#1
|
||||
|
||||
الصليب نقطة تلاقي
نحن تقابلنا مع المسيح في جثسيماني وقلنا إن شركة الآلام هي تقابُل ما بعده تقابُل. وتأكَّدنا أنه منذ تلك الساعة صارت آلامنا تُحسب مع آلام المسيح ذبيحة حب وفرح، وشركة في مجد الأُلوهة. فما بالنا نقول الآن إنه ينبغي أن نتألم ونحزن ونبكي؟ نقطة التلاقي الأولى: ألم الصليب: نعم، يجب أن نلتقي مع الصليب، ففيه مذَّخر لنا حزن واكتئاب كثير، لأن لنا فيه مصدر تبكيت بسبب خطايانا الحاضرة. مَن ذا يستطيع أن يدنو من الصليب ولا يحس بخطاياه وينظرها أمامه حاضرة؟ نحن لا نبكي المسيح على الصليب؛ بل نبكي أنفسنا التي لم تنتفع بعد من عار الصليب وعذاب المسيح! نحن لا نتألم لأن المسيح تألم! ولكننا نتألم لأن المسيح تألم ونحن لا زلنا نلهو. نحن لا نحزن لأن المسيح شرب المُر على الصليب! ولكننا نحزن لأننا لم نَرْعَوِ ولم نعتبر ذلك، ولا زلنا نشرب من ملذَّات الدنيا. نحن لا نجزع حينما نتصوَّر كيف ضغطوا إكليل الشوك على رأس المسيح، وانغرست أشواكه في رأسه وجبهته وسال الدم من هنا ومن هنا إمعاناً في احتقار ملوكيته! ولكننا نجزع حينما نتصوَّر ذلك ونحن لا نزال نسعى وراء أمجاد الدنيا وتكريم الوظيفة وعلو الدرجات! نحن لا نرتعب من منظر المسامير وهي تُدَقُّ في اليدين والقدمين على الخشبة! بل نرتعب لما نذكر ذلك ونتذكَّر كيف امتدَّت أيدينا للسرقة والرشوة وإمضاء الزور والإساءة إلى الأبرياء، ولا تزال تمتد! هذه هي شركة آلامنا في الصليب، حيث يصير الصليب خشبةَ تبكيتٍ وآلام ومصدرَ حزنِ توبةٍ للحياة. + «الآن أنا أفرح، لا لأنكم حزنتم، بل لأنكم حزنتم للتوبة... لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله يُنشِئ توبةً لخلاصٍ بلا ندامة.» (2كو 9:7و10) كذلك نحن مدعوُّون أن نكون شركاء في آلام المسيح، لا بمعنى أن نحمل عنه آلامه أو نشاطره أحزانه ـ إذ هذا تفسير جدَّ خاطئ ـ بل بمعنى أن نكون مستعدِّين أن نقبل مثله ألم الرسالة واضطهاد الحق وضيق الكرازة، في كل ما يأتي علينا؛ حيث تُحسَب لنا هذه كلها كتكميل لآلام المسيح، أو كاشتراك بنصيب متواضع في أحزان الصليب: «وأُكَمِّل نقائص شدائد المسيح في جسمي لأجل جسده، الذي هو الكنيسة.» (كو 24:1) إذن، ففي ذِكرى آلامه نحن مدعوُّون، لا أن نبكي عليه بل أن نبكي معه، بأن نحمل صليبنا ونتبعه ونضيف آلامنا على آلامه! وحينما تقرأ الكنيسة أناجيل الصَّلْب بنغمة الحزن، فلنتذكَّر أننا مدعوُّون أن نسير مسيرته ونُهان إهانته ونُطرد مثله ونخرج «حاملين عاره.» (عب 13:13) هكذا نتألم، وهكذا نعرف آلام المسيح وعار الصليب. فهي إما تُنشئ فينا حزناً للتوبة والخلاص، وإما تُنشئ فينا حزناً على الخراف الضائعة. نقطة التلاقي الثانية: فرح الصليب: هي ليست نقطة ثانية، لأنها كائنة بالأولى. فشركة آلامنا في الصليب قائمة أساساً على الفرح والعزاء. فنحن إما نحزن ونتألم للتوبة، وأحزان التوبة تُنشئ فرحاً ما بعده فرح، فالكتاب يصفه أنه ”بلا ندامة“ لأنه فرح اللُّقيا بوجه المسيح لقيامة وحياة في الخلود. وإما نحزن ونتألم في الخدمة والكرازة، وأحزان الكرازة عزاء ما بعده عزاء لأنه تكميل لرسالة الصليب وبه نؤهَّل أن نكون من التلاميذ أو التابعين: «قد امتلأت تعزية وازددتُ فرحاً جداً في جميع ضيقاتنا. لأننا لما أتينا إلى مكدونية لم يكن لجسدنا شيء من الراحة بل كنا مُكتئبين في كل شيء. مِن خارج خصومات، مِن داخل مخاوف. لكن الله الذي يُعزِّي المتضعين عزَّانا... بسببكم.» (2كو 4:7ـ7) |
04-15-2009, 05:17 PM | رقم المشاركة : [2] |
مشرفة منتدى سير القديسين
|
مصلوب علشان واحد زيي مش بس عشان الابرار
انا جايلك وعايزك ضيي ده الليل لازم له نهار بجد موضووووع راااائع راائع يا ميرنا بجد....وبجد حاجة جمييلة اننا نكون في شركة مع المسيح في الااامه الرب يبارك حياتك....وميرسي ليكي |
|
|
04-16-2009, 03:12 AM | رقم المشاركة : [3] |
امين الخدمة
|
وهب لكم لاجل المسيح لا ان تؤمنوا به فقط بل ايضا ان تتألموا لاجله ( فى 1 : 29 ) يعنى الالم يعتبر هبة من الله لنا فى الحياة بسبب اكاليله موضوع رائع من روائع المتنيح الاب متى المسكين وشكرا يا ميرنا على كل موضوعاتك الجميلة ربنا يبارك فى خدمتك |
|
|
04-16-2009, 05:41 PM | رقم المشاركة : [4] |
مراقب عام و مشرفة منتدى الشباب والشبات
|
ميرسي لمرورك توتا ربنا يباركك وكل سنة وانتي طيبة
ميرسي لمرورك الجميل جداااااااااااااا استاذي الغالي وكل سنة وحضرتك طيب |
|
|
04-16-2009, 08:16 PM | رقم المشاركة : [5] |
مشرف منتدى الميديا
|
موضوع روووووووووووعة بجد يا ميرنا ولازم كلنا نستفيد منه بجد
ربنا يباركك |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لما تلاقي محدش حس بألمك وأنت لوحدك بس | avatakla | ترانبم كليب | 0 | 05-23-2012 11:11 PM |
قصة فلاح وقطة صغيرة | avatakla | منتدى القصص | 0 | 09-13-2011 12:53 PM |
نقطة ماء بيضاء | حبيب البابا | منتدى الكتاب المقدس | 2 | 04-09-2009 09:51 PM |
نقطة . ومن أول السطر | ميكو | منتدى التأملات | 13 | 03-25-2009 12:47 AM |
لا تكن (.) نقطة بل كن (،) فاصلة | بنت البابا | منتدى المواضيع الهامة | 13 | 07-06-2008 11:41 PM |