اقرأ: (مرقس ١٤: ٤٣ - ٦٥)
تعد دائرة الضغط المنخفض عند مركز الإعصار من أهدأ مناطق الإعصار. وفي قراءة اليوم نرى يسوع في سكينة وهدوء، بينما كل ما حوله في اضطراب وعنف وهياج.
بعد كرب وآلام جثسيماني يحل السلام على الرب يسوع، فنراه مستعداً الآن لمواجهة كل ما يأتي عليه. ويتفجر العنف في البستان ذاته: جموع محتشدة، أصوات عالية، صليل الأسلحة، وخيانة، ثم القبض على يسوع. وفي وسط كل هذا نجد الرب يسوع واقفاً شامخاً صامداً، مستعداً ومنتظراً، يسأل الجموع التي خرجت لتمسكه، سؤالاً منطقياً كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني كل يوم كنت معكم في الهيكل أعلم ولم تمسكوني! وهو الأمر الذي يتناقض تماماً، مع ما فعله تلاميذه الذين برغم وعده لهم في ذلك المساء بألا يتركهم، هربوا مذعورين. ونرى الرب يسوع أمام القيادات الدينية المجتمعة في مشهد من الخديعة والأكاذيب والسخف. ويقف يسوع في الوسط هادئاً صامتاً وعارفاً بما يحدث، لكنه غير مدافع عن نفسه تماماً. يتحدث في صمته بأبلغ من كل كلمات التشويش المتداخلة المندفعة نحوه. وعندما يجد في النهاية إنه من المناسب أن يتكلم، نجده ينطق بهدوء وفي شجاعة وينتهي المشهد بكلمات وسخرية.
إن الرب يسوع – في مواجهته للعنف والموت، وثقته بخطة أبيه وتدبيره، هو هو ذاته اليوم. والرب يسوع، ليس فقط معنا ليقوينا بل إنه أيضاً في داخلنا، مستعد لأن يكون مركز حياتنا، ومصدر سلامنا في وسط العواصف التي تهب علينا.