لمساعدتهم في الترجمة الانجليزية لظهورات السيدة العذراء.



لقد ظهرت السيدة العذراء المقدّسة على هذا العالم لتحذّرنا، وكانت كلماتها خلال ظهورها الذي حدث في لا ساليت مهيبة وتسترعي الاهتمام: "إن لم يسلّم الناس أنفسهم الى الرب، سأكون مجبرة على بعث ابني". وتشير السيدة العذراء هنا الى نهاية العالم. كما أنّ دموعها المنهمرة وكلماتها وأسلوبها المنكسر عند قولها لهذه الرسالة ما هو إلا تعبير عن اهتمامها وعاطفتها التي تكنها للناس: "لن تكونوا قادرين على إيفائي حقّي على ما فعلته لأجلكم". كما وتطلب السيدة العذراء المقدسة من الجميع التضرّع والإكثار من الصلاة من أجل حفظ الأرض. وتسأل عن الهداية والصلاة والكفّارة. وتشير الى النعمة الإلهية التي تجلبها الوردية عند صلاتها كما أنها تطلب وتلتمس قائلةً: "استرضوا الله". وتضيف: "أريد أن يَخلَص الجميع الصالح منكم والطالح أيضاً. إنني أمّ المحبة، أمّ الجميع؛ أنتم أطفالي. لذا، أتمنى أن تخلصوا كلّكم. وهذا سبب دعوتي للعالم أجمع الى الصلاة".





سيدة بيليفوازان



إيستيل فاغيت 1876




وُلدت إيستيل فاغيت في سان ميمي التي تقع بالقرب من شالون-سور-مارن في الثاني عشر من سبتمبر عام 1843. وتعمّدت في السابع عشر من الشهر نفسه. وفي بداية عام 1876، في قرية بيليفوازان مقاطعة إندر، رقدت إيستيل البالغة من العمر ثلاثة وثلاثين عاماً في الفراش معانيةّ من مرض السل الذي نتج عنه التهاب حاد وورم في البطن. وفي العاشر من فبراير عام 1876، منحها أحد الأطباء الإستشاريّين واسمه بيرنارد ساعات قليلة إضافيّة للعيش. وفي ليلة الرابع عشر وليلة الخامس عشر من فبراير، شهدت إيستيل ظهور العذراء المقدسة مريم الذي لحقت به ظهورات أخرى خلال السنة.



الظهور الأول في بيليفوازان – ليلة الرابع عشر وليلة الخامس عشر من فبراير عام 1876:

بدأ الجزء الأول من الظهورات في بيليفوازان في ليلة الرابع عشر من فبراير عام 1876. وقد ظهر لإيستيل شيطان عند نهاية سريرها. وبعد أن لمحته رأت العذراء مريم واقفةً عند جانب السرير. ووبّخت السيدة العذراء الشيطان فغادر على الفور. وبعد ذلك نظرت السيدة الى إيستيل وقالت لها: "لا تخافي، أنت ابنتي". كما قالت لها أن تتحلى بالشجاعة لمواجهة المعاناة التي ستدوم لخمسة أيام إضافيّة وذلك إجلالاً لجروحات المسيح الخمسة. وفي يوم السبت إما ستموت أو ستُشفى.



الظهور الثاني في بيليفوازان – ليلة الخامس عشر وليلة السادس عشر من فبراير عام 1876:

في هذه الليلة عاود الشيطان الظهور في اللحظة ذاتها التي ظهرت فيها العذراء مريم المقدّسة لإيستيل وقالت لها: "لا تخافي، أنا هنا معكِ. في هذه المرة سيُظهر ابني رحمته، سيمنحك الحياة وستُشفين يوم السبت". فقلت لها: "أمي، إن كان باستطاعتي الاختيار سأُفضّل الموت الآن لأنّني مستعدّةُ لذلك تماماً". فأجابتني العذراء مبتسمةً: "إنك ناكرة للجميل، إن وهبك ابني الحياة، فذلك لأنك تحتاجين إليها. وما هو الشيء الآخر القيّم الذي يمكنه إعطاؤه الى الناس على الأرض غير الحياة؟ لا تعتقدي أنك ستكونين خالية من المعاناة. لا! ستعانين ولن تكون حياتك خالية من المشاكل. فهذا ما تجلبه الحياة. لقد لمستِ قلب ابني بنكرانك لذاتك وصبرك. فلا تفقدي هذه الثمار باختيارك الخاطئ. ألم أقل لكِ أنه إن أبقاك حيّةً يجب حينئذٍ أن تُخبري عن عظمتي؟" وفي هذه اللحظة رأيت مجدداً الرقاقة الرخامية ملفوفة بورق من الحرير الأبيض وحاولت التقاطها لكن ذلك كان مستحيلاً. ابتسمت العذراء المقدسة وقالت: "يجب أن نطّلع الآن على الماضي". كان وجهها حزيناً لكن تعبير الحنان كان باقياً. وقد صُدمت تماماً بالخطايا التي ارتكبتها، والتي اعتبرتها سابقاً أنّها خفيفة. بقيت صامتة، كما أنّي أعترف أنها قالت ذلك دون أية قساوةٍ أعلم أنّي أستحقّها. أردت الصياح طلباً للمغفرة، لكني لم أكن قادرة على ذلك بسبب الحزن الذي غمرني. لقد كنت مُرهقة. ونظرت إليّ العذراء المقدّسة وتعابير الطيبة تملؤ وجهها ثم اختفت دون أن تتفوّه بأية كلمة.



الظهور الثالث في بيليفوازان – ليلة السادس عشر والسابع عشر من فبراير عام 1876:

خلال هذه الليلة، رأيت مجدداً الشيطان، لكنه كان بعيداً هذه المرة. وقالت لي السيدة العذراء: "تشجّعي يا طفلتي". وتبادر الى ذهني الحديث الذي قالته في المرة السابقة وكنت خائفة وأرتجف. ومع مشاهدة العذراء لآلامي قالت: "ذلك كله من الماضي، وبإنكارك لذاتك أزحت تلك الخطايا". وأرتني بعض الصالحات التي فعلتها، وقد كانت أقل بكثير من الخطايا التي ارتكبتها. وحينما رأتني حزينة قالت لي مريم: "أنا ممتلئة رحمةً والسيادة من ابني. إن الأعمال الصالحة القليلة التي قمت بها وصلواتك الحارّة التي تليتها لي قد لمست قلب الأم الذي فيّ، خاصةً تلك الرسالة التي كتبتها لي في سبتمبر. وأكثر الجمل التي أثّرت فيّ كثيراً كانت: "انظري الى الحالة المزرية التي سيؤول إليها أهلي إن لم أعد موجودةً بينهم، سيضطرّون للتسوّل من أجل الحصول على الطعام. تذكّري المعاناة التي عانيتِها حينما سُمّر ابنك يسوع المسيح على الصليب". لقد أريت ابني هذه الرسالة. إن أهلك بحاجة ماسّة إليكِ. وفي المستقبل كوني مخلصة لهذه المهمّة.لا تفقدي النعم الإلهية التي أُعطيت لك واجعلي عظمتي وملكوتي السماوي معروفاً.



الظهور الرابع في بيليفوازان – ليلة السابع عشر والثامن عشر من فبراير عام 1876:

بدا لي أنها لم تمكث لمدة طويلة في تلك الليلة. أردت أن أسألها عن النعم الإلهية لكن لم يكن هناك مجال لذلك. كانت الأفكار تتبادر بسرعة على ذهني وتذكّرت الكلمات التي كرّرتها العذراء مريم: "لا تخافي من أي شيء. أنت ابنتي وقد أثرت مشاعر ابني بسبب إذعانك"؛ أيضاً بسبب لومها لي على أخطائي ومسامحتها لي الواضحة في كلماتها التالية: "كلّي رحمة وأحكم مع ابني" بالإضافة الى "تحلّي بالشجاعة، والصبر والإذعان، ستعانين ولن تخلو حياتك من المتاعب، حاولي أن تكوني مخلصة وأن تجعلي العالم يعرف عظمتي".



الظهور الخامس في بيليفوازان – ليلة الثامن عشر والتاسع عشر من فبراير عام 1876:

في هذه الليلة اقتربت منّي العذراء المقدّسة أكثر وذكّرتني بوعدي لها. ورأيت أيضاً الرقاقة الكبيرة التي ظهر على كل زاوية منها برعُم وردة ذهبيّ، وفي منتصفها قلبٌ ذهبيّ مطعون بسيف وتاج من الورود. وقد كُتبت عليها الكلمات التالية:

"لقد ناجيت مريم من أعماق يأسي. فاستجابت لي مع ابنها ومنحتني الشفاء الكامل".




