منتديات الانبا تكلا هيمانوت
 
jquery Ads




العودة   منتديات الانبا تكلا هيمانوت > منتدى البابا > منتدى قداسة البابا كيرلس وحبيبه مار مينا

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-16-2010, 08:57 PM
الصورة الرمزية Misho Fayez
Misho Fayez غير متواجد حالياً
مشرف منتدى الملاك ميخائيل

 


avatakla البابا كيرلس رجل فوق الكلمات



مقدمة الحلقات
من عند الله كان هذا وهو عجيب فى أعيننا .هناك يقال قد أكثر الرب الصنيع لهؤلاء .وقد أكثر الرب الصنيع إلينا فصرنا فرحين بما أنعم به الله علينا بتقدمة الأب الرسولى السيرة , الأيوبى الصبر ,الداودى القلب السليمانى الحكمة , الموسوى الرعى .لقد أشرق الله برئاسته أنوار الشريعة وافنائها . وأقام بتعليمه من سقط من أبناء البيعة وما وها من بنيانها. وأظهر فى أيامه فضائل كهنتها وأراخنتها ورهبانها . صاح مناديه ... يسعد مباديه .والكهنوت قد آمنه الله عليه . والكهنة قد وجدوا ما يتبررون به من عواديه والبيعة قد استخلف الله عليها من استحق أن يقام على الكثير لما وجد أمينا فى القليل فوض الله أمرها إلى الطبيب الحاذق المتفضل بالدواء على العليل . قد أقام الله لنا راعى ورفعه عنه ببصيرته ما نزل بحظيرته من الفنا . فلله الشكر الذى رضى الله بأبينا عن أرضه وغفر ذنوب شعبه ورفع عنا شدة غضبه ووجيع ضربه . وأقام علينا رجل الله المقتدر على التعزية رجل الصلاة والقداسات رجل القداسة والإيمان رجل التواضع والمحبة . الرجل الذى لا يتوانى فى الموهبة الى أؤتمن عليها ولا يستريح المتخذ مرآه إلهيه للناظرين بالمسيح . لقد شيد الله ما بناه من مجد الأب الروحانى . الملاك الأرضى والإنسان السمائى النور المضئ الوكيل الأمين . الشارح المبين . الراعى الصالح . التاجر الرابح . الزارع المفلح . الملح المصلح . الصياد المنجح . البطريرك الأنبا كيرلس السادس الذى جلس على كرسى البشير مارمرقس عمدة الدين . قدوة المؤمنين .معاضد الحوريين إمام خراف اليمين . وسيط اللاهوت هيكل المسيح وحرس أبناء البيعة الأرثوذكسية برعيه المستقيم . وشرف أفواه كهنتها بإكرازها باسمه الكريم . وخلص شعبه بدعائه الذى لا يثبت فيه شر ولا يقيم . وحفظ بتعليمه الصحيح وداوى به السقيم . بركة صلواتك تكون معنا يا أبانا البابا كيرلس السادس بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية رقم 116 فى تاريخ باباوات الإسكندرية .


الحلقة الاولى من سلسلة البابا كيرلس رجل فوق الكلمات
متى ولدت يا ابانا المبارك؟

--- ولدت فى 8 أغسطس 1902 بمدينه دمنهور.لأب عاش على تعاليم الكنيسة مواظبا على الصلاة حريصا على الصوم .كان أبى " يوسف" كريما مضيافا مشهودا له بحسن السيرة وجمال الصوت , كما كان شماسا يقضى وقت فراغه فى تعليم الشمامسة الصغار الألحان والكتابة والحساب , أو يقضيه معنا فى البيت يردد على مسامعنا سير القديسين الذين كان يزين دارنا بالكثير من صورهم . الأمانه والصدق والإيمان كانت صفاته الأساسية التى ساعدته على ازدهار تجارة رجل من كبار الملاك كان يعمل لديه ومضاعفة المحاصيل الزراعية لأرضه فأحبه وأعزه. لقد كانت أسعد لحظات حياته حين يجمعنا ليقرأ لنا فى الكتاب المقدس .
أما والدتى فقد كانت سيده طيبة وأمينه حريصة على تنمية الالفة والترابط بيننا كأسرة .كما كانت حريصة على تلبية طلباتنا جميعا.

وماذا عن طفولتك ؟

--- فى الرابعة من عمرى كان يتردد على زيارتنا القمص تادرس البراموسى مع مرافق له اسمه ساويرس حيث كان ضعيف البصر . وكنت أرتاح وأأنس لهذا الراهب وأمضى كل وقتى أمرح بجواره , بل كثيرا ما كان يأخذنى لأنام على ركبتيه مما كان يدفع والدتى للحضور وحملى قصرا إلى فراشى معتذرة للقمص عن مضايقاتى له , وكان يصر على أن يبقينى فى حجره قائلا لها " دعيه لأنه من نصيبنا".
ماذا كان يعنى القمص تادرس بهذا القول ؟

--- كان يعنى –كما علمت من أبى بعد أن كبرت – أن الرهبنه سوف تكون من نصيبى وأن هناك دلائل أخرى أكدت ذلك.

تقصد احتجاجك على والديك فى صغرك عندما رأيت أصناف الطعام على المائده فى يوم رفاع الصوم الكبير فثرت وقلت لأمك أمام أبيك "إننا نأكل الطعام الفاخر وبجوارنا عائلة الكردى فقيرة محتاجة الى العيش الحاف ألا يحسن أن نهديهم هذا الطعام من أجل المسيح الذى سنصوم من أجله باكرا". لقد انشرح قلب والديك لشعورك النبيل وذهبت بالطعام لعائلة الكردى فاستقبلتكم بالدهشة والاستفسار . ولما عرفوا أنك صاحب الفكرة يا "عازر " قبلوك ودعوا لك.

