أعظم أمانة وأعظم شرف إذ يأتمنا الرب أن نكون شركاء في حمل رسالة الإنجيل. ما أعظمه امتياز؟... لماذا لم يختص به الملائكة؟ لقد ائتمن الرب البشر رغم ضعفاتهم ونقائصهم بالرسالة العظمة التي يرتهن بها مصير البشر.
إن مهمة توصيل رسالة الرب يسوع المسيح له المجد إلى العالم اليوم ليست أسهل مما كانت عليه في أيام الرسول بولس. كيف نخترق حواجز الجنس واللون والثقافة والدين دون أن تتأثر رسالة الإنجيل؟ أفكار الرسول بولس تساعدنا متى كنا نحمل رسالة الإنجيل إلى جيراننا أو إلى أركان الأرض كلها. قبل كل شيء كان الرسول بولس يعرف تماماً خصائص وطباع جميع الناس من حوله. ومع ذلك كان مستعداً لممارسة بعض المرونة واسعتا الأفق في سبيل الوصول إلى أعماق كل من قابلهم لقبول المسيح. وقد ضحى بولس بالكثير من حريته الشخصية في سبيل ذلك. ومنها أنه لم يرد أن يثير موضوع التبشير لليهود أو الأمم أو أن يجامل قوم على حساب قوم آخرين. فنراه مثلاً يقولك «فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهودي وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس. وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس. مع إني لست بلا ناموس لله بل تحت ناموس للمسيح لأربح الذين بلا ناموس» (1كورنثوس 9: 20 و21). يضع بولس المخدومين في مقدمة اهتماماته ناظراً إلى المكافأة من الله وحده.
نحن في عصر الخدمة والكرازة. هل نستطيع أن نبذل نفس الجهد والتضحيات التي ضحى بها القديس بولس، وأن نضع جانباً ميولنا وتعصينا من أجل أن نكسب الجميع إلى حظيرة المسيح؟ هل نقبل أن ننسى راحتنا واحتياجاتنا وحريتنا من أجل خدمتنا للآخرين؟