ثم قالت لي: "إن أردت خدمتي، كوني بسيطة ودعي أعمالك تثبت كلماتك". وسألتها ما إذا كان يتوجّب أن أتغيّر بطريقة أو بأخرى أو أن أذهب الى مكان آخر. فأجابت: "أينما كنت ومهما فعلت، تستطيعين الحصول على المباركات وإظهار عظمتي". ثم أضافت بحزن شديد: "أكثر ما يحزنني هو رؤية الناس وهم لا يكنّون أي احترام لابني في القربان المقدّس والطريقة التي يصلّون بها وفكرهم منشغل بأشياء أخرى. إنّني أوجّه هذا الحديث الى المرائين الذين يدّعون التقوى". ثم سألتها إن كان يتوجّب عليّ البدء مباشرةً في إظهار عظمتها أمام العالم". "نعم! نعم!، لكن قبل ذلك اسألي كاهن الاعتراف عن رأيه في ذلك. ستواجهين عوائق، ستغيظك بشكل سيئ وسيتّهمك الناس بالجنون وما الى ذلك. لا تأبهي لهم، كوني مخلصة لي وسأساعدك". ثم اختفت بهدوء.



تبع ذلك فترة مروّعة من المعاناة العظيمة. وكأنّ قلبي سيخرج من جسدي وعانيت من ألم مبرح في معدتي وبطني. ثم تذكّرت أنني أحمل المسبحة في يدي اليسرى. وقد قدّمت معاناتي الى الرب. ولم أكن أعلم أن ذلك سيكون الجزء الأخير من مرضي. وبعد دقائق من الاسترخاء شعرت بالتحسّن. فتساءلت عن الوقت وكانت الساعة تشير الى الثانية عشرة والنصف. شعرت بأني شُفيت، ولم تكن سوى يدي اليمنى عديمة الحراك. وحوالي الساعة السادسة والنصف أتى كاهن الأبرشيّة فجلست على حافة سريري (وأخبرته عن هذه الظهورات). فقال لي: "لا تقلقي، سأقيم القدّاس المقدّس وسأجلب لك القربان المقدّس، وفي ذلك الوقت ستكونين قادرة على استخدام يدك اليمنى لرسم إشارة الصليب على وجهك، وأنا أؤمن بذلك". وقد كتب فيرنيت بعد ذلك في كتابه حول بيليفوازان أن ستيل قد عاشت تجربة الموت والانبعاث مجدداً.



الظهور السادس في بيليفوازان – في الأول من يوليو عام 1876:

بدأ الجزء الثاني من الظهورات في بيليفوازان يوم السبت الموافق الأول من يوليو. وفي الساعة العاشرة إلا ربع مساءاً كنت راكعةً أتلو صلواتي المسائية حينما رأيت السيدة العذراء فجأةً محاطةً كليةً بالنور. وكانت ترتدي ثوباً أبيض. وتنظر الى شيء واضعةً يديها على صدرها بشكل متصالب وابتسمت قائلةً: "ابقي هادئة، وصبورة يا طفلتي سيكون ذلك صعباً عليك لكنّي معك". كنت سعيدةً جداً حينها لكني لم أتفوّه بكلمة. وقد بقِيَت لفترة قصيرة وقالت: "تشجّعي، سأرجع". ثم اختفت كما فعلت في فبراير.




الظهور السابع في بيليفوازان – في الثاني من يوليو عام 1876:

أويت الى الفراش في الساعة العاشرة والنصف مساءً وكان من الصعب عليّ ذلك لأنّني رأيت العذراء المقدّسة في الأمسية السابقة. لكني كنت أحاول التخلص من ذلك التفكير بالتوجّه للنوم. وفي الساعة الحادية عشرة استيقظت لمعرفة الوقت. وكنت آمل أن أرى السيدة العذراء قبل منتصف الليل. ركعت بجانب السرير ولم أكن قد أكملت سوى نصف السلام المريميّ حينما ظهرت القديسة مريم. كان نورٌ قويّ يشعّ من يديها، ثم وضعت يديها بشكل متصالب على صدرها. ونظرت إليّ قائلةً: "لقد أظهرتِ عظمتي مسبقاً". (ثم ائتمنتني على سر) "واصلي، لقد حصد ابني أرواحا أكثر كرّست نفسها بعمق له. إن قلبه مملوء بالحب لقلبي فلا يستطيع رفض أي طلب لي. ومن أجلي سيلمس ويرقّق قلوباً قاسية كثيرة. وبينما كانت تقول ذلك بدت غايةً في الجمال. وأردت سؤالها عن إشارة عن قوّتها، لكنّني لم أكن أعرف ما أقوله وكيف أسأل، لذا قلت: "أمي الطيبة، أرجوكي، من أجل عظمتك". ففهمت وقالت: "ألا يعدّ شفاءك دليلاً قاطعاً وعظيماً على قوّتي؟ لقد أتيت خصوصاً لتخليص الخطأة". وبينما كانت تتكلّم كنت أفكّر بالطرق المختلفة الكثيرة التي تعكسها وتُظهر قوّتها. وأجابتني: "دعي الناس يرون ذلك". ثم بارحت المكان بهدوء.



الظهور الثامن في بيليفوازان – في الثالث من يوليو عام 1876:

رأيتها مجدداً يوم الإثنين الموافق الثالث من يوليو. وبقيت لدقائق معدودة وأنّبتني بلطف: "أريدك أن تكوني أهدأ، أكثر سلاماً، لم أعلمك بأي يوم أو ساعة سأعود فيها، لكنك بحاجة الى الراحة". أردت أن أظهر لها رغباتي كلّها، لكنها اكتفت بالابتسام. "ثم تركت المكان بطريقتها المعتادة، قبل منتصف الليل".



الظهور التاسع في بيليفوازان – في التاسع من سبتمبر عام 1876:

بدأ الجزء الثالث من الظهورات في بيليفوازان في التاسع من سبتمبر. ولعدّة أيام كانت تتملّكني الرغبة للدخول الى غرفة النوم حيث شُفيت. وفي النهاية وفي اليوم الموافق التاسع من سبتمبر استطعت القيام بذلك. وكنت على وشك الانتهاء من تلاوة المسبحة حينما أتت العذراء. وكانت كما ظهرت في الأول من يوليو. وقد التفتت حولها بهدوء قبل البدء بالحديث معي، ثمّ قالت: "لقد حرمتِ نفسك من زيارتي في الخامس عشر من أغسطس لأنك لم تكوني هادئةً كفاية. لديك شخصيّة فرنسيّة حقيقيّة: فهم يريدون معرفة كلّ شيء قبل أن يتعلّموا ويفهموا كلّ شيء. لقد أتيتُ مرة أخرى البارحة وحرمتِ نفسك من زيارتي لأنني كنت أنتظر حركة خضوع وامتثال منك".



الظهور العاشر في بيليفوازان – في العاشر من سبتمبر 1876:

عاودت العذراء المقدّسة الظهور في العاشر من سبتمبر في الوقت نفسه تقريباً، لتمكث لفترة وجيزة قائلةً: "يجب أن يصلّوا؛ وسأريهم مثالاً". وعندما قالت ذلك، ضمّت يديها ثم اختفت. وما لبث أن دقّ جرس صلاة المساء.



الظهور الحادي عشر في بيليفوازان – في الخامس عشر من سبتمبر عام 1876:

ظهرت السيدة العذراء لإيستيل في هذه الليلة لتُعلمها أنه يجب عليها أن تحيى. لكنها وبّختها على أخطائها السابقة. وبالرغم من أن إيستيل لم تحيى حياة دنيويّة إلا أنها أٌثقلت بالندم على زلاّتها. وقالت لها العذراء بحزن:

"بإمكاني إيقاف ابني لكن ليس لفترة طويلة"



بدت حزينة عندما أضافت: "ستعاني فرنسا". لقد شّددت بنبرتها على هذه الكلمات ثم توقّفت وبعدها أكملت قائلةً: "تحلّي بالشجاعة والثقة". بعد ذلك وفي تلك اللحظة، خطر على بالي التالي: "إن قلت ذلك، ربما لن يصدّقني أحد"، لكن العذراء مريم فهمت ما كان يدور في بالي لأنها جاوبتني قائلة: "لقد قرّرت مسبقاً؛ سيصاب الذين لا يؤمنون بسوء عظيم، وسيسلّمون بحقيقة كلماتي فيما بعد". ثم بارحت المكان بهدوء.



