#1
|
|||
|
|||
الصلاه مابين الحق والخيال
أحياناً يطلق البعض كلمة (( الصلاة )) على ما هو ليس صلاة بالمرة ، فمثلاً إنسان يذهب إلى الكنيسة ويقف هناك وقتاً ما يتفرس في الأيقونات أو في وجوه الناس وملابسهم ، أو يقف في القداس ويسرح في الصلاة وينظر لمن حوله ويلتفت يميناً وشمالاً ، إلى أن تنتهي الصلاة ، ثم يخرج من الكنيسة وهو مقتنع أنه كان يصلي ! وآخر يقف في ركن غرفته ، يحني رأسه ويتمتم ببعض كلمات قد حفظها عن ظهر قلب أو يقرأها من الأجبية بدون معرفة أو شعور ، ثم يقتنع في ذاته أنه يصلي ! ليست هذه صلاة بأي حال ولن يكون لها أي مفعول أو صدى ، ولا تتعدى سماع الأذن التي تتليها ، لأن الصلاة إنما تكون من الفكر ومن القلب معاً . ولكن مثل هؤلاء إنما يقضون أوقاتهم مع الناس في الكنيسة أو مع الصورة في البيت أو مع كلمات مكتوبة بحبر على ورق ، ولكن ليس مع الله في الصلاة . وآخرون يصلون بشفاههم – كواجب عليهم لابد من القيام به بحكم العادة – وقلوبهم باردة لا تشعر ولا تهتم بما يسألون . وعلى هؤلاء جميعاً أن يتعمقوا أكثر في ذواتهم ، ويتوبوا من قلوبهم ، ويفكروا بفحص فيما هي الصلاة وما هي الشركة المقدسة الحقيقية مع الله ، كواقع في حياتهم المعاشة . برودة القلب نحو الله في الصلاة تعبر عن حالة عزله وانفصال عن الله ، ولا توجد محبة حقيقية لشخص الله الحي ، ولكن لنا أن نقدم قلوبنا لله محترقة حباً . + الصلاة هي رفع العقل والقلب معاً إلى الله ، هي تأمل في شخص الله الحي الحاضر معنا والمتواجدين في محضره ... الصلاة هي حديث جريء مقدم بمحبة وثقة الإيمان من المخلوق للخالق ، من ابن لأبية المحب المخلوق على صورته ، وذلك حينما تقف النفس خاشعة أمامه كما تكون أمام ملك عظيم ، في نسيان كامل لكل ما هو حولها ، مغتسلة من خطاياها بحملها نير يسوع الهين وحمله الخفيف ، مقدمة مخافة ومهابة تليق بالله الحلو محب النفس القدوس . الصلاة في حقيقتها هي تقديس النفس وتغيير القلب وتجديد الذهن ، وتذوُّق عميق للحق وثمرتها حب الوصية وطاعتها الصلاة هي المطر السماوي الذي ينعش ويروي ويخصب أرض النفس وينقي وينعش العقل ، هي فرح الروح وهي ذاك الرباط الذهبي ، رباط الحب الذي يربط الابن بأبيه السماوي ، رباط لا ينحل أو ينفك ، هي مشدَّدة الإيمان والأمل والحب . الصلاة هي حياة شركة مع الله والقديسين الذين ارضوا الله منذ بدء العالم ، هي إصلاح الحياة التي انحرفت وحادت عن الطريق المستقيم ، هي جهد وعزم لخلاص نفوسنا من كل انحراف عن الحق وتنقيتها من شوائب الشر والفساد الصلاة هي قوة الرجاء والثقة في الله وشرف الوقوف في حضرة القدير ، وعلى من يريد أن يتمتع بعمق ثمرة الصلاة عليه الكفَُ عن تطويب النفس وعن العطف على الذات وعن التماس الأعذار لها . + على كل من يصلي صلاة سطحية كمجرد واجب أن يتوب ، وتكون طلبته من الله أن يعطيه نعمة الصلاة الحقيقية بحرارة المحبة ، وأن يركز في كلماته ، فكلمة صغيرة بتركيز خير من كلام كثير بلا معنى أو تركيز الصلاة ليست بكثرة الكلام أو مدة طول الوقت ، إنما الصلاة من إنسان يريد الله ولو بكلمة أو أوقات قليلة أفضل من لغو كلام بلا طائل الله تطلع من السماء واشرف : هل من فاهم طالب الله !!! |
12-09-2008, 06:51 PM | رقم المشاركة : [2] |
امين الخدمة
|
الصلاة ليست بكثرة الكلام أو مدة طول الوقت ، إنما الصلاة من إنسان يريد الله ولو بكلمة أو أوقات قليلة أفضل من لغو كلام بلا طائل .
موضوع رائع يا فرفورة ربنا يحميكى وياريت ماتحرميناش من موضوعاتك الجميلة ونورتى المنتدى مرة تانية . |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
توجيهات وإرشادات فى جذب البعيدين عن الحق إلى معرفة الحق وتبعيته !! | حبيب يسوع | منتدى المرشد الروحى | 0 | 05-02-2012 01:10 AM |
عن الخدمة ...والخدام. | sasso | منتدى اقوال الاباء | 2 | 03-18-2011 05:06 AM |
ما هى الصلاه: | raof said | منتدى ايماننا المقدس | 2 | 07-02-2010 03:02 PM |
الرجاء الصلاه بشده | بولا رفقى | منتدى المناسبات الحزينه | 9 | 07-14-2009 04:44 AM |
دورة تدريبية مكثفة لمكافحة الإدمان للشباب والخدام | ابن البابا | منتدى اخبار امسابقات الكرازه والموتمرات | 5 | 06-11-2008 05:58 AM |