دعوة صموئيل
أن الرب دعا صموئيل فقال هأنذا. وركض إلى عالي وقال هأنذا لأنك دعوتني(1صم 3: 4 ،5)
كان الدرس الأول الذي على صموئيل أن يتعلمه هو أن يعرف صوت الرب ويميزه ويطيعه. وفي أول مرة دعاه الرب ركض إلى عالي. كان لكبر سن عالي ووظيفته المقدسة كرئيس كهنة، تأثير كبير عليه كطفل صغير. وهذا التأثير نراه الآن منتشراً فيما بيننا بصورة جلية. فكم من الناس بدلاً من أن يخضعوا لسلطان الله، نراهم يتحولون لكي يخضعوا لسلطان البشر! والشيء الخطير في هذا الأمر أن الإنسان عندما يركض نحو البشر يبتعد بنفس المقدار عن الله. وحينئذ تصبح وصايا الله بلا تأثير عليه ويستبدلها بوصايا الناس وتقاليدهم. ونحن نذكر كيف تعامل الرب يسوع المسيح دون رأفة مع هذا الأمر مما أثار عداء الكتبة والفريسيين ضده. وعندما تحدَّث له المجد عن خرافه التي لن تهلك لأنه أعطاها الحياة الأبدية، ميَّزهم بعلامة واضحة هي سماعهم لصوته وسيرهم وراءه، بينما لا يسمعون لصوت الغريب ولا يتبعونه (يو10). وحتى بطرس ذلك الرسول الأمين للرب، عندما استسلم لتأثير الذين أتوا من عند يعقوب انحرف وسقط (غلا2). ولكن عندما استعادت كلمة الله وسلطانها تأثيرهما على نفسه، كتب في رسائله أعمق الوصايا الموحى بها لطاعة الرب والخضوع العملي لكلامه. وفي حالة صموئيل نرى الرب في نعمة غنية يكرر الدعوة له حتى تحول عن الاتجاه للناس واتجه إلى نفسه، ويا لها من نتيجة مُفرحة للنعمة الصابرة! ولا شك أن كل نفس مُخلَّصة مديونة لهذه النعمة الغنية المثابرة.
وفي انفراد مع الرب تعلم صموئيل الحالة الحقيقية للمشهد الذي كان يعيش فيه، وعرف أيضاً الدينونة المؤكدة الوشيكة الوقوع (1صم 3: 11 -14). في الانفراد مع الرب نجد المكان الوحيد الذي فيه يمكن لنا أن نعرف أفكار الله من جهة المشهد الذي نعيش فيه الآن.
ولا شك أن الحقائق الموجودة في كلمة الله ضرورية لكل شاهد أمين للرب لمقاومة الأفكار الخاطئة التي يبثها الشيطان من جهة الحاضر والمستقبل.