الظهور الثاني عشر في بيليفوازان – في الأول من نوفمبر عام 1876:

ومن أربعة عشر يوماً الى الآن وبالرغم من كلّ جهودي المبذولة للتوقف عن التفكير في رؤية السيدة العذراء مجدداً، إلا أني لم أنجح في ذلك. وجرّبت شتّى الطرق لمنع نفسي من التفكير لكنّني فشلت، وقد كان قلبي يخفق بشدّة أملاً في رؤيتها مجدداً. وأخيراً اليوم، الذي يوافق يوم القدّيسين رأيت عزيزتي الأم السماوية مرة أخرى. وظهرت بطريقتها المعتادة، بيديها الممدودتين، مرتديةً ثوباً فضفاضاً ذاته الذي ظهرت به في التاسع من سبتمبر. وحينما وصلت حدّقت كالمعتاد بشيء لم أستطع رؤيته، ثم التفتت حولها دون التفوّه بأية كلمة. ثم حدّقت بي وتعابير الطيبة والسكون تظهر على وجهها.



الظهور الثالث عشر في بيليفوازان – في الخامس من نوفمبر عام 1876:

رأيت العذراء المقدّسة يوم الأحد الموافق الخامس من نوفمبر حينما قاربت الانتهاء من صلاة الورديّة. لقد فكّرت كم أني لا أستحق أن أستقبل العذراء وأن هناك أشخاص غيري أحقّ منّي بمباركاتها وأجدر منى في نقل عظمتها. لقد نظرت إليّ مبتسمةً وقالت: "لقد وقع اختياري عليكِ". أسعدني ذلك كثيراً !! وأضافت العذراء: "لقد اخترت الحليم واللطيف. كوني شجاعة إنّ وقت انتشار الخبر قد قرُبَ". بعد ذلك وضعت يديها بشكل متصالب على صدرها وبارحت المكان.



الظهور الرابع عشر في بيليفوازان – في الحادي عشر من نوفمبر عام 1876:

يوم السبت الموافق الحادي عشر من نوفمبر. وخلال الأيام العدّة الماضية شعرت بحافز يدفعني للذهاب الى غرفتي والصلاة. وفي العاشرة ليلاً حتى الرابعة صباح اليوم التالي كنت أصلي المسبحة و"أتفكّر بمريم العذراء الأكثر قداسة".. ثم جاءت العذراء. ووقفت هناك كما العادة بردائها الفضفاض ثم قالت لي: "لم تضيّعي وقتك اليوم، لقد عمِلتِ لأجلي". وكنت قد صنعت رداءً فضفاضاً. "يجب عليك عمل الكثير منه". وبعدها انتظَرَت الوقت المناسب، وتعابير وجهها تعكس ألماً وحزناً شديدين. ثم أضافت: "الشجاعة". ثم وضعت يديها بشكل متصالب على صدرها مغطّيةً الثوب بالكامل وذهبت.



الظهور الخامس عشر في بيليفوازان – في الثامن من ديسمبر عام 1876:

بقيت يوم الجمعة الموافق الثامن من ديسمبر في البيت في بيليفوازان لعدة ساعات وما زلت لا أستطيع التخلص من العواطف الجيّاشة في داخلي. لن أرى العذراء المقدسة مرة أخرى هنا على الأرض. لا أحد يفهم ما أنا فيه! وبعد القدّاس ظهرت العذراء بصورة رائعة الجمال ومختلفة عن سابقاتها من الظهورات! وباتّباعها للهدوء المعتاد قالت: "ابنتي هل تذكرين كلماتي؟" وفي تلك اللحظة كلّ شيء قالته لي في السابق خطر لي بصورة واضحة خاصةًَ: "إنني مملوءة بالرحمة وسيادة ابني. إن قلبه ينبض بالحب لقلبي... وبذلك سيلمس أكثر القلوب قساوةً من أجلي. لقد أتيت خصوصاً لأخلّص الخطأة. إن مخزون كنوز ابني لطالما كانت مفتوحة أمام الجميع فقط إن صلّوا. (وبالإشارة الى الثوب) أحببت هذا الإخلاص. إني ألتمس من الجميع أن يعمّهم السلام والسكينة .... أيضاً الكنيسة وفرنسا".



وفي سياق هذا الحديث أشارت العذراء الى أسرار أخرى. وخلال تلك الفترة بأكملها نظرت العذراء الى إيستيل وقالت: "كرّري هذه الأمور كثيراً، ستساعدك خلال قيامك بنشر تعاليمي وخلال المحن. لن تريني مجدّداً". فصاحت ايستيل: "ماذا سيحلّ بي يا أمي المقدّسة؟" ثم أجابتها: "سأكون معك، لكنك لن تريني". لقد رأيت صفوفاً من الناس تدفعني وتهدّدني، وقد جعلني ذلك أشعر بالخوف. فابتسمت العذراء المقدّسة وقالت: "لست بحاجة أن تشعري بالخوف منهم، لقد اخترتكِ لكي تنقلي عظمتي وتنشري الحب والتقوى". وبينما كانت تقول تلك الكلمات كانت تحمل بيديها ثوباً. وقد شجّعتني كثيراً فقلت: "أمي المحبوبة، هل من الممكن أن تعطيني هذا الثوب؟" وبدا أنها لم تسمعني. وقالت: "تعالي وقبّليه". فوقفت بسرعة وانحنت القديسة العذراء باتجاهي فقبّلت الثوب. وقد كانت هذه اللحظة أكثر اللحظات سعادةً في حياتي.


وبعد ذلك قالت السيدة العذراء بخصوص الثوب: "ستذهبين بنفسك الى المطران وتقدّمين له الثوب الذي صنعته، وقولي له أنه إن ساعدك فذلك سيسرّني خاصّةً عندما أرى أطفالي يرتدونه حينما يبتعدون عن كل شيء يهين ابني، وحينما يتناول الناس القربان المقدّس قربان محبّته، ويقومون بما يستطيعون لإصلاح الخراب الذي صنعوه بأيديهم. تأمّلي نعم الله التي سأنثرها على كلّ من يرتدي هذا الثوب وثوقاً بي وينشر هذه التقوى والمحبة". وبينما كانت تقول هذه الكلمات قامت بمدّ يديها فتساقط المطر وفي كلّ قطرة تساقطت كُتب فيها بشكل واضح نعمة: الصحة، الثقة، الاحترام، المحبة، القداسة، كل النعم التي يمكن للشخص أن يفكّر بها بقدر أكبر أو أصغر. وأضافت: "هذه النعم من ابني، لقد أخذتهم من قلبه. فهو لا يستطيع رفض أي شيء أطلبه منه". ثم سألتها: "أمي، ماذا أضع على الجانب الآخر من الثوب؟" فجاوبتني العذراء المقدّسة: "لقد خصّصت ذلك الجانب لنفسي، يجب أن تفكري بذلك ثم تقولي ما فكّرتي به الى الكنيسة التي بدورها ستقرّر". لقد شعرت أن الأم المقدّسة ستهمّ بالرحيل وذلك أشعرني بالحزن العميق. وقد صعدت ببطء، ناظرةً إليّ ثم قالت: "تشجّعي، إن لم يقم بعمل ما ترغبين به (كانت تتحدّث عن المطران) فالجئي الى الرب. لا تخافي، سأقوم بمساعدتك". ثم سارت بشكل نصف دائري في غرفتي واختفت في المكان الذي يتواجد فيه سريري.



شكراً لكِ أيتها الأم المحبّة، لن أفعل شيئاً من دونك








ايرلندا، 1879






تقع مقاطعة مايو في غرب ايرلندا، وقد عانت من محنة عظيمة في فترة 1870. حيث حدثت اضطرابات اقتصادية ومجاعات أدّت الى هجرة العديد من الإيرلنديّين. وفي تلك الظروف بعث الله أمه مرّة أخرى لزيارة أطفاله المظلومين.
وقع هذا الظهور في نوك في الواحد والعشرين من أغسطس من عام 1879، أي بعد ثمانية أعوام من ظهور العذراء في بونتمان في عام 1871. وبدا أن الظهورين متشابهين بشكل واضح، حيث أن كليهما قد حدثا في المساء وداما مدة ثلاث ساعات أو ما الى ذلك كما لم تُنطق أية كلمة في هذين الظهورين.



وفي مساء الخميس الموافق 21 من أغسطس عام 1879، كانت هناك امرأتان وهما ماري ماكلوغلين وماري بيرن من قرية نوك الصغيرة، تسيران تحت المطر راجعتين الى بيتهما مروراً من خلف الكنيسة. وهناك أمام جدار الكنيسة وقفت السيدة العذراء مريم، والقديس يوسف، والقديس جون المبشّر، وظهر مذبح وُضع عليه حمل وصليب. وكانت الملائكة تطير حول المذبح. نادت المرأتان أشخاصاً عدّة للمجيء الى الكنيسة. فرأوا هذا الظهور بأمّ أعينهم. وما رأته المرأتان مع الثلاثين شخصاً في ذلك اليوم، كان سيّدة جميلة ترتدي ثوباً أبيض وتاجاً لامعاً. وكانت يداها مرفوعتان كما في وضعية الصلاة. وكلّ من شاهد هذه المرأة عرف أنها مريم العذراء المقدّسة، والدة يسوع وملكة الملائكة. كما وصرّح القرويّون الذين لم يكونوا في مكان وقوع الظهور أنّهم شاهدوا ضوءاً مشرقاً يحيط بتلك المساحة حيث تقع الكنيسة. وفي تقارير لاحقة دوّنت شفاءات لا يمكن تفسيرها صاحبت الزيارة التي تمّت من قبل القديسين الى الكنيسة في نوك.