--- يقولون إنه كان لا يحلو لى أن ألبس بدلة جديدة إلا وفوقها مريلة من القماش الاسود اللامع .. كما أن فقيه القرية الشيخ أحمد غلوش إقترح على والدى أن أذهب إليه فى الكتاب فى العطله الصيفية ومعى إنجيلا لأدرس فيه فأعطانى والدى إنجيل يوحنا مكتوب بحروف كبيرة وقد حفظنى اياه الشيخ أحمد مما أدهش الجميع.

متى إنتقلت أسرتك إلى الاسكندرية ؟

--- عندما عمل والدى وكيلا لدائرة أحمد يحى باشا , وكانت الدائرة مركزا من مراكز الحركة الوطنية ومقرا لرجال الوفد بالاسكندرية .

ونحن لا نغفل أن أبناء أحمد يحى باشا هم أمين وعبد الفتاح الذى أصبح رئيسا لوزراء مصر . وهما من دعائم الحركة الوطنية فلا غرو إن كنت قد أظهرت وانت فى شبابك حبك لمصر وتفانيك لخدمة وطنك.

---لقد كان ذلك مع بداية دراستى للمرحلة الثانوية.

إنتظرونا فى الحلقة الثانية من الحوار مع قداسة البابا كيرلس السادس بعنوان "البابا كيرلس السادس .. ووظائف تقلدها "


التوقيع:




التعديل الأخير تم بواسطة Misho Fayez ; 12-17-2010 الساعة 08:07 AM.
رد مع اقتباس
قديم 12-16-2010, 11:25 PM   رقم المشاركة : [2]
مراقب عام و مشرفة منتدى الشباب والشبات
الصورة الرمزية jesus's girl
 
افتراضي

الله عليك يا مشمش انا هتابع معاك كل الحلقات
بركة البابا كيرلس تكون معانا امين


التوقيع:





jesus's girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-16-2010, 11:45 PM   رقم المشاركة : [3]
مشرف المنتدى الاخبارى

 
افتراضي

حلو قووووى يا ميشو
البابا كيرلس ده شفيعى وحبيبى
يالا كلنا مستنين باقى الحلقات
ربنا يعوض تعب محبتك


التوقيع: [flash1=http://www.ava-takla.com/up//uploads/files/ava-takla-335dc8c5b3.swf]width=400 height=350[/flash1]
بنت الست العدرا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-17-2010, 06:48 AM   رقم المشاركة : [4]
مشرفة منتدى سير القديسين

الصورة الرمزية little angel
 
افتراضي

تحححفة يا مشمش قووووي ..انا مستنية بااقي الحلقات

ميرسي لتعبك الجميل


التوقيع:











little angel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-17-2010, 10:04 PM   رقم المشاركة : [5]
مشرف منتدى الملاك ميخائيل

الصورة الرمزية Misho Fayez
 
avatakla الحلقة الثانية

البابا كيرلس .. ووظائف تقلدها
الحلقة الثانية من سلسلة البابا كيرلس رجل فوق الكلمات
ما الوظائف التى تقلدتها يا أبانا ؟
--- التحقت بشركة كوكس شبينج للملاحة.

هل لك أن تلقى الضوء على عملك فى هذه الشركة ؟
--- كان المدير العام للشركة استراليا متشددا فى معاملته للموظفين , فخافوه وتجنبوا مقابلته ,وكانت هوايته الوقوف على رأس السلم فى مواجهة الباب العمومى لمراقبة حضور الموظفين صباحا. كانت أعمالى تبدأ الساعة التاسعة صباحا فكنت فى طريقى أتوجه الى الكنيسة المرقسية يوميا قبل ذهابى للعمل . وتصادف يوما عند عند توجهى للعمل بالمدير العام واقفا على السلم . فصعدت وحييته . سألنى عن سبب تأخرى فى الحضور فعرفته بمنتهى الهدوء أن عملى يبدأ فى التاسعة كل يوم وتركته بكياسة وأدب

لقد قال المدير لرأيسك المباشر حينذاك وكان اسمه " ألفريد فاضل" وهو لبنانى الجنسية , إنك علمته كيف يحترمك , وأعجب برباطة جأشك وحسن تصرفك وأنك لم تتجنب مقابلته كما فعل زملاؤك .

--- لقد كنت ملتزما بالمواعيد مدققا أمينا فى العمل.

هل من مثال للأمانة فى العمل ؟

--- كلفت يوما بالإشراف على الاجراءات الجمركية الخاصة بأمتعة قائد إنجليزى كبير عائد إلى بلاده , فوجئت عند فتح الحقائب فى صالة التفتيش بوجود حافظة نقود القائد فى طيات ملابسه , سلمها لى المفتش عدت إلى الشركة وطمأنت المدير العام على إنهاء الاجراءات وسلمته حافظة النقود , وكان القائد يجلس إلى جوار المدير فانفرجت أساريره وأخذها منه شاكرا.

وقدم لك مائة جنيه استرلينى مكافأة على أمانتك .

--- رفضت أخذها بأدب رغم إلحاحه علىّ وقلت له إنه يجب ألا يكون هناك مقابل مادى للأمانه .

لقد ازداد إعجاب المدير العام بك, فزاد مرتبك عشرة جنيهات , وكان لهذا القرار صدى كبير بين زملاؤك , إذ لم يمض على منح العلاوات الدورية سوى شهر.

--- أشكر الرب أننى قد تدرجت فى عملى محوطا بالتقدير والثقة من الجميع. وأصبحت أتقاضى مرتبا كبيرا يحسدنى عليه أقرانى.

