في العالم سيكون لكم ضيق، لكن ثقوا، أنا قد غلبتُ العالم
في العالم سيكون لكم ضيق، لكن ثقوا، أنا قد غلبتُ العالم "يو33:16
هذه هي كلمات المسيح الأخيرة التي ودَّع بها تلاميذه، و أعلن فيها أنهم بعد صعوده سيبدأون يواجهون ضيق العالم، خاصة من أجل اسمه، لأن المسيح لم يهادِن اليهود و رجال المجمع بل كشف أعمالهم، و اكتسب بتعاليمه التي كانت ضد سلوكهم عداوة كل الأوساط اليهودية.
- و لكن المسيح بإظهار الحق و تعاليم الحياة الصالحة، و بكَشْف سوء أعمال الفئات اليهودية، و بهَدْم العادات الدينية التي ابتدعها اليهود، كان قد وضع أساس العهد الجديد و تعاليمه و مواعيده. فكان ذلك بمثابة غَلَبة المسيح على الذي كان قائماً ضد الحق في العالم.
- فإن كان المسيح قد ترك العالم بعد أن أنار بتعاليمه طريق الحياة، و تركه مضيئاً و ضَمَن السير فيه برعاية روح الله و تعاليم الإنجيل، لم يَعُدْ يقلق على مصير مَن سيؤمنون به، خاصة أنه نحَّى الشيطان عن تزييفه للحق والحياة، و غَلَبه و أسقطه: « رأيتُ الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء » ( لو 10: 18). فقال عن حق: « أنا قد غلبتُ العالم »، بمعنى أنه سلَّم لنا تعاليمه و فتح أمامنا طريق الحق والحياة، وسط عالم حاقد ولكنه مغلوب.
- فأصبح الإيمان بالمسيح ممهَّداً، و قيادة المسيح منتصرةً و غالبةً، و قد أرسل الروح القدس من عند الآب بعد صعوده: « لكني أقول لكم الحق إنه خيرٌ لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزِّي، و لكن إن ذهبت أُرسله إليكم. و متى جاء ذاك يبكِّت العالم على خطية و على برٍّ و على دينونةٍ. أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي، و أما على برٍّ فلأني ذاهبٌ إلى الآب و لا ترونني أيضاً. و أما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دِينَ» (يو 16: 7-11). لذلك فنحن نواجه عدواً مكسوراً ومغلوباً ومرعوباً من الصليب، يسهل تحييده بالإيمان، و الغلبة عليه باسم المسيح والروح القدس.
[color="rgb(139, 0, 0)"]منقول[/color]
|