استجابت الكنيسة لسلسلة الأحداث هذه بصورة نموذجيّة. ووُضعت عمولة لجمع شهادات من رأوا ذلك الظهور وتمّ الاحتفاظ بالسجلات التي دوّنت فيها الشفاءات التي حدثت حتى عام 1936. وفي ذلك الوقت، أجاز غيلمارتن، رئيس أساقفة أبرشيّة تيام، نشر كتيّب يدعم الظهور الذي حدث في نوك. ومع الوقت نالت نوك تدريجياً الدعم الرسمي من الكنيسة الذي كلّل بالزيارة البابويّة في عام 1979. أما المعنى الرمزيّ للحمل، والصليب والمذبح فهو الموت القربانيّ للمسيح والقدّاس، وقد شوهدوا وراء القديسة مريم في الظهور الذي حدث في نوك، حيث كان التركيز موجّهاً عليها وعلى دورها كوسيطة. كما كان هذا الظهور مختلفاً عن غيره من الظهورات التي ووفق عليها. الاختلاف الأول هو عدد الأشخاص الذين ظهروا، فعادةً تظهر مريم فقط. أما الاختلاف الثاني هو النقص في الرسائل الشفهيّة. ففي الظهورات الأخرى كافةً ظهرت مريم حاملةً تحذيراً أو طلباً من الناس. والاختلاف الثالث هو العدد الكبير الذي شاهد هذا الظهور. وأخيراً، كان الظهور وجيزاً وحدث مرةً واحدة فقط لمدة ساعتين. وعادةً ما تكون هذه الزيارات متعددة. وتلك الاختلافات دعت البعض للشك أن الحدوث قد حصل فعلاً.



ومع انتشار الأخبار، توافد الآلاف من الحجاج السقماء الى نوك. وسجّلت حالات شفاء غير اعتيادية كثيرة. وقد ترك الأشخاص الذين شُفيوا عكّازاتهم وعِصيّهم في الموقع، وحاولوا نزع الجص والقليل من سمنت الجدار الذي تمّ الظهور أمامه كذخيرة في عام 1879 و1880. وفي خريف عام 1880، نُصب تمثالٌ للسيدة العذراء في المكان الذي ظهرت فيه. وقد أصبح هذا المكان مركزاً لتوافد الحجّاج: حيث يشق ما يقارت المليون ونصف زائر طريقه الى هناك سنوياً.



إن هذه المباركة التي حلّت على ايرلندا كانت متوقّعة، نظراً لإقامة الصلاة دوماً لمريم العذراء في تلك البقعة. وقد بُجّل القديس يوسف والقديس جون المبشّر وأحسّ الايرلنديون بتلك المحبّة: إن ظهور نوك لهو علامة عن ذلك الحب. ولطالما فهم الايرلنديون أنه لا يوجد شيء إلهي بالنسبة الى السيدة العذراء فهي ليست الإله. إن مريم العذراء المقدّسة هي إنسانة، وأخت للبشريّة إضافة الى كونها أمّ. لكنها والدة يسوع المسيح الإلهي والإنسان أيضاً. ولذلك فإنّ مريم هي والدة الله. ولا تملك طاقةً خاصة بها لكنها ستكون دائماً والدة أكثر الأشخاص الأقوياء الذين ساروا على هذه الأرض. ومريم العذراء الآن في السماء مع ابنها. وأحياناً تأتي الى الأرض كرسولة سماوية، مبعوثة من قبله وتظهر للناس. حينما تتحدّث العذراء مريم لا تجلب رسالة جديدة غير مذكورة ضمن التعاليم الكتابيّة للمسيح. كما أنها تقدّم لنا ابنها وتدعونا الى التوبة والرجوع الى الله والحزن من أجل الخطية.



تحرّت الكنيسة رسمياً عن الظهور في نوك في عام 1879، ومرة أخرى في عام 1936. وقد وجدوا أن كلّ من شهد كان صادقاً ولا يوجد هناك تناقض فيما قاله مع الإيمان. وقد كرّم أربع بابوات نوك. فكرّم البابا بيوس الثاني عشر اسم نوك في سان بيتر وزيّنه بميدالية مميزة في يوم جميع القديسين، 1945. وفي السنة المريمية، أعلن البابا عن عيد جديد وهو عيد ملكيّة مريم. أمّا البابا جون الثالث والعشرين فقد قدّم شمعةً مميّزة لنوك في عيد تطهير مريم العذراء في عام 1960. ولطالما اعتبر نوك كواحدة من المقامات البارزة المكرّسة لمريم العذراء. أمّا البابا بول السادس فقد بجّل حجر الأساس لكاتدرائية السيدة العذراء، ملكة ايرلندا في السادس من يونيو عام 1974. ووجّه السقماء وطاقم التمريض، وأقام القداس، وأسس مقام الكنيسة ككاتدرائية وقدّم شمعة ووردة ذهبية لهذا المقام، وأخيراً ركع وصلى بجانب الجدار الذي تمّ عنده الظهور.



حصلت معجزات




بعد عشرة أيام من الظهور، حدث الشفاء الأول. فتاة صغيرة ولدت صمّاء وقد مُنحت في ذلك اليوم نعمة السمع. وفي نهاية 1880 شُفي حوالي 300 شخص بشكل أعجوبيّ واضح. وقد سجّلت هذه الحالات في مفكّرة كاهن الأبرشيّة. وشهد أحد الحجّاج، الذي شُفي بفترة قصيرة بعد الظهور، أنه خلال سنوات عدّة شَهِدَ: "شفاء ما يقارب نصف دزينة من الحجاج في آن واحد، ورأى بأمّ عينه المقعدون يمشون، والعميان يبصرون، وحالات شفاء من ضمور البشرة". نرجو من مريم، والدة الله، امرأة الجلالة، منحنا القوة والشجاعة لنتحدى الشر ونضع أنفسنا في خدمة ابنها وملكوت عدالته ومحبته وسلامه. وأن نتلو دائماً:



"إلهى، افتح عيناي لأرى. واعطني القوّة لأستخدمها".



صلاة لسيدتنا سيدة نوك
سيدتنا سيدة نوك، ملكة إيرلندا

لقد أعطيتِ الناس الأمل في وقت الحزن

وواسيتهم في المحنة

وقد نفخت حياةً جديدة في العديد من الحجّاج

ليصلوا بثقة لابنك السماويّ،

مذكّرةً بوعده: "اطلبوا تعطَوا، ابحثوا تجدوا”.

ساعديني لأتذكّر أنّنا كلّنا حجّاج في طريقنا الى السماء.

املئيني بالمحبة والاهتمام بأخوتي وأخواتي في المسيح يسوع،

خاصةً الذين يعيشون معي.

ساعديني في مرضي أو وحدتي أو حزني.

علّميني كيف أشارك بشكل أكثر تبجيلاً في القدّاس المقدّس.

صلّي لأجلي الآن، وفي ساعة موتي.

آمين



"ووفق على هذا الظهور بالكامل من قبل المحكمة البابويّة في عام 1936"



ظهورات سيّدة فاطيما








فرانسيسكو ماركوس


وُلد في 11 يونيو من عام 1908 في فاطيما

تُوفي في 4 أبريل من عام 1919 في فاطيما

جاسِنتا ماركوس

وُلدت في 11 مارس من عام 1910 في فاطيما

تُوفيت في 20 فبراير من عام 1920 في ليزبون

لوسي دوس سانتوس

وُلدت في 22 مارس من عام 1907 في فاطيما
توفيت في 13 فبراير من عام 2005 في الدير الكرمليّ في كاومبرا، البرتغال




فاطيما 1917



استُهلّت ظهورات السيدة العذراء الستة في فاطيما والتي حدثت للوسيّا البالغة من العمر 10 سنوات وجاسِنتا البالغة من العمر 7 سنوات وفرانسيسكو البالغ من العمر 9 سنوات، بثلاثة ظهورات لملاك.



الظهور الأول للملاك في فاطيما

شاهد أطفالٌ رُعاة من فاطيما في ربيع 1916 ملاك السلام ثلاث مرات، والذي كانت مهمّته تهيئتهم لمجيء السيدة العذراء. وقد شرح لهم باستخدام الأمثلة كيفيّة الصلاة، والتبجيل الذي يجب عليهم إظهاره نحو الرب في صلاتهم.