مؤكد أنك كنت سعيدا بالمرتب الكبير وتدرجك بالعمل , فكل الظروف تؤكد أنك سوف تكون يوما مديرا ناجحا.

--- لقد ظللت خمسة أعوام فى العمل ... حياتى خلالها بعد الانتهاء من العمل الذى أؤديه على خير وجه.وفى وقت الفراغ أواظب على الذهاب إلى الكنيسة لحضور القداسات والصلوات ... أمضى الليل فى حجرتى ساهرا أقرأ فى الكتاب المقدس أو أصلى ... كنت أستاء عندما أجد أفراد أسرتى يضيعون وقتهم فى السمر والمزاح.

حتى إنك كنت تقول لهم باسما " كفاكم ملأتم الهواء كلاما". وتحول الجلسة إلى تأمل فى تعاليم الله.. وبالطبع لا تغفل أنك منعت أهل منزلك من دخول حجرتك أو معرفة محتوياتها لمده خمسة أعوام ... لماذا ؟

--- لقد كنت أعتبر حياتى فى هذه الغرفة تدريبا على حياة القلالى والوحده وفى غفلة من الأسرة جهزت نفسى لحياة أفضل ... جهزت ملابس الرهبنة ولوازمها.

معنى ذلك أنك أعددت العدة لاستقالتك من الشركة ؟

--- فعلا تقدمت للمدير بطلب استقالة موجزة كتبت فيها " بما أن لدى أعمالا هامة لا يسعنى أن أتخلى عنها , أتقدم اليك باستقالتى من العمل وأرجو أن يتم قبولها حتى نهاية يونيو 1928.

هل تم قبول الاستقالة بسهولة ؟

--- مع الأسف لقد اتصل المدير بشقيقى حنا وطلبه للحضور وسأله عن السبب الذى لأجله قدمت استقالتى ... ولكن أخى لم يكن يعرف أى شئ عن هذه الاستقاله , ووعد المدير أنه عندما يعرف سوف يخبره , وعرض المدير على أخى أن يبلغنى استعداده تعيينى فى وظيفة أحسن بمرتب أكبر .

وماذا حدث عندما عاد أخوك إلى البيت وعرّفهم بالاستقاله ؟

--- لقد حاول الأهل بكل الطرق أن يقنعونى بالعدول عن الرهبنه وأبقى فى العالم وأعيش مع المسيح .... ولكننى رفضت بشده .

وقلت لهم أيهما أفضل ... حياة البر والقداسة والسعاده الحقة , أم حياة الشقاء والكد والتعب فيما لا ينفع , وماذا يفيد الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. ؟

--- لقد تضافر الاهل والاقارب والاصدقاء لاقتلاع فكرة الرهبنة من قلبى ناصحين إياى بالحرص على ما وهبنى الله من توفيق فى عملى بالشركة, ولكنهم لم يفلحوا . وأشكر الرب أننى قد انتصرت على اغرائهم ونصحهم واشفاقهم علىّ.


إنتظرونا فى الحلقة الثالثة من الحوار مع قداسة البابا كيرلس وسوف تكون بعنوان " البابا كيرلس .. وكيف طرق باب الرهبنة "
أذكرونى فى صلاتكم


التوقيع:



Misho Fayez غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-19-2010, 05:04 AM   رقم المشاركة : [6]
مشرف منتدى الملاك ميخائيل

الصورة الرمزية Misho Fayez
 
افتراضي

البابا كيرلس .. وكيف طرق باب الرهبنة

الحلقة الثالثة من سلسلة البابا كيرلس رجل فوق الكلمات

كيف طرقت باب الرهبنة؟



--- توجهت لمقابلة الانبا يوأنس مطران البحيرة والمنوفيه ووكيل الكرازة المرقسية , والتمست منه أن يقبلنى راهبا .ولما كان قداسته يعرف أبى وأخى فقد طلب منى أن يحضروا ويوافقا على طلبى الرهبنة. عدت الى البيت حزينا فى تلك الليلة .



وتصور الأهل أن هناك صراعا نفسيا فى داخلك نتيجة تضارب رغباتك وظنوا أن الفرصة سانحة ليثنوك عن عزمك وتستمر فى عملك.



--- وعرفونى أن مدير الشركة وعد أن يمنحنى علاوة استثنائية وأعادوا على مسامعى نصائحهم , فاضطررت لمصارحتهم بأن حزنى مرجعه الحقيقى رفض الأنبا يوأنس رهبنتى ما لم يوافق أبى.



ولما كان والدك يعرف أنك لن تتراجع عما اعتزمت فاقترح عليك أن تتقدم للأسرار المقدسة ثم تصنع بعد ذلك ما يرتاح اليه ضميرك ولن يعارضك فيه أحد.



--- كان أب إعترافى القمص يوحنا جرجس الكبير رجلا ذا مشورة صالحة محبوبا من شعبه وكان يدعونى " عازر المبروك " قابله والدى وأحاطه بما انتويت . فتناقش معى القمص يوحنا وقربنى من الاسرار الالهيه .



وبعد الانتهاء من القداس أخبر القمص والدك أنه من صالحك ومن الخير لك أن يساعدك على اتمام قصدك لأنك تعلم طريقك جيدا . ورسمت لنفسك سبيلا مستقيما من زمن بعيد .



--- لقد صحبنى أبى وأخى إلى الأنبا يوأنس وأنا فرحا مسرورا.



فيما ناقشك الأنبا يوأنس بعد أن ذهبت إليه مع والدك ؟



--- لقد ظهر عليه الرضا غير أنه ناقشنى بحزم وشده مبينا لى متاعب الرهبنة ومشقاتها ووعورة حياتها وما سيحيق بى من ألام وإهانات وما سيلحق بى من تجارب.



