شهيد من ايام طفولة المسيح

السيرة العجيبة للشهيد ودامون
نحن الان في احد ايام الشتاء من شهر يناير من السنة الثالثة لميلاد المسيح ، وفي مدينه "ودامون" وقد التفت حوله مجموعه من اصدقائه الوثنيين وبعدها تحدث الحاضرون عن العباده المصريه القديمه ، وعن طقوسها وآلهتها الوثنيه تطرق الحديث الي زياره بعض الاصدقاء ،الي مدينه الاشمونين ،ورووا له احداثا عجيبه شاهدوها بعيونهم عن" طفل عجيب" !! ليس كباقي الاطفال !! وتساءل الحاضرون " لماذا ؟ ! ومن يكون ؟ !"
الطفل العجيب يسوع:
فقال احد الحاضرين "لقد سمعنا من اصدقاء موثوق في كلامهم ان امرأه غريبه الجنس قد وصلت الي بلاد الأشمونين من بلاد المشرق (فلسطين) ومعها طفل صغير يشبه اولاد الملوك كله بهاء وجمال وهو ابرع من جميع الاطفال اما في الحديث وفي الحكمه فليس له مثيل ابدا رغم انه لم يبلغ سوي الثالثه من عمره فقط ! ".
وتساءل الآخرين "هل انتم متأكدون من ان هذا الطفل العجيب قد جاء فعلا الي بلادنا؟! " فأجابوا بالايجاب ! ، ثم تحدث بقيه الحاضرين عن صفات الطفل الالهي ، التي تفوق الخيال ومنها علي سبيل المثال ، انه عندما اقترب من تماثيل الآلهه ( الاصنام) ، سقطت علي الارض علي الفور من مهابته !! تري من يكون؟! .
ودامون يصل الي يسوع
ولما انصرف الضيوف من منزل " ودامون " جلس قليلا مع نفسه ، وبدأ يفكر في امر هذا الطفل العجيب ،و اشتاق من كل قلبه ان يراه ، وأن يستمع بحديثه الحلو ، وحكمته العاليه ، لاسيما وأنه كان يتكلم بتعاليم عظيمه وفي هذا السن الصغير جدا لعله ابن الاله ؟! .
وامنطي ودامون ظهر حصانه وسافر من ارمنت الي الاشمونين وهي مسافه طويله جدا ودامت الرحله الشاقه عده ايام متواصله لم يشعر فيها بتعب ،او بملل لأنه كانفي شوق زائد ان يري هذا الطفل الالهي، الذي سمع عنه الغرائب والعجائب!!.
اللقاء التاريخي مع يسوع الطفل
فلما وصل ودامون الي الاشمونين قادته العنايه الالهيه الي مقر اقامه العائله المقدسه علي اطراف الصحراء ولما ابصر الطفل يسوع مع امه مريم ، رآه ابرع جمالا من كل بني البشر ، فسجد له ممجدا الله ، الذي ابدع تصويره! في نظره .
فلما رآه الطفل الالهي ، تبسم في وجهه ، وخاطب يسوع ودامون بصوت حنون قائلا