الظهور الثاني للملاك في فاطيما

خلال صيف 1916، ظهر الملاك للمرة الثانية على الأطفال حاثٍثاً إيّاهم على الصلاة: "اتلو الصلاة وقدّموا التضحيات باستمرار للرب المقدّس". وقد قدّم نفسه كملاك البرتغال الحارس.



الظهور الثالث للملاك في فاطيما

في ظهوره الثالث والأخير على الأطفال في خريف 1916 في فاطيما، أعطاهم الملاك القربان المقدّس، وشرح لهم كيفيّة تناول جسد المسيح في القربان المقدّس: ركع الأطفال الثلاثة للتناول؛ فأُعطيَت لوسي خبز القربان المقدّس على اللسان وشارك الملاك دم المسيح وهو خمرة كأس القربان بين فرانسيسكو وجاسِنتا.



ظهور العذراء مريم الأول في فاطيما

ظهرت القديسة العذراء لأول مرة في فاطيما في الثالث عشر من شهر مايو من عام 1917. وقد كان الأطفال حينها يلهون ويبنون جداراً صغيراً حينما رأوا فجأة وميضاً من الضوء. فظنّوا أن هناك عاصفة آتية فقاموا بجمع قطيع الخراف ليأخذوه الى البيت. ثم رأوا مرة أخرى وميضاً من الضوء وبعد ذلك بوقت قصير، شاهدوا فوق شجرة السنديان سيدة مرتدية ثوباً أبيض وتشع وهجاً أكثر من الشمس. وكانوا بالقرب منها لدرجة أن الضوء قد أحاط بهم. وقالت السيدة الجميلة: "لا تخافوا، لن أؤذيكم". فسألتها لوسيّا: "من أين أتيت؟ وما الذي تريدينه منّي؟" فأجابت السيدة العذراء المقدسة: "جئت من السماء، كما أتيت لأطلب منكم الرجوع الى هنا في اليوم الثالث عشر من الشهور الستة القادمة في مثل هذا الوقت، وعندها سأعلمك من أنا وما أريده. ثم سآتي للمرة السابعة". بعد ذلك سألتها لوسيّا: "هل سأذهب الى السماء أيضاً". فأجابتها: "نعم". ثم سألتها عن جاسنتا؟ وأجابتها أيضاً بنعم. بعد ذلك سألتها عن فرانسيسكو؟ فقالت لها السيدة: "هو أيضاً، لكن يجب عليه أن يصلّي المسبحة لمرات عديدة". ثم سألتها لوسيّا عن الفتاتين اللتين تبلغان من العمر 16 و20 سنة واللتين توفّيتا حديثاً، إن كانتا في السماء. فأجابت العذراء: "الأولى هناك لكن الثانية لا".



كان هذا الظهور الأول الذي عرفوا من خلاله العذراء لأول مرة. ثم بدأت بعد ذلك العذراء بإعلامهم بسبب مجيئها. "هل ستقدّمون أنفسكم الى الله لتحملوا الآلام التي سيعطيها لكم من أجل إصلاح الإثم وهداية الخاطئين؟" فأجابوها ببراءة الطفولة وبساطة نبيلة "نحن نريد ذلك". "عندها ستعانون الكثير، لكن نعمة الله ستكون قوّتكم!"، وحينما قالت "نعمة الله" فتحت يديها فخرج منهما شعاع من نور قويّ، دخل الى صميم أرواحهم. وبهذه الطريقة، أرتهم أنفسهم في الله، الذي هو النور الذي دخلهم.



وقد قالت لوسيّا أنهم رأوا أنفسهم في ذلك الوقت أفضل من استخدام أي مرأة ممتازة لذلك. ودفعتهم قّوة داخليّة الى الركوع وترديد التالي: "باسم الثالوث الأقدس، الآب، والابن، والروح القدس، إننا نعبدك بعمق، ونقدّم لك أعظم جسد، ودم، وروح، وألوهية يسوع المسيح، المتواجد في جميع أوعية خبز القربان في العالم، من أجل إصلاح وتعويض اللامبالاة، والازدراء، وعدم التوقير الذي يظهره الناس اتجاه الأشياء المقدّسة والذي ضايق يسوع المسيح واعتبره من الآثام. ولأجل استحقاقات القلب المقدّس اللانهائية ، وقلب مريم الطاهرة، أرجو منك هداية الخطاة المساكين". وبعد وقت قصير، قالت السيدة العذراء: "صلّوا الورديّة يومياً لإحلال السلام في العالم ولإنهاء الحروب! وعند الانتهاء من صلاتها اتلوا الصلاة التالية: "يا يسوعي، اغفر لنا خطايانا. احفظنا من نار جهنّم وأرشد جميع الأرواح الى الجنة، خاصةً أولئك الأكثر احتياجاً الى رحمتك". ثم تحرّكت العذراء ببطء مبتعدةً نحو الشرق.




الظهور الثاني للعذراء في فاطيما

أخذ اللقاء الثاني مكانه في عيد القدّيس أنطوني في بادوا. وقد طلبت العذراء من الأطفال أن يصلّوا المسبحة يومياً. ووعدت بأخذ جاسِنتا وفرانسيسكو الى السماء (الجنة) قريباً. أما لوسيّا فسلّمتها مهمّة البقاء في هذا العالم لإقامة الصلاة وتكريس نفسها لقلب مريم النقي. وقد قالت واعدةً إيّاها: "سيكون قلبي النقي ملجأك والطريق الذي سيقودك الى الله". وفي تلك المناسبة منحت السيدة العذراء الأطفال رؤية أخرى لله كاشفةً عن قلبها النقي الذي أحاطت به الأشواك التي تعبّر عن الانتهاكات والإهانات التي أحدثتها أخطاء الانسانية، والبحث عن الإصلاح والتكفير لهم".



الظهور الثالث للعذراء في فاطيما

يعتبر هذا الظهور الذي حدث في الثالث عشر من يوليو الظهور الأكثر إثارةً للجدل من حيث الرسالة الموجّهة لفاطيما، فقد قدّمت خلاله العذراء سراً من ثلاثة أجزاء صانه الأطفال بحرارة. دار الجزأين الأولين عن رؤية لجهنّم ونبوءة الدور المستقبليّ لروسيا وكيفية الاتّقاء منه والذي لا يجب أن يُكشف عنه الى أن تكتبه الأخت لوسيّا في مذكّرتها الثالثة بطلب من المطران في 1941. والجزء الثالث الذي يسمّى عادةً بالسر الثالث، قد نُقل الى المطران الذي قام بدوره بإرساله دون الاطّلاع عليه الى البابا بيّوس الثاني عشر.



رؤية جهنم في فاطيما

كشفت لوسيّا بعد ذلك أن العذراء مريم وهي تروي كلماتها تلك، فتحت يديها وانطلق نورٌ منهما بدا وكأنه يتخلل الأرض وبذلك رأوا مشهداً مريعاً لجهنّم، مليئة بالشياطين والأرواح الضائعة وسط رعب لا يوصف. وقد كانت تلك الرؤية المشهد الأول من "سرّ" فاطيما، ولم يكشف عنه إلا بعد مرور بعض الوقت. نظر الأطفال عالياً الى وجه العذراء المقدسة الحزين وهي تتحدث إليهم بلطف: "لقد رأيتم الجحيم حيث تذهب أرواح الخطأة المساكين. لتحفظوهم، يريد الله أن تعم صلاة قلبي النقي على العالم وتزداد. إن قام الناس بعمل ما أخبرهم به، سينجوا الكثيرون وسيعم السلام، وستنتهي الحروب إن توقّف الناس عن تجديف الله. وإن لم يفعلوا ذلك، فخلال تولي الأسقف بيّوس الحادي عشر ستندلع حرب مريعة. وإذا رأيتم في ليلة ضوءاً غير معروف، اعلموا أنها إشارة من الله، سيعطيها ليُعلمكم أنه سيقوم بمعاقبة العالم على أخطائهم. وسيتم ذلك بالحرب، والمجاعة، واضطهاد الكنيسة والآب المقدّّس. وللاتقاء من ذلك، أطلب من روسيا أن تكرّس نفسها لقلبي النقي. وأن يتناولوا القربان المقدّس كل يوم سبت من بداية الشهر كإصلاح وتكفير عن خطاياهم. وإن فعل الناس كما أطلب والتفتوا الى كلماتي، فسينقلب الحال في روسيا وسيعمّ السلام. وإن لم يقوموا بذلك، فستنشر روسيا تعاليمها المزيّفة حول العالم، وستصبح الحرب واضطهاد الكنيسة أمراً محتماً. وسيستشهد الصالح؛ وسيعاني الآب القدوس الكثير؛ وستباد أوطان كثيرة. لكن في النهاية سينتصر قلبي النقي. وسيخصّص الآب المقدّس روسيا لي وستتحوّل وسيوهب السلام الى الإنسانية. أمّا في البرتغال فسيبقى الناس مخلصين. ولا تقولي ذلك الى أي أحد غير فرانسيسكو. وعندما تقومين بصلاة الوردية، قولي بعد كل بيت: "يا يسوعي، اغفر لنا خطايانا، ونجّنا من نار الجحيم، وخذ أرواحنا الى الجنة، خاصة هؤلاء الذين هم بحاجة ماسة الى رحمتك". ثم سألت لوسي: "هل تريدينني أن أقوم بأي شيء آخر؟" "لا أرغب بشيء آخر منك اليوم" ثم ابتعدت ببطء نحو الشرق، واختفت في السماء على مسافة بعيدة.