وبماذا أجبته ؟



--- قلت له كل هذه رسمتها أمامى , كما أننى مارست طريق الرهبنة بكل حرص منذ خمس سنوات فى بيت أبى .. وكل ما سوف يصادفنى لن يكون جديدا علىّ .



ومع ذلك عاود وقال لك يا ابنى إنى أرى أولاد المدن لا يحتملون مشقة الرهبنة والقليل منهم الذى ينجح فى هذا الطريق .



--- قلت له رجائى بالله قوى وأنا أؤمن لو باركتنى يا سيدنا وسألت لأجلى القوة والتوفيق فسوف أنجح والمسيح نفسه ليس بظالم ولا ينسى تعب المحبة.



وهنا باركك الانبا يوأنس وقال سأهيئ لك سبيل الانخراط فى الرهبنة .



--- تهللت فرحا وانحنيت أمامه ساجدا عدة مرات وعدت مع والدى ممتلئ بالسعادة.



ماذا قلت لأبيك وأخيك وأنتم فى طريق العوده؟



--- الحقيقة أن موافقة الأنبا يوأنس بقدر ما أسعدتنى وأفرحتنى بقدر ما أثارت الألم فى نفس والدى بحكم أنه شماس وقارئ كثيرا عن الرهبنه ومتاعبها, فنظرت إلى أبى وقلت له " من أنا الحقير يا والدى ؟" وأين أنا من مقام أولاد الملوك مكسيموس ودوماديوس اللذين تركا ملك العالم محبة فى ملك السماء . ابتسم أبى وحضنى إلى صدرى وقبلنى. وبعد أن وصلت إلى البيت وعرفت أمى بالخبر وعرف أخى ميخائيل . فحاول أبى أن يخفف وقع الخبر وقسوته عليهما حتى قبلوا الأمر الواقع , أما أنا بدأت أحضر نفسى منتظرا تعليمات الأنبا يوأنس بتحديد ميعاد السفر للدير ... ومع ذلك لازمت الرهبان الذين كانوا يدرسون بالكلية اللاهوتيه بالاسكندرية . كما بقيت مده صوم الرسل ملازما الكنيسة ليلا ونهارا.



هل لنا أن نعرف ماذا عملت يوم عيد الرسل فى 12يوليو 1927 ؟



--- ذهبت إلى الكنيسة مبكرا أحمل على كتفى قفة كبيرة مملوءة فطيرا أعدته العائلة بمناسبة عيد رئيس الملائكة ميخائيل . ورفضت أن يحمل القفة أحد غيرى أو أستقل عربة بها . لقد استكثرت علىّ الأسرة أن أحمل القفة وأنا أرتدى بدلة وطربوشا وأسير هكذا فى الطريق ويرانى الناس على هذا الحالى .



ماذا قلت لهم ؟



--- قلت لهم :ألم يحمل رسل المسيح الأطهار كل منهم قفة مملوءة من الكسر مما فضل من الخمس خبزات؟ ووصلت الكنيسة ووزعت الفطيؤ معلنا اغتباطى برضى الله وقبولى لأسلك طريق الرهبنة .


إنتظرونا فى الحلقة الرابعة من الحوار مع قداسة البابا كيرلس وسوف تكون بعنوان " البابا كيرلس ... وإلتحاقه بدير البراموس"


التوقيع:



Misho Fayez غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-21-2010, 04:45 AM   رقم المشاركة : [7]
مشرف منتدى الملاك ميخائيل

الصورة الرمزية Misho Fayez
 
افتراضي البابا كيرلس .. والتحاقة بدير البراموس

الحلقة الرابعة من سلسلة البابا كيرلس رجل فوق الكلمات
البابا كيرلس .. والتحاقه بدير البراموس
متى التحقت بدير البراموس؟



--- استدعانى الأنبا يوأنس وحدد لى ميعاد السفر إلى دير البراموس مع القس بشارة البراموسى وزوده بخطاب توصية لأمين الدير ليقبلنى فى سلك الرهبنة وزكانى بشهاده حسنة عنى وعن عائلتى .



بالطبع فى صباح يوم 27 يوليو 1927 بكرت ورتبت متاعك وتوجهت لمحطة السكة الحديد , وكان فى وداعك الكثيرون من الأهل والأصدقاء .



--- ومنهم أيضا رئيسى المباشر " ألفريد فاضل" الذى أبلغنى تحيات مدير عام الشركة الذى كرر على مسامعى بأنه محتفظ لى بعملى وأستطيع العوده له فى أى وقت أشاء دون عائق .



أعتقد أن هذا القول من ألفريد فاضل أثار ضحكك ... فكل الدلائل تؤكد سعادتك لقبولك بسلك الرهبنة وأنه لا رجعة فى قرارك .



--- هذا صحيح ... المهم استقلينا قطارا من إيتاى البارود إلى الخطاطبة وقطار الجبل إلى الهوكارية فوصلنا مع الغروب . وكان فى انتظارنا رهبان من الدير ومعهم دواب لحمل الأمتعة , وسرنا فى الجبل قرابة الساعة والربع ووصلنا الى الدير.



ماذا حدث عندما نزلت من القطار فى الهوكارية ؟



--- لقد وجدت الكمسارى لا يرتدى طربوشا وعندما سألته السبب أجاب أنه لا يملك ثمنه , فأعطيته طربوشى , كما أعطيت جاكت البدلة للسائق ووعدته بإرسال القميص والبنطلون له بمجرد وصولى للدير , وفعلا أرسلتهما له مع شخص كان عائدا من زيارة الدير .