يتبع

تكمله القصه
" السلام لك ياودامون " ، فأندهش الرجل من معرفه الطفل الصغير باسمه فمجد الله وصمت ! وبعد ذلك قال له يسوع " لقد تعبت كثيرا في السفر والمجيء الي ههنا ، للتحقق مما سمعته من حديث ضيوفك عني - في بيتك - لذلك سأقيم عندك ويكون بيتك مسكنا لي الي الأبد " ! .
فاندهش الزائر من معرفه الطفل يسوع بكل احداث حياته وصمت في تأمل ، ثم قال بتواضع : "ياسيدي انني اشتهي - من كل قلبي - ان تأتي الي وتسكن في بيتي المتواضع، واكون انا خادما لك ، الي الأبد "!! فما اعظم الاتضاع ، ومااجمل حياه الطاعه والوداعه والخضوع لمشيئه الله الصالحه .
نبؤه المسيح الطفل عن المستقبل
ثم قال الصبي الالهي لودامون " سيكون بيتك مسكنا (كنيسه) لي انا ووالدتي الي الابد ، واضاف قائلا : " عند عودتك من الاشمونين -الي ارمنت - سيسألك اصحابك ، وكذلك يتأكد كهنه الأوثان ، انك كنت عندنا ههنا وانهم سيغتاظون منك ، وسيسفكون دمك في بيتك !! ونظرا لانك آمنت بي فلا تخف لأني اقبلك عندي ، في ملكوت السموات لتعيش معي الي الابد " ،( ومااحلاه من وعد من الله ) !!.
اول شهيد في الصعيد (وفي العالم المسيحي)
ثم اضاف يسوع قائلا " سوف ادخلك الفردوس عندما آتي وآخذ الآباء من الهاويه ، واذهب بهم الي هذا الموضع الجميل (في انتظار يوم الدينونه) وحينئذ يتمتع كل المؤمنين بملكوت السوات وهو مكان الفرح الدائم الذي ليس له انقضاء وانت تكون اول شهيدفي بلاد الصعيد"
( طوبي لمن صدق وعد المسيح المخلص ) !.
وهكذا آمن ودامون بكل ماقال له الطفل يسوع ! وسجد له ، فباركه وصرفه بسلام الي بلدته فركب فوق دابته ، وعاد فرحا الي بيته وكان طول الطريق يتأمل فيما رآه ، وسمعه عن هذا الطفل العجيب !
وقرر في قلبه ان يتخذه له الها ، لأنه ادرك بالايمان انه هو "ابن الله" الحي الذي ظهر في الجسد من اجل خلاص البشر .
اتفاق الاشرار علي الشر
فما عاد ودامون الي مدينه ارمنت سمع عابدوا الاوثان بوصوله ، وانه احب يسوع اكثر من آلهتهم الحجريه ، التي لاتسمع ولاتتكلم . غضبوا منه جدا واشاعوا - في المدينه كلها - ان ودامون قد ترك الاله رع وعرف يسوع واتخذه الها !! .
فجاء اليه كهنه الاوثان مسرعين وقالوا بصوت واحد.. هل الكلام الذي يقولونه عنك صحيح ؟! فأجابهم -بكل امانه وشجاعه وقال : نعم انا ذهبت الي الطفل الالهي ، وآمنت به وبكلامه العجيب ، لأنه اخبرني عن كل حياتي ، ووعدني بمستقبل ابدي سعيد ، ثم باركني ، وقال لي " انا آتي واحل في بيتك - مع والدتي - الي الابد " ! فلم يصدقوه ، وازدادوا غضبا وحمقا ، وتكلموا بكلمات شريره ، ثم صرخوا كلهم بصوت واحد ، وقالوا لقد تركت آلهتنا ثم اشهروا سيوفهم نحو صدره ، وتقدموا نحوه ، وبدأوا يطعنونه جميعا بغيظ شديد عده طعنات ، حتي تمزق جسده الي قطع صغيره بينما حملت الملائكه روحه الطاهره نحو السماء ، حسب وعد الله ، وحيث نقلوه الي مكان انتظار الآباء ابراهيم واسحق ويعقوب ، ومع بقيه مؤمني العهد القديم ، الذين ماتوا جميعا علي رجاء الوعد الاهي بالخلاص المجااني ، في ملئ الزمان الي ان مات الفادي يسوع ، علي عود الصليب وعلي الفور نزل المخلص الي سجن الجحيم ( حيث اخرج كل قديسي العهد القديم واللص اليمين وادخلهم الي الفردوس) انتظارا ليوم الدينونه العظيم ، حيث يدخلهم الله " ملكوت الموات " ذلك المكان المجيد، والذي لم تراه عين ، ولم تسمع به اذن ، ولم يخطر علي قلب بشر ، والذي اعده الرب لكل المؤمنين بفداء المسيح ، السائرين حسب وصايا الله ، في ايمان كامل وعمل صالح ، وهكذا استراح ودامون من العالم ، ومن اتعابه وصار اول مسيحي ينال الشهاده علي اسم المسيح قبل خدمته ، وقد سبق في ذلك الشهيد استفانوس والشهيد العظيم يعقوب الرسول ( اع 12 : 2 )
واستحق ان ينال شرف الاستشهاد علي اسم المسيح في السنه الرابعه من حياته القصيره علي الارض ، وآمن به من كل قلبه قبل بشارته ، وموته علي الصليب بسنوات كثيره " وطوبي لمن آمن ولم يري " ( يو 20 : 29 )
وتعيد له الكنيسه القبطيه يوم الثامن عشر من شهر مثري .
تحقق وعد السيد المسيح في حينه الحسن
وبعد اقل من ثلاثمئه عام ، تم ابطال عباده الاوثان في العالم الروماني ، وفي مصر ايضا ، وتم الكشف عن سيره القديس الشهيد ودامون ، وقام المسيحيون في القرن السادس بجعل بيته كنيسه علي اسم السيده العذراء مريم ، وابنها يسوع " الذي له كل المجد والاكرام الي الابد امين " .
وهكذا حفظ الله جسد شهيده المؤمن الي ان تم بناء بيت الرب في الصعيد. وشيدت علي اسمه كنيسه الجيوشنه ( اي كنيسه الله الحي ) بضواحي ارمنت . واودع بها جسده الطاهر ، ولايزال هناك مذبح صغير يحمل اسم القديس الشهيد ودامون بكنيسه العذراء مريم بدير الراهبات بجبل ارمنت ، تذكارا له وقد بقيت هذه السيره الي الآن شاهده علي صدق كلام السيد المسيح ، وتحقق وعده الصحيح .
وعملا بقول الكتاب : " ذكر الصديق يدوم الي الابد " ( مز 11 :6 )

بركه صلاه الشهيد ودامون تكون مع الجميع آمين

اخواتي في المنتدي فين المشلركات الجميلة ولا القصة مش عجباكوا

القصة حلوة جدااا يا باور بس الصراحة انا اول مرة في حياتي اسمع القصة دي

ياريت تقول لنا مصدرها لاني بجد مستغرب لاني اول مرة اعرف الحكاية دي

ربنا يباركك

شكرا مدحت علي مرورك الجميل

اسم الكتاب "دير الشهيد ودامون والسيدة العذراء بحاجر ارمنت "
بالكتاب سيرة الشهيد و نبذة عن ديره وبعض معجزاته
اتمني انك تزور ديره بحاجر ارمنت

ميرسي كوكو علي القصه الجميله دي لكن اول شهداء علي اسم السيد المسيح في طفولته هم اطفال بيت لحم ال144000 اللي قتلهم هيرودس وكده يبقي الشهيد ودامون هو بعدهم
ربنا يباركك ويحميك