الظهور الرابع للعذراء في فاطيما

في الثالث عشر من أغسطس كان الأطفال حُبَساء في أوريم، والتي تبعد بضعة كيلومترات من فاطيما. حاولت جاسِنتا تقديم كل ما باستطاعتها لهداية الخطأة. والجدير بالذكر أنه في المرات التي كانت تظهر بها العذراء المقدسة وتذهب كان هناك عشرون ألف شخص في فاطيما يرون ويسمعون صوت رعدٍ ووميضاً متألّقاً من النور في السماء الزرقاء الصافية. وبعدها يبهت لون الشمس ويتحوّل الجو العام الى الغائم، مع لون أصفر شاحب، بينما تظهر سحابة مضيئة بشكلها الرائع وترفرف فوق شجرة السنديان، مكان حدوث الظهورات.


في التاسع عشر من أغسطس ظهرت السيدة العذراء في فاطيما للأطفال في قرية صغيرة بالقرب من فاطيما تسمى فالينوس. ومرة أخرى ظهرت فوق شجرة سنديان. وقالت لوسي: "ما الذي تتمنّينه منّي؟" فأجابتها السيدة العذراء:"أرغب منك المجيء الى كوفا دا إريا في الثالث عشر من الشهر القادم وإكمال صلاتك للوردية، وسأصنع معجزة في الظهور الأخير، وبذلك يؤمن جميع الناس". "ما الذي يجب علينا صنعه بالمال الذي يتركه الناس في كوفا دا إريا؟" "إن هذا المال مخصّص للاحتفال بيوم سيدة الورديّة، والمتبقي منه سيخصّص لبناء كنيسة". وعندما طلبت لوسيّا من العذراء شفاء بعض الناس السقماء. أجابتها السيدة العذراء: "خلال السنة القادمة سأشفي البعض. صلّوا! صلّوا! كثيراً واجلبوا قرباناً للخطأة، حيث أن العديد من الأرواح ستذهب الى الجحيم لأن لا أحد يقدّم نفسه لها أو يصلي لأجلها. صلّوا!" ثم ارتفعت العذراء مبتعدةً نحو الشرق.



الظهور الخامس للسيدة العذراء في فاطيما

انتشرت شائعات في الثالث عشر من سبتمبر مفادها أن الله سيقوم بفعل شيء خاص في هذ1 اليوم. وقد علّقت أم لوسي التي كانت في بعض الأحيان تضرب ابنتها ظناً منها أنها تتفوه بالكذب، كل آمالها على هذا النهار. لكن لم يحدث شيئاً يوضّح الظهورات. وقد زاد ذلك من وضع لوسي سوءاً في المنزل. لكن لوسي قدّمت ألامها الى الله كما علّمتها مريم "يا يسوعي، إني أقدم كلّ آلامي من أجلك، من أجل محبّتك ولإصلاح قلب مريم النقي المحاط بالأشواك ولهداية الخطأة". وقالت السيدة العذراء: "إن الله مسرور من صلواتك، لكنه يريدك أن ترتدي أحزمة الكفّارة فقط في الليل". وقام الأطفال بصنع هذه الأحزمة بأنفسهم.



الظهور السادس والأخير للعذراء مريم في فاطيما

في يوم الثالث عشر الماطر من شهر أكتوبر من عام 1917 في فاطيما، ظهرت العذراء الخفية للمرة السادسة والأخيرة على الأطفال. وحضر في تلك الأمسية أكثر من سبعين ألف شخص الى فاطيما. ولم يستطع أحداً رؤيتها سوى الأطفال وصرّحت بأنها مريم المقدّسة. وأعلنت للأطفال عن الأسرار الثلاثة وظهورها التالي. فجأة، توقّفت الأمطار وانقشع الغيم ليكشف عن الشمس. وبدأت الشمس تدور وكأنها ستقع! وقد صرح بذلك شهود عيان في وقت لاحق. واعتقد الناس بأن نهاية العالم قد حانت إلا أن الشمس قد اتخذت موقعها الطبيعي في السماء. وعُرف أن هذه الظاهرة قد حدثت مرتين.



معجزة الشمس في فاطيما

يمكن وصف معجزة الشمس التي شاهدها جميع الناس بإيجازٍ بالكلمات التالية. بعد هطول الأمطار الغزيرة، تحول لون السماء الى الزرقة، واستطاع الناس النظر الى الشمس بسهولة، والتي بدأت تدور حول نفسها كعجلة من نار وبدأت تبعث إشعاعات رائعة من الضوء بكل أصناف الألوان. وبدا الناس والتلال والأشجار وكل شيء في فاطيما كأنه يبعث هذه الألوان الجميلة. ثم توقّفت الشمس عن الدوران لبرهة بعدها حدث الشيء الجميل عينه مرة أخرى. وقد تكرّر أيضاً للمرة الثالثة. لكن فجأة تفكّكت الشمس من السماء واتّجهت الى الأرض بحركة متعرّجة. ومع اقترابها ازداد حجمها أكثر فأكثر وبدت وكأنها ستسقط على الناس وتسحقهم. فخاف الجميع وسقطوا على الأرض مُصلّين طالبين من الله الرحمة والمغفرة.


بعد ذلك، عاد كل شيء الى طبيعته والناس الذين ركعوا على الطين أدركوا مدى بذاءتهم. ورجعوا الى الأطفال مطلقين عليهم وابلاً من الأسئلة. واستمر ذلك طوال الليل قبل أن يسمحوا للأطفال بأخذ قسطٍ من الراحة، على أن يكملوا حديثهم في اليوم التالي.



موت فرانسيسكو وجاسنتا

بعد ذلك بدأت التساؤلات وحاول الناس جعل الأطفال يبوحون بالأسرار التي أخبرتهم بها السيدة العذراء المقدسة. لكنهم لم ينالوا مرادهم حيث قالت جاسنتا الصغيرة: "أُفضل الموت عن البوح بالأسرار". وبعدها بوقت ليس بطويل ماتت جاسنتا في العشرين من يناير من عام 1920 وحيدةً في مستشفى في ليزبون، كما قالت السيدة العذراء لها سابقاً.

ومات فرانسيسكو في السنة السابقة لوفات جاسِنتا، في الرابع من أبريل من عام 1919. أما لوسي فقد توفيت هذه السنة 2005 في الثالث عشر من فبراير. وقد قالت السيدة العذراء للأخيرة أنها ستعيش طويلاً لأن الآب المقدّس قد اختارها لتكون مكرّسة له ولتنشر ما تريده سيدتنا العذراء وتزيد من الصلاة والعبادة لقلبها النقيّ.





الظهور الذي حدث في العاشر من ديسمبر من عام 1925

في العاشر من ديسمبر من عام 1925، ظهرت القديسة مريم للوسي في بونتيفيدرا، مع طفلها في سحابةٍ من ضوء. وقال الطفل: "استمدّي الرحمة من قلب امك المقدسة، المحاط بالأشواك التي تعبّر عن الناس غير الشاكرين الذين ما يزالوا يطعنون قلبها. ويستمرون في عمل ذلك دون أن يزيل أي أحد منهم الأشواك عن طريق العودة الى الله". ثم قالت السيدة العذراء: "ابنتي، انظري الى قلبي المحاط بالأشواك التي وخزني بها الناس غير الشاكرين بلغتهم المجدّفة ونكرانهم للجميل. هل تستطيعين إراحتي وتجعليهم يعلمون بأن كل من حضر القدّاس في أول يوم سبت من كل شهر لمدى خمسة أشهر متتالية، واعترف وتناول القربان المقدس، وصلى الوردية. وقام بتخصيص دقائق ليتفكّر بأسرار الوردية سيعوّض وسأهبه الرحمة التي هو بحاجة إليها ساعة موته.