لقد أردت أن تؤكد بهذا العمل أن قرارك الرهبنة لا رجعة فيه .



--- وصلنا دير البراموس الساعة الثامنة واعتقد الرهبان أننى أحد كبار الزوار فاستقبلونى بحفاوة بالغة ودقوا الأجراس وغسلوا لنا الأرجل كما هى عادة الرهبان .

لقد كان هذا اللقاء بهذه الحفاوة ينبئ بعظم شأنك المستقبلى .



--- فور وصولنا الدير قدمنى القس بشارة لأمين الدير القمص شنوه على أننى زائر من الاسكندرية من أبناء الأنبا يوأنس .



لقد أنزلت بقصر الدير , وأدار ماكينة الكهرباء لينير لك القصر . وقدموا لك العشاء.



--- فى صباح اليوم التالى سلم القس بشارة خطاب الأنبا يوأنس لأمين الدير وعرف منه أننى طالب رهبنة ولي بزائر , ودق جرس الدير وحضر جميع الرهبان عند سماعهم دقاته .



واستبشروا خيرا وقالوا انك أول طالب رهبنة يقابل بهذه الحفاوة ولابد أن يكون لك شأن يذكر .



--- أرشدنى أمين الدير إلى قلاية خصصها لى لأقيم فيها , وكانت خالية متروكة منذ زمن طويل وتحتاج إلى الكثير من النظافة , كما أرشدنى إلى المكان الذى يوضع به الخبز لأخذ منه حاجتى ثم أمضى.



كم كان عمرك عندما وصلت إلى الدير طالب الرهبنة.؟



--- لقد كنت فى الخامسة والعشرين من عمرى .



ماذا قال أمين الدير للقس بشارة بخصوصك ؟



--- تقصد حين كان القس بشارة متلهفا للاطمئنان علىّ, وخاصة أنه لم يقدم لى أحد من الدير أى مساعدة , لقد نبهه أمين الدير أن يتركنى وشأنى فترة قصيرة من الزمن ليظهر أثار ما لقيته من معاملة فى نفسى وليعلم قدرتى على تحمل صعاب الطريق الجديد.



ماذا كنت تعمل فى أيامك الأولى فى الدير ؟



--- كنت مواظبا على الصلوات فإذا ما دق جرس نصف الليل فأقوم متوجها الى الكنيسة لأشترك فى التسبحة والصلاة وأعود الى قلايتى نحو السابعة صباحا .دون أن أختلط بالرهبان.



ألم يفتقدك أحد من الرهبان بالدير أو سأل عنك فى الايام الاولى بإعتبارك طالبا للرهبنة ليرى كيف حالك ؟



--- في مساء احد السبوت وكان قد مضى على مقدمى أيام معدودة .فوجئت بمن يطرق باب قلايتى لقد كان أمين الدير والقس بشارة ومعه القمص بشاى والقمص باسيليوس والقمص عبد المسيح المسعودى . وكلهم من شيوخ الدير .دخلوا القلاية وأعجبوا بترتيبها الجميل وتعجبوا مما رأوا كما أنهم من حديثهم عرفت أن سرورهم كان عظيما عندما وجدوا القلاية نظيفا ومكنوسا ومرشوشا.



لقد قال ابونا عبد المسيح المسعودى " أصله حارت ومستنى السيل .." ماذا كان يعنى بذلك ؟



--- كان يقصد أننى أعددت ذاتى لقبول سيل نعمة الله .



هل هناك أعمال أخرى كنت تقوم بها من الدير ؟



--- طحن الغلال وعمل الخبز وعجن القربان ... قارنا كل هذا بمداومتى على الصلاة والتناول من الاسرار المقدسة ودراسة الكتب المقدسة وكتابات الاباء.



بعد أن احتفل الرهبان بمستهل سنة الشهداء واستعد الآباء طلبة الكلية اللاهوتية لمغادرة الدير والسفر الى الاسكندرية .. لماذا أحضرك أمين الدير وعرفك بميعاد سفرهم ؟



--- كى يعطينى فرصة أخيرة للعوده معهم أو البقاء فى الدير .



وماذا قلت له ؟



--- تصحبهم السلامة ورائدهم التوفيق أما أنا فاسمح لى أن أسير فى الطريق الذى بدأته ويقينى أن الله لا يترك طالبيه .



لقد أشار عليك القمص عبد المسيح أن تصدر مجلة دينية بالدير فماذا أسميتها ؟



--- أسميتها مجلة ميناء الخلاص... لقد كنت أكتبها بيدى رغم أن عدد النسخ لم يكن يقل عن 50 نسخة مكتوبة . مكونة من 12 صفحة .





تعاونت فى كل أمر , وخففت عن الشيوخ أثقال الاعمال وتوليت خدمة الضعيف منهم واعتنيت بالمريض دون أن تبغى مديحا زائفا.



--- لقد كان مما اعتنيت به مكتبة الدير , رتبت كتبها ولازمت القراءة . كما انكببت على كتابات مار اسحق السريانى العظيم فأرشدنى كيف اسلك الطريق ومن شدة شغفى بهذه الكتابات نسختها فى خمس مجلدات جلدتها تجليدا حسنا وعاودت نسخها اربع مرات طمعا فى زيادة المعرفة .



ما هو تاريخ سيامتك راهبا ؟



--- 25 فبراير سنة 1928 .



ما هو سر تسميتك بالراهب مينا ؟



--- الحقيقة اننى تمنيت أن اسمى باسم حبيبى مارمينا , وحدث فى ذلك اليوم أن الآباء بالدير قرروا ان يسمونى على حسب قديس اليوم فى السنكسار وكم كانت صدفة عظيمة ,. فقد كان رسم القديس مينا الراهب وهو بخلاف مارمينا العجايبى .



