#1
|
||||
|
||||
اهرب ( أسرع ) يا حبيبي( نشيد 8 : 14 )
لم يستغرق الزلزال الذي ضرب شرق أمريكا عام 1989 سوي أربع دقائق فقط . ولكن لكون قوته زادت عن 6 درجة على مقياس ريختر ، فقد أدي إلى تدمير العديد من المنازل والأبنية . بسبب الانهيارات الأرضية التي ساعدت على حدوثها الأمطار الغزيرة التي كانت تحاصر المناطق المنكوبة منذ عدة أيام . وأودي الزلزال بحياة ما يقرب من الثلاثين ألفا ، فضلا عن الآلاف الذين أصيبوا إصابات بالغة . وأدي تصدع المباني وانقطاع التيار الكهربائي . وخروج القطارات عن مسارها إلى إصابة سكان المنطقة بحالة من الفزع والرعب . ونزل الجميع إلى الشوارع خوفا من انهيار منازلهم . وبعد مرور هذه الدقائق المخيفة ، وركض أحد الآباء إلى مدرسة ابتدائية لكي ينقذ ابنه " أرمان " ، وحالما وصل وجد أن المبني قد انهار وتساوي بالأرض . وإذ تطلع الأب إلى أكوام الحجارة والأتربة والكتل الخرسانية ، تذكر وعدا قدمه لابنه ، أنه مهما حدث فسوف يكون هو بجانبه هناك لمعونته وطمأنته . ودفعه هذا الوعد أن يقترب من مكان فصل ابنه ، وبدأ يرفع الأنقاض ويزيح الركام جانبا في محاولة لإنقاذ ابنه . وصل آباء آخرون ينتحبون ويصرخون ويولولون من أجل أولادهم ، وقالوا له إن الوقت متأخر ولا فائدة لأنهم جميعا أموات " تحت الأنقاض " وحتى رجال البوليس والإنقاذ حاولوا أن يثنوه عن عزمه في مواصلة الحفر ورفع الأنقاض ، وشجعوه على قبول الواقع والاستسلام . رفض الأب ، واستمر يحفر وسط الحطام ، في محاولة للوصول إلى مكان فصل ابنه تحت الركام . ومضت ثمان ساعات ، ثم ست عشرة ساعة ، ثم ستا وثلاثين ساعة . تجرحت وتقرحت يداه ورجلاه ، وعلاه الغبار والتراب ، وأنهكت قواه وذهبت عنه طاقته. لكنه استمر ولم يبرح المكان . وكلما استطاع أن يرفع حجرا كبيرا أو كتلة خرسانية تؤدي إلى تجويف أو فراغ بين الحطام والأنقاض ، كان يصرخ مناديا باسم ابنه " أرمان .... أرمااااان " . ولكن لم يكن صوت ولا مجيب . وأخيرا . وبعد ثماني وثلاثين ساعة من الأسى الشديد والمعاناة الرهيبة ، رفع الأب حجرا كبيرا يؤدي إلى فراغ كبير بين الأنقاض ، وإذ به يسمع صوت ابنه ، فناداه : " أرمان ...... أرمان " . فأجابه الصوت : " هأنذا يا أبي " . وبصوت متهدج اختلطت فيه دموع الفرح بنبرة الامتنان والعرفان للأب المحب الذي جاء ليتمم وعده . أضاف الولد هذه الكلمات الثمينة : " أبي ... أخيرا جئت ... لقد كنت انتظرك ... كنت متأكد أنك ستأتي إليَّ ، ذلك لأنك وعدتني أنه مهما حدث لي فسوف تكون بجانبي ... لقد قلت لزملائي الآخرين المحتجزين معي تحت الأنقاض أن لا يهتموا ـ فطالما أنت حيي فسوف تنقذني ، وعندما تنقذني سوف تنقذهم أيضا معي ... أبي .... أشكرك ... أحبك ... كم أنا سعيد أن لي أب مثلك ... أحبك يا أبي ... أحبك . أيها الأحباء ... لقد أعطانا الرب يسوع المسيح هذا الوعد : " أتي أيضا وآخذكم إلىَّ ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا " ( يو 14 : 3 ) ... والذي وعد هو أمين ( عب 10 : 23 ) ، وهو لا ينسى قط ما وعد به عروسه وأعضاء جسده . ربما يتزلزل العالم ، وتهتز الصخور ، ويصبح كل ما حولنا ركاما وأنقاضا وحطاما ؛ أدبيا وروحيا ، سياسيا واقتصاديا . فالزمان صعب ... والإثم يتزايد ... مبادئ الارتداد تزدادا قوة وتأثيرا ... وهوذا " كرب أمم بحيرة " و " حروب وأخبار حروب " و " مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن " و " الناس يغشي عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة " ... الفوضى سائدة في كل مكان .... والناس قائمون ضد القوانين والأنظمة ... الثورات والاضطرابات في جميع الأنحاء ... والشرور تزداد بلا خجل ولا حياء ... الكفر والإلحاد والفجور والإباحية تنتشر ... كل القيم الروحية تهدم ... والشر يزداد ، إلى أكثر فجور " ( 2 تي 2 : 16 ) و " إلى أردأ " ( 2 تي 3 : 13 ) ... وأمواج الظروف المعاكسة والتجارب تحيط بنا وتظهر وكأنها تريد ابتلاعنا ... فنحن في " الأيام الأخيرة " و " الأزمنة العصبة " ( 2 تي 3 : 1 ) ... ولكن يا ليت كلمات الرب الأخيرة العزيزة تملأ قلوبنا وتشع فيها قوة وسلاما وصبرا وفرحا : " آتي أيضا وآخذكم إلىَّ " . نعم ... إن ربنا يسوع المسيح آت من الأعمال ليأخذنا إليه من وسط كل هذا الحطام وكل هذه الخرائب والأنقاض ... وهو ـ تبارك اسمه ـ يشتاق إلى تلك اللحظة التي فيها تحضر العروس إليه . والذي جلس في يمين الله طيلة مدة وجود الكنيسة على الأرض . لا ينسي قط وعده . وموعد مجيئه . فما أحدانا أن نرقب مجيئه عالمين أن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا . قد تناهي الليل وتقارب النهار ( رو 13 : 11 – 14 ) . وبقينا أننا الآن في آخر لحظات الليل ، وبعد قليل جدا سيبزغ " كوكب الصبح المنير " ، فشده الكلام تنبئ بقرب بزوغ الفجر . ونجاتنا تقترب جدا ، وفي انتظارنا لمجئيه القريب لنكون معه كل حين ( 1 تس 4 : 17 ) ، لترتفع قلوبنا وأنظارنا عن مشهد الخراب والأنقاض هذا ، ولنتشدد سواعدنا لنكون أمناء حتى النهاية . ويا ليت يكون لهبنا المستمر ولغة القلب قبل الفم . يا سيدنا المعبود الكريم ... لك ولمجيئك انتظارنا ... وأنت قد قلت ... " ( تك 32 : 12 ) " آتي أيضا وآخذكم إلى " ( يو 14 : 2 ) " افعل كما نطقت " ( 2 صم 7 : 25 ؛ أخ 17 : 23 ) وتعال سريعا ( رؤ 3 : 11 ؛ 22 : 7 و 12 و 20 ) ربنا عجل بهذا اليوم ..... " أهرب ( أسرع ) يا حبيبي " ( نش 8 : 14 ) |
03-04-2011, 01:39 PM | رقم المشاركة : [2] |
امين الخدمة
|
الله يا ساسو قصة رائعة وتأمل اروع واذا كان ده تصرف الاب البشرى مع ابنه فكيف يكون تصرف ابونا السماوى معانا نحن فى ايد ضابط الكل ... الذى يقول فيكون الاول والاخر .... الذى يفتح ولا احد يغلق ويغلق ولا احد يفتح ..... هو الذى يدبر حياتنا كما يليق ربنا يبارك فى خدمتك ويعطيكى سؤل قلبك
التعديل الأخير تم بواسطة المصرى الأصيل ; 03-04-2011 الساعة 01:41 PM.
|
|
|
03-04-2011, 08:34 PM | رقم المشاركة : [3] |
مراقب و مشرفة قسم التأملات
|
مـــــرسى بابا لمرورك الجميل كالعادة ربنا يبارك حياتك |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ابنى حبيبى كان فى حضنى و بين ايديا (ايمن حبيبى تعالى) | ابن البابا | المنتدى الادبى | 0 | 10-18-2011 01:06 AM |
ترنيمة نسجد لاسم الثالوث (ذكصولوجية باكر ) | magdysaid | ترانبم كليب | 8 | 09-23-2010 06:08 PM |
اهرب لحياتك وامتنع عن الشهوات الجسدية | بيبو نبيل | منتدى الشباب والشبات | 4 | 08-29-2010 06:54 AM |
اهرب لحياتك | sasso | منتدى التأملات | 4 | 03-04-2010 03:49 PM |
العيون تنشد نشيد الأناشيد في عرس قانا الجليل | awad | منتدى ايماننا المقدس | 0 | 11-23-2008 10:57 PM |