الظهور الأخير في السادس من يونيو من عام 1929

بوركت جاسنتا خلال مرضها بظهورات عديدة من القديسة مريم كما حدث مع لوسي أيضاً بالرغم من عدم معرفتنا كيف حدث ذلك نظراً لعدم إفصاح لوسي عن ذلك للجميع. لقد قالت ما طلبت منها السيدة العذراء قوله فقط. وخلال الثلاث سنوات التي كانت تعترف فيها للأب غونكلاف ، تعرّفوا فيها على بعضهم البعض جيداً. وقد قالت لها السيدة العذراء أن الوقت قد حان للكنيسة لتُكرّس روسيا نفسها للعذراء وتعلن الوعد بعودتها الى الرب. وقد طلب كاهن الاعتراف من لوسيّا أن تكتب أمنيات سيدتنا العذراء.



عندما قالت السيدة العذراء في ظهورها الذي حدث في الثالت عشر من يوليو من عام 1917: "سآتي للسؤال عن تكريس روسيا نفسها للرب". قامت بفعل ذلك في الثالث عشر من يونيو من عام 1929، حينما ظهرت على لوسي في كنيسة دوروثياس، في مدينة تاي في أسبانيا. "إن أمي السماويّة وكاهن الاعتراف قد أعطوني الإذن لأخبر عن ساعة التقديس التي قمت بها يوم الخميس في الساعة الحادية عشر حتى منتصف الليل. ففي إحدى الليالي كنت راكعة لوحدي أصلّي في الكنيسة صلاة الملائكة. وكنت أحس حينها بالتعب فأكملت الصلاة ويدي ممدّدتين. وكان مصباح الكنيسةهو مصدر النور الوحيد. وفجأةً ملأ الكنيسة بأكملها ضوء طبيعيّ قويّ، وظهر صليب من نور امتد ليصل الى حافة المذبح. و شاهدت في الجزء العلوي منه وجه شخص والجذع العلويّ من جسده. وأمام صدره كان هناك نور لطيف وجسد إنسان أخر مسمّر على الصليب. وأسفل خصره تدلّي كأس القربان وكان فوقه قربانة كبيرة تتساقط منها قطرات دماء مصدرها من وجه المصلوب وبعض قطرات دماء من الجرح في صدره. هذه القطرات تدحرجت من خبز القربان الى كأس القربان. وتحت اليد اليمنى من الصليب وقفت سيدة فاتيما حاملةً بيدها اليسرى قلبها النقي وكان خالياً من السيف أو الأزهار لكن لم يخلُ من تاج الشوك واللهب. وتحت اليد اليسرى للصليب، ظهرت بعض الأحرف الكبيرة وكأنها ماء صافية بلّوريّة تدفّقت نحو المذبح مكوّنةً الكلمات التالية:

"الرحمة والمحبّة"

البابا في فاطيما

وتُكمِل لوسيّا حديثها قائلة: "بعد ذلك استلمتُ تفاصيل أكثر عن سر الثالوث الأقدس، وهو سرّ لن أقوم بالبوح به". ثم قالت سيدتنا العذراء: "حان الوقت الآن للبابا ليدعو جميع الأساقفة من جميع أنحاء العالم لينضمّوا إليه ليكرّسوا روسيا لقلبي النقي. وقد وعد الله بحفظ روسيا إن قاموا بفعل ذلك. وبذلك سَيَدين الله بعدالته الصالحة أرواحاً عديدة بسبب الخطايا التي ارتكبوها بحقّي. ويُفسّر ذلك سبب طلبي منكم الإصلاح والتكفير. كرّسي نفسك للصلاة لهذه الغاية!!!". وقد أقيم احتفال جاسِنتا وفرانسيسكو وهم طفلا فاطيما اللذان ظهرت لهما السيدة العذراء، في الثالث عشر من مايو من عام 2000 حينما زار البابا جون بول الثاني المَقام في فاطيما في احتفال خاص. وقد كشف الفاتيكان أيضاً عن السر الثالث.



أُصيب فرانسيسكو وجاسِنتا بالحمى الأسبانيّة. وتوفّي فرانسيسكو في الرابع من شهر أبريل من عام 1919 في فاطيما عن عمر يناهز العاشرة بينما توفيت جاسِنتا في العشرين من فبراير من عام 1920 في الساعة العاشرة والنصف بتوقيت غرينتش في ليزبون عن عمر يناهز التاسعة.



أما الأخت لوسي دوس سانتوس، آخر الأطفال الثلاثة التي أعلنت عن رؤيتها للعذراء مريم في 1917 في فاطيما، البرتغال. فقد تُوفّيت في الثالث عشر من فبراير من عام 2005 عن عمر يناهز السابعة والتسعين.





"هذه الظهورات التي حدثت في فاطيما قد ووفِق عليها من قبل المحكمة البابويّة في أكتوبر 1930"



هروب العائلة المقدسة من مصر


زوسيما في دير قرب نهر الأردن

عاشت في القرن الرابع الميلادي وروى سيرتها راهب قس في أحد أديرة فلسطين ويدعى زوسيما. عاش هذا القديس في أحد الأديرة 53 سنة، وبدأت تحاربه أفكار العظمة فأرسل الله له راهبًا اقتاده إلى دير قرب نهر الأردن وأمره أن يقضي فيه بقية حياته.

كان رهبان هذا الدير من النساك الكبار الذين أضنوا حياتهم بالنسك، وكان الدير قريبًا من البرية التي أمضى فيها السيد المسيح الصوم الأربعيني، وكانت عادة رهبان هذا الدير أن يقضوا فترة الصوم الأربعيني في هذه البرية خارج الدير ولا يعودون إليه إلا يوم أحد الشعانين. كان الرهبان يتناولون الأسرار المقدسة بعد قداس الأحد الأول من الصوم ثم يخرجون للبرية، وهكذا فعل زوسيما.

رؤيته مريم المصرية

قبيل نهاية الصوم وهو في طريق عودته إلى الدير أبصر شبحًا فظنه في بادئ الأمر شيطانًا ورشمه بعلامة الصليب، ولكنه تحقق بعد ذلك أنه إنسان. أسرع زوسيما - رغم شيخوخته - نحو هذا الإنسان لكنه كان يجري منه، فكان يصرخ إليه أن يقف. فتوقف هذا الشبح ودخل في حفرة في الأرض، فتكلم هذا الشخص المجهول وناداه باسمه وقال له أنا امرأة، إن أردت أن تقدم خدمة لخاطئة فاترك لها رداءك لتستتر به واعطها بركتك. تعجَّب زوسيما لأنها نادته باسمه وترك لها رداءه فوضعته على جسدها وسألته أن يباركها فقد كان كاهنًا، وزاد عجبه حين علمت بكهنوته وطلب هو منها أن تباركه وتصلِّي عنه. سألها باسم المسيح أن تعرِّفه شخصيتها ولماذا أتت إلى هذا المكان وكيف استطاعت أن تبقى في هذه البرية الموحشة المخيفة، وكم لها من السنين وكيف تعيش؟

القديسة تروي قصتها

بدأت تعترف بخطاياها، وقالت له لا تفزع من خطاياي البشعة بل فيما أنت تسمعني لا تتوقف عن الصلاة لأجلي. وبدأت تروي قصتها.

قالت أنها مصرية من الإسكندرية، ومنذ سن الثانية عشر بدأ ذهنها يتلوث بالخطية من تأثير الشر الذي كان سائدًا، وما كان يمنعها من ارتكاب الخطية الفعلية إلا الخوف المقترن بالاحترام لوالدها، لكن ما لبثت أن فقدت أباها ثم أمها فخلا لها الجو وانحدرت إلى مهاوي الخطية الجسدية الدنسة. أسلمت نفسها للملذات مدة سبع عشرة سنة، ولم يكن ذلك عن احتياج سوى إشباع شهواتها.

وفي أحد الأيام وقت الصيف رأت جمعًا من المصريين والليبيين في الميناء متجهين إلى أورشليم لحضور عيد الصليب المقدس، ولم تكن تملك قيمة السفر في إحدى السفن الذاهبة إلى أورشليم، لكنها وجدتها فرصة لإشباع لذاتها مع المسافرين. ونظرت إلى الأب زوسيما بخجلٍ وقالت له: "أنظر يا أبي قساوتي. أنظر عاري. فقد كان الغرض من سفري هو إهلاك النفوس".

سافرت مع زمرة من الشبان وحدث ما حدث في الطريق، وأخيرًا وصل الركب إلى أورشليم وارتكبت شرورًا كثيرة في المدينة المقدسة. أخيرًا حلَّ يوم عيد الصليب واتجهت الجموع إلى كنيسة القيامة وكان الزحام شديدًا، ولما جاء دورها لدخول الكنيسة، وعند عتبتها وجدت رِجلَها وكأنها مُسَمَّرة لا تستطيع أن تحركها وتدخل، وكانت هناك قوة خفية تمنعها من الدخول، وكررت المحاولة أكثر من مرة دون جدوى.