متى رسمت قسا يا أبانا ؟



--- فى يوم الاحد 18 يوليو سنة 1931 .


انتظرونا فى الحلقة الخامسة من الحوار مع قداسة البابا كيرلس بعنوان " البابا كيرلس والدراسة بكلية اللاهوت ".





التوقيع:



Misho Fayez غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-22-2010, 10:08 PM   رقم المشاركة : [8]
مشرف منتدى الملاك ميخائيل

الصورة الرمزية Misho Fayez
 
افتراضي البابا كيرلس السادس .. والدراسة بكلية اللاهوت

البابا كيرلس ... والدراسة بكلية اللاهوت
الحلقة الخامسة من سلسلة البابا كيرلس رجل فوق الكلمات

لقد كنت أحد الذين وقع عليهم الاختيار للدراسة فى كلية الرهبان اللاهوتية فى حلوان, فهل لنا أن نعرف جانبا من حياتك فيها ؟



--- لقد أطعت مرغما الذهاب لكلية الرهبان , لأننى كنت أحب حياة العزلة فى الدير , ومع ذلك انتظمت وأظهرت تفوقا ملحوظا . واخترت زميلا أنست اليه وارتاحت نفسى لمصاحبته وهو القمص كيرلس الأنبا بولا .وقد رتبت معه أن نقوم برفع بخور عشية كل ليلة , وإقامة القداس فى الصباح الباكر قبل البدء فى الدراسة وسار هذا النظام أياما.



ولكن هذا الترتيب لم يعجب الرهبان الدارسين فقاموا ليلا وهدموا الفرن الذى كنت معتادا خبز القربان فيه .



--- استيقظت مبكرا وعجنت القربان وعند الثالثة صباحا ذهبت لأخبزه فإذا أجد الفرن متهدما , فأيقظت القس كيرلس وتشاورت معه لإيجاد حل لهذه المشكلة .



وواتك فكرة نفذتها فى الحال .فما هى ؟



--- ذهبت الى صاحب مخبز افرنجى يقع فى مواجهة بيت الرهبان , وطلبت منه أن أخبز القربان عنده فرحب الرجل . وقمت بالعمل بنفسى فى إتقان أثار إعجاب صاحب المخبز وأقيم القداس كالمعتاد.



ماذا كان يقصد الرهبان بهدم الفرن ؟



--- طبعا عدم خبز القربان وبالتالى نتقاعس عن عمل القداسات اليومية .



ولكنك فوّت عليهم الفرصة , وعرضت مع صديقك القس كيرلس الأمر على مدير الكلية القمص ميخائيل مينا .فعقد مجمعا من الآباء الرهبان وأقروا عمل قداس يومى نظم حوله جدول الخدمة. لقد كان القداس اليومى أساسيا فى الكلية اللاهوتية وأصبح متمما لبرنامج الدراسة وصارت العسة فرصة سانحة للآباء لإلقاء كلمة الوعظ .



--- لقد أثنى علينا المسئولون وكان سرورهم بالغا بالقداسات اليومية بالكلية والعظات التى كان الآباء يلقوها فى العشية .

مت رشحت للأسقفية ؟



--- ذات يوم حضر الأنبا يوأنس إلى كلية الرهبان اللاهوتية , وكانت نوبة رفع بخور عشية من نصيبى , فوقفت وألقيت عظة فى وجود الأنبا يوأنس استغرقت ساعة كاملة , لقد أعجب منها البابا وسر منها وما أن إنتهيت من العظة حتى تقدمت لطلب البركة من البابا حسب الطقس .



فأثنى عليك ثناء مستطابا وبارك جهودك ودعى لك أن تكون عامودا فى هيكل الرب .



--- ثم أفصح البابا عن رغبته لمدير الكلية فى رسامة مطران للغربية والبحيرة وصرح له أنه يود لو رسمنى أسقفا لهذا الكرسى . لقد زف إلىّ القمص ميخائيل هذه البشرى ظنا منه أنها ستنال استحسانى .



إلا إنك عدت إلى قلايتك مهموما , ثم التقيت بصديقك العزيز القس كيرلس الأنبا بولا وهمست له بعزمك على السفر إلى دي الأنبا شنودة رئيس المتوحدين . بسوهاج لتحيا هناك حياة الوحدة .



--- لقد تعب معى كثيرا القس كيرلس , لقد ظل طوال الليل يحاول أن يثنينى عن عزمى وأن أسلم أمرى لله وأطيع وأقبل هذه الموهبة ولكننى أصررت على عزمى , واستقليت القطار الى سوهاج ومنها توجهت الى الدير .



لقد سبب اختفاؤك انزعاجا وقلقا , خاصة ان القس كيرلس كتم الأمر فى نفسه , واستدعى شقيقك وسألوه عن مكان إقامتك وطلبوا اليه البحث عنك حتى لا تنال غضب البابا .



--- لقد رجع أخى الى القس كيرلس الأنبا بولا وتوسل إليه بالدموع أن يكشف له سر اختفائى فتحنن قلبه وعرفه بالحقيقة .



وبعد جهود مشكورة بذلت , رجعت لتلقى عتابا ولوما بالغى القسوة من الأنبا يوأنس .



--- نعم , ثم كشفت للبابا عن رغبتى فى الوحده , وقد قدر البابا هذه الرغبة وصرح لى بالرجوع إلى الدير لأستريح , وأن أتبع الطريق الذى يرسمه لى أبى ورائدى القمص عبد المسيح المسعودى .

