«مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله. كأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به» (١بطرس ٢٣:١ و ٢:٢).
الذي جعل الفرق العجيب بين شاول الفريسي وبولس المسيحي هو النعمة والذي جعله أن يدوس بره الناموسي السابق ووضع فيه الإرادة أن يوجد في المسيح هو النعمة التي تعطي نوراً. وفي أي شيء يقوم الفرق الكائن بين من يتكل على حسن سيرته الظاهرة والمسيحي الحقيقي إلا بوجود النعمة. لأنه قد توجد سيرة حسنة حيث لا نعمة ولا مبدأ إيمان حي خلاصي بل قد توجد خشية الله نائشة من تعليم البشر لا من تعليم روح الله بحيث قد يكون الإنسان قائماً بفرض الديانة ومنتبهاً إلى سيرته الظاهرة وله إسم أنه حي وهو ميت عالي الدعوى بالإقرار وهو غريب عن قوة التقوى فإن سيرة بولس قبل اهتدائه إلى الديانة المسيحية دليل واضح على أن السيرة قد تكون حسنة جداً في الظاهر وممدوحة بينما يكون القلب خالياً من مبدأ النعمة. فهل في نفسي هذا المبدأ الذي يقال له النعمة وهل ولدت من الزرع الذي لا يفنى وهل أميل ميل ولد لله وهل عرفت بالخبرة أن الرب صالح إذاً اشتهي اللبن العقلي العديم الغش وكما يحب الطفل اللبن النقي من صدر والدته هكذا أحب لبن كلمة الله النقية واستقي من هذا الينبوع جميع ما تحتاج إليه نفسي من التعزية والقوت. والمحبة الفادية تكون موضوعاً دائماً لسروري وتجعل حلاوة في كل ما يتعلق بخدمة يسوع وتحصرني لأن أقصد فائدة الغير في كل حياتي. ونعمة الله في المسيح يسوع توسع كل أفكاري وتحفظني متواضع القلب. مقدماً الحمد لمن له وحده الحمد. أعطني اللهم أن أنمو يومياً وأغتذي إلى أن أبلغ الحياة الأبدية بواسطة لبن كلمتك العديمة الغش.