أحسَّت أنها الوحيدة المطرودة من الكنيسة فالكل يدخلون بلا عائق أو مانع. عندئذ اعتزلت في مكان هادئ بجوار بوابة الكنيسة وانتهت في فكرها إلى أن منعها من الدخول يرجع إلى عدم استحقاقها بسبب فسادها. انفجرت في البكاء وتطلعت فأبصرت صورة العذراء فوق رأسها، فصرخت في خزي: "يا عذراء إني أدرك مدى قذارتي وعدم استحقاقي لأن أدخل كنيسة الله، بل إن نفسي الدنسة لا تستطيع أن تثبت أمام صورتك الطاهرة. فيا لخجلي وصغر نفسي أمامِك".

طلبت شفاعة العذراء من كل قلبها ووعدت بعدم الرجوع لحياتها الماضية، وطلبت إليها أن تسمح لها بالدخول لتكرم الصليب المقدس، وبعدها سوف تودِّع العالم وكل ملذاته نهائيًا وطلبت إرشادها.

أحسَّت أن طلبتها استجيبت وأخذت مكانها بين الجموع، وفي هذه المرة دخلت كما دخل الباقون بلا مانع ولكنها كانت مرتعدة. سجدت إلى الأرض وسكبت دموعًا غزيرة على خشبة الصليب المقدسة وقبَّلتها، وأخذت تصلي - دون أن تحس بالوقت - حتى منتصف النهار. طلبت في أعماقها معونة الله بشفاعة العذراء أن تعرف ماذا تفعل، فسمعت صوتًا يقول لها: "اعبري الأردن فهناك تجدين مكانًا لخلاصِك".

أمضت تلك الليلة قرب الكنيسة وفي الصباح سارت في طريقها، فقابلها رجل أعطاها ثلاث قطع من الفضة وقال لها: "خذي ما أعطاكِ الله". توقفت عند خباز واشترت ثلاث خبزات وطلبت إليه أن يرشدها إلى الطريق المؤدي للأردن. عبرت باب المدينة وأحسَّت أنها تغيرت، ووصلت إلى كنيسة على اسم يوحنا المعمدان قرب النهر، وهناك أخذت تبكي وغسلت وجهها بماء النهر المقدس ودخلت الكنيسة واعترفت بخطاياها وتناولت من الأسرار المقدسة. عبرت الأردن وطلبت شفاعة العذراء وأخذت تسير في الصحراء القاحلة حتى وصلت إلى المكان الذي تقابلت فيه مع القديس زوسيما، وكانت قد أمضت به 45 سنة وكان الله يعولها.

محاربتها

بناء عن سؤال القس زوسيما أخذت تروي أخبار محاربتها. فقالت أنها أمضت سبعة عشر عامًا في حروب عنيفة مع الشهوات الجسدية كما لو كانت تحارب وحوشًا حقيقية، وكانت تمر بذاكرتها كل الخطايا والقبائح التي فعلتها، وعانت من الجوع والعطش الشديدين. ومما قالته: "مرات كثيرة أخرى كانت تهاجمني آلاف الذكريات الحسية والأفكار الدنسة، وكانت تجعل في قلبي آلامًا شديدة بل كانت تجري في عروقي مثل جمر مشتعل، حينئذ كنت أخُّر على الأرض متضرعة من كل قلبي. بل كنت أحيانًا كثيرة أبقى على هذا الوضع أيامًا وليالٍ، إلى أن يحوطني النور الإلهي مثل دائرة من نار لا يستطيع المجرب أن يتعداها.

وكانت العذراء معينة لي بالحقيقة في حياة التوبة، فكانت طوال هذه المدة تقودني بيدها وتصلي من أجلي. ولما فرغت الخبزات كنت آكل الحشائش والجذور التي كنت أجدها في الأرض".

أما عن ملابسها فقد تهرَّأت من الاستعمال، وكانت حرارة الشمس تحرق جسدها بينما برودة الصحراء تجعلها ترتعد لدرجة أنها كان يُغمى عليها. وقالت له أنها منذ عبرت الأردن لم ترَ وجه إنسان سواه، وقالت أن الله لقَّنها معرفة الكتب المقدسة والمزامير.

القس زوسيما يباركها

ولما انتهت من كلامها انحنت أمام القس زوسيما ليباركها، وأوصته ألا يخبر أحدًا عنها وطلبت إليه أن يعود إليها في يوم خميس العهد من العام التالي ومعه التناول المقدس، وقالت أنها ستنتظره عند شاطئ الأردن.

تناولها

وفي الصوم الأربعيني المقدس في العام التالي خرج الرهبان كعادتهم، أما زوسيما فكان مريضًا بالحمَّى على نحو ما أخبرته مريم في لقائها معه. وبعد قداس خميس العهد حمل القس زوسيما جسد المسيح ودمه الكريمين، كما أخذ معه بعض البقول والبلح وذهب لينتظر مجيء القديسة عند شاطئ النهر.

انتظرها طويلاً وكان يشخص نحو الصحراء، وأخيرًا رآها على الضفة المقابلة ورشمت بعلامة الصليب على مياه النهر وعبرت ماشية على الماء. وإزاء هذه الأعجوبة حاول القديس زوسيما أن ينحني أمامها لكنها صاحت: "أيها الأب أيها الكاهن ماذا أنت فاعل؟ هل نسيت أنك تحمل الأسرار المقدسة؟"

حينئذ تقدمت وسجدت بخشوع أمام السرّ المقدس وتناولت من الأسرار المقدسة. وبعد قليل رفعت يديها نحو السماء صارخة: "الآن يا سيد تطلق عبدتك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك".

طلبت إليه أن يحضر إليها في العام القادم ويتقابل معها في المكان الذي تقابلا فيه أولاً، وطلبت إليه أن يصلي عنها، ورشمت على النهر بعلامة الصليب وعبرته راجعة واختفت من أمامه.

نياحتها

في العام التالي وفي الموعد المحدد توجه إلى المكان الذي التقيا فيه أولاً، ووجدها ساجدة ووجهها متجهًا للشرق ويداها بلا حركة ومنضمتان في جمود الموت، فركع إلى جوارها وبكى كثيرًا وصلى عليها صلوات التجنيز. وحتى هذه اللحظة كان لا يعرف اسمها، ولكن عندما اقترب منها ليفحص عن قرب وجهها وجد مكتوبًا: "يا أب زوسيما ادفن هنا جسد مريم البائسة واترك للتراب جسد الخطية هذا، صلّي من أجلي".

اكتشف أنها تنيحت بالليل بعد تناولها من الأسرار المقدسة، ويقال أن ذلك كان سنة 421م.

عاد زوسيما إلى ديره وهو يقول: "حقًا إن العشارين والخطاة والزناة سيسبقوننا إلى الملكوت السماوي". وكانت سيرتها مشجعًا أكثر على الجهاد. وتعيِّد لها الكنيسة القبطية في يوم 6 برمودة من كل عام.


HeroRomany غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2008, 11:48 PM   رقم المشاركة : [3]
زائر
 
افتراضي

شكرا يا رومانى جدااااااااااااااااااا ليك


  رد مع اقتباس
قديم 11-13-2008, 10:04 AM   رقم المشاركة : [4]

 
افتراضي

اشكرك على تعبك


خادمه الرب يسوع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-13-2008, 12:13 PM   رقم المشاركة : [5]
مشرف منتدى الميديا

الصورة الرمزية medhat atef
 
افتراضي

مجهوووود رائع بجد

شكرا ليك


التوقيع:






منتديات الانبا تكلا هيمانوت





قسم الميديا المسيحية





Dohaaaaaaaaa
medhat atef غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فضائل السيدة العذراء العدرا أمي منتدى السيده العذراء مريم 0 02-07-2011 04:18 PM
ظهور صورة العذراء علي زجاج نافدة كنيسة السيدة العذراء بالزيتون jesus's girl منتدى السيده العذراء مريم 5 09-08-2010 01:02 AM
سؤال بخصوص ظهورات العذراء بنت الانبا تكلا منتدى السيده العذراء مريم 2 11-27-2008 03:54 PM
معجزة السيدة العذراء koko power منتدى المعجزات 5 11-27-2008 12:42 AM
تاريخ صوم السيدة العذراء بنت الانبا تكلا منتدى السيده العذراء مريم 9 08-21-2008 04:31 AM


الساعة الآن 03:56 AM


† هدف خدمتنا: "‎ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب‎" مزمور 34 : 8 †
† مبدأ خدمتنا: "ملعون من يعمل عمل الرب برخاء‎" ارميا 48 : 10 †
† شعار خدمتنا: "ليس لنا يا رب ليس لنا لكن لاسمك أعط مجدا‎" مزمور 115 : 1 †