إنتظرونا فى الحلقة السادسة من الحوار مع البابا كيرلس بعنوان "البابا كيرلس ..ورحلة التوحد فى المغارة "


التوقيع:



Misho Fayez غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-24-2010, 01:04 AM   رقم المشاركة : [9]
مشرف منتدى الملاك ميخائيل

الصورة الرمزية Misho Fayez
 
avatakla البابا كيرلس .. ورحلة التوحد فى المغارة

البابا كيرلس السادس ...ورحلة التوحد فى المغارة
الحلقة السادسة من سلسلة البابا كيرلس رجل فوق الكلمات

أعتقد يا أبابا المبارك أنه بموافقه البابا الأنبا يوأنس على عودتك الى دير البراموس ,بدأت رحلة التوحد.



--- ليس بهذه السهولة , فقد اجتمع مجمع الرهبان وحاولوا إقناعى بالعدول عن دخول الوحده خوفا علىّ من مخاطرها الروحية .فمنهم من قال لى إن كثيرين من الرهبان الذين أمضوا فى الرهبنة ثلاثين عاما او أربعين عاما فشلوا فى سلك طريق الوحده فما بالك أنت يا ابن الثلاثين سنة الذى لم يمضى على رهبنتك خمس سنوات , ومنهم من اتهمنى بمحاولة الهروب من المسئوليه سواء كانت فى الكلية او فى الدير .. ومنهم من لمح لى بالمخاطر الجسدية ممثلة فى وحوش وثعابين سامة وأجمعوا فى النهاية بأنهم لا يوافقون على توحدى.



هل نزلت على رأيهم ؟؟



--- لقد تحملت بصبر هذه الحملة العنيفة , ورفعت عينى الى السماء طالبا من الرب يسوع أن يمدنى بما أتكلم به مع أبائى .



وقلت لهم فى هدوء إنك تعتز بمحبتهم وغيرتهم عليك , والتمست منهم كابن طائع خاضع لرأيهم وهم الذين قطعوا شوطا كبيرا فى طريق العباده ويعلمون من اسرار هذا الطريق الذى تتوق إليها نفسك أكثر مما تعلم بأن الرب يسوع يهيئ لك السير فى هذا الطريق الضيق المؤدى للحياة لكل طالبيها بضمير نقى وفكر خالى من جميع الشهوات.



--- وطلبت منهم أن يطمئنوا , وسأكون الابن الخاضع للإرشاد والنصيحة ولن أقدم على عمل أو أسير خطوة دون ارشاد من أبى الروحى.



لقد اتجهت الأنظار الى رائدك القمص عبد المسيح المسعودى ليسمعوا رأيه .



--- لقد قال لهم أبونا عبد المسيح ألا يخافوا من ذهابى الى المغارة , وأن يطمئنوا علىّ لأن الله بقوته وقدرته سوف يمسك بيدى ويهدينى الطريق .



وأنه قد اطمأن لتصرفاتك لأنك تسير فى طريق الرب بحكمة الشيوخ وبقلب مؤمن , وأنه رأى بعين الإيمان أنك ستنجح فى طريقك لأنك مفروز من بطن أمك لهذه النعمة .



--- مع الأسف ما أن انتهى القمص عبد المسيح من ابداء الرأى , حتى انبرى أحد الشيوخ الرهبان – وكان يحبنى – سائلا اياه : ألست أنت لك أربعين سنة فى طريق الرهبنة , هل فكرت يوما أن تسير فى طريق الوحده , بل هل فكر أحد شيوخ الرهبان فى الدير فى سلك طريق هذا الطريق .



وطلب اليه راجيا أن يتركك أيها الراهب الصغير وشأنك , وأن ينصحك أن ترجع الى الكلية اللاهوتية لتنال شهادتها وتعود لخدمة الدير حتى يشاء الله أن يعطيك رتبة حسنة كمن سبقك من الآباء.



--- غير أن القمص عبد المسيح أجابه بروح الوداعة بأن يدعنى أسير فى طريقى ولا تغلبه عاطفه الشفقة والمحبة فتمنع عنى نعم الله .



لقد كان الموقف صعبا , ساد الصمت لحظة قام بعدها القمص شنوده والقمص باسيليوس والقمص باخوم والقمص جورجيوس والقمص لوقا وقالوا بلسان واحد فلتكن مشيئة الرب ولتسلم يا أبونا مينا لعناية الله وارشاد أبيك القمص عبد المسيح المسعودى والله أمين وعادل وسيهديك الى سبيل البر ويقودك الى طريق السلامة .



--- لقد صرخت فرحا مهللا ليكن اسم الرب مباركا .وقدمت مطانية لآبائى واخوتى وسجدت ثلاثة سجدات اعترافا بمحبتى لهم .



وبتوحدك فى مغارة تبعد عن الدير ثلاثة كيلوا مترات يا أبانا القس مينا البراموسى بداية مرحلة جديدة صرت فيها شريكا للملائكة فى تسبيح الله وتمجيد اسمه القدوس لذلك ألتمس من قداستك أن نقدمها للمحبين ليحصلوا على بركتها يا سيدنا الحبيب.



--- المغارة تبعد عن الدير مسافة ساعة سيرا على الأقدام كانت فيها مضى سكنى للقمص صرابمون البراموسى رئيس الدير السابق مساحتها 6*8 متر منحوتة فى الصخر لعمق ثلاثة امتار .



لقد ودعك الآباء وهم يدعون لك بالتوفيق .



--- وأخذت عهد عليهم ألا يزورنى أحد وألا يهتم بى أحد متعهدا بأن أحضر للدير مساء كل سبت لأشارك فى صلاة العشية , ولأتمكن من التقرب من الاسرار المقدسة صباح الأحد.



