أهمية الصداقة والمحبة

«وأيضاً رأيت تحت الشمس: موضع الحق هناك الظل، وموضع العدل هناك الجور!» «وإن غلب أحد على الواحد يقف مقابله الاثنان، والخيط المثلوث لا ينقطع سريعاً» (الجامعة 16:3 – 12:4).


نلاحظ في هذا الجزء ما يلي:
في (عد 19 – 21) يلاحظ سليمان أن هناك وجه تشابه بين الإنسان والحيوان وهو أن الجسد يرجع إلى التراب وهذا يجعلنا ألا نفتخر بأجسادنا أو بأعمالنا الجسدية. لكن الفارق كبير من جهة الروح (عدد 21) وإن لم يكن منظوراً حيث تصعد روح الإنسان إلى فوق إلى أبي الأرواح بينما تنزل نفس الحيوان إلى الأرض حيث تموت مع الجسد وتتلاشى عند الموت. وهذا الفرق بين روح الإنسان وروح الحيوان ولهذا السبب يجب أن «نهتم بما فوق» (كولوسي 2:3).
في (عدد 9 – 12) يوضح سليمان مظهراً آخر من مظاهر بطلان هذا العالم ألا وهو أنه كلما ازداد الناس في الحصول على الأشياء العالمية ازدادوا طمعاً فيها. ونلاحظ كيف وصف سليمان البخيل الذي يجعل نفسه عبداً لعمله رغم أنه لا يعول أحداً وليس له أقارب فقراء، كما لا يفكر في الزواج خوفاً من أن هذا يثقل كاهله.
ويؤكد سليمان أن البخل لا ينشأ إلا من رغبة الإنسان في أن يعيش لنفسه وأن عشرة الناس والائتناس بهم شر. وأوضح سليمان أن «اثنان خير من واحد» لأنهما يتمتعان بسعادة لا يمكنهما الحصول عليها لو افترقا كما أن كل خدمة يقومان بها لا بد أن تعود على كليهما بالمنفعة «لأن لهما أجرة لتعبهما صالحة».
ويستنتج سليمان أو الوحدة شر عظيم «ويل لمن هو وحده» فهو يعرض نفسه للأخطار التي كان من الممكن أن يدفعها عنه أصدقاؤه. كما أن الذين يعيشون لأنفسهم فقط لا يمكن أن نعتبرهم أنهم يحبون الله. فحاجة الإنسان للمعاونة المستمرة تستلزم وجود الصداقة. إنه خير لشخصين أن يرافقا بعضهما بعضاً في السفر لأنه إن تصادف ووقع أحدهما فإن الآخر يقيمه. في حين لو سافر الواحد بمفرده وسقط فقد يفقد الحياة لاحتياجه لمن يقيمه. كما أنه إن وجد العدو إنساناً له رفيق «يقف مقابله الاثنان».


صلاة: يا رب ساعدني لكي أحب الكل وأهتم بالشركة مع المؤمنين.

يا رب ساعدني لكي أحب الكل وأهتم بالشركة مع المؤمنين.
شكرا ساسو ربنا يعوض تعب محبتك

موضوع جميل اوي يا ساسو