من المؤكد أن عودتك إلى الدير فى نهاية الأسبوع الأول لتوحدك كى تحضر العشية قد أثار فضول الرهبان وكثرت أسئلتهم عن عما رأيت وكابدت من مشاق .



--- لقد أجبت على أسئلتهم باقتضاب وقلت لهم باسما إننى لم أجاهد حتى الدم فاطمئنوا .



لقد إنفردت بعد لقاء الرهبان بأبيك القمص عبد المسيح ..لماذا ؟



--- لا تنسى أننى قد عاهدته قبل التوحد فى المغارة ألا أخالف له رأيا ولا أخفى عنه أمرا , كما كان هو يشجعنى ويزودنى بنصائحه لذلك كان من الضرورى أن أكشف له خفايا قلبى .



ومن زارك يا أبانا خلال فترة إقامتك بالمغارة ؟



--- زارنى الدكتور حسن فؤاد مدير الآثار وبصحبته مدير كلية اللاهوت بنيويورك وكان ذلك عام 1933. ذات يوم سمعت طرقا على باب المغارة لأول مرة منذ توحدى . ففتحت الباب ونظرت وإذ بالاعرابى الذى اعتدت أن اراه بين الحين والحين ومعه رجلان .ابتسمت لهما مرحبا ودعوتهما للدخول .



هل كان هناك سبب لتلك الزيارة ؟



--- لقد قال لى مدير كلية اللاهوت إنه طالب من زميله الدكتور حسن أن يتنزه فى الصحراء خارج دير البراموس , وسارا مسافة طويلة بدون هدف حتى تقابلا مع هذا الأعرابى وسألهم هل ترغبون فى زيارة الراهب المتعبد بالمغارة ..





ألم يخبرك الزائر لماذا جاء الى مصر ؟



--- لقد شرع فى وضع كتاب عن أصل الرهبنة ونشأتها فى مصر , وأنه يحاول التعرف على تعاليم أب الرهبان جميعا القديس أنطونيوس , وأباء برية شهيت , وقد بذل جهد كبيرا فى الاطلاع فى مكتبة البطريرك والمتحف القبطى , كما زار أديرة وادى النطرون ولكن المعلومات التى جمعها كانت محدودة للغاية .



أعتقد أن الفرصة قد واتت الزائر الأمريكى للقياك والتزود بما يرغب من معرفة عن حياة الرهبان خاصة وأنت تعرف اللغة الإنجليزية وتجيد التحدث بها .



--- لقد رويت له حياة القديس أنطونيوس والأنبا بولا أول السواح والقديس مكاريوس أب برية شهيت والقديس باخوميوس أب الشركة , ثم قرأت عليهما أجزاء من كتب مار اسحق السريانى موضحا لهما فلسفة الرهبنة وطرقها وكيف يعد الراهب نفسة لنوال المواهب , لقد استغرق الحديث وقتا طويلا وهو يدون ما يسمع .



لقد قال لك فى نهاية اللقاء إن ما جمعه من معلومات فى شهرين لهو شئ ضئيل جدا بالنسبة الى ما عرفه منك , ولما عزم الباحث الأمريكى على الانصراف بصحبة الدكتور حسن قدم لك ما فى جيبه من ريالات وعملات فضية بزعم أنها هدية رمزية تذكره بها .



--- ولكننى رفضت قبول هذه العطية , لقد قلت له ما حاجتى إلى هذا المال إن محبته أصل كل الشرور , وهو معوق طريق الوحده ورجوته أن يرد نقوده الى جيبه مشكورا وسيكون هذا مبعث سرورى وراحتى . فنزل الرجل على رغبتى .



ولكنهما رغم تأثرهما بفيض المعلومات التى لديك ورفضك منحة الباحث الامريكى .



--- الا أنهما أسفا لرفضى أن تؤخذ لى صورة ليضعها فى صدر الكتاب المزمع إصداره .




إنتظرونا فى الحلقة السابعة من الحوار مع قداسة البابا كيرلس السادس بعنوان " البابا كيرلس ... وموقفه من طرد رهبان الدير السبعة "


التوقيع:



Misho Fayez غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-24-2010, 08:53 AM   رقم المشاركة : [10]
مراقب عام و مشرفة منتدى الشباب والشبات
الصورة الرمزية jesus's girl
 
افتراضي

جميل جدااااااااااااا يا ميشيل بجد حياة البابا كيرلس كانت كلها قصص ومواقف جميلة جدا ربنا يعوض تعب محبتك


التوقيع:





jesus's girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البابا, الكلمات, كيرلس


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حياة البابا كيرلس السادس بتعليق من قداسة البابا شنودة Misho Fayez منتدى قداسة البابا كيرلس وحبيبه مار مينا 0 03-08-2012 08:25 PM
رجل يتطاول على قداسة البابا فى محاضرة اليوم و لا يستبعد ان يكون من الامن jesus's girl منتدى اخبارالعالم المسيحى 1 09-21-2010 08:08 PM
البابا كيرلس شفيعنا مارينا حليم منتدى قداسة البابا كيرلس وحبيبه مار مينا 12 12-21-2008 05:44 AM
من اقوال البابا كيرلس oja منتدى قداسة البابا كيرلس وحبيبه مار مينا 14 07-18-2008 07:53 PM
شرايط البابا كيرلس بنت البابا منتدى الترانيم 1 06-22-2008 01:59 PM


الساعة الآن 10:35 PM


† هدف خدمتنا: "‎ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب‎" مزمور 34 : 8 †
† مبدأ خدمتنا: "ملعون من يعمل عمل الرب برخاء‎" ارميا 48 : 10 †
† شعار خدمتنا: "ليس لنا يا رب ليس لنا لكن لاسمك أعط مجدا‎" مزمور